نوفيلا "العشق " للكاتبة نشوه أبوالوفا مكتوبة كاملة - مجلة الشفق



روايات رومانسية - نوفيلا العشق - نشوة أبو الوفا - روايات رومانسية pdf 

للعشق قانون جاذبيه خاص مهما حاولت منه الفرار يجذبك اليه كانجذاب الفراشة للنار
فهل ستحترق فراشتنا بناره أم تنعم بدفئه هيا بنا لنرى
سارت على الشاطئ تداعب الرمال قدميها  و تنساب بين أصابعها مشعره إياها بالراحة والهدوء  جلست على الكرسي أمام عشقها الاول و الأخير ذو المزاج الرائق الصافي في هذا الشروق المميز،
لم يكن من أحد  هناك على الشاطئ ، فكانت خلوتها مع الطبيعة مميزة ساحرة تخلب الألباب، الشمس تشرق عليها بخيوط ذهبية خجلة،  و البحر ممتد أمامها بأمواج هادئة يدعوها لتعانقه،
لم تلبث إلا قليلا حتي بدأ يبث البحر شوقه إليها و يناجيها لكأنها تسمعه يدعوها إليه،
أحست بيديه الشفافتين تلمسان يديها و تحثانها على الذوبان في أحضانه  ،انصاعت له، لم تكن لتقاوم هذا السحر بدأت في الاقتراب منه رويدا رويدا لم يكن في مدى نظرها سوى صفحه المياه الصافية و تلك اليخوت البعيدة على مدي رؤيتها ،
أخذ يتسلقها بروية و هي تزداد هدوءا و صفاءا حتى بلغ شفتاها و دخل الماء المالح في فمها ساعتها أدركت  أنها أصبحت في عمق لم يكن ينبغي بها الوصول إليه  ،فهي لا تجيد السباحة  أخذت قدماها تتصارعان علهما تجدا رمالا تقفان عليها،
لكن هيهات صارعت  ضاربه بيديها صفحة الماء ،في محاولات للنجاة  ،لكن لم تجدي محاولاتها نفعا، لقد صمم أن يحتويها بين أحضانه و أن تصبح من شهدائه حاولت المقاومة مرة أخرى، لكن قواها انهارت أمامه و آثرت الاستسلام  له
بدأت في الاستكانة ، رأت نفسها في نفق أبيض ضبابي تسير فيه للمجهول  حتى أعماها النور فجأة
لتسمع صوتا يقول "يا الله سترك يا الله "
و أخذت تسعل الماء الداخل رئتيها وسمعت ذلك الصوت يقول "الحمد لله "
و فتحت عيناها لتصطدم عيناها بعيني ذلك الأسمر الذي ذاب في تلكما العينين اللتان لم تقلا سحر و لا جاذبيه عن البحر،
حدث نفسه "يا الله سبحان ما خلقت و كأنها حوريه من القصص الخيالية زرقاء العينين بيضاء البشرة  صهباء الشعر" 
سألها في لهفة "هل أنتِ بخير ؟"
أجابت و هي تحاول التقاط أنفاسها "الحمد لله"
 أردف و هو يتأمل جمالها " لقد أنقذك الله بمعجزة،  أوشكتِ  علي الغرق"   
 حاولت ألا تسرح في ملامحه "آسفه، لقد جذبني البحر و لم أنتبه إلا بعد فوات الأوان "  
ابتسم "الحمد لله أنني كنت أسير على الشاطئ فلمحتك"
ابتسمت فهام بها  قالت "اشكرك كثيرا يا...."
بسرعة أجاب "نيار  و أنتِ"
"كادي"
سألها و هو يود ألا يفارقها "هل تريدين مني أي مساعدة ؟هل تستطيعين الذهاب لغرفتك للراحة؟"
مدت يدها صافحته "أ شكرك لقد أصبحت بخير، إلي اللقاء"
ود لو سحب يدها هذه ليضمها لصدره لكنه استجمع شتات قلبه "إلي اللقاء "
تركته داخله لبهو الفندق و هو يسير ورائها تحسبا لأي طارئ (هكذا كان يحدث نفسه )
و التساؤلات تجتاحه كالبراكين الثائرة بلا هوادة
كيف أغرم هكذا من أول نظرة؟
من هذه الملاك التي تكرمت بالنزول للأرض؟
هل سأراها مرة أخرى ؟
تابعها بعينيه حتى رآها تأخذ مفتاح الغرفة من موظف الاستقبال
ألقى نيار التحية على موظف الاستقبال " صباح الخير يا علي،
 من هذه الفتاه  ؟ "
 "إنها السيدة  كادي الجيار حرم المرحوم جمال طاهر"  (صدم نيار لمعرفه أنها أرملة لم يتوقع ذلك )
"أين  تقيم ؟"
"إ نها مقيمه في الغرفة المميزة  بالدور الأخير من الفندق المطلة علي البحر "
"حسنا علي، أرسل لها باقة كبيرة من الورود الحمراء و بداخلها ضع هذا الكارت"
 و كتب نيار بداخل الكارت
"أتمني أن تكوني من محبي الزهور و سأكون في قمه سروري إذا قبلتِ دعوتي إلى تناول العشاء في مطعمنا المتواضع بالفندق  فأنا صاحب الفندق
منقذك نيار"
استلمت كادي باقة الورد و سرت بها فهي عاشقة للورود
اتصلت بالاستقبال و طلبت منهم موظفا ليسلم برقيه  لصاحب الفندق السيد نيار
 و كتبت فيها
"أشكر سيادتك مرتان، مرة لإنقاذي و مرة على تلك الورود الرائعة التي أرسلتها، لكن اعتذر من سيادتك لا أستطيع قبول دعوة العشاء و شكرا
 كادي  الجيار"
سلم الموظف البرقية  لنيار
فابتسم و سرعان ما تحولت بسمته  لعبوس عندما قرأها، لكن لم ييأس فلقد استوطنت كادي في قلبه و لن يتركها ، إنه يحس بانجذاب شديد ناحيتها،
سأل  في الفندق عن عاداتها فعلم أنها تحب تناول العشاء في  شرفة غرفتها المطلة على البحر و لحسن حظه كانت الغرفة المجاورة لغرفتها خاليه ،
فتأنق و صعد لتلك الغرفة جالسا بالشرفة المجاورة منتظرا أن تطل عليه كادي ، خرجت كادي للشرفة لتتناول عشاءها المكون من الفاكهة و الزبادي  ،و فور أن جلست حتي قاطع هدوءها نيار  قائلا
"آسف على الإلحاح لكني حقا استغرب من كونك وحيده هنا و كما يقولون قتل الفضول القط (و تصنع مواء القط )"
ضحكت كادي رغما عنها "و ماذا يريد مني القط ؟"
ابتسم "أ ريد  أن أتعرف عليك،  فلا يعقل أن رجل أعمال  مشهور مثلي و سيده مجتمع راقي مثلك لا يعرفان بعضهما، حتى إن هذا التعارف سيصب في اقتصاد البلد مباشره ألا تريدين مصلحه الوطن ؟!"
 فضحكت "بالطبع أريد مصلحة الوطن "
"حسنا أتودين أن آتي لشرفتك ام تأتين لشرفتي" 
تضايقت "و هل ترى أن الاجتماع بين رجل أعمال مهم و سيدة مجتمع راقي يكون في الشرفة سيد نيار "
 "آسف حقا أنا لم أقصد أن أضايقك ،لا تسيئ فهمي أرجوكِ أرجوكِ  اقبلي اعتذاري "قالها بطريقة مسرحية
 أجبرت كادي على قبول اعتذاره ضاحكة فهي لا تدري من أين ظهر لها هذا النيار؟ و لماذا لا تقوى على مقاومته؟
نزلا لبهو الفندق تساءل "لأي مطعم تود السيدة الذهاب؟"
 قالت كادي للمطعم الإيطالي
طلبا عشاءهما و تجاذبا أطراف الحديث و بما أن كادي تمتلك شركة للتصميم العقاري و الديكورات اتفقا أن يزورها نيار في شركتها  بزيزينا في الإسكندرية لتقوم بإعادة التصميم للفندق
وودعها نيار على وعد باللقاء على الغذاء.
غادرت كادي نيار و صعدت لغرفتها ،وقفت في الشرفة و ضحكت عندما استعادت ما قاله نيار ،و تلقت اتصالا هاتفيا من نور سكرتيرتها و صديقتها
"مرحبا نور اشتقت لك"
"حقا كادي!  و لهذا تركتني هنا و ذهبتي للاستجمام وحيدة "
"انتِ تعلمين نور أن الفترة السابقة كان ضغط العمل كبيرا و كنت بحاجه للاسترخاء وحدي ،وحدي يا نور بدون معارف أو حتى أصدقاء "
"حسنا يجب أن تنهي هذا الاسترخاء المنفرد لأن لدينا جدول أعمال مزدحم "
"كيف ذلك ؟ إن أقرب موعد هو الخاص بالشركة اليابانية و باقي عليه خمسه أيام"
"يا حلوتي الشركة لديها مؤتمر تسويقي هنا و التمسوا مني إعادة تغيير الموعد و لقد وافقت و لم أشأ أن أخبرك إلا قبلها بقليل لكي لا أشغل بالك"
 "حسنا نور متى الاجتماع ؟"
"غدا يا رفيقتي"
(تضايقت كادي و لكن لم تشأ أن تسري لنور بضيقها  )
"حسنا سأكون عندك في الصباح الباكر تصبحين على خير"
"أحلام سعيدة صديقتي "

تساءلت كادي بينها و بين نفسها
"لماذا تضايقت ؟هل لأني سأغادر؟ أم لأني سأخلف موعد الغداء مع نيار "
و نامت كادي  و لم ترى في أحلامها سوى نيار ،استيقظت منشرحة الصدر مسرورة الخاطر ،لكن ما لبثت أن تضايقت عندما تذكرت أنها  ستسافر ،و جهزت نفسها للسفر و تركت لنيار برقيه اعتذار مفادها
"سيد نيار
أعتذر بشده عن موعدنا، لاضطراري للسفر و ما زلنا عند موعدنا للعمل
وشكرا
كادي"
أما نيار  استيقظ مسرعا لبهو الفندق ،عله يراها قبل موعدهم فناده علي قائلا "سيد نيار لديك رساله من السيدة كادي"
بقراءة الرسالة تضايق كثيرا لكنه عقد العزم على اللحاق بها إلى الإسكندرية .
أنهت كادي اجتماعها مع الشركة اليابانية  لتجد هاتفها يرن برقم غريب لا تعرفه
"من معي؟"
"أنا غاضب منك"
"من معي؟  أجب أو أغلق الهاتف"
"حسنا حسنا أنا اقتصاد الوطن الذي تركتيه  جائعا"
فضحكت كادي و قالت "سيد نيار آسفه جدا و لكن كيف عرفت رقم هاتفي؟"
"هل تعتقدي أن نيار نيازي يخفى عليه شيء "
"حسنا أيها السيد الخارق للعادة ،  ما سبب اتصالك ؟"
"أريد موعدا للعمل سيدتي أم أنك لا تريدين العمل معانا "
"إذن كان يجب عليك الاتصال بالسكرتارية لتحديد موعد ،لكن بما أنني أخلفت موعدي معك فسأحدد أنا لك الموعد ،حسنا انتظر
نور ما هو الموعد الخالي لعمل اجتماع مع السيد نيار صاحب فنادق درة البحار؟"
نظرت نور لها مبتسمه ابتسامة غامضة و راجعت مواعيد العمل
و قالت "بعد ثلاثة ايام "(بصوت مرتفع  قاصده أن يسمعه نيار )
نظرت لها كادي معاتبه و لكن لم تستطع إلا الموافقة
"حسنا سيد نيار بعد ثلاثة أيام الساعة الثانية عشر هل يناسبك
ذلك ؟"
"بالطبع سلام مؤقت ،إلى أن نلتقي"
"إلى اللقاء "
ما أن أغلقت الهاتف ، إلا و قفزت نور تتعلق بها " ما القصة يا صديقتي العزيزة ؟"
ابتسمت كادي " لا أعلم يا نور "
و قصت عليها ما حدث بينهما و تابعت قائله "أحس بانجذاب شديد له يا نور كفراشه تحوم حول الضوء لكن أخشى أن تكون مشاعري في غير محلها و احترق بنيران الصدمة "
قالت نور بخبث " لو كنتي أخبرتني ما حدث بينكما كنت جعلت الميعاد اليوم و ليس بعد ثلاثة أيام، أنا الأن على أحر من الجمر لأري من ذلك الذي خطف قلبك".
أغلق نيار الهاتف معها و ذهب لمكتب  عمه  فالمسألة الآن مسألة عمل
نيازي عم نيار هو رجل خمسيني لم يتزوج ،كل ما يشغله عمله إنه رجل متوسط القامه أصهب الشعر أزرق العينين
"مرحبا بالعم المشغول "
نيازي ضاحكا "يا أهلا ،أي ريح طيبه ألقت بك علي أيها المغامر"
"ريح العمل بالطبع، طبعا أنت تعرف برغبتي في تغير ديكورات الفندق و تجهيزاته  لتكون أكثر حداثة  ،  لقد وجدت شركه ممتازة للعمل معنا و سنذهب للاجتماع بمديرتها و الاتفاق معها"
 "حسنا يا رجل الاعمال الهمام ،أثق دائما في خياراتك أخبرني الأن اسم الشركة و من مديرتها ؟"
 "شركه كادي الجيار "
( فتجمدت ملامح نيازي  ثم سيطر عليها سريعا)
"كادي لا غبار على عملها أبدا ،و لا على دقتها و التزامها كل رجال الأعمال يتمنون العمل معها فكيف وافقت على عقد اجتماع معك بسهوله ؟ "
نيار ممسكا بياقة قميصه  "قدرات يا سيدي قدرات ،لكن لماذا تبدلت ملامح وجهك عند سماعك اسمها؟ "
 "لا شيء يا نيار لا تشغل بالك"
صمت نيار و غادر مكتب عمه  لكنه أحس أن عمه  يخفي  عنه شيء بالتأكيد
بعد ثلاثة أيام تأنقت كادي كعادتها و ارتدت حله رسميه سوداء و رفعت شعرها الأصهب في تسريحه عمليه و ذهبت للشركة تعد الساعات حتى موعد وصول نيار،
كانت نور تجلس على مكتبها، وجدت من يقف أمامها
 "لدي موعد مع السيدة كادي من فضلك ، أنا نيار صاحب فنادق درة البحار"
رسمت نور ابتسامة عريضة "حسنا تفضل معي لغرفة الاجتماعات و ستوافيك السيدة كادي بعد قليل "
 دخل نيار و نيازي و محامي شركتهم  السيد خالد للغرفة و طارت نور حرفيا لتبلغ كادي بوصولهم دخلت عليها  مكتبها مقتحمه إياه و هي تلهث  حتى أن كادي فزعت  
"ما بك يا نور ؟"
قالت و هي تحاول أن تهدأ "لقد وصل الوسيم الذي شغل عقلك لكن لا أعتقد انه يستحق كل هذا"
 ( نور أعجبت  بنيار من الوهلة الأولى لكن أرادته لنفسها و ليس لكادي فيكفي كادي الثروة التي لديها ،و بالتأكيد ستجد رجلا آخر  تحبه أما نور فهذه فرصة لها لا و لن تعوض،  ليس كراهية في كادي أو غيرة منها ،هي لم تكن تتوقع أن كادي تعشق نيار بهذه السرعة )
استغربت كادي من رد فعل نور  لكن لم تهتم فكل ما يشغل بالها الأن هو رؤيه نيار ،دخلت القاعة و ألقت عليهم التحية مرحبة بهم و مبديه سعادتها بالعمل مع شركه كشركتهم
قال نيازي " كنت أتوق للتعرف بك يا سيدة كادي" (  قالها بطريقه غامضه حتى أن عيناه التمع بهما الدمع و لكنه جاهد لإخفائها  و نظر لها نظرة لم تستطع تفسيرها  و لاحظ نيار تلك النظرة فتأكد شكه أن عمه يخفي عنه شيئا )
" الشرف من نصيبي سيد نيازي فاسمك  و سمعتك تسبقانك   و الأن هل نباشر العمل ؟"
نور بالطبع كانت معهم في الاجتماع و كذلك محامي شركتهم السيد أحمد ، و خالد محامي شركه نيازي  الذي أعجب بنور منذ أن وقعت عيناه عليها،
اتفقوا علي التفاصيل
وسط اعجاب  و حب متزايد من الجميع للجميع  كان كيو بيد الحب يرفرف على القاعة ناشرا سهامه يمينا و يسارا ،
كادي ونيار يهيمان ببعضهما  ،  نور تضع عينها على نيار،      خالد أعجب بنور،    
انتهى الاجتماع  و غادر الجميع ،ذهبت كادي لمكتبها  تستغرب من نفسها ووقوعها سريعا في حب نيار و هل يا تُرى يحبها ؟و هل يعرف حكايتها؟!!  و كيف لا يعرف حكايتها والبلد بأكمله يعرف حكايتها!!.
نيازي في السيارة موجها الحديث لنيار
"أرى في عينيك إعجابا لا تستطيع أن تخفيه يا ولدي تجاه كادي، تريث،  فأنت لا تعلم الكثير عنها ،  و تأكد من مشاعرك أولا،
 لن أسمح أبدا لك أن تلعب بمشاعرها ،الفتاه ليست بحاجه لمزيد من الجروح و المحن يكفيها ما عانته"
تساءل نيار "عن أي محن تتحدث ؟ أخبرني "
نظر له نيازي قائلا "أنت إذن لم تبحث جيدا في ماضيها و لا تعرف سأقص عليك ما أعرفه
كادي الجيار (نطق اسم الجيار بطريقه غريبه و كأنه يكره الاسم و صاحبه )  تزوجت جمال رغم أنه في سن الجيار و ربما أكبر وكان لجمال ولد من زوجته السابقة  يسمى أشرف كان أبعد ما يكون عن اسمه و الكل كان يعرف بعلاقاته الغرامية  المتعددة و إدمانه الذي فشل جمال في علاجه رغم محاولاته الكثيرة،
أشرف كان يضع عينيه على كادي، ذلك الفاسق كان يريد كادي لنفسه و لم يخجل من التصريح بذلك، حتى بعد أن تزوجها والده (نطق تلك الجملة بمرارة كأنه كان يعرف كادي أو يكن لها مشاعر هو الآخر )
أبعده جمال عن المنزل  و في أحد الأيام انتهز أشرف غياب جمال عن المنزل في عمل ،و تسلل و هاجم كادي و حاول الاعتداء عليها  قتلته كادي دفاعا عن نفسها ،و قبض عليها و أسرع جمال في الحضور و جند كل رجاله و معارفه للإفراج عنها بسرعه، وتمت تبرئتها خاصه أن جمال أخبرهم أن أشرف كان يتربص بها و شهد الكل بذلك،  توفي الجيار يوم الإفراج عن كادي صدمته سيارة مسرعة لا تحمل أرقام (نطق هذه الجملة براحة )،
بعد أقل من شهر توفي جمال بالسرطان ،لم يكن أحد يعرف أنه مصاب و لا حتى كادي ،  عانت الفتاه كثيرا يا نيار من فضلك لا تزد عليها"
قال و قد ترقرق الدمع في عينيه على ما قاسته محبوبته " أنا أحبها كثيرا يا عمي ،من أول وهله رأيتها ،زرقه عيناها و شعرها الأصهب  ،أحسست أني  أعرفها إنها جزء مني كان ضائعا ووجدته، أحس أني موسوم بها كالقصص الخيالية إنها المقدرة
لي ".
ترك عمه و هاتف كادي
"هل تقبل السيدة كادي دعوتي على العشاء احتفالا بعملنا "
"لو كنت قبلت بالاحتفال بالعشاء لكل عقد أبرمه لكنت أقمت بالمطاعم سيد نيار"
"فلندع جانبا كلمه سيد يا كادي أنا منقذك لست غريبا أم أنك نسيت التنفس الاصطناعي"
"نيار تأدب"
"حسنا ،أنا آسف هيا اقبلي دعوتي، أنت ما زلتِ مدينه لي بموعد الغذاء "
كادي " حسنا موافقه"
و اتفقا على المكان الذي سيتناولان فيه عشاءهما .

لم تخبر كادي  نور أنها ستقابل نيار ، عندما طلبت منها أن تخرجا سويا... لا تدري لماذا ؟ لكن شيئا بداخلها حذرها من ذلك  و تحججت بأنها ستنام مبكرا
غادرت كادي الشركة متوجهه لفيلتها  ، وجدت والدتها في الحديقة
فجلست معها تلك السيدة الرائعة الحسن مع أنها بالطبع تقدمت في السن قليلا، لكنها ما زالت محتفظة بجمالها سوداء الشعر تقصه كاريه  ،قصيرة القامة  ، إنها  حور والده كادي
تجاذبتا أطراف الحديث و روت لها كادي تفاصيل لقاءها العملي بنيار و نيازي  ،و فور أن  أتت على ذكر نيازي حتى انتفضت حور من مكانها  ،و غادرت إلى غرفتها وسط تعجب كادي التي لحقتها
"ما بك يا غاليتي"  
تصنعت الابتسامة "لا شيء يا كادي ، اتركيني قليلا فأنا أحس بصداع في رأسي "
غادرت كادي بعد أن أعطت حور مسكنا
وقفت حور تنظر للشرفة و تتساءل لماذا الان يا نيازي؟ لماذا تظهر الآن ؟ و أطلقت زفرة طويلة  يا الله أبعد كل هذا العمر  تعود بهذا القرب؟
جاء المساء و تأنقت كادي مرتديه فستانا أزرق ،  مطلقة العنان لشعرها الأصهب الذي يصل لمنتصف ظهرها  ،و ذهبت لتقابل نيار، دخلت المطعم لتجده ينتظرها، قام مرحبا بها مبديا إعجابه بروعتها (كان يود أن يأخذها بعيدا عن عيون البشر )
جلست و تساءلت عن نيازي ألن يحضر العشاء؟
فنظر لها ضاحكا مقتربا قليلا من وجهها "هل تخافين الجلوس معي بمفردك ؟"
فنظرت له بتحدي" لقد  توقفت عن الخوف منذ زمن يا نيار"
ابتسم و أخذ نفسا طويلا يساعده على البوح بالقادم " كادي بدون  مقدمات طويله أو لف و دوران ....أحبك "
أطرقت برأسها خجلا  فاحتوى كفها بين راحتيه و استرسل
" كادي أحبك منذ النظرة الاولي ،منذ ضممتك بين ذراعي لأخرجك من الماء ،منذ أن قمت بعمل التنفس الاصطناعي لكي مع أن  نيتي كانت خالصه لله لأنقذك،  قالها غامزا بعينه ، منذ أن فتحتي هاتين العينين الزرقاوين و ألقيتي علي تعويذه سحرك  كادي كأني مقيد بك بقيد لا أود أبدا أن تنفصم عراه "
لم تعرف كادي ماذا تفعل ؟كانت تحس أنه سينبت لها جناحان و تطير من الفرحة لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها
قائلة "نيار  أنا عانيت كثيرا حتى أصبحت ما أنا  عليه الآن، أخاف أن تستولي علي مشاعري فأغدو ضعيفة مرة أخرى، أنت لا فكره لديك عما مررت به ،ما يعرفه الكثيرون عني من الإعلام نقطه في بحر ما عانيته "
وضع يدها على قلبه "أنا نهاية معانتك يا كادي ما سبق انتهى"
   نظرت له بحب "لا  نيار لم ينتهي  ،ما سبق حفر بداخلي أخاديد  من المعاناة ، أنا لا أنكر أبدا إحساسي بالانجذاب إليك ،لكني خائفة، لا أريد أن أضيف لجراحي جرحا آخر  ،و أعتقد أنك ستتعب معي كثيرا ،فمن الأفضل أن  يكون ما بيننا عملا فقط "
نظر لذلك البحر الأزرق اللا متناهي " كادي ارجوكِ أعطي فرصة لنفسك ربما أكون أنا دواءك الذي يشفي الجراح "
نظرت للفراغ كأنما تحاول استطلاع المستقبل "أخشى أن تكون سكينا تمزقني "
 هز رأسه نافيا "أبدا لن يحدث  اعطنا نحن الاثنان فرصه "
قالها ناظرا في عينيها فلم تملك الا الخضوع مبتسمه له 
"لا تعتقدي أني سأدعك دون أن تبوحي لي بكل ما ضايقك يوما لكن ليس الان"
"مولاتي  "
 ضحكت كادي
 فقال "نعم مولاتي  و أنا تابعك المتيم في بحور غرامك"
  "أنت رهيب " قالت كادي ضاحكة
 فوقف نيار مادا يده إليها  "هل  أنال شرف هذه الرقصة مع مولاتي؟ "
فمدت يدها قائلة "أعتقد ذلك "
صعدا للمسرح ليرقصا رقصة هادئة مع الراقصين، لم ينبت أحدهما ببنت شفهه  كان حديثهما حديث عيون و ما أدراكم ما حديث عيون العاشقين  ، كانا في عالم آخر ، حتى أن الكل لاحظ ذلك فتركوا  المسرح لهما وحيدين يرقصان وسط نظرات الإعجاب بهما و بحبهما هذا، و لم يفيقا إلا على صوت تصفيق الحاضرين بعد انتهاء الموسيقى.
تصادف وجود أحد محرري الصحف الصفراء بالمكان و صور بكاميرا خفيه يحملها معه بطلينا العاشقان .
في جانب آخر في زاويه خاصة بالمطعم تكشف المكان بدون أن يكشفها أحد كان هناك شخص جالس يراقب عصفوري الحب العاشقان و بداخله تعتمل مشاعر متضاربة من الفرح و الخوف و الحنين ،
غادر نيار المطعم برفقه كادي و ظل ورائها بعربته إلى أن وصلت فيلتها ، دخلت كادي الفيلا لتجد والدتها بانتظارها  
احتضنت أمها بسرور "حبيبتي كيف تشعرين الآن هل زال الصداع ؟"
"نعم الحمد لله هل استمتعت بتناول العشاء ؟"
دارت حول نفسها بمرح " كان عشاءا رائعا، حوري هل نجلس سويا أريد أن أخبرك بأمر مهم "
 ابتسمت حور لمرآها ابنتها بهذه السعادة "ما دمتي ناديتني بحوري فبالتأكيد إنه أمر كبير، تعالي صغيرتي بدلي ملابسك ووافيني لغرفتي"
 بدلت كادي ملابسها و ذهبت لغرفه والدتها  جلست في حضنها و سردت عليها كل شيء من أول لحظه قابلت فيها نيار
 زفرت حور "آه يا صغيرتي ،أخيرا دق قلبك، فليسعدك الله لكن تروي يا كادي ،لن اقول إلا تروي ،فالقلب يا بنيتي يندفع في مشاعره، حكمي عقلك  قبل قلبك "
 نامت كادي في حضن حور
 لكن حور ظلت مستيقظة تفكر في ابنتها و تتعجب من الزمن و أفعاله محدثة نفسها " يا الله من بين كل الرجال لا يدق قلب كادي سوي لنيار،  يا ربي احمها و ساعدني في إخفاء الماضي الذي يحاربني للظهور"
في الصباح توجهت كادي للشركة لتجد أن الكل يقابلها بنظرات غريبه مختلفة  ،تارة نظره فرح ،نظره شفقه ،نظره حقد ،لم تعرف لماذا هذا التغيير منذ زمن لم ترى كم التغير في النظرات الموجهة لها هكذا ،
دخلت مكتبها لتجد نور مكفهره الوجه وقالت لها "هل نمتِ جيدا البارحة يا صديقتي؟ "
  نظرت لها كادي نظره استغراب من الطريقة التي تحدثها بها
"ماذا هناك يا نور؟  لماذا تتحدثين إلي بهذه الطريقة ؟" 
"لا تعلمين بالطبع !! و كيف ستعلمين ؟لماذا تكذبين علي يا كادي؟  انظري "
و أعطتها جوالها لتطالع نور صفحة من صفحات مواقع التواصل المتخصصة بأخبار المشاهير و تجد صورها و صور نيار و هو مقترب منها   ،  صوره أخرى و هو يمد يده إليها للرقص،  و صوره و هما يرقصان  ،و صوره أخرى و المسرح  خال من حولهما
و مكتوب في العنوان
"شاهد قبل الحذف الحسناء تلقي شباكها على رجل السياحة "
، و في صفحه أخرى
 "خبر الموسم كادي الجيار تخطط للاستحواذ على فنادق نيازي" ، في صفحه ثالثة
" ابنه الجيار وقعت أخيرا في الحب "،
الصدمة أخرست كادي  و سقطت على كرسيها  منهارة باكية "لماذا لا يتركونني في حالي؟  ألا يوجد بالبلد كلها سواي"
 في هذه اللحظة رن جوالها و كان نيار
"لا تتضايقي  و لا تشغلي بالك سأتصرف و سيختفي كل هذا"   
"كيف يا نيار؟!!  هل ستمنع الناس من الحديث ،من المشاركة ، إذا منعت موقع كيف ستمنع كل المواقع ؟ أنا فريستهم نيار لن يتركوني أبدا "
 "لن يتركوك لأننا سنمنحهم خبرا جديدا للحديث عنه "
"ماذا تقصد؟"
"سأزورك اليوم في الثامنة مساءا مع عمي لنخطبك من والدتك  و هذا سيخرس الجميع "
"لا،  لا أريد أن نرتبط بسبب الضغوط"
"انا أريدك و أنتِ تعلمين هذا جيدا انتظريني مساء ،إلى اللقاء مولاتي "
"إلى اللقاء "
نظرت نور لكادي و قالت" ماذا تنتظرين،  هل ستوافقين على ما قاله؟ هل ستخطبين له لإسكات الألسن؟"
لم ترد كادي و غادرت إلى فيلتها مرتميه في أحضان والدتها و انفجرت في البكاء و روت لها ما حدث كل ما قالته حور
" نيازي قادم ليخطبك لنيار " و صمتت  قليلا "فليكن إذن ،هذا أفضل من أن يجلدوك بسياطهم  بنيتي  ،لا تحزني استعدي "
جاء المساء  ....
تأنقت الاثنتان  استعدتا لاستقبال الضيوف ،دخل نيازي و نيار و جلسا بالصالون ،و جاءت حور و كادي لتسلما عليهما ، كان سلام حور و نيازي يشوبه الغموض و الترقب و كذلك التوق
تكلم نيازي قائلا" لقد جئنا لنخطب كادي لنيار سيدة حور هل لديك أي مانع ؟"
"لا أنهما كبيران كفاية ليقررا صالحهما "
"على بركه الله  فلنتم الخطبة الأسبوع القادم "
 و انصرفا
بعد مغادرتهما انفردت كادي بحور "هل تعرفين السيد نيازي من قبل يا حوري؟"
 صمتت حور  قليلا ثم قالت "نعم أعرفه من زمن طويل ،قبل أن يصبح السيد نيازي صاحب الأموال، منذ أن كان مهندسا  زراعيا  يعمل عند جدك"
"حقا يا حوري !!لكن أحس أن بينكما شيء ما "
"و ماذا سيكون بيني و بينه إنه رجل عصامي بني نفسه بنفسه"  قالتها بإعجاب
و تركتها وسط تأكد كادي من شكوكها من أن هناك قصه بين نيازي و حور
هاتفها نيار ....
" مولاتي  تابعك المتيم لا يستطيع النوم بدون أن يسمع صوتك و يطمئن أنك بخير"
ابتسمت و هي تلعب بخصلاتها الصهباء "أنا بخير أيها المتيم،  أفكر فقط في تجهيزات حفل الخطبة ، سنقيمه في المنزل و سيكون مقتصرا على الأقارب "
"لا لا لا مولاتي يجب أن يكون حفل خطبتها أسطوريا "
"ولكن "
"ليس هناك من لكن  ،دعي الأمر لي سأجعلك تنبهرين  سأعد كل شيء حتى فستانك"
 ضحكت كادي" حتى الفستان يا نيار!!" 
"نعم  حتى الفستان "
"حسنا سنري ما ستفعل"
فوجئت كادي في الصباح بخبر خطوبتها المنتظرة يملئ الجرائد و المجلات و كل وسائل الاعلام ، استقبلت التهاني من الجميع 
دخلت عليها نور في المكتب و قالت "هل تحبينه حقا يا كادي ؟"
"نعم نور أعشقه ، قلبي يرفرف من حبي له ، والدنيا تكاد على رحابتها لا تسعني من فرحتي "
لامت نور نفسها على تفكيرها فيه، بعد أن راجعت نفسها احتضنتها قائلة  "فليتم الله لكما بالخير يا صديقتي".
جاء يوم الخطبة كانت نور معها منذ الصباح الباكر  ،فالفيلا صارت خليه نحل لتجهيزات الخطبة ، شدد عليها نيار أن لا تخرج أو تلقي أي نظرات مختلسه على الحديقة، بعد قليل  جاء الفستان و لوازمه مع فريق التجميل
"انتظروا قليلا لأقيس الفستان"
فتحت كادي الغلاف لتجد فستان خطبتها بلون أزرق كفساتين أميرات القصص الخيالية  ،و بالطبع كان علي قياسها ، بعد انتهاء خبيرة التجميل من عملها،
وصل فارسنا المغاور سارق القلوب في حلته الرسمية التي زادته وسامة فوق وسامته ليأخذ مولاته لعرشها ،مقلدا إياها طقما ماسيا خلابا
توجهها للحديقة سائرين في ممر من  قماش الشيفون  من اللون المماثل للون الفستان،
 تلقى عليهما بتلات الورود ،و تطلق الألعاب النارية، 
حتي وقفا في منتصف منصة ما و تعالت أنغام موسيقي هادئة ارتفعت بهم تلك المنصة تزامنا مع رقصهم رقصتهم الهادئة    وسط هتاف الجميع و تصفيقهم
"أعد لك مفاجأة أتمنى أن تعجبك "
بهيام قالت "كل ما تفعله يعجبني "
كادي كانت بالقرب منه تذوب عشقا فيه و هو كذلك
 "أتوافقين أن نعقد قرآننا الأن  " قالها ناظرا في عيناها ممسكا بذقنها جاعلا إياها تنظر في عينيه  
لا تدري كيف قالت "نعم أوافق"
فرفع يده و فجأة تطايرت البالونات في كل مكان بالحديقة
 أمسك نيار بالمايك قائلا "وافقت يا عمي وافقت " قالها صارخا
 فدخل عمه ممسكا بيد المأذون وجلسا على طاولة أعدت في لحظات ،و بدأ في كتابه عقد الزواج و سط ابتسامات كادي و نيار و دهشة والدتها ،لكن لم يسبق لها أن رأت ابنتها بتلك السعادة أبدا و لم تقو على الاعتراض
’عقد القران و شهد عليه خالد محامي شركه نيازي ،و أحمد محامي شركه كادي
 بعد العقد انطلقت الحمائم البيضاء طائرة في سماء الحديقة
أخذ الكل يهنئهما و توجه نيازي لحور مهنئا  إياها
"مبروك يا حور، لم يرض الله عن فرقتنا ،و ربطنا بارتباط فلذات أكبادنا "
حور سيطرت على نفسها لكي لا تبكي   و تركته و ذهبت لابنتها تهنئها ،
خالد رأي نور واقفه تبكي من سعادتها لصديقتها  فاقترب منها
 "جميله جميلات الحفل تبكي ،لا يجوز هذا، هاتان العينان لم تخلقا للبكاء  "
 "أستاذ خالد لا يصح هذا الكلام "
قال متعجبا " كيف لا يصح ؟هل يمنع الزوج من التغزل  بزوجته المستقبلية التي سكنت بداخل روحه و يعد الأيام ليتقدم لها"
 تضرجت وجنتاها من الخجل و ذهبت من أمامه تستبق الخطى لتهنيء كادي، ثم عادت للطاولة  حيث والديها
 لتجد خالد جالسا عليها و والدها يخبرها أن خالد يريد خطبتها و سيزورهم في المنزل غدا  ، لم تنطق من صدمتها ،فهي التي كانت تستكثر على كادي نيار  ،بعد أن رضيت بقضاء الله يرسل لها الله خالد ، و ما أدراكم بسمعة خالد و سيرته العطرة بين المحامين و عائلته و ثروته ،لا يوجد به عيب واحد
 تساءل خالد "هل لديك أي اعتراض على شخصي آنسه نور؟"
"لا بالطبع أستاذ خالد" قالتها خجلة محمرة الوجنتين
 "هل أبشر نفسي بالخير ؟"
 فابتسمت فقال  "إذن إلى لقاء قريب "و تركهم و ذهب لصديقه نيار
كان حفل الخطبة و عقد القرآن في غاية الروعة 
و استمرت الأوساط كلها في الحديث عنه  لعدة أيام
كان نيار دائم الزيارة لها و كان يصحب نيازي في بعض تلك الزيارات و دائما ما كان يلحظ التوتر بين عمه و حور
وفي إحدى زيارات نيار لكادي أثناء جلوسهما بالحديقة مع والدتها و نيازي
قالت كادي" أنا  حقا سعيدة يا نيار، لقد قاسيت الأمرين من الجيار (لم تكن أبدا تقول عنه والدي دائما كانت تقول اسمه مجردا )
لقد كان  يعاملني معامله في غايه السوء ،لم يشعرني أبدا أني  ابنته ،لم يكن يحنو علي أو يتحدث معي، لم يُقربني له في يوم من الأيام أو  يُجلسني في حضنه ،و يلعب معي كان قاسيا معي جدا،
الوحيد الذي كان لي بمثابه الأب هو جمال، كان سندي و ملجأي  كان يحبني جدا ،و كان دائم المعاتبة للجيار  على معاملته لي ،
و في يوم  ما كان  الجيار قد رتب زواجي من هادي محمود بالتأكيد تعرفه ،إنه زير النساء المعروف  ،ذهبت لجمال لينقذني من هذا المصير ،كان الجيار متشبثا برأيه ،فهادي كان سيدفع مبلغا كبيرا من المال له ،و هو لم يكن يشغل باله سوى المال،  فعرض عليه جمال مبلغا خياليا ، بشرط أن يزوجني له لأجد نفسي زوجه لجمال و أنا في عمر أقل من عمر ابنه،  أخبرني  جمال أن هذا هو ضمانته الوحيدة لكي يبتعد عني الجيار و يثق أنه لن يحاول بيعي مرة أخرى، أمي كانت في غايه المرض و التعب من أفعال الجيار لكن بعد لقاء لها بجمال وجدتها تشجعني على الزواج منه  و أن هذا هو السبيل الوحيد للفكاك من الجيار، أقام جمال لي عرسا أُسطوريا  و في ليله الزفاف التي لن أنساها  أبدا ،كنت خائفة مرعوبة كيف لي أن  أكون زوجة لرجل لم أنظر اليه أبدا إلا على أنه والدي الذي فقدته رغم حياته ، أغلق علينا باب واحد ،أمسك يدي و اقترب مني
و قال "أبدا كادي لا تخافي ،أنت ابنتي التي لم أنجبها ، ربتك حور أحسن تربيه بعيدا عن كل عيوب الجيار، تزوجتك لأحميكِ فقط و في اليوم الذي يدق قلبك فيه لرجل يستحقك سأسلمك له معززه مكرمه "
 و عشت معه أمام الناس زوجته و في المنزل ابنته
 لم يكن يتوانى عن فعل كل شيء لإسعادي و راحتي ، لم يحرمني من أي شيء ،عوضني عن والدي الميت الحي ،الذي ما لبث أن نفضني عن كاهله و لم يسأل عني أبدا 
لم ينغص علي حياتي سوى أشرف ابن جمال ،كان صفيقا سافلا وضيعا ينظر إلي دائما بعيون تملأها الرغبة و الشهوة،  أبعده جمال عن المنزل و منعه من دخول الفيلا،
و في يوم لن يمحى أبدا من ذاكرتي....
 كان جمال مسافرا و كان قد  قام بتغير طقم حراسة الفيلا، كنت نائمة في سريري لأفيق على ذلك السافل و هو يقبلني، صرخت لم ينجدني أحد ،كان قد قام برشوة الحرس الجديد ،حاولت الهرب منه في أنحاء الفيلا و أنا أصرخ لم ينجدني أحد ،إلى أن دخلت غرفة المكتب، كان جمال يحتفظ بسلاحه هناك في الدرج الأول ،استطعت الوصول له ،هددته ليخرج أخذ يضحك و هو يخلع ملابسه و يقول "لن تستطيعي فعلها"
 و انقض علي و طار المسدس من يدي قاومته بكل ما أوتيت من قوه إلى أن وصلت للمسدس و أطلقت الرصاص ،
أخذت أطلق الرصاص إلى أن فرغ المسدس مني ،  تجمع الحرس و الجيران واستدعوا  الشرطة ،كنت في حاله صدمة لم أنطق أو أتحدث مع أحد ، استمروا في التحقيقات و أنا صامته ، إلى أن وصل جمال ارتميت في أحضانه و انفجرت في البكاء و الصراخ، 
 جند كل رجاله لإخراجي بأسرع وقت ،
علمت من جمال أن طقم الحراسة الجديد الجيار هو من أرسله كان مشتركا مع أشرف  بعد أن قبض منه مبلغا كبيرا ، عاقبه جمال على فعلته و لم ينتظر القانون،
يوم أن خرجت صدمت الجيار سيارة مسرعة ، لم أحزن أبدا ،حتى أنني لم أرتدي الأسود حزنا عليه،
بعدها بشهر فجأة توفى جمال، لم أكن أعرف بإصابته بالسرطان و علاجه بالخارج ، عشت مع والدتي أحاول الخروج من اكتئابي و عزلتي عانيت كثيرا، جمال كان غاليا جدا على قلبي، كان والدي الذي لم ينجبني، تعبت كثيرا حتى استطعت الوقوف على قدمي،
ثم قابلتك و أنت تعرف الباقي " ثم ابتسمت
ضمها نيار في حنو " انسي كل الماضي يا مولاتي و لا تتذكري سوي متيمك فقط "فضحكت و ضحك نيازي
 لكن حور ظلت صامته
ثم قالت "لم أعد أحتمل آن الأوان لظهور الحقيقة"
 نظر لها الجميع  فقالت"  أنتِ  سألتني قبل الآن عن سابق معرفتي بنيازي يا كادي و سأقص القصة عليكم كامله فهناك ما لا يعرفه نيازي نفسه ،
نيازي كان يعمل لدي جدك مهندسا زراعيا يباشر الأرض و متطلباتها، أحببنا بعضنا من أول نظرة كما حدث معك و مع نيار،  لكن الفرق أنه أنقذني من فرس جامحة  كنت أركبها ، عشقت نيازي  ،تقدم ليخطبني  ،جدك رفض، وأقام  الدنيا  علينا و طرده
هربت مع نيازي و تزوجنا ، كان يوما واحد قضيناه سويا لم أعش في حياتي يوما أسعد منه،  جند جدك كل رجاله وأمسكوا  بنا ،جن جنونه عندما علم بزواجنا  ،أجبر نيازي على تطليقي بالثلاثة هدده إن لم يطلقني سيقتلني أمام  عينيه،
كان الموت أهون علي ،لكنه طلقني خوفا و ضربه الرجال ضربا شديدا أمامي توسلت إلى جدك أن يتركه و لن  أعصي له أمرا أبدا بشرط أن  يترك نيازي على قيد الحياة،
بعد شهر اكتشفت أني حامل  ،كان نيازي سافر للخليج كنت أتابع أخباره ،صعق جدك عندما علم بحملي ،أراد إجهاضي  ،رفضت قلت له اقتلني ،هنا ظهر الجيار أبدى  استعداده للزواج مني وانقاذ الموقف و أنه سيكون والدا لما أحمله في بطني،
رفضت ،
هددني جدك بأنه يعلم جيدا مكان نيازي و أني إذا لم أقبل سيقتل نيازي بدم بارد،
وافقت و زوجوني الجيار و عندما ولدتك كتبك باسمه ، كان الجيار يعاملني جيدا ، و لكني كنت أمنع نفسي عنه ،حتى مات جدك فظهر على وجهه الآخر، لم أذق معه يوما جيدا أبدا و الباقي أنتِ تعلمينه ،
وقف نيازي محتضنا كادي  "يا إلهي  لقد كنت أحس بهذا دائما ،عندما كنت أرى صورك ،كنت أقسم أنك ابنتي،  لم أرد أن أحطم حياه حور أبدا ظننتها سعيدة "
طلب نيازي يد حور للزواج فوافقت طبعا
قام بعمل تحليل لا ثبات أبوته لكادي  رسميا و غير اسمها و أصبحت
كادي نيازي
نيار و نيازي تزوجا في يوم واحد في عرس استمرت الاحتفالات به لمده أسبوع
عرس و حكاية تحدثت عنها كل البلاد لمده طويلة
إنه حقا العشق


تمت بحمد الله

نشوه أبوالوفا












0 Comments:

إرسال تعليق

powered by Blogger | WordPress by Newwpthemes | Converted by BloggerTheme