"نوفيلا "نهى"الفصل الثاني و الختام بقلم الكاتبة نشوه ابوالوفا

حكاوى - مجلة الشفق
                                                               


"الفصل الثاني و الختام "

ابتسم حمزه ممسكا برأس سراب يقبلها و يحتضنها نهى تسمرت علي ظهر سراب غير مصدقه أن حمزه أمامها 


"لم أصدق عندما أخبرني أبي أن سراب سمحت لك بامتطائها 


نهى أليس هذا اسمك؟" 


هزت نهى رأسها بنعم 


"ما أعرفه أن لك بدلا من اللسان ثلاثة فهل أكلت القطه لسانك"


نهى متلعثمة " أنا فقط " 


"لم تكوني تتوقعين رؤيتي لقد حضرت فجأة" 


"أجل" 


"هل ستسمحين لي بركوب فرستي العزيزة أم ستظلين هكذا علي صهوتها؟" 


نزلت من علي ظهر سراب، و امتطاها و انطلق 


هرعت نهي للداخل 


"هل قابلت حمزه يا نهى؟" 


"نعم يا حج " 


"بالتأكيد امتطي سراب و طار" 


"نعم" 


"أعدي لنا الطعام إلى أن يصل" 


جهزت نهى كل ما لذ و طاب ،فهي تعرف جيدا ما يحبه حمزه 


مكرونه بالبشاميل ، رقاق ،جلاش بالجبنه ، فراخ بانيه ،بطاطس محمره ،و الحلو أم علي و أرز باللبن في الفرن 


حضر حمزه و بدأت في تقديم الطعام 


رصت نهى الطعام على السفرة جلس صابر و حمزه استدارت نهى لتغادر فقال صابر 


"إلى أين يا صغيره؟" 


"إلى المطبخ" 


"اجلسي و تناولي الطعام كما اعتدنا حمزه ليس بغريب" 


"و لكن" 


ابتسم لها حمزه " هل أنت محرجه مني يا نهى اجلسي لا تخجلي" 


ثم أردف حمزه " ان نهى أصبحت بارعه الحسن و كبرت " 


صابر و هو يري خجل نهى "لا تخجلي أنه يقصد المهرة نهى" 


و ضحك صابر و حمزه 


حمزه أمضى ثلاثة أيام في المزرعة كانت نهى في هذه الايام غايه في الاشراق و الحيوية ،لاحظ صابر ذلك ، حمزه كان يحس بانجذاب يزداد بينه و بين نهى و لكنه كان يكذب نفسه، 


فهل سأحب الخادمة ؟أفق يا حمزه لكني حقا أحس بانجذاب شديد لها ،أنا أريدها لي 


استيقظ مبكرا و ذهب لسراب و نهى الصغيرة ليجد نهى هناك تحتضن سراب و تهمس لها بكلمات 


"هل تتفقان علي؟" 


نهى( ضاحكه) "و هل نقدر على ذلك؟" 


ثم خجلت من قولها و استأذنت منه 


"أعدي حقيبتي يا نهى فسأغادر بعد قليل" 


تغيرت ملامح وجهها و سادها الحزن 


"حسنا" 


دخلت نهى الفيلا لتجد صابر 


"صباح الخير يا صغيره" 


"صباح الخير" 


"ما بك هل تحسين بالمرض ؟" 


"لا أنا بخير " 


"سيسافر حمزه اليوم أعدي حقيبته " 


"لقد علمت و أنا صاعده لأعدها " 


علم صابر سبب تغير ملامح نهى 


صعدت نهى لترتب حقيبة حمزه و هي تبكي ، غادر حمزه و تصنعت نهى المرض لتبق في غرفتها تبكي حمزه الي الصباح، 


تماسكت نهي و استيقظت لتعيش روتينها في الفيلا و المزرعة تنهي أعمالها ثم تذهب لسراب تبثها حزنها على مغادره حمزه و تصارحها بأنها تعلم أنه لن يكون لها لكنها لا تستطيع منع نفسها من حبه، 


صابر علي الغذاء ملاحظا كيف فقدت نهى شهيتها و خسرت بعضا من وزنها


"هل ستظلين هكذا ؟أنت لم تعودي تأكلين جيدا هل ستمرضين أنت الاخرى؟"


"و من مرض أيضا؟" 


"حمزه مريض " 


"هيا نذهب له " 


ثم تداركت نفسها "أقصد هل سنتركه وحده ؟من سيعتني به ؟أقصد أن ..."


صابر ( بأسى )" أنا أعلم ما تقصدين يا نهى أعلم ما تقصدين"


أحس بها تجاهد دموعها لتمنعها من النزول فأذن لها بالانصراف 


في المساء كانت نهي تجلس بجوار سراب لتجد حمزه أمامها بعد عده أيام أشرق وجهها و كادت تحتضنه من فرط سعادتها 


"حمزه أقصد سيد حمزه" 


"أي سيد يا نهى أنا حمزه فقط" 


"لا يصح العين لا تعلو عن الحاجب" 


"لكن الحاجب يحمي العين " 


"عن اذنك سأعد الطعام" 


"أنا لا أريد طعاما " 


"اطلب ما تريد و سأعده" 


"أريدك أنت "و اقترب منها قليلا 


"تريدني كيف؟" 


"كما يريد الرجل المرأة ،سأتزوجك عرفيا في السر" 


نهى (غير مصدقه لما تسمعه فكأنما لطمها علي وجهها ) : "تتزوجني سرا"


"أنا رجل أعمال معروف و ..." 


"لا تكمل من قال أني أفكر أصلا بالزواج سواء سرا أو جهرا" 


"نهى أنا متأكد انك تحبينني" 


"أنا لا أحب و من أنا لأحب؟ أنا مجرد خادمه لرجل الأعمال العظيم" 


و انصرفت نهي باكيه . 


صابر قابلها 


"إلى أين؟ " 


"إلى غرفتي " 


"هل قابلت حمزه ؟" 


"نعم قابلته" 


"هل أخبرك فيم كان يريدك؟" 


"هل أخبرك أنه كان يريدني؟" 


"نعم أخبرني" 


"و هل وافقته على ما يطلبه مني يا حاج؟" 


"أنتظر رأيك أنت فأنت صاحبه الشأن" 


"أنا لا أوافق سأتزوج في النور ،أمام كل الناس و الا لن أتزوج أبدا" 


"لكنك تحبينه و هو يحبك" 


نهى(بشموخ و إباء) "مثلي لم يكتب لها الحب، و سأغادر المزرعة في الصباح و أنا شاكره لأفضالك علي و لن أنسي وقوفك بجانبي أبدا" 


"هل تعلمين أن أي فتاه في مكانك كانت ستقبل بزيجتها في السر" 


"أنا لست أي فتاه ربما كنت فقيره معدمه أعمل بالخدمة لكني أعمل بشرفي و لن أتزوج الا علي يد مأذون و أمام شهود " 


احتضنها صابر مقبلا رأسها "لا لن تغادري ،ستظلين هنا حمزه هو من سيغادر و لا تخافي سيخرجك من رأسه نهائيا ، 


اسمعيني صغيرتي أنا لم أولد و بفمي ملعقة من ذهب ،لقد ذقت المرار ألوان ،و عانيت كثيرا لأصل لما أنا فيه و لا مانع لدي أن يتزوجك حمزه أبدا ،أنت فتاه يشرف بها أي كان ،لكنه ان لم ير هذا فلا يستحقك ،و هو ولدي لكنه يخشى علي مركزه وسط رجال الاعمال كما يقول" 


نهي دخلت غرفتها تبكي و تتحسر علي نفسها لكنها قررت مغادره المزرعة لن تكون سببا في شقاق بين الاب و ابنه ابدا 


لملمت متعلقاتها و غادرت قبل انبلاج الفجر ، ذهبت أولا لوداع سراب و نهى، حمزه لم يكن قد نام بعد كان بالحديقة يفكر بها 


في حيره بين اتباع خطي قلبه و بين عقله الرافض لارتباط رجل الاعمال بخادمه ،استقر تفكيره أن يغير وضع نهى الاجتماعي و يعلمها كل أصول الاتيكيت و يجعلها سيده مجتمع تليق به ثم يتزوجها، و هو في خضم تفكيره رآها تخرج من الاسطبل تحمل حقيبتها في يدها، نادى عليها فأسرعت الخطى لكنه لحق بها ممسكا يديها 


"انتظري يا نهى" 


"ماذا تريد مني ؟أنا لم أطلب منك شيئا " 


"أنت لم تطلبي لكن عيناك طلبت، لهفتك علي طلبت، وجهك الذي يعلوه السرور كلما رأيتني طلب، قلبك الذي أسمع نبضاته كلما مررت بقربك طلب،أريدك بجواري نهى" 


"لا أستطيع أن أكون جوارك بالشكل الذي تريده ،و لا تستطيع أنت أن تكون معي بالشكل الذي أريده ،إذن فلأرحل هذا أفضل للكل ، 


ليس جديدا علي الشقاء ، كان يجب أن أعلم أن الحياه تعطيني هدنه من مرارها و الهدنه انتهت" 


ابتسم "أعتقد أن الحياه ستطردك نهائيا من المرار ان قبلتي الزواج بي "


"لا لن أتزوج سرا أبدا و أعيش منبوذة في الظل" 


"سيكون لك ما تريدين" 


"ماذا تقصد هل ستتزوجني علنا ؟" 


"نعم" 


"ستتزوج الخادمة" 


"أيه خادمه ،أنت لم تعودي خادمه ،أنت خطيبتي الانسة نهى الطالبة بكليه الآداب ، و ستتعلمين كل ما ينقصك لتكوني سيده مجتمع كما يليق بك أولا"


نظرت له بدهشة غير مصدقة "هل أنت متأكد مما تقول ؟" 


"كل التأكيد" 


هنا وصل صابر 


"أرى من ملامح وجهيكما أنكما توافقتما " 


"نعم ستبدأ نهى من اليوم في تعلم كل ما يلزمها لتصبح سيده مجتمع." 


و ذهب الجميع لإخبار سراب و نهى الصغيرة بالتطورات 


أحضر حمزه طاقم خادمات أجنبيات لخدمه المنزل، 


اتفق حمزه مع عدد من معلمي الاتيكيت و اللغات لتعليم نهى، 


كانت نهي تلميذه نجيبه سريعة التعلم، حمزه كان يسافر بضعه أيام و يبقي في المزرعة بضعه أيام . 


في أحد الايام ذهبت نهى لكليتها ،في هذا اليوم كان لديها جدول محاضرات مزدحم و كانت ستذهب بعد انتهاء المحاضرات للتسوق لتطبق نصائح معلميها في اختيار ملابسها، جاءت نجوى و معها نادر لزياره صابر 


"كيف حالك حاج صابر " 


"الحمد لله في أفضل حال" 


"أري أنك هنا يا حمزه لهذا المزرعة يملأها النور" 


"شكرا سيدتي" 


حكي صابر لنجوى و نادر على مدي سرعه و نباهه نهى في التعلم و كيف أنها الان تغيرت كثيرا، كان نادر مغتاظا مما يسمع فهو لم ينس أبدا ذلك الجرح و لا تلك الصفعة التي كانت نهى سببا بها، 


طلب نادر من حمزه أن يصحبه للتجوال في المزرعة و بدأ ببث سمومه في عقل حمزه 


"جميله هي نهى، لكن ما الداعي لتجميلها و انت تستطيع نيلها كما هي" 


"ما قصدك؟ أنا لا افهمك" 


"ما دامت ملكك و تستطيع نيلها كما هي فلماذا التكلفة و تعليم الاتيكيت " 


"لا يا نادر ليست نهى من ذلك النوع انها فتاه شريفه" 


"فتاه نعم لكن شريفه هذه بها كلام آخر" 


"ماذا تقصد يا نادر؟ تكلم " 


"ألا تعلم أنها كانت تعمل لدينا ،و أن أمي طردتها لأنها ضبطتنا سويا ،فأشفق عليها والدك و أخذها لتخدم في المزرعة" 


كانت النيران تغلي في قلب حمزه و تركهم بالحديقة الخلفية 


و دخل غرفه نهى . 


دخلت نهي المزرعة الي غرفتها حيث لم تجد أحدا في الدور الأرضي، دخلت الغر فه و أنارتها و أغلقت الباب لتفاجأ بحمزه جالسا علي سريرها 


"حمزه ماذا تفعل في غرفتي و علي سريري؟" 


"أنتظرك" 


"على السرير يا حمزه!!!" 


حمزه ( نهض و اقترب منها ) ،نهى (تبتعد حتى التصقت بالباب) 


"حمزه تعقل من فضلك ماذا بك ؟" 


"ماذا بي ؟ تلعبين علي لأجعلك سيده مجتمع و أتزوجك قبل أن أنالك و لكنك تعطين نفسك لنادر مجانا ،أريدك أنا أيضا مجانا، 


و اعتبري أن ما تعلمتيه عربونا لما سأناله " 


"أنت جننت بالتأكيد من أخبرك هذه الخزعبلات؟" 


"خزعبلات أخبرني بها نادر عشيقك" 


"خسئت لا أنت و لا هو و لا ألف مثلكما، أنا أعيش بشرفي فهو كل ما أملكه ، و لن أفرط فيه أبدا و ليذهب حبي لك الي الجحيم " 


حمزه يقترب أكثر و يحتضنها "سآخذ ما أخذه نادر لن تنطلي علي هذه التمثيليات" 


نهى و قد لمحت سكين الفاكهة على الطاولة قرب الباب فدفعت حمزه بكل قوتها و أمسكت بالسكين 


"ان كنت تريد ما ناله نادر فسأعطيه لك غير عابئة بقلبي" 


اقترب منها حمزه فالعشق و الرغبة بها يعميانه وتهجم عليها و هي تصرخ و تقاومه و طعنته بالسكين في كتفه، جاء صابر و نجوي و نادر بعد ان هرعت لهم الخادمات و اخبرتهم، لتصرخ نجوى و تحتضن نهى 


نهى صارخه " نادر ايها اللعين اعترف هل نلت مني شيء ؟" 


"طبعا و لماذا طردتك أمي؟" 


"و الجرح في يدك من من ؟" 


صرخت نجوى في ولدها "توقف هل ستكذب الكذبة و تصدقها؟" 


اتصل صابر بالطبيب سريعا 


و قال " فليهدأ الجميع يبدو أن بيننا من لعب الشيطان بعقله ويحاول ايقاع الفرقة بيننا( ناظرا لنادر)" 


حاولت نجوى تهدئه نهى 


جاء الطبيب و ضمد جرح حمزه و غادر . 


ذهبت نجوى لحمزه 


"اسمعني جيدا يا حمزه أنا لا أعرف والد نهى و لكني أعرف والدتها جيدا و أعلم كيف ربتها و أعرف نهى جيدا و نادر لم ينل منها سوي جرح في يده و صفعه مني و ابعدتها عن المنزل لكي أبعده عنها، إن الله راض عنك لتكون نهى من نصيبك" 


"و هل ستقبل بي بعد ما فعلته؟" 


"سأحدثها أنا ووالدك ،لا تقلق الفتاه متيمة بك ،لقد كادت تموت خوفا أن تكون طعنتها نافذه أو أن يحدث لك شيء، ووالدك يعرف ما حدث بين نهى و نادر".


و تركته و ذهبت مع صابر ليطيبا خاطر نهى و يفهمانها أن ما حدث من حمزه كان بسبب ما سمعه من أكاذيب من نادر. 


هدأت الامور 


ذهبت نهى في اليوم التالي تشكي حمزه و ما فعله لسراب جاء حمزه من ورائها 


"هل ستسامحينني ؟" 


صهلت سراب و أدارت وجهها بعيدا عن حمزه 


"هل يعجبك ؟إن سراب أيضا غاضبه مني" 


"تستحق ذلك و أكثر" 


حمزه ممسكا بكتفه "ألم تأخذي حقك أنا في غايه الأسف" 


"سأسامحك فقط من أجل خاطر الحاج صابر و السيدة نجوى " 


صهلت سراب و لامست كتف حمزه السليم 


"ها هي سراب هي الاخرى سامحتني، نهى سنعقد القران غدا هل توافقين؟"


"لا دخل لي اسال وكيلي" 


"و من وكيلك؟" 


"أبي الحاج صابر و ركضت للداخل" 


دخل حمزه لوالده و ووافق والده علي عقد القرآن . 


صعد حمزه لنادر 


نادر( فور أن رأي حمزه ) "أنا في غايه الاسف لا أعلم كيف قلت ما قلته أقسم بالله إن نهى في غايه الأدب " 


"انتهت هذه الصفحة يا نادر " 


"هل تسامحني؟" 


"نعم بشرط واحد" 


"موافق على كل ما تقول" 


"ستكون شاهدا على عقد القرآن غدا" 


نزل نادر و اعتذر بشده من نهى 


أمر صابر نهي أن تجهز بطاقتها الشخصية من أجل عقد القرآن فأعطتها له لتكون معه عندما يحضر المأذون بالغد 


أخذ صابر البطاقة ضاحكا "أن صوره بطاقتك جميله يا نهى هذه أول مره أري صوره بطاقه بهذا الجمال" 


و أخذ الكل في الضحك 


لكن صابر توقف عن الضحك فجأة و جلس على الكرسي و علي وجهه علامات الدهشة 


حمزه و نجوي و نهي و نادر اقتربوا منه سريعا " ماذا هناك هل أنت بخير هل نحضر الطبيب؟" 


"لا لا طبيب، طبيبي بجواري" و أمسك بيد نهى و احتضنها 


صابر موجهها الحديث لنجوى " هل تعلمين ما اسم والد نهى يا نجوي" 


"أجل انه شاكر عبده هكذا اخبرتني جميله أمها" 


تساءلت نهى " ما به أبي هل كنت تعرفه يا حاج؟" 


احتضنها "لا تقولي حاج مره أخري أنت ابنه أخي شاكر عبد العزيز الجمال"


نهى غير مصدقه "ماذا تقول كيف هذا؟ أنت عمي!!!" 


"نعم " 


"و هل تعلم عن أبي شيئا؟ " 


"لقد قابلت شاكر بعد أن أفقدته أنوار كل ما كان يملك قابلته بالصدفة علي أحد المقاهي ، أخذته معي و عمل معي بكل جد و حاول السؤال عنكم أنت ووالدتك لكنه لم يستدل عليكم 


و توفي بعد مده تاركا أرثك أمانه في رقبتي" 


سجدت نهى شكرا لله وجدت عائلتها 


عُقد قرآن حمزه و نهى 


أجل حمزه حفل الزفاف الي أن ينهي بعضا من صفقاته المعلقة ليكون متفرغا تفرغا تاما لنهى ليجوب بها العالم في رحله شهر العسل، بدأ بتدريبها على اداره الاعمال لتعرف ما لها و ما عليها مع أنها كانت تريده هو أن يدير اعمالها لكنه أصر أن تعرف كل شيء و تكون عونا له و تقاسمه حمله في العمل 


الي أن جاء ذلك اليوم 


استعد حمزه للسفر في احدي سفراته و ودعهم متجها لسيناء لمقابله عمل مع أحد العملاء لديه بعد فتره وجيزة تناهي الي أسماعهم أن هناك عملا ارهابيا على الطريق لسيناء بالقرب من رفح ،وقع قلب نهي في قدميها و استمرت في الاتصال بحمزه و لكن لا مجيب ،قامت الدنيا و لم تقعد و استمر صابر في الاتصال به و كذلك نهي و تواصلوا مع الشرطة و لكن لا أثر له و لا معلومات لديهم عن مكانه 


لم تيأس نهي و لا صابر من البحث عن حمزه 


نهى بدأت في مباشره الأعمال المتوقفة إلى أن يعود حمزه لكن حمزه لم يعد ،


عاشت نهى و عمها صابر على أمل أن يعود حمزه 


مرت سنتان علي هذه الحال 


حاول الكثيرون من رجال الأعمال التقرب من نهي لكنها كانت ترفض ، إنها زوجه حمزه و لن تكون ابدا لغير حمزه. 


دفنت نفسها في العمل و أصبحت من أشهر سيدات الأعمال 


كانت لا تفارق عمها أبدا و تصطحبه في كل سفراتها 


و في أحد الايام كانا عائدين الي المزرعة 


فنهى لا تستطيع الابتعاد عن سراب و نهى الصغيرة أبدا فسراب و نهي هما صديقتها الوحيدتان، ليجدا رمضان السائق داخلا عليهما مسرعا 


"لن تصدقوا أبدا لن تصدقوا الحمد لله الحمد لله" 


نهي و صابر " ماذا هناك يا رمضان؟" 


ليجدا من يطل عليهما من وراء رمضان حاملا طفلا بين يديه 


انه حمزه 


نهى سقطت مغشيا عليها ،بعد قليل أفاقت لتجد حمزه بجوارها يحتضنها أخذت تتلمس وجهه و تتأمل في ملامحه أنه حقا حمزه أنا لا أحلم لم يختلف فيه شيء الا تلك اللحية 


"أين كنت يا حمزه ؟أين كنت كل تلك المدة؟ و من هذا الطفل؟" 


"إنها ابنتي نهى " 


"ابنتك ماذا تقول ؟ أغبت كل تلك المدة بدون أن أعرف عنك شيئا لتعود لي متزوجا و بطفله أيضا، يا لسوء حظك يا نهى "و انفجرت في البكاء


"اهدئي نهى سأقص عليك ما حدث معي، بعد أن تركتكم بقليل لم أعرف ما حدث، استيقظت لأجدنني وسط أناس من البدو ،كنت مصابا لم أكن أعرف من أنا، 


استضافني شيخ القبيلة الشيخ المحمدي لديه إلى أن شفيت جروحي، أخبروني أنهم وجدوني ملقى في الصحراء في مكان ليس ببعيد عن مكان الانفجار مصابا ممزق الثياب لم يجدوا معي ما يستدلون به علي شخصيتي فيبدو أن أحد الأوغاد استغل ظروف اصابتي و سرقني، أنا لم أكن أعلم من أكون عملت لدي الشيخ في تجاره أغنامه، و لما رأي أمانتي زوجني ابنته جازيه فهي لم يكن لديها أولاد أعمام ليمنعوها من الزواج مني، و أنجبنا ذلك الملاك الصغير أسميتها نهى لم أعرف لم لكن هذا أول اسم تبادر لذهني فور ولادتها، ماتت جازيه و هي تلد و اعتنت والدتها بنهى معي، 


و في يوم أثناء أخذي الغنم للسوق هجم علينا بعض اللصوص و تعاركت معهم و أصابني أحدهم في رأسي فعادت لي ذاكرتي 


و أحضرت ابنتي معي علي وعد بأن أصحبها لزياره جديها كل فتره 


نهى هل ستقبلين بي مع ابنتي؟ فأنا لن أتخلى عنها أبدا" 


نهى و قد جعلها صابر تحمل ذلك الملاك الصغير فرق قلبها لها و انهمرت الدموع من عينيها أنهارا 


"وهل أستطيع أن أبعد ذلك الملاك عن عيني (محتضنه إياها)؟، 


لا تخافي يا صغيره أنت ابنه حبيبي و ستصبحين ابنتي فليعاونني الله لأكون لك نعم الأم" 


"يا فرحتي سنقوم بعمل اتحاد النهى هنا "و انفجر الجميع بالضحك. 


أُعلن عن سلامه حمزه بين الجميع و قام بإعداد اروع حفل زفاف لنهى و كانت الزفة علي صهوة سراب 


و عاشت نهي أسعد أيامها عوضها الله عن كل ما قاسته في الحياه 


كانت خير أم لتلك اليتيمة الأم نهى 


أنجبت فتاتين توأم سراب و جميله 


و كان حمزه أبو البنات نهى و سراب و جميله 



تمت بحمد الله

#نشوه_ابوالوفا

0 Comments:

إرسال تعليق

powered by Blogger | WordPress by Newwpthemes | Converted by BloggerTheme