‏إظهار الرسائل ذات التسميات اصدارات حكاوى الكتب روايات عربية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اصدارات حكاوى الكتب روايات عربية. إظهار كافة الرسائل

قصة رعب مخيفة جداً - ممنوع دخول الأطفال - مجلة الشفق

قصص رعب


في يوم 24 يوليو 2015 ، أصابت حالة من الفزع في مقاطعة أورانج في لوس أنجلوس ، فلقد كانت الأسر تعثر على دمى بجوار فراش بناتها التي لم يبلغن العشر سنوات من العمر ، كانت الدمى تشبه بناتهن كثيرا فلها نفس العين ولون الشعر وهنا شعر الأهالي بالفزع ، فهناك من يراقب بناتهن ويعرفهن جيدا.

ام أن الدمى مسكونة وتزحف بمفردها إلى فراش الفتيات ، ولكن ماذا تريد الدمى فهل اوشكت على التمرض والعصيان ، اتصل الأهالي بالشرطة وتولى شريف مقاطعة أورانج ، التحقيق في تلك القضية الغامضة والمثيرة التي افزعت الجميع ، وحيرتهم وجعلتهم يخافون من النوم ليلا ويخافون على فتياتهن الصغيرات .

وكانت المفاجأة المدهشة لقد ظهرت المزيد من الدمى ، بعد أن بدئت الشرطة في التحقيق وصل العدد الإجمالي للدمى عشرة دمى ، تركت بجوار أسرة الأطفال وتشبههم كثيرا لدرجة انك تتخيلهم شخص واحد حاولت الشرطة الوصول إلى رابط يجمع الأسر مع بعض ، فلم يكن هناك إلا كنيسة واحدة كانوا يذهبون لها جميعا في نفس اليوم .

وبعد التحقيق عرفت الشرطة الجاني ، كانت امرأة من نفس الكنسية وتحاول التخلص من مجموعتها من الدمى التي لا تريدها اتصلت بها الشرطة وأكدت المرأة أنها كانت تترك الدمى ، كهدية للفتيات كما أنها حاولت أن تلائم الدمى مع الأطفال الذين يشبهون عن طريق الشعر ولون العين لذلك يوجد بعض التشابه بين الدمية والطفل ففيما أذنبت ؟

كما قالت المرأة بأنها كانت تترك الدمى بجوار آسرة الأطفال ، كهدية لهم فهي نيتها حسنه ، فلماذا يلقون القبض عليها وماذا فعلت وهل هذا جزائها فيا لكم من ملاعين لا تحبون الهدايا ؟

بعدها أختفت المرأة بطريقة غامضة ولا أحد يعرف مكانها ، ربما هربت من الشرطة ومن السكان ومن كل شيء لا ادري صراحة اين ذهبت ، ولكنى اتمنى رؤيتها لتحضر لي احدى تلك الدمى الرائعة ، فانا في رأي بأنها لم تفعل شيء فما المانع أن تستيقظ من النوم ، فتجد طفلتك تحضر لك دمية تشبهها وتقول لك بأنها وجدتها ، بجوار الفراش فماذا سيكون رد فعلك؟

وما المانع أن تتخلص بالدمى التى لا تريدها بالطريقة التى تعجبك فتتسلل الى منزل الجيران وتضعها بجوار فراش طفله ، ولكن لا ادري لما لم يفكر احد في شيء هام وهو كيف دخلت تلك المرأة الى اسرة الأطفال لتضع الدمى ، فهل كانت ترتدي طاقية الاخفاء حتى لا يراها أحد ليلا ، ام ان تلك المرأة ما هي إلا شبح يا للمصيبة ، فهل من الممكن ان يعيش شبح معنا ويمارس حياته بطريقة طبيعية ، ونحن لا نعرف بأنه شبح ؟

وربما لا يعرف هو الأخر كونه تحول لشبح من يدري ولكنها بالنهاية إمراة لطيفة وتحب الأطفال كثيرا ، ولكن ماذا عن تلك المسنة التي أراها كل يوم وأنا في طريقي للعمل تجلس على الرصيف ، وتنظر لي وهي تبتسم فهل ممكن أن تكون .

لا لا لا استطيع أن أتخيل وماذا عن زملاء العمل والجيران والناس ، بالشارع والمصيبة الكبرى فماذا عني أنا ايعقل أن أكون شبح وأنا لا أعرف يا للمصيبة وماذا سأفعل الآن ، الافضل أن أصمت ولا اتحدث بالأمر أليس هذا أفضل ؟

#حكاوى_الكتب 

قصة روميو وجوليت - مجلة الشفق

 
 قصة روميو وجوليت - مجلة الشفق

أتعلم عن قصص الروايات؟كأن يكون البطل هو الشخص الأوسم في المدرسة ويكون محط الأنظار دوماً ولديه المال والذكاء ليكون الأول على مدرسته كل سنة ،وياللصدفة لديه حلمٌ أيضاً يسعى لتحقيقه ويكون قريباً جداً من ذلك ثم ..بوووم!! تحدث مصيبة بحياته حيث أن والده أو والدته سوف يموت أحدهما بحادث مروع وبتلك الفترة هو سيفقد موهبته لتحقيق حلمه ..

واحزر ماذا !! ستظهر تلك البطلة الجميلة المثالية التي تكون حبه الأول والوحيد وهي الشخص الذي يحاول الوصول إليها وبالرغم من مميزاته الكثيرة هي سترفضه كثيراً ..ثم ستبدأ بمساعدته لتخطي مشاكله وبووم!! مجدداً ...هي ستقع بحبه ويقع بحبها جميع من حولها..ومن ثم هي تختاره ويتزوجان وتصبح حياتهم سعيدة


سيناريو رائع صحيح؟! ولكن حسناً دعوني أخبركم ..حياتي لم تكن بهذه الروعة يوماً ،أنا اسمي روميو،أجل اسم سخيف لا داعي لإخباري بذلك عمري 17 سنة و والدي و والدتي على قيد الحياة ،لدي أخوة أكبر وأصغر مني ،اثنان أكبر مني وإثنان توأم أصغر مني

والدي السيد لويس:كاتب ليس شهير أبداً يحاول الوصول للعالمية بكتاباته التي جميع أبطالها هم روميو وجولييت ..أجل لهذا السبب اسمي روميو بسبب هوس والدي بقصتهم

والدتي ماريا:المعجبة المهووسة بوالدي ..تطلقا العام الماضي ولكن عادا لبعضهم البعض مجدداً..لماذا؟ لم يكن السبب كبيراً ،فقط والدي عندما أراد أن يكتب مشهد الانفصال لم يأته الشعور المناسب لذا قرر تجربته و والدتي وافقت قائلة "أي شيء يجعلك تكتب وتبدع سأفعله ..حتى لو كنت تريد مني أن أتجرع السم مثل جولييت لفعلت" والدتي تعمل كممثلة...ليست شهيرة أيضاً قد تحصل على دور أو إثنين بفيلم أو مسلسل ..أحياناً تكون محظوظة ويعطونها دوراً تستطيع التحدث به

أخي شكسبير:هو الأخ الأكبر عمره 24 سنة ،يدرس بكلية الهندسة وهذه سنة التخرج له ،حاول مراراً الإنتحار بسبب إسمه الذي اختاره له والدي...ولكن جميع انتحاراته بائت بالفشل ..ببساطة لأنه كان جباناً جداً ليقوم بقتل نفسه

أختي أجاثا :عمرها 22 عاماً تدرس بكلية الطب ،وأجل هي الأخرى لم تحب اسمها يوماً لذا وفوراً عندما بلغت الثامنة عشر هي غيرت اسمها لـ كاميليا ،ولكننا لانزال ندعوها بأجاثا

أنا روميو:عمري سبعة عشر سنة...وبالرغم من أنه لدي أخ أكبر مني إلا أن والدي يستمر بالبحث لي عن جولييت حتى يستطيع إنهاء كتابه ،ولكن أنا اعتذر منكَ والدي فأنا لن أتزوج بفتاة اسمها جولييت ولو على جثتي ،وعندما ابلغ الثامنة عشر من عمري قطعياً سأقوم بتغيير اسمي لـ جاستن وتعلم ماذا!! سأتزوج بفتاة اسمها سيلينا ...

أخي الصغير ويليام:عمره 15 سنة..وكان محظوظاً جداً كون والدي قام بتسميته بالاسم الاول للكاتب (ويليام شكسبير)

أختي الصغيرة كريستي:توأم ويليام هي الأخرى محظوظة جداً لتسمية والدي لها بالاسم الثاني للكاتبة (أجاثا كريستي)



اليوم هو يومي الأول لسنتي الأخيرة بالثانوية،وأجل احزروا ماذا!! عيد ميلادي الثامن عشر بعد شهرين فقط..شهرين وسأتخلص من بؤسي وعذابي المسمى بروميو وجولييت،اللعنة أنا حتى لم أقم بقراءة قصتهم لشدة كرهي لإسمي،الذي لطالما جعل مني أضحوكة

دخلتُ الى المدرسة التي لا أملك بها سوى صديقٌ واحد،أجل لستُ بطل القصص والروايات الذي يملك الكثير والكثير من الأصدقاء والمعجبات..لم أتلقى رسالة إعجاب من أحد يوماً،فقط مرة واحدة عندما كنتُ صغيراً بعمر الخمس سنوات وكانت بيوم كذبة إبريل ..لذا أجل هذه هي حياتي

دخلتُ لأتوجه بدون تفكير وأجلس بجانب صديقي جاستن ..وأجل أنا أشعر بغيرةٍ كبيرة من اسمه الذي لطالما حلمتُ بالحصول عليه

-كيف حالك جاستن؟!
سألته وأنا أضع حقيبتي بدرج مقعدي ليخلع سماعاته ويبتسم لي

-بخير روميو..كيف حالك أنت؟ هل وجدتَ جولييت أم أن الحظ لم يحالفك بعد؟

قلبت عيني عليه لأجيبه بإنزعاج
-هاها مضحكٌ جداً

قاطع جدالنا دخول الاستاذ الذي ترافقه فتاة ..وكيف علي أن أصفها إنها فقط..آيةٌ من الجمال بشعرها الذي يصل لمنتصف ظهرها وعينيها الواسعتين وبشرتها الشاحبة
قاطع تأملي لها ..بصراحة لم أكن الوحيد الذي يتأملها بل جميع الفصل فُتن بها ،طرق الاستاذ بعصاه على الطاولة جعلنا جميعنا نوجه اهتمامنا له ليتحدث بنبرته الغليظة

-إذاً وكما أرى لا أحد جديد بفصل المشاغبين...فقط هذه الفتاة هي الطالبة الجديدة بهذه المدرسة عاملوها بشكلٍ لطيف حسناً!!..

أجبناه بنعم ليلتفت المعلم لها ويأمرها بأن تعرف عن نفسها..ولا أعلم إن كان ذلك بسبب إنبهاري بها ولكنني شعرت بأنها نظرت الي وابتسمت لثوانٍ قبل أن تبدأ بالتعريف عن نفسها

-مرحباً جميعاً..أنـا الطالبة الجديدة عمري 17 عاماً واسمي هو ..جولييت!!

ماذا!!!وشعرت بأنني أريد صفع وجهي بالمراحض لمئات المرات
وفجأة جميع الطلاب أصبح نظرهم موجهاً نحوي لينفجروا ضاحكين ...وجميع إنبهاري اللعين بها تحول لكره عميق تجاهها

حتى الأستاذ اللعين لم يستطع إخفاء إبتسامته الساخرة من هذا الوضع ولكنه تحمحم ليضرب بعصاه طاولته مجدداً ليحاول الطلاب كتم ضحكاتهم خوفاً من الأستاذ

-إذاً جولييت إذهبي واجلسي بذلك المقعد..بجانب جاستن،جاستن ارفع يدك!!

رفع جاستن يده ولكن وبسرعة البرق حمل أغراضه وانتقل للمقعد الذي بجانبه معطياً مقعده الذي بجانبي لها!! اللعنة!! لماذا يفعل ذلك صديق بصديقه المقرب!! أوه!!ربما لأنه صديق مقرب!!

أتت اللعينة لتجلس بجانبي بابتسامتها الخبيثة تلك..ربما لم تكن ابتسامة خبيثة ولكن لكرهي لها بدت كذلك

ألقت علي التحية وهي تمتمت بشيءٍ كـ لنصبح أصدقاءاً جيدين ..لايهمني ما اللعنة التي تحدثت بها لذا كشرت بوجهها لأخفض رأسي وأعبث بقلمي بغضب فجميع الفصل أصبح يتهامس ويلقي السخريات عني وعنها وحرفياً أريد الموت بهذه اللحظة أو القيام بخنقها

طرق المعلم مجدداً بعصاه على اللوح ليجذب انتباه الفصل له ولأول مرة أكون شاكراً لصوت تلك العصا التي أصمتت تراهات الطلاب وسخريتهم منا

انتهى الدرس والدرس الذي بعده بسرعة كبيرة على عكس كل مرة ...والآن هو وقت تناول الغداء،وضعت كتبي سريعاً بداخل حقيبتي أريد الخروج قبل الخوض بأي محادثة مع اللعنة التي بجانبي ولكن ولسوء الحظ هي تكلمت بابتسامة خبيثة "لطيفة"قبل أن أنتهي من ذلك

-كيف حالك؟..اسمي جولييت وأنت؟!

تجاهلتها مجدداً لأزفر بإنزعاج وأكمل توضيب أغراضي بدون الالتفات لها ولاحظت تعابيرها المستغربة من تصرفي ولكن لم ألقي لها أي لعنة اهتمام

وجاستن اللعين تدخل مجدداً وهو يبتسم باتساع لها

-أنتِ لن تصدقي ولكن اسمه هو ..روميو!!

وأنا فكرت بداخل عقلي ..والآن أيتها الحمقاء عليكي تركي وشأني بعدما علمتي اسمي لذا عليكي تجاهلي كما أفعل تماماً

توسعت عينيها بخفة ولكن لحظة!! ما اللعنة هي ...ابتسمت!!!

استقمت متجاهلاً إياها هي وصديقي الغبي لأسرع لخارج الفصل ولكن وقبل أن أخطو الى الخارج شعرت بشخصٍ يمسكني من ذراعي لألتفت وأنا مقطب لحاجبي وزاد تقطيبي لهما عندما رأيت الفاعل ولم يكن سوى الحمقاء الجديدة وهي تبتسم بخباثة "بعذوبة"

-لنصبح أحباء!!

جعدت حاجبي أكثر وعيني توسعت على غباء ماسمعت لأهسهس

-ما اللعنة!!

رمشت لعدة مرات أحدق بهذه الفتاة التي تمسك بذراعي وتبتسم لي بطريقة غبية

-لنصبح أحباء!!
هي نطقتها بكل سهولة وسلاسة وكأنها تخبرني بأمر عادي جدا كـ صباح الخير ..أو أوه الطقس جميل اليوم!!

سحبت ذراعي من يدها بقوة لأهسهس من بين أسناني
-ما اللعنة!!
أعني حقا ما لعنتها؟!هي رأت بوضوح كيف أنني لا استلطفها أبداً وفوق كل ذلك اليوم هو يومنا الأول بالمدرسة وهذه أول مرة نرى بها بعضنا البعض وهي تطلب مني أن نكون أحباء ...جدياً!!

رمقتها بنظرة غاضبة قبل أن أكمل طريقي للخارج وأنا أسمع صوت صديقي جاستن يخبرني بأن أنتظره ولكن ليذهب للجحيم هو الآخر اللعين

وصلت لقاعة الطعام لأجلس بعد أن قمت بتعبئة طبقي بأنواع الطعام التي أحبها وأبدأ تناول الطعام بعصبية
جدياً هذه الفتاة فقط دمرت مزاجي ،شعرت بجاستن يجلس أمامي وهو يبتسم بحماقة بمحاولة إرضائي ولكنني تجاهلته
ماهي إلا ثواني حتى شعرت بشخص ثالث يجلس معنا لأرفع نظري وأشعر بالنار تتدفق لرأسي مجدداً من الغضب بينما الشخص الغير مرغوب به ابتسمت
-هل يمكنني مشاركتكما الطاولة؟!

ضحكت بسخرية على مانطقت به لأجيبها بتجهم
-لقد جلستي بالفعل

رمقني جاستن بنظرة غاضبة بمعنى ..كفى!!
تجاهلته لأحمل طبقي واتجه لطاولة أخرى أتناول بها طعامي على مهل وبدون أي إزعاج

وعندما نظرت للطاولة التي جلست عليها رأيت الهواء يضرب مقاعدها الخالية لأهمس لنفسي بإحباط
-عظيم ...ها أنت بمفردك مجدداً..واحزر بسبب من!!بسبب جولييت اللعينة مجدداً

تنهد ليتناول طعامه بينما على الطاولة الأخرى التي هجرها منذ قليل كانت جولييت وجاستن يحوم حولهما صمت غير مريح لتقطعه جولييت بينما تقلب طعامها بشوكتها
-لماذا هو يكرهني بدون أن يحاول التحدث إلي على الأقل؟!

ابتسم لها جاستن بلطف
-لاترمي له بالاً..هو هكذا بسبب إسمه وليس بسببك أنت ،هو يكره إسمه لأن الجميع كان يسخر منه بسبب أنه قديم وسخيف وينتمي لرواية رومانسية ...ولكن نحن توقفنا عن السخرية منه منذ السنة الأولى بالثانوية ولكن يبدو بأن ذلك لايزال يؤثر عليه ويزعجه..وعندما أتيتي أنت عدنا للسخرية من إسمه، ولكن لاتشغلي بالك به،هو طيب القلب بالنهاية هو سيتقبلك

أومات له بتفهم بينما تمضغ طعامها ليأكل هو الآخر ثم يضيف على كلامه وكأنما تذكر معلومة مهمة
-هو سيغير إسمه بعد شهرين..لذا لاتقلقي هذه العداوة التي يظهرها تجاهك لن تدوم لآخر السنة

وهي حرفياً ضربت الطاولة بملعقتها لتستقيم من مكانها فورا وكأن خلية نحل قامت بقرصها بجميع أنحاء جسدها ..لتتجه بسرعة نحو الشخص المنهمك بتناول طعامه لتجلس أمامه وتصرخ
-روميو!!!

رفع المدعو رأسه من طبقه ليقطب حاجبيه بغضب ورقبته تحولت للون الأحمر من الإحراج
أولا طريقتها الدرامية بصراخ إسمه وثانيا واللعنة الجميع ينظر لهم بسخرية ويقهقه عليهما ليسمع بعض التعليقات الساخرة
-اووه روميو!!
-سأتجرع السم الآن..يالك من بخيل لم تترك لي قطرة منه
-كلا ياجولييت لاتطعني نفسك بالخنجر
-بل سأفعل..

ليزمجر روميو بغضب ويستقيم من مكانه ليصرخ
-كفى واللعنة!!!!

ليترك المكان بسرعة ويهرع للسطح وأثناء صعوده السلالم المؤدية للسطح شعر بيد تمسكه ليلتفت بغضب وإزداد غضبه عندما رأى أنها جولييت
قطبت حاجبيها
-دعنا نتحدث!!

أفلت روميو يده منها بقوة ولكنها تأبى إفلاته لذا قام بدفعها بيده الحرة...واجل هي تعثرت لتسقط بألم على الأرض ولحسن الحظ كانوا فقط عند الدرجة الرابعة ولكن ذلك لايعني بأنها لاتشعر الآن بظهرها يحترق من الألم

شهق روميو وأسرع لعندها ليمسك بها من كتفيها بينما هي مغمضة عينيها بسبب الألم
-أنا..أنا لم أكن أقصد،هل تستطيعين النهوض؟

فتحت جولييت عينيها لتبتسم بخفة ولكن تقطيبة حاجبيها تؤكد شعورها بالألم
-لابأس..أجل أظن أنه باستطاعتي النهوض

وعندما رأى تلك الابتسامة هو أمسك بخنجر قفصه الصدري ليطعن به قلبه مئات المرات ليتوقف عن النبض بعنف هكذا

أيقظه من صراعه الداخلي تأوه جولييت التي كانت تحاول النهوض ولكنها لم تستطع
-إهدأي!!سأساعدك على النهوض

#روميو

وأجل أنا أخبرتكم من قبل صحيح؟!أنا لست بطل الروايات الذي يستطيع فعل كل شيء
لم أستطع حملها وهي لاحظت احمرار أذني بسبب إحراجي من عدم قدرتي على حملها لذا قهقهت على ذلك ليتحول عنقي هو الآخر للون الأحمر ...أجل إحراج مضاعف

امسكت بها من كتفها لتضع هي يدها فوق كتفي ونمشي باتجاه غرفة الممرضة لم تكن بعيدة ولكن بسبب إصابتها نحن اخذنا بعض الوقت بالسير
لذا همست بإحراج وأسف
-أنا حقا أعتذر..لم أقصد فعل ذلك

هزت رأسها بالنفي وهي لاتزال مبتسمة وذلك أثار إستغرابي..أعني الفتيات اللواتي بفصلنا ينهارون من البكاء عندما ينكسر إظفرهم ولكن هي لم تدمع حتى
-لقد أخبرتك لابأس..توقف عن الإعتذار،أعلم بأنه لم يكن بقصدك..ولكن!

توقفت عن المشي عندما وصلنا لغرفة الممرضة لتلتفت لي وهي لاتزال تستند على كتفي وأنا لا ازل ممسكا بذراعها خشية سقوطها
لتكمل حديثها
-أنت الى الآن لم تجبني على سؤالي

رمشت عدة مرات باستغراب لأسألها
-أي سؤال؟

احمرت وجنتيها لتخبرني بينما تنظر لعيناي
-لقد طلبت مواعدتك

تنهدت لأجيبها
-وأنا أرفض ذلك

تنهدت هي الأخرى وصمتت لفترة وبدا وكأنها تفكر ،لتبتسم مجدداً ابتسامتها الغبية تلك

-حسناً إذاً ...لنصبح أصدقاء!! موافق؟

قطبت حاجبي مجدداً لأتركها وأبعد يديها عن كتفي تاركاً إياها تسقط بألم على مؤخرتها

-هل تظنين بأنه فقط لمجرد أنني قمتُ بدفعك بالخطأ ستتمكنين من التحكم بي!

التفتت مقرراً تركها تعاني الجحيم من ألمها ..رأيت جاستن يقترب منا لذا هرعت فوراً الى المكان الذي كنتُ سأذهب إليه

اقترب جاستن من جولييت ليجعلها تستقيم وألمها أصبح مضاعفاً بسبب دفعة روميو القوية لها وسقوطها للمرة الثانية ،دخلا لغرفة الممرضة لتجلس جولييت على السرير بمساعدة الممرضة وجاستن وهي تتأوه بألم

نظرت الممرضة لجاستن
-عليكَ الخروج حتى القي نظرة عليها

أومأ لها جاستن ليخرج وينتظرها بالخارج

بينما الممرضة كشفت عن ظهر سيلينا لتجعد حاجبيها
-ليست بالإصابة الخطيرة...ولكن عليكي الإستراحة بمنزلكِ لمدة اسبوع وإلا فإن الوضع سيصبح أسوأ

نظرت لها جولييت بأعين متوسعة
-ولكن أسبوع!! هذا كثيرٌ جداً..سيفوتني الكثير من الدروس

هزت الممرضة رأسها بقلة حيلة
-عليكي فعل ذلك وإلا حالة ظهرك ستسوء..سأكتب لكِ تقريراً،خذيه للمدير حتى يعطيكي الإذن حسناً؟

أومأت لها سيلينا بعبوس استولى على ملامحها،لتسألها الممرضة بدون النظر لها وهي تكتب التقرير
-من فعل ذلك؟...هل تعرضتي للتنمر؟

قهقهت جولييت وهي تنظر لكل مكان عدا الممرضة
-بالطبع لا..لقد كان حادثاً

نظرت لها الممرضة بطرف عينها لتعيد نظرها بعدها الى ماتكتبه
-إذا لم توقفيهم الآن سيستمرون بذلك حتى نهاية السنة

لتستقيم الممرضة وتتوجه نحو جولييت التي التزمت الصمت ولم تتكلم لتعطيها التقرير
-لايبدو بأنك فتاة تخاف المتنمرين..هل هنالك سبب يدفعك للتغطية على فعلته؟

استقامت جولييت من سريرها بسرعة ونتيجة ذلك هي آلمت ظهرها مجدداً ولكنها تجاهلته لتشكر الممرضة قبل أن تخرج بسرعة
تنهدت بعمق عندما خرجت وتخلصت من المحققة التي بالداخل لتجد جاستن بإنتظارها وذلك أحبطها كون روميو ذهب ولم يلقي لها بالاً

-أوه جاستن!..شكراً لك

نفى جاستن بابتسامة
-لا بأس..نحن أصدقاء،سألقن ذلك الشقي درساً،هو لم يكن عدائياً هكذا تجاه أي أحد من قبل

ابتسمت جولييت بألم لتهمس
-صحيح..هو لم يكن كذلك

التفت لها جاستن وعلى ملامحه تعابير الإستغراب
-وكيف تعلمين ذلك؟!

هزت رأسها بخفة
-فقط..إحساسي يخبرني بذلك

حاول جاستن أن يقنع نفسه بهذه الإجابة ولكن لم يستطع نفي شعور الإستغراب من على ملامحه

لتغير جولييت الحديث سريعا
-أين هو روميو؟

قهقه جاستن بخفة
-أعتقد أنه ذهب للسطح ...مكانه المفضل للسيد حساس

ابتسمت جولييت بشر
-عليه أن يعوضني ذلك الخبيث..بسببه سأفوت دروسي لأسبوع كامل

توسعت عينا جاستن بصدمة
-حقا؟؟هل الإصابة خطرة لهذه الدرجة؟!

نفت سيلينا وهي تهز رأسها بخفة
-كلا فقط يلزمني بعض الراحة حتى لا تسوء حالتي

أومأ لها جاستن بتفهم ليتجها بعدها نحو السطح حيث روميو

وبالحديث عن الشيطان..هاهو يقف متصنما بعدما فتح باب السطح ليصعق بجميع جوراحه من المشهد الذي رآه ...
#روميو

أعني..هل الرب يعوضني عن ماعشته بيومي الأول من سوء حظ حتى يهديني هذا المشهد لهذا الملاك؟

لقد كانت فيوليت تقف هناك مع شعرها الأشقر الذي تداعبه الرياح الخفيفة بينما تفتح ذراعيها وهي مغمضة عينيها ..وفقط ينقصها جناحين حتى تتحول لملاك وتحلق بعيدا
لقد كان منظرها أكثر من ساحر
فيوليت هي الفتاة التي أعجبت بها منذ ثلاث سنوات ..والى الآن لم أتجرأ على قول مرحبا لها حتى ،أجل إنه الحب الذي يجعلك جبان جدا ..إنها فقط مثالية جدا كأبطال الروايات ..لا أظن بأنها ستقبل بشخص عادي مثلي..بالرغم من أنني أتمنى أن تحصل معجزة ما وتبادلني الإعجاب
قاطع تأملي لها صوتها الملائكي الذي ينادي ب اسمي..كلا اللعنة هي تقترب مني وأقسم لكم بأن نبض قلبي تجاوز سرعته الطبيعية ..وكردة فعل غبية من أحمق مثلي أنا فقط التفتت لأهرب سريعا وأنزل السلالم بسرعة بينما هي فقط اعتلت محلامحها تعابير مستغربة وربما محبطة بعض الشيء ...ولكنني لا أهتم ..إن اقتربت أكثر هي ستسمع صوت نبضات قلبي وهذا سيء

لذا أنا فقط ركضت بأقصى سرعتي وخلال ركضي بالممرات اصطدمت بأحدهم لأسقط بقوة فوقه أغمضت عيني بألم بينما أشعر بشيء لين يتم هرسه أسفل جسدي فتحت أعيني بخفة لتقع عيني على الشخص المنشود ولم يكن سوى..آآه اللعنة ...جولييت مجددا

استقمت بسرعة من فوقها لأنفض الغبار من على ثيابي وقبل أن أتحرك للذهاب هي استقامت و أمسكتني من ذراعي..واللعنة!!هي تستمر بفعل ذلك لذا نظرت لها بغضب
-ما الأمر الآن؟!

قطبت حاجبيها بإنزعاج
-أنت حقا عليك تعويضي

ضحكت بسخرية على ماقالته
-لم يكن بقصدي ..ولقد اعتذرت عن المرة السابقة لذا ...
أمسكت بكم سترتها المدرسية بأطراف أصابعي لأرميها بعيدا عن ذراعي وكأنها جراثيم أو عدوى أخشى الإصابة بها لأكمل كلامي بنبرة مشمئزة
..-ابتعدي عني

تكتفت لتنظر لي من أعلى رأسي لأخمض قدمي بتحدي
-أعتذر عزيزي روميو ..ولكنني سأبقى بمنزلي لمدة أسبوع بسببك
ماذا!!!هذا رائع ..بل أكثر من ذلك !!أجل كافئني يا الهي وزدني من كرمك..أخرجني من دوامة سعادتي جملتها تلك التي جعلتني أريد رمي نفسي من بناء بعشرون طابق لمئات المرات
-وأنت عليك أن تحضر لي الدروس كل يوم إبتداءا من الغد وإلا قدمت شكوة ضدك للمدرسة حتى تقوم بمعاقبتك أو فصلك من المدرسة ...ودعنا لا ننسى عقاب والديك

هذه الشمطاء اللعينة هي حرفيا ابتسمت بجانبية وهي ترفع إحدى حاجبيها بنصر ...ومازاد الغيوم السوداء فوق رأسي هو موقف صديقي المقرب ...حقا!!!لازلت أدعوه بصديقي المقرب؟!!!يالي من شخص نبيل
نطق بكل دنائة هو الآخر
-وأنا سأشهد على جميع أفعالك لذا عليك فعل ماطلبته

بصراحة أنا لا يهمني إذا فصلت من المدرسة أو أي لعنة ولكن عقاب والدي!!!آآه بجدية أفضل الموت على ذلك

الموت!!!أجل هو الحل المناسب للتهرب من عقاب والدي ومن هذه اللعينة الشيطانة التي أمامي
ولكن وبما أنني أحب فيوليت ..فأنا لدي سبب للعيش لذا لا أستطيع الموت...إذا هل علي تقبل الواقع ؟؟كلا يا الهي ..لماذا لم تبتر يدي اللعينة قبل أن أقوم بدفعها؟!
صوتها اللعين خرج مجددا مخرجا إياي من دوامتي
-هل أنت موافق؟!

أومأت لها وأنا أشعر بالهالات السوداء ترسم مكانا لها أسفل عيناي
-موافق ..واللعنة!!

 ولا أستطيع أن أصف لكم كيف أبتسم الآن وأنا أنظر للمقعد الخالي بجانبي
تلك التي كانت كالألم بالمؤخرة لن تأتي لأسبوع كامل...هذا أكثر من رائع!!

تلاشت ابتسامتي تدريجيا عندما التقت عيناي بخاصة فيوليت القادمة ..لحظة!!!القادمة نحوي!!!كلا يا الهي ..ماذا أفعل؟لا مكان لأهرب له ..الدرس على وشك البدء

وبينما أنا أتصارع مع ذاتي جلست بمقعد جولييت بجانبي بابتسامتها الخجولة واللطيفة لتهمس بخجل
-كيف حالك روميو؟
ولحظة ..متى قلت بأنني أكره إسمي؟ هل كان يبدو جميلا هكذا دوما؟
ابتسمت لها بدوري واحمرار رقبتي فضح خجلي
-أوه..أنا..ب بخير
كنت أريد أن أسألها عن حالها بالمقابل ولكن لساني اللعين خذلني ولم يستطع قول كلمة واحدة
-أنا ..فقط كنت أتسائل لو كان لديك وقت بعد المدرسة..تعلم،أستاذ الموسيقى يريدنا أن نؤلف أغنية لذا ..إذا كنت ترغب أن تكون شريكي فسأكون سعيدة بذلك
ابتسامتي توسعت بشدة وعيناي لمعت بحماس وبالكاد تمالكت نفسي حتى لا أقفز من مقعدي أمامها
-بال..بففففف
نظرت بغضب نحو جاستن الذي وضع يده على فمي يجعلني أخرس ليبتسم لها بلؤم!!
-المعذرة فيوليت ولكن روميو سيكون شريك جولييت ...لأنه بعد المدرسة سيذهب ليوصل لها دروس اليوم ويشرحهم لها وسيفعل ذلك لمدة أسبوع كامل وتعلمين الأستاذ يريد الأغنية بعد أسبوع ..لذا لافرصة لتكونوا شركاء معا
توسعت عيناي على مانطق به..كيف نسيت ذلك؟لقد غاب عن بالي تماما أمر المغفلة اللعينة..ولكن لحظة ما الذي قاله؟
أبعدت يده عن فمي بغضب
-ما لعنة أشرح لها؟وهل أنا أفهم أي شيء من الدروس أو اركز حتى بما يتفوه به الأستاذ حتى أشرح لها؟أنا فقط سأرمي الدروس بوجهها وأعود لمنزلي لن أهدر ذرة من وقتي عليها
ابتسم جاستن بجانبية
-إذا عليك أن تركز من الآن وصاعدا..لأنه وبسبب أحدهم المسكينة لن تستطيع القدوم الى المدرسة
جادلته بدوري
-إذا كنت تشفق عليها لهذه الدرجة إذا قم أنت بشرح الدروس لها
رفع كتفيه للاعلى بابتسامة متكلفة
-ليست غلطتي

ابتسمت فيوليت بخيبة أمل نوعا ما لتستقيم من كرسيها
-أعتذر روميو لم أكن اعلم بأنك مشغول سأبحث عن شريك آخر إذا
ماذا !!لا لحظة..آآه إلهي ،اللعنة على جولييت يارجل!!!
وقبل أن انطق بكلمة واحدة أصبحت أنظر للفراغ الذي كانت تقف به فيوليت ..عظيم!!فرصتي الوحيدة معها تبخرت بالهواء بسبب لعينة تدعى جولييت
نظرت نحو جاستن لأفرغ عليه غضبي
-لماذا فعلت ذلك بحق الجحيم!!أنت تعلم بأنني معجب بفيوليت منذ الأزل وأنت بكل سهولة قمت بتضييع فرصتي بالتقرب لها!!لماذا تفعل كل ذلك لأجل جولييت واللعنة نحن لانعرفها سوى من يوم واحد وأنت بالفعل قمت ببيعي من أجلها!! أعني جديا مالعنتك!!
تنهد جاستن ليقترب ويضع يده على كتفي بمحاولة تهدئتي
-صديقي روميو ...مهما قمت بتقليب الموضوع بعقلي فأنا لا أجدك مناسبا لفيوليت..أعني أنت شخص عفوي للغاية وبسيط بينما فيوليت أكثر من مثالية..مثالية لدرجة مملة،لذا أنا أجد جولييت مناسبة لك أكثر..وسأفعل مابوسعي حتى تكونا معا بالنهاية
أبعدت يده عن كتفي بقوة لأضحك بسخرية
-أعلم..أعلم بأنني لست مثاليا..ولكن مع ذلك أنا أحببت فيوليت،لذا رجاءا لاتحشر أنفك بهذا الموضوع واسمح لبسيط مثلي أن يحاول كسب قلب مثالية كفيوليت
تركته لألتقط حقيبتي وأسرع بالخروج من المدرسة كلامه كان أكثر من اللازم..
مشيت باتجاه منزلي متجاهلا الذهاب لمنزل اللعينة التي حقا لا أود حتى النظر لوجهها ولكن سرعان ماتوقفت لأتنهد و أنعطف لأتجه لمنزلها فأنا بالتأكيد لاأريد عقاب والداي

ومنذ عشر دقائق لعينة أنا أقف أمام باب منزلها مترددا بطرق الباب أو لا ولكن بنهاية الأمر قررت قرع الجرس اللعين ..وماهي إلا ثواني حتى فتحت لي الباب
ابتسمت ابتسامتها الغبية تلك لتنطق
-أوه..أهلا روميو..تفضل
نظرت لها لثوان قبل أن أتنهد وأدخل لترشدني نحو غرفة الجلوس لأجلس على الكنبة وتجلس هي على الأخرى المجاورة لها..نظرت حولي لغرفة الجلوس التي كانت مفتوحة على المطبخ ذو الأثاث الحديث ..قاطع تأملي للمنزل صوتها
-بصراحة لم أتوقع قدومك..ظننت بأنك ستنسى او ستتجاهل الأمر
بالواقع أنا نسيت ولكن جاستن هو من ذكرني وقررت تجاهلك ولكنني خفت من عقاب والداي..كنت سأنطق بهذا ولكنني لم أفعل لأجيبها بابتسامة متكلفة
-أجل إنني شخص نبيل جدا لعدم فعلي ذلك
قهقهت بسخرية على ذلك
-اوه اجل يالك من شخص نبيل روميو..والآن هل يمكنك إعطائي الدروس؟

تنهدت بسبب نطقها لإسمي بنبرتها التي بدى وكأنها ساخرة ولكنني تجاهلت ذلك لن أتشاجر معها بمنزلها
-اذهبي واجلبي دفاترك وكتبك سأشرح لك دروس اليوم
توسعت عينيها بخفة على ماقلته لتسألني باستغراب
-أحقا ستفعل؟
تنهدت بسبب نبرتها المستغربة أحقا أبدو حقيرا لدرجة أن لاتتوقع مني تقديم أبسط الأشياء
-إن لم تتحركي الآن فسأرمي الدروس بوجهك اللعين وأذهب لمنزلي
عكرت مابين حاجبيها لتستقيم بإنزعاج بينما تتمتم
-ياله متغطرس لئيم
ضحكت على ماقالته ولكن سرعان ما تلاشت ضحكتي عندما أدركت مانطقت به لأهسهس بغضب وأنا أنظر لكتبي التي أخرجتها من حقيبتي
-اللعنة عليك جاستن لقد قمت بغسل عقلي..كيف سأشرح لها وأنا لا أفقه شيئا من كل هذا!!

أمسكت بكتاب الرياضيات لأفتحه وأحاول تذكر شيء من ما شرحه الأستاذ ولكن كل ما أتذكره هو لعبي بقلمي و وتشكيل الأوريغامي بينما أقوم برميها على جاستن لأزعجه...نكشت شعري بإنزعاج وتوتر لأهمس بإحباط
-اللعنة!!

-مابالك تلعن مجددا سيد مكتئب؟!

نظرت لها بينما تقوم بوضع كأس العصير أمامي وتجلس على الأريكة التي بجانبي لأرد عليها بتجهم
-أولا لا شأن لك..ثانيا لست شخصا مكتئبا

ابتسمت بسخرية
-اوه صحيح لست كذلك..يارجل أنا لم أرك تبتسم لمرة واحدة منذ الأمس

تجهمت مجددا بوجهها
-أنا فقط لا استطيع الابتسام عندما أرى وجهك
نظرت لي لثواني وبدا أنها صدمت مما نطقت به ولكن سرعان ماتحولت ملامحها للسخرية مجددا
-جيد إذا أنت ستراه كل يوم
لم أجبها واكتفيت بالصمت لأن هذم المرة نبرتها خرجت مرتجفة أكثر من كونها ساخرة..يبدو بأنني كنت لئيما أكثر من اللازم لذا حاولت تغيير الموضوع
-لقد قال أستاذ الموسيقى بأنه يريد منا أن نؤلف أغنية لذا أرجو أن يكون صوتك جميلا وإلا فأنا سأبحث عن شريك غيرك
نظرت لي باستغراب مجددا..لماذا وبحق الجحيم هي تصدم بكل مرة أقوم بفعل شيء جيد لها؟!
-أوه !..حسنا،هل ستغني أيضا؟
نفيت برأسي لأجيب
-كلا ولكنني أجيد العزف على الجيتار..
ضحكت بسخرية
-هذا الأحمق هنا يستطيع فعل شيء ما
قلبت عيني عليها ولم أقم بالرد
-أوه هل ستشرح لي الرياضيات أولا
نظرت للكتاب الذي أمامي لأتنهد ..اللعنة!!لقد أتى الوقت الذي سوف تهان به روميو
قهقهت بتوتر لأغلق الكتاب الذي أمامي
-ههه بصراحة أنا متحمس جدا لتأليف الأغنية ما رأيك أن أشرح لك الدروس غدا؟!
نظرت لي لثواني وهي تفكر بالموضوع لتومئ بالنهاية ويزاح هم ثقيل عن كاهلي
استقامت وهي تنفض الغبار الوهمي عن ملابسها
-سأحضر دفتر الموسيقى من أجل تأليف اللحن وسأحضر لك جيتار والدي
أومأت لها لتخبرني بينما تشيرللمطبخ
-هناك ستجد بعض المأكولات الخفيفة بالخزانة التي فوق الفرن..أخرجها ريثما آتي حسنا؟
استقمت بإحراج وأنا أومئ لها لتذهب هي الأخرى للطابق العلوي
اللعنة هذه المرة الأولى التي أدخل بها مطبخ أحد غريب وهذا يجعلني أشعر بالإحراج ..أشعر بأنني لص أو شيء ما
وعندما كنت أخرج المأكولات من الخزانة انعدمت الرؤية أمامي لأدرك بأن الكهرباء قد انقطعت..وبعدها صراخ دوى بالمنزل بأكمله ولم يكن مصدره سوى الطابق العلوي..حيث جولييت لأترك ما بيدي فورا وأركض باتجاهها..ما اللعنة التي تحدث هنا!!!

 تركت مابيدي لأهرع للطابق العلوي حيث كان هنالك غرفتان ..فتحت الأولى التي على يساري لأصرخ
-جولييت!!هل أنت هنا؟!

أتاني صوتها من خارج الغرفة لأعلم بأنها بالغرفة الأخرى ...لذا أسرعت بالخروج من تلك الغرفة لأتوجه للثانية التي بآخر الممر وعلى اليمين ..دخلت بسرعة وبإنفعال لاجئ بالكهرباء تعود وبطاولة وضع عليها قالب حلوى وعصائر وبعض المأكولات الخفيفة الأخرى بمنتصف الغرفة يقف خلفها جاستن وفيوليت بينما جولييت تقف بجانبها ليصرخوا جميعهم وسط صدمتي
-عيد ميلاد سعيد!!!

عقدت حاجبي باستغراب لأقترب ببطئ من الطاولة وأنا لا أزال مستغرباً من الذي يجري لأشير على نفسي باصبعي السبابة
-عيد ميلادي أنا؟!

أومأت جولييت بخفة وهي تبتسم بسعادة
-أجل

قهقهت بخفة
-ولكن اليوم ليس عيد ميلادي..عيد ميلادي سيكون بعد شهرين من الآن بالشهر 12 اليوم العاشر

وابتسامة جولييت السعيدة سقطت بعد الذي قلته بينما جاستن يقهقه بسخرية وفيوليت فقط تبتسم بإحراج

عبست جولييت لتجلس على السرير
-أليس بالشهر العاشر اليوم الثاني عشر؟

عكرت حاجبي باستغراب
-من أخبرك على أي حال؟

هزت جولييت رأسها بخفة
-لا أحد..يبدو بأن ذاكرتي أخطأت

زاد استغرابي لأقترب قليلاً منها
-ذاكرتك؟!

تنهدت لترفع رأسها وهي تنظر لي
-روميو..أنا أعرفك منذ كنا بالإبتدائية ...

ما اللعنة!!! ولكنني لا أذكرها!!

،أعلم أنت لاتذكرني لأنني لم أتكلم معك أبداً ولكنني أذكرك

رائع!! هل هي تقرأ أفكاري الآن؟!

- وأذكر بأنك مرة أتيت للمدرسة وأنت تبكي لأن لا أحد احتفل بعيد ميلادك

ابتسمت بحزن بينما لاتزال تنظر لعيناي وهذا حقاً مربك
-لقد قلتَ يومها بأن لا أحد يهتم لوجودك..أردت إثبات العكس لك بالسنة التي تليها ولكنك انتقلت لمدرسة أخرى..وها نحن ذا..أعتذر،لأنني أخطأت بتذكر عيد ميلادك..ولكن لاتفكر بأنني تذكرته بشكل خاطئ لأنك لست مهم ..حسناً؟

أطلق جاستن أوووه متحمسة ليبتسم بجانبية
-هل هذا اعتراف مباشر أم ماذا؟!

لم أهتم لسخافة جاستن لأنني حرفياً أشعر بعيناي تحترقان ولا أستطيع أن أرمش حتى لاتسقط أي دمعة لعينة،أعني ما اللعنة..هي تذكرني وحاولت تذكر عيد ميلادي ولازالت الى الآن مهتمة بسخافة نطق بها طفل بالابتدائية..بينما أنا وبكل أنانية لا أذكر وجودها حتى
فتحت فمي وأغلقته عدة مرات بمحاولة نطق أي كلمة تعبر عن امتناني ...ولكن لاشيء،لاشيء يخرج...بدلاً من ذلك تمردت دمعة من عيناي لتسقط على وجنتي لألتفت بسرعة مخفياً وجهي عن الثلاثة الذين رسمت ملامح الصدمة بوضوح على وجههم عندما رأوا ذلك..

استقامت جولييت بقلق لتتجه نحوي وتمسكني من كتفي لتتحدث بتوتر واضح من رجفة صوتها
-ما الخطب..هل قلتُ شيئاً خاطئاً؟

لا!!لاشيء خاطئ بكِ..إنه أنا جولييت إنه أنا..حاولت أن تجعلني أستدير لها ولكنني أبيتُ فعل ذلك لا أريد لأحد أن يراني بهذا الشكل،أنا فقط لا أستطيع المساعدة بإيقاف عاطفتي المتدفقة فجأة...أعني لم أرى أحد من قبل أظهر إهتماماً كهذا بي

-اسمع أنا حقاً آسفة..فقط أخبرني ما الخطأ الذي فعلته وسأصلحه ولكن لاتبكي أرجوك

ما اللعنة!!هل هي تبكي الآن!!

التفتُ لها لأرى دموعها المنذرة بالهطول من عينيها لأبتسم بخفة ..أعني حقاً ماخطبها هل تتعمد أن تكون لطيفة بهذا الشكل؟!
-جولييت..شكراً لكِ،هذا أجمل عيد ميلاد حظيتُ به بحياتي كلها،أنا حقاً شاكرٌ لكِ

نظرتُ نحو جاستن وفيوليت التي تبدو غير مرتاحة قليلاً ولكنها لاتزال تبتسم
-هيا يارفاق لنحتفل

ابتسمت جولييت مجدداً بسعادة لتسحبني من يدي وتجعلني أجلس وسط سريرها والطاولة أمامه التي تحمل قالب الحلوى الذي ذابت أغلب شموعه الذين كانوا عبارة عن شمعتين على شكل رقم 18..جلست بجانبي ليجلس جاستن والى جانبه فيوليت لتنطق جولييت بسعادة
-أطفئ الشموع فتى الميلاد المزيف

قلبت عيني عليها لأبتسم بسعادة بعدها وأغمض عيناي لأتمنى أمنية بهدوء ثم أفتح عيناي لأطفئ الشموع أخيراً سامعاً أصوات التصفيق من حولي
نطقت فيوليت بصوت أشبه بالهمس و وجنتيها محمرة وهي تبتسم بخفة مدت يديها لتسلمني كيساً متوسط الحجم
-عيد ميلاد سعيد روميو

ابتسمت بسعادة لآخذ الكيس منها أعني حقاً هل يمكنني أن أكون أكثر سعادة الآن؟؟ بالرغم من أنه ليس عيد ميلادي الحقيقي ولكن حب حياتي يقدم لي هدية بعيد ميلادي!!! هذا حتى شيء لم أتخيله بأجمل أحلامي
فتحت الكيس لأرى مذكرة نوتات موسيقية معها قلم حبر معه علبة حبر يبدو باهظ الثمن من علبته الجميلة والفخمة
-شكراً فيوليت ،سأستخدمهم جيداً بكتابة فرض الموسيقى

بادلتني الابتسامة لتهز رأسها بخفة و تتحدث بهمسها المعتاد
-اصنع أغنية جميلة لي من فضلك

توسعت عيني بخفة على طلبها المفاجئ ..ولكنني أومأت لها بسعادة
-حسناً سأفعل

سعل جاستن بغير راحة ليمد هديته لي عكرت حاجبي بسبب مقاطعته لي ولفيوليت ولكنني أخذت هديته على أي حال لأفتحها هي الأخرى وكانت ميدالية للهاتف عبارة عن جيتار صغير باللون الأحمر ابتسمت بخفة على ذلك
-شكراً لك جاستن سأستخدمها جيداً لهاتفي..إنها حقاً لطيفة

ولكن عدت لعقد حاجباي
-ولكن جاستن ..ألا تعرف موعد عيد ميلادي؟

رفع كتفيه للأعلى ليجيب بعدم اهتمام
-أنا أعرف ولكن جولييت كانت متحمسة جداً لتفعل عيد ميلادٍ لك لذا لم أرد قتل حماسها

هززت رأسي بيأس على البارد بجانبي

تحمحمت جولييت بخفة لأنظر لها وهي تسحب من خلفها علبة تبدو كبيرة الحجم ولحظة لاتخبرني!!! إنها حقيبة جيتار!!!
قدمتها لي لأمسك بها وأفتحها بسرعة بأعين متوسعة!!!ويا الهي إنه الجيتار الذي كنتُ أحلم به دائماً كان لونه أبيضاً تماماً كما أحب ولكنني رميتُ بحلمي بعرض الحائط لأحاول إعادته لها وانا أهز رأسي بالرفض

-كلا جولييت هذا حقاً باهظ الثمن لايمكنني قبوله منكِ

قلبت عينيها لتدفعه معيدةً إياه لي
-بربك فقط خذه ..أعني ما الذي سأفعله به؟أنا لا أجيد عزف الجيتار

هززت رأسي مجدداً رافضاً هذه الهدية الباهظة بشكلٍ مبالغ به
-ألم تقولي بأن والدك يمتلك جيتاراً؟أعطيه لوالدكِ بدل القديم لن آخذه

قلبت عينيها مجدداً بملل
-بربك روميو..أي والد وأي جيتار هذا؟ألم أخبرك بأنني أسكن لوحدي؟لقد كذبت عليكَ بأمر جيتار والدي فقط لأصعد للأعلى..هيا خذه ولاترفض هديتي

تنهدت لآخذه منها
-حسناً..شكراً لكِ هذا الجيتار كنتُ أحلم بإمتلاكه دوماً..

ابتسمت بسعادة وكانها فخورة بهديتها
-أعلم

حدقت بها باستغراب بحق الجحيم ماقدر ما تعلمه عني؟وكل ذلك تتذكره منذ الابتدائية ..أشاحت بنظرها عني لتشغل نفسها بتقطيع قالب الحلوى أسفل نظراتي المستغربة والممتنة لها..هل هي حقاً معجبة بي منذُ الابتدائية؟أعني إن قارنت حبها لي بحبي لفيوليت فذلك لاشيء حقاً..لقد كنتُ حرفياً أحترق لثلاث سنوات بسبب حبي من طرف واحد وعدم قدرتي على الحديث حتى مع فيوليت..كيف تحملت هي ذلك؟!..هززتُ رأسي بعنف كلا كلا هي فقط تتذكر هذه الأشياء من غير المعقول أنها معجبة بي منذُ ذلك الوقت..ولكنها طلبت مواعدتي!! آآه بربك هي كانت تعبث فقط!!..هززتُ رأسي مجدداً أبعدُ هذه الأفكار من عقلي ليتحدث جاستن
-بربك روميو توقف عن التفكير عقلك الصغير لن يحتمل هذا الكم من الأفكار قد ينفجر.. أنا أحذرك!!

حرك شوكته للأعلى والأسفل بوجهي بآخر كلامه لأقطب حاجبي وأصفعه على رأسه بإنزعاج مهسهساً
-اخرس

هذا ماكان ينقصني أن يقرأ جاستن أفكاري

-هو لا يقرأ أفكارك ولكن تحركاتك تجعل ذلك واضحاً جداً

وكانت المتحدثة فيوليت التي كانت تلتقط قطعة الحلوى بشوكتها وتضعها بفمها ببرود..لأضع يداي على رأسي وأصرخ
-آآآه بربكم يارفاق توقفوا عن قراءة أفكاري!!!!

لأحصل على صفعة على رأسي بملعقة جولييت
-ماذا يمكننا أن نفعل إذا كنت أنت أحمق ومن السهل قرائتك

قهقه جاستن ليغني بسخرية وهو يحرك شوكته يميناً ويسارا
new money ,suit and tie ...i can read you like a mag bfffff-

أخرسته بقطعة من الحلوى حشرتها بداخل فمه بقوة لتضحك الفتاتان بقوة وأشاركهما ذلك بينما جاستن يعاني وسط ذلك ويتخبط يميناً ويساراً ملقياً بجميع الشتائم التي يعلمها ولايعلمها علي
ولكن من يهتم؟!! نحن نحصل على المتعة هنا..وحقاً كان ذلك أجمل عيد ميلاد حظيت به على الإطلاق..~

  دخلت المنزل بابتسامة واسعة كما لم يسبق لي أن فعلت
استقبلني التوأم كريستي و ويليام وهما يركضان خلف بعضهما البعض لأبتسم لهما بوسع متجاهلا نظرة الاستغراب التي وجهانها لي

اقتربت كريستي مني وهي تحاول أن تلقي نظرة على الأكياس التي بيدي
-ما الذي أحضرته أيها المكتئب؟

ابتسمت لها وهذا كان حقا غير اعتيادي أن ابتسم على هذا اللقب الذي لطالما كرهته
-إنها هدايا من أصدقائي

أجبتها بينما أخلع حذائي بواسطة أقدامي
رفع ويليام حاجبه باستغراب ليتكتف
-أصدقائك!!تقصد جاستن؟

قلبت عيني عليه أعلم هو يقصد بأنني لا أملك أحدا سوى جاستن وهو محق ولكن ليس بعد اليوم
توجهت نحو السلالم ناويا الصعود لغرفتي ولكن أوقفني صوت ضحك والداي لابتسم وأتوجه نحو غرفة الجلوس رأيت والدي و والدتي يجلسون على الأريكة بجوار بعضهما البعض بينما ظهرهما موجه لي وضعت الأكياس على الأرض لأتوجه نحوهما وأنا أمشي على رؤوس أصابعي ناويا إخافتهما ولكن ماسمعته جعلني أتسمر مكاني

ضحك والد روميو ضحكة جهورية فخورة بينما يمسك بهاتفه النقال ويبدو بأنه يتحدث هو و والدته مع أحد آخر على الهاتف
-أجل أجل ماريا..لقد أعطيتها مبلغا لا بأس به من المال لتغير اسمها لجولييت وتلتحق بتلك المدرسة

ابتسمت السيدة ماريا بسعادة
-أووه عزيزي هذا رائع..أخيرا ستستطيع إنهاء كتابك بمساعدة جولييت

صوت قهقهة مألوف صدر من الهاتف ولم يكن عائدا سوى ل..جولييت!!
-حسنا إن زودتم الأجر فسأصنع لكم المزيد من الأحداث ...ولكنني حقا لم أكن أعلم بأن عيد ميلاده بعد شهرين من الآن

قهقه الوالدان مجددا وهم يخبرانها بأنه لا بأس بذلك

اختفت ابتسامة السيدة ماريا لتتحول تعابيرها للقلقة
-ولكن ماذا لو اكتشف روميو ذلك؟! أعني بالتأكيد سيجرح كثيرا

ابتسم زوجها بحماس
-عندها سأكتب ذلك بأحداث روايتي وستكون مشوقة وممتعة أكثر كما أن روميو لن يجرح لتلك الدرجة هو سيغضب قليلا ثم سينسى الأمر

ضحكة ساخرة ممزوجة بالقهر جعلتهما يلتفتان للخلف لتتوسع أعينهما بصدمة
اختفت ضحكة الساخر ليتحدث بقهر وهو يصر على أسنانه
-ما اللعنة التي تحدث هنا؟!

شهقت السيدة ماريا بدرامية لتقف بسرعة من مكانها
-روميو اسمع أستطيع أن أشرح لك

أغمض روميو عينيه بغضب وقلة صبر ليفتحهما على مصراعيهما ويصرخ بسبب والدته التي الى الآن تحاول جعل الأمر يبدو كرواية أو كمسرحية
-توقفي واللعنة!!!

أصبح صدره يعلو ويهبط بجنون بسبب غضبه ليصرخ مجددا
-توقفي!!أوقفوا هذه اللعنة المثيرة للسخرية..اللعنة فقط يارجل اللعنة..هل تعلمان كم عانيت بسبب اسمي اللعين؟؟!هل تعلمان كم تعرضت للسخرية وكم تعرضت للمضايقة وللنبذ فقط بسبب اسمي اللعين!!!!

-روميو!!

همست والدته بصدمة بسبب انفجار ابنها المفاجئ بينما والده صدمته لاتقل عن والدته وجولييت التي على الهاتف شهقا بصدمة بسبب ما سمعت ولكنه لم يهتم لأي من ذلك ولا لأخويه التوأم اللذان يقفان خلفه برعب أيضا ..هو فقط يشعر بالخذلان والغضب

أغمض عينيه مجددا ليزفر بعمق بمحاولة تهدئة نفسه ولكن لايمكنه ليفتح عينيه ويبتسم بجنون
-تريدون للأمر أن يبدو كرواية هاه؟!

قهقه بسخرية ليقترب من حوض سمك الزينة ويمسك به ليصرخ قبل أن يقوم بقلبه على الأرض
-لكم هذا إذا!!!!

صرخت السيد ماريا بينما تضع يديها على وجهها برعب
-الهي...توقف!!!

انتشرت الماء المخلوطة بالزجاج المكسور على الأرضية بينما السمك الصغير يتخبط يمينا ويسارا يلفظ أنفاسه الأخيرة ولكن روميو لم يكتفي بذلك ولم يأبه بصراخ والده به ليتجه نحو التلفاز وكأنه فقد عقله ليمسك به هو الآخر ويرفعه عاليا ويضربه بالأرض بقوة بينما يصرخ بغضب
-هاكم بعض الأحداث!!!!

أسرع والده هذه المرة ليمسك به من أكتافه ليوقفه ولكن روميو أبى ذلك والحل الوحيد لوالده كان

صفعة!!!

صفعة استقرت على خد روميو وقد دوى صوتها ليحل الصمت لثواني وروميو ممسك بخده وهو ينظر لوالده بعدم تصديق ...لتهرب قهقهة ساخرة من بين شفتيه قاطعة هذا الصمت
-هل هذه أيضا ستضيفها لكتابك اللعين أبي؟!

قهقه مجددا بعدم تصديق ليمسح بيده على وجهه محاولا تهدئة نفسه
-أحقا لا تشعر بي ولو قليلا؟!اللعنة!!!

تدريجيا عاد روميو لعصبيته ليعلو صوته بكل كلمة يقولها ..هو فقط قرر رومي كل شيء بوجه والده..كل شيء كان مكدسا بقلبه لسنوات قرر إخراجه الآن

-هل تعلم لماذا لا أملك صديقا سوى جاستن؟! بسبب اسمي..هل تعلم لماذا الى الآن لم أجرب أن أخوض أي علاقة عاطفية؟!بسبب اسمي أيضا ..أتعلم لماذا تخليت عن حلمي كمغني ؟! بسبب اسمي اللعين أيضا الذي جعلني أفقد ثقتي بذاتي لسنوات لعينة...وأنت الى الآن لم تكتفي بذلك!!أعني حقا ماخطبك؟!

هز رأسه لمرات عديدة وكأنه فهم شيء لينظر لوالده ببرود
-أنا سأترك هذا المنزل..أضف ذلك لكتابك أيضا

وأسرع بالخروج من المنزل غير آبه بوالدته التي تنادي له ولا بوالده الذي كانت تعابيره عبارة عن لاشيء..كانت فارغة

#روميو

ويا الهي هذا ماكان ينقصني جو ماطر!! ولكن من يهتم بالمطر أنا حرفيا أحدثت عاصفة بالمنزل

مشيت أسفل المطر بلا وجهة محددة بالنهاية أخرجت هاتفي لأتصل بجاستن وبثواني هو أجاب اتصالي وهذا شيء غير مألوف بالعادة هو لايجيب إلا بعد ملايين السنين الضوئية
وأول ماقابلني هو صوته القلق
-أين أنت؟!

عقدت حاجبي باستغراب
-هل بالصدفة أنت تعلم ماحدث بمنزلي؟

تنهد جاستن
-أجل أعلم أخبرتني جولييت وأخبرتني أيضا أنك علمت بكل شيء..اسمع أنا كنت سأ...

شخرت بعدم تصديق مقاطعا حديثه
-لاتخبرني أنك أنت أيضا كنت تعلم بأمر هذه المسرحية اللعينة!!!

صمته أخبرني أنني محق بكلامي لأشخر بسخرية قبل أن أغلق الهاتف بوجهه لأهسهس من بين أسناني
-لعين..

نظرت حولي للشارع الفارغ لأضع يدي بجيوب سترتي المدرسية وأتنهد
وحيد مجددا..رائع!!

مشيت بلا وجهة معينة ولم يهمني تساقط المطر فأنا تبللت بالفعل ..أفكر بالذي حدث منذ قليل لأغمض عيناي بأسى عندما ظهرت بعقلي نظرة والدتي المنصدمة والمرعوبة...ربما بالغت بالأمر قليلا!!

تنهدت لأنفض تلك الفكرة من بالي...لقد كان من حقي أن أفعل ذلك..أعني كم من المحبط أن يجعلك والداك شخصية من شخصية رواياتهما السخيفة ..هم حرفيا جعلوني منطوي على ذاتي وفاقدا لثقتي ..وأيضا أنا حقا شعرت بالخذلان...أنا فقط قبل ثواني قليلة كنت أظن بأنه أخيرا عزلتي انتهت وعلاقاتي الاجتماعية بدأت بالتوسع...ظننت بأنه أصبح لدي جولييت كصديقة وسيكون لدي فرصة لأكون حبيب فيوليت
ولكن كل ذلك تلاشى بلحظات
بالطبع هذه الحياة لن تبتسم بوجهي ..لو أرادت فعل ذلك لكانت فعلت قبل ثمانية عشر عاما لعينة وجعلت والداي يغيران رأيهما ويسمياني باسم غير روميو

تنهدت لأنظر حولي وبما أن الشارع فارغ أنا قررت الصراخ لأفرغ طاقتي السلبية
نظرت للسماء لأصرخ
-أيتها الحياة!!!!!
زفرت لأكمل بذات نبرتي الصاخبة
-هل يمكنك أن تبتسمي لي لمرة واح..آآه!!

تأوهت وأنزلت رأسي بسرعة بسبب قطرة المطر التي دخلت لعيني
لأتمتم بإنزعاج
-حسنا وصلت إجابتك شكرا لك..

أحسست بصوت أقدام خلفي يضرب الماء الذي على الشارع ويبدو بأن أحدهم يركض التفتت عندما أحسست بصوت الركض يتوقف لأرى فتاة مبللة من رأسها لأخمص قدميها منحنية وهي تضع يديها على ركبتيها تحاول التقاط أنفاسها وشعرها يغطي وجهها لترفع رأسها ويتضح وجهها وهي لاتزال تحاول التقاط أنفاسها وتتحدث من بين لهاثها

-أرجوك استمع الي!!

-جولييت!!

 -دعني أشرح لك..

نطقتها وصدرها يعلو ويهبط بجنون بسبب جريها منذ ثوانٍ قليلة ونظرة امتلأت بالذنب احتلت عينيها

كانت ستقترب ولكن أوقفها صوت روميو ليصرخ بها
-توقفي!!

فتحت فمها بنية الحديث مجدداً ليهز رأسه بالنفي ويصرخ مجدداً
-لقد قلتُ توقفي واللعنة...

هدأت نبرته العصبية لتصبح نبرته المكسورة أكثر وضوحا..
-توقفي..

همس بها مجدداً بنبرة مرتجفة تكاد لاتُسمع ولكن ساعده هدوء الشارع وسكونه إلا من صوت المطر الخفيف

أغمض عينيه ليعاود فتحهما يحاول تهدئة نفسه وعدم البكاء والانهيار بهذه اللحظة
-أنا..لا أطلبُ منكِ توضيحاً لما فعلته،فقط أطلب منكِ التوقف عن ذلك..فقط توقفي عن الكذب حسناً!!

هزت جولييت رأسها بالنفي..هي بيأس تحاول مسح هذه النظرة المنكسرة التي اعتلت ملامح روميو
-أنا..أنا فقط أريد أن أشرح لك الأمر

تنهد روميو مجددا ليستدير مقررا المضي بطريقه
-كل شيء واضح لاداعي للشرح... جولييت

أنزل رأسه لتنزل غرته مغطية عيناه اللامعة بسبب دموعه المتحجرة هناك ليشخر بسخرية ونبرة الألم طغت على صوته
-أعتذر لأنني أناديك باسمك المستعار...

رمى بجملته تلك التي كسرت ظهر البعير هو حرفيا يخبرها بأنها مجرد كاذبة.. لتسقط جولييت على ركبتيها وهي تنظر بألم نحو ظهر روميو الذي تلقائيا أصبح يبتعد عن ناظريها الى أن اختفى

#جولييت

ماكان هذا الذي شعرت به؟!..أهكذا إذا يشعر المرء عندما يجرح شخصا يحبه؟...لم أكن أعلم بأنه مؤلم لهذه الدرجة..

فكرت بالوقوف عدة مرات لأن المطر أصبح يهطل بغزارة ولكنني لا أستطيع..فقط أنظر نحو الفراغ الذي خلفه روميو خلفه

لم يكن يفترض بالأمور أن تحدث هكذا..كان يفترض أن تكون نهاية روميو وجولييت سعيدة..فقط كما كانت ترويها والدتي ،أم أن الروايات لاتصبح حقيقة أبدا؟!..كان علي أن أتعلم من قصة والداي الحقيقية لا بناء الأحلام على مجرد رواية سخيفة

...

بقيت جولييت لمدة طويلة على وضعيتها تلك وهي تنظر للمكان الذي كان يقف به روميو بدون أن ترمش حتى ..المطر إزداد وبطريقة غريبة هي تشعر بالقليل من المواساة ،تشعر بأنها تستحق أن تبقى تحت المطر طويلاً ،تستحق أن تمرض لتبقى طريحة الفراش اسبوعاً لعيناً كاملاً

لدى روميو الذي كان يمشي بلا وجهة معينة...هو بالعادة يذهب لصديقه جاستن بأوقات كهذه..ولكن إن كان سبب تعاسته الحالية هو جاستن الى أين يذهب؟! هو حرفياً شعر بالضياع بهذه اللحظة..شعر بفراغ مؤلم بيسار صدره

-روميو!!

توسعت عيني روميو بخفة على الصوت المألوف الذي سمعه ليلتفت ببطئ نحو المنادي ولم يكن سوى فيوليت!!

ابتسامة صغيرة رُسمت بتلقائية على شفتيه
-فيوليت!!ما الذي تفعلينه هنا؟

ابتسمت فيوليت بخفة ونظرت له لتجيبه بطريقة أشبه للسؤال
-هنا الحي الذي أقطن به!!

أومأ روميو بتفهم وكعادته عندما يشعر بالإحراج يحمر عنقه بطريقة واضحة جداً لذا ابتسمت فيوليت بخفة هي لاحظت ذلك بروميو وتجد ذلك لطيفاً جداً...ولكنها عقدت حاجبيها باستغراب عندما أدركت أنه بالحي الذي تقطن به
-ولكن ما الذي تفعله أنتَ هنا؟!

نظر روميو لأي مكان عدا وجهها هو يشعر بعينيه تحترقان مهددة بنزول المزيد من الدموع لمجرد تذكره سبب تجوله هكذا بالطرقات بلا وجهة معينة
-فقط..كنت أمشي و وصلت لهنا

لاحظت فيوليت احمرار عينيه لتقترب قليلاً من روميو ولكن المسافة الآمنة لاتزال موجودة بين الإثنين
-هل أنت بالصدفة كنتَ..تبكي؟!

توسعت عيني روميو لأن أمره قد فضح..وصدقني آخر شيء يريده الإنسان هو أن يبدو مثيراً للشفقة أمام الشخص الذي يحبه
هز روميو رأسه بعنف وهو يقهقه بارتباك
-كلا كلا ..فقط بضع قطرات من المطر دخلت لعيني..هذا هو الأمر..حقاً

نظرت له فيوليت بحاجبٍ مرفوع
-حقاً!!

تنهدت على الطفل الكاذب أمامها الذي لايزال يحاول تجنب النظر اليها لتقترب بمظلتها و تغطي بها روميو مخفيةً وجهه بها بينما هي بقيت خلف المظلة سامحةً للمطر بأن يبللها
-آآه يا الهي أيها الطفل!! اذا أردت البكاء إذاً افعلها ولاتكتمها أكثر من ذلك ،وإن كنتَ خجلاً من البكاء ابكي واصرخ هنا..هذه مظلتي السحرية سوف تخفيك عن العالم وتجعل صوتك غير مسموع..لذا أفرغ طاقتك هنا حسناً!!

كان روميو ينظر بصدمة للمظلة التي تجعل خيال فيوليت واضحاً أمامه،كلماتها بعثت الدفئ بروحه لذا تلقائياً عادت الدموع لتتجمع بعينيه لتنزل واحدة تلو الأخرى على وجنتيه بدون أن يرمش...دمعة تلتها الأخرى ليجهش بالبكاء بصوتٍ عال كطفل بالخامسة من عمره..هو يشعر بشيءٍ تقيل يضغط على قلبه...هو لم يكن يبكي بسبب كذبة والديه وجولييت عليه فقط،كان يفرغ ماتحمله لثمانية عشر عاماً من تنمر وسخرية منه،من كذبة جعله والده يعيشها،من عدم وجود أحد بجانبه..هو أراد البكاء هكذا منذُ زمن،ولكن لم يجد أحد يريد الاستماع لصوته المزعج وهو يبكي بهذا الشكل المثير للشفقة...هو فقط احتاج أحداً ما ليستند عليه طوال هذه السنوات..وفيولييت سمحت له بفعل ذلك..هو بقي يبكي لقرابة العشر دقائق وفيولييت تمسك له مظلتها "السحرية" بهدوء حتى لاتقاطع إفراغه لمشاعره..ليتوقف تدريجياً عن البكاء ويستنشق ماء أنفه الذي سال من شدة بكائه ..تنهد للمرة الأخيرة ليطرق بخفة على المظلة وترفعها فيولييت لتنظر له تمثل الصدمة
-الهي هل كنتَ هنا طوال الوقت؟!! لم أشعر بك..
ارتجف جسدها بخفة تمثل أنها مرعوبة ليبتسم روميو بخفة
-بالطبع لن تشعري بي..فلقد كنتُ أسفل مظلتك السحرية

شخرت فيولييت بخفة لتضرب على صدرها بخفة
-لا يوجد منها سوى نسخة واحدة هي نادرة جداً لذا استخدامها باهظٌ للغاية..أنت مدينٌ لي الآن فهمت!!

بقي روميو يبتسم وهو ينظر لها وشعر بتأنيب الضمير بسبب تبللها بالمطر بسببه الفتاة ترتجف حرفياً من البرد ولتوه لاحظ كيس البقالة الذي كانت تحمله وأياً ماكان بداخله هو متأكد بأنه تم إفساده بالكامل بسبب المطر
-هل تريد تناول الحساء ؟هنالك محلٌ هنا يقدم حساءاً لذيذاً ...إنه جيد بوقتٍ كهذا

أومئ روميو لها بخفة
-أجل..أظن أنني حقاً بحاجة له بوقتٍ كهذا

ابتسمت له فيولييت لتقف بجانبه وتضع الشمسية على كليهما ليضحك روميو بسخرية
-لقد تبللنا بالفعل لافائدة منها الآن

ابتسمت فيولييت ابتسامة شيطانية صدمت روميو وهي تغلق شمسيتها لتنطق بخبث
-إذاً لنركض ومن يصل آخراً سيدفع للحساء...إنطلق!!!

هي صرخت بآخر كلامها لتبدأ الركض ويلحقها روميو عندما استوعب كلامها ليصرخ
-هذا واللعنة غشٌ لعين!!!

ضحكت فيولييت بصخب وهي تركض أمام روميو ليضحك هو الآخر بسعادة ولايزال يحاول مجاراة سرعتها ولكن حتى لو سبقها هو لايعلم مكان المحل..وهو أيقن أن فيولييت حقاً ماكرة بخصوص المال ولكنها ألطف بكثير مما كان يعتقد

وشخصٌ ما...كان يقف بالزاوية يراقب كل ذلك بأعين متوسعة دامعة ومتألمة لما حصل أمامها للتو ..لتهمس بألم
-إذاً روميو وجد جولييت الخاصة به!!..هو لن ينظر لمزيفة مثلي بعد الآن

دخلت فيولييت محل الحساء وهي لاتزال تضحك بصخب على الغبي الذي كان يتعثر بخطواته ليدخل المحل أخيراً بعدها لتجلس على إحدى الطاولات ويجلس أمامها روميو
-الحساب عليك أيها الغبي

شهق روميو بدرامية
-هذا حقاً لئيم..أنا لا أحمل محفظتي

هزت فيولييت رأسها تتحسر على الذي أمامها
-تس تس لم أكن أظن أنك هذا النوع من الرجال الذي سيكذب بشأن محفظته ويجعل الفتاة هي من تدفع..يالك من رجل بخيل روميو


شهق روميو بدرامية أكبر وخصوصاً عندما استوعب أن فيولييت تظن انه رجلٌ بخيل وبالتأكيد هو لايريد تخريب صورته أمام الفتاة التي يحبها لينفي بيديه بقوة
-أنا حقاً لا أحملها!! اسمعي اجعليه ديناً حسناً؟سأدفع لكِ غداً

تنهدت فيولييت وهي تحمل قائمة الطعام وترفع حاجبها
-حسابك أصبح كبيراً..
نظرت لروميو وحاولت إخفاء ابتسامتها على منظره المرتعب
-ولكن حسناً طالما أنك سترده فلا بأس

ابتسم روميو بسعادة
-إذاً ما الحساء الذي سنتناوله؟!
وابتسامته تحولت لينظر لها برجاء
-اختاري شيئاً رخيصاً

نظرت له فيولييت بدونية
-تشه انتَ حقاً بخيل!!

وتلك الليلة التي ظننتُ أنها ستكون ليلة من الليالي المؤلمة التي سأعيشها بمفردي تحولت بالكامل ..لقد قضيت الوقت مع فيولييت بالضحك والعبث بداخل ذلك المطعم وكم أنا ممتن لأنها لم تسألني عن سبب بكائي وبدلاً من معرفة السبب هي نزعت ذلك الحزن من قلبي وحولته لسعادة مفرطة وها أنا على سريري أفكر بكل ذلك بابتسامة ..لقد كان اليوم جميلاً جداً برفقة فيولييت ولن أفكر بأي لعنة أخرى..أبداً...وأنا أدركت أمراً اليوم..المرء لا يجدر به أن يكون مثيراً للشفقة سوى أمام الشخص الذي يحبه،لأن أمامه فقط لن يشعر بالإحراج وأمامه فقط لن يشعر أن مثيرٌ للشفقة~
وما لايعلمه روميو أن فيولييت أيضاً شاركته استخدام المظلة السحرية عندما كانت تستمع لبكائه المؤلم للقلب..~


الساعة الخامسة بعد الظهر كانت جولييت تنظر بأعين متوسعة وغير مصدقة لما أمامها أمام باب منزلها
آخر شيءٍ كانت تتوقعه هو أن يقف روميو أمامها الآن
تأتأت بسبب صدمتها
-ر..روميو!!
لتعطس بعدها بقوة

نظر لها المدعو ببرود
-هل ستدعيني أدخل أم لا؟!

أومأت جولييت بسرعة لتبتعد عن مدخل الباب فاتحةً له المجال ليدخل بهدوء ويجلس بغرفة المعيشة على ذات الأريكة تبعته جولييت وهي لاتزال متصنمة أمامه غير مستوعبة لما يحدث..هل هو حقاً أحضر لها الدروس من بعد فعلتها بالأمس!! عطست مجدداً بقوة ولكن يبدو أن أحدهم لايهتم بما يحل بها
-هل ستبقين واقفة طويلاً؟؟كما تعلمين لا أملك اليوم كله للشرح لكِ

هزت جولييت رأسها مجدداً بالنفي لتسرع وتجلس على الأريكة التي بجانب روميولتعطس مجدداً ويتجاهلها روميو مجدداً و يتنهد ليمسك بحقيبته يخرج منها عدة أوراق يبدو أنه قام بطباعتها
تحدثت جولييت مجدداً
-ر روميو ..أنا حقاً لم أكـ..

ارتجفت جولييت وبتر كلامها عندما صفع روميو كتبه بقوة على الطاولة التي أمامهما ليتحدث ببرود كأن لاشيء قد حدث
-سنبدأ بالرياضيات ..درس الأمس الذي لم أشرحه لكِ

عطست جولييت مجدداً وهذه المرة بقوة كبيرة لدرجة أن سيلان أنفها طار على الأوراق التي قام روميو بطباعتها ليغمض عينيه بقوة مانعاً نفسه من الإنفجار عليها ..لذا وببرود هو أخرج المناديل من حقيبته ليمسح التلوث الذي غطى الورقة الأولى من الأوراق وجولييت تتمنى لو تقوم الأرض بالانشقاق وابتلاعها أسرعت لتحاول أخذ المناديل من روميو ولكن الآخر لم يسمح لها ليهمس ببرود
-لابأس..لم يكن كثيراً

وكل مافكرت به جولييت كان ما اللعنة!!! هل هو يخبرني بكمية مخاطي الآن!!

إن كان بالإمكان وصف شكل جولييت الآن فهي حبة طماطم تغلي من الخجل لاغير

أمسك روميو مجدداً بقلمه بعدما وضع المناديل جانباً على الطاولة ليبدأ
-هذه المعادلة قد تبدو صعبةً قليلاً ولكن إن فهمتيها لن تواجهي صعوبة بفهم الدرس التالي لذا حاولي التركيز معي حسناً!

-أممم مممم..

هذه الأصوات كانت تخرج من جولييت بسبب حبسها لعطاسها ،أغمض روميو عينيه بقلة صبر ولكنه أكمل شرح المعادلة على أي حال
-لذا فنحن بحاجة لمعرفة قيمة x حتى نستطي..

-امممم..ممم

تنهد مجدداً يحاول عدم فقدان أعصابه
-إذاً كما كنت أقول نحن بحاجة لمعرفة قيمة..

-اممم ممم..

رمى روميو بقلمه على الطاولة بغضب ليلتفت لها ويصرخ بوجهها
-واللعنة فقط أخرجيها من أنفك اللعين أو أنها ستخرج من مؤخرتك إن حبستيها أكثر من ذلك

وماكان جواب جولييت سوى كمية كبيرة من سائل أنفها انفجرت بوجه روميو الذي أغمض عينيه بتلقائية
والحمم البركانية بدأت بالتصاعد لرأس روميو من الغضب ليفتح عينيه مقرراً إلقاء جميع أنواع الشتائم على التي أمامه وأول ماوقع نظره عليه هو ذبول جولييت ،كانت محمرة بشدة ومرتعبة وبعض قطرات العرق تنزل من جبينها!!مستحيل!! هل هي مريضة؟!بالطبع كيف لا وهي بقيت البارحة أسفل المطر لمدة طويلة
تنهد روميو ليمد يده ويضعها على جبينها يتأكد من ظنونه لتتوسع عيني جولييت بشكل أكبر

#جولييت..

أغمض عينيه ومن الواضح جداً أنه غاضبٌ مني حد الجحيم...وعندما فتحهما شعرت بقلبي يسقط لمعدتي،هل سيصفعني؟هل سيقوم بشتمي هل سـ...يضع يده على جبيني!!!توسعت عيني بصدمة عندما رأيته يضع يده الأخرى على جبينه..هل هو يقوم بقياس درجة حرارتي؟! حقاً أعني بعد كل الذي حصل وبعد أن لوثت وجهه هو يقوم بقياس درجة حرارتي؟! هل يتعمد جعلي أشعر بالذنب أم ماذا؟

قاطع أفكاري صوته البارد ..هذه النبرة التي يحدثني بها منذُ مساء الأمس أمقتها كثيراً
-يبدو بأنكِ مريضة..هذا لن ينفع

رأيته يرتب كتبه ويضعها بحقيبته ويضع تلك الأوراق المطبوعة على الطاولة بترتيب فوق بعضها البعض يبدو بأنه سيذهب بالطبع سيذهب لو كنت مكانه لما بقيت ثانية واحدة أكثر
استقام لينظر لي
-هل يمكنني استخدام المطبخ؟

استقمت أنا الأخرى بتلقائية
-يمكنك استخدام الحمام لمسح وجهك

تنهد ليتجه نحو المطبخ وكأنه فقد الأمل من الحديث معي
رأيته يبلل منديلا ويمسح به وجهه ليرميه بعدها بسلة القمامة...حقا!!فقط هذا!!!ألن يمسك بليفة الجلي ليفرك بها وجهه؟؟

توقعت بأنه سيذهب الآن ولكنه عوضا عن ذلك رفع أكمام قميصه المدرسي وأخذ يبحث عن شيء ما في خزائن المطبخ وسرعان ماوجد غايته ليخرج قدرا ويلوح لي به
-لا بأس بأن أستخدمه صحيح؟

أومأت له على الفور ولكن تعابير الاستغراب لاتزال مرسومة على وجهي رأيته يضع القدر على الغاز بعد أن وضع الماء به
هل سيقوم بغسل وجهه بماء مغلي؟!ولكن معه حق فلو كنت مكانه لفعلت أكثر من ذلك

التفت لي مجددا
-أين أجد الأرز؟

أرز؟! وبدون تفكير نطقت بما فكرت به
-هل الأرز سيساعدك لتنظيف وجهك أيضا؟!

نظر لي بحاجبين معقودين ليعيد نظره للقدر ثم نظر لي مجددا وكأنه يحاول استيعاب كلامي وفجأة هو انفجر ضاحكا

-هل كنتي تظنين بأنني أغلي الماء لغسل وجهي به؟!!!!

أجبته بطريقة أشبه للسؤال
-أجل؟!
لأكمل ساخرة وكأن ذلك آخر شيء قد يقوم بفعله
-أعني أنت بالتأكيد لاتقوم بصنع العصيدة لأجلي!

تنهد ليستدير ويبحث بنفسه عن الأرز وهو يتمتم
-فقط أريد أن أعلم أي نوع من الأشخاص تظنينني

اللعنة!!!هو حقا يريد صنع العصيدة لأجلي!!
بسرعة خطوت باتجاهه لأقف بجانبه وأمسك به من زراعه
-كما تعلم.. ليس عليك فعل ذلك..لذا لاتجبر نفسك حسنا؟!

نظر لي بنظرة لم أفهمها ليشخر بسخرية ويفلت يده من يدي بقوة..كالعادة..
ليعود ليبحث عن الأرز متجاهلا وجودي لأتنهد وأدفعه بخفة من كتفه ليبتعد عن خزائن المطبخ
-لقد أخبرتك أنك لست بحاجة لفعل ذلك لي حسنا!!..لذا يمكنك الذهاب الآن

أغمض عينيه مجددا يحاول كبت غضبه وهو حرفيا منذ دخوله لمنزلي يحاول كبت غضبه وذلك جعلني أجن لأصرخ به بينما أدفعه من كتفيه بقوة
-لماذا تفعل ذلك واللعنة؟!!لماذا تكتم غضبك؟؟إذا كنت لهذه الدرجة أجعلك غاضبا إذا لا تأتي الى منزلي ..إذا كنت لهذه الدرجة أجعلك غاضبا إذا لماذا لاتغضب وتصرخ بوجهي وتنهي كتمانك لغضبك اللعين هذا

بكل كلمة كنت أقولها كنت أدفعه بقوة أكبر
-فقط اصرخ بوجهي واللعنة بدلا من أن تقوم بصنع الحساء للفتاة التي خدعتك!!!!لست بحاجة لشفقتك اللعينة أستطيع الإعتناء بنفسي

كان هادئا ويغمض عينيه مجددا يحاول تحمل الأمر بينما يتراجع بكل دفعة أقوم بدفعه بها وهذا جعلني أجن حقا لأتوقف عن دفعه لم يعد لي القدرة لفعل ذلك أكثر لأجلس وأبكي

....

تنهد روميو مجددا ليقترب من الفتاة الباكية ويحملها ويضعها بخفة على الأريكة جاعلا إياها تستلقي
ليتحدث بهدوء وهو ينظر لها بينما غرته غطت عينيه
-لست أفعل ذلك لأنني أشفق عليكي..أنا لن اشفق عليكي لأنك مريضة وتعيشين لوحدك بالمنزل..إن كنت سأفعل فأنا سأشفق عليكي لأنك كاذبة..الكذب هو أسوأ مرض يقد يصاب به الإنسان..هو مرض لن تستطيع حتى العصيدة الساخنة أن تقوم بعلاجه

تنهد عندما وضعت جولييت زراعها على عينيها تخفي بها دموعها ليستدير ويتجه للمطبخ بينما يقول
-ولكن حتى لو كنتي كاذبة..أنا لست وغدا لأتركك مريضة وأنا أعلم بأنه لايوجد أحد ليعتني بك

ازداد بكاء جولييت الصامت أكثر بعد كلماته تلك ولكنها بقيت مكانها سامحة له بأن يعد لها تلك العصيدة

ولكن روميو لم يكتفي بذلك هو خرج من المنزل بعد أن وضع العصيدة على النار لتنضج ظنت جولييت أنه ذهب ولكن بعد خمس دقائق هو عاد وبيده كيس دواء ثم قام بصنع كمادات باردة لها

اعتنى بها لثلاث ساعات كاملة وعندما ظن أنها قد نامت نظف المطبخ و وضع قارورة وكأس من المياه بجانبها على الطاولة وقام بجلب بطانية لها من غرفتها ليضعها فوقها
ليخرج بعدها من المنزل بكل هدوء ..تاركا خلفه كاذبة ما تجهش بالبكاء لتنام بعدها بدون أن تشعر بسبب تعب جسدها من الحمة التي أصابتها

ولكنها كانت شاكرة له..كانت منذ الصباح تتخبط يمينا ويسارا ..لاتعلم ما الذي عليها فعله ولم تفكر بفعل أي شيء لنفسها لذا فقط بقيت مستلقية الى أن دخل ذلك المسمى بروميو الى منزلها واعتنى بها..وكان آخر شخص قد تعتقد أنه سيعتني بها بعد كل مافعلته له...هي فكرت كم أن روميو شخصا مسالما..كيف أنه سيساعد أيا كان ولو كان شخصا قام بأذيته..وندمت كثيرا لكونها ظهرت بمظهر الكاذبة أمامه ولكنها عزمت على أنها ستخبره كل شيء بالغد..كل شيء

  الإعتذارات تؤذيني..إنها فقط وسيلة لجعل الجاني لايشعر بتأنيب الضمير،الإعتذارات لاتمحي الألم هي مجرد ..هراء~

تنهد جاستن وهو ينظر لروميو المركز بشدة على درس الكيمياء الذي لطالما نفر منه وهو يعلم السبب...من أجل جولييت يفعل ذلك
بالأمس جاستن حاول جاهدا ليتحدث مع روميو ولكن جميع محاولاته بائت بالفشل لأن روميو لم ينظر له حتى..كيف لا وهو خذل من أقرب أصدقائه

ولكن جاستن لن يترك صديقه المقرب هكذا لن يبقى على قطيعة معه لأجل أمر كهذا لذا هو ينتظر الساعة الواحدة بقلة صبر لتنتهي حصة الكيمياء التي هي آخر درس لليوم..سيتحدث مع روميو بعد إنتهاء المدرسة حتى لو قرر روميو البقاء بمكتبة المدرسة مع فيولييت كما فعل بالأمس هو سيتحدث معه

انتهى الدرس أخيرا ليسرع جاستن ويمسك بزراع روميو ليلتفت له روميو بتعابير جامدة
تأتأ جاستن ببداية كلامه ولكنه تحدث على أي حال
-ا اسمع روميو..أنا حقا أعتذر منك بشدة وأتمنى لو تقوم بمسامحتي الآن
أغمض جاستن عينيه بقوة ينتظر رفض روميو له حتى يحاول أكثر
-حسنا..أنا أسامحك

نطق بها روميو ببرود ليجيبه جاستن بسرعة
-انا حقا أع...ماذا؟؟سامحتني؟!بهذه السهولة؟؟

أومأ له روميو بعدم مبالاة
-ليس وكأنني سأعتب عليك بعد الآن..جاستن

نظر له جاستن بعدم فهم ..

ليتحدث روميو بصوته البارد الذي أصبح مؤخرا لايتحدث سوى بهذه النبرة
-إذا..الى اللقاء

رفع جاستن يده ملوحا له..ولكنه شعر بالفراغ،شعر كأنه لم يأخذ مسامحة روميو..بل شعر بأنه خسر صداقته الى الأبد

#روميو

لقد سامحته لقد فعلت حقا..طالما أن هذا مايريده ليريح ضميره فحسنا ..أنا سأسمح له بإراحة ضميره

ولكن مسامحتي له لاتعني بأننا سنعود كما السابق..هو طعنني بظهري مرة..ولا أريد الشعور بالمرة الثانية..المرة الأولى كانت مؤلمة بما فيه الكفاية ..

تنهدت لألحق بفيولييت التي سبقتني للمكتبة تاركة إياي مع جاستن حتى نتحدث ولاتقاطع حديثنا..أنا لم أخبرها بما حدث ولكن كان واضحا بأنه يوجد مشكلة بيني وبين جاستن لأننا البارحة لم نتكلم أبدا

دخلت المكتبة وأنا ابتسم..مؤخرا لم أعد ابتسم سوى لفيولييت ..

خطوت بخطوات واسعة لأجلس على الطاولة أمامها
-إذا آنسة فيولييت بماذا سنبدأ؟

قهقهت بخفة وهي تعيد خصلتها التي سقطت على وجهها خلف أذنها ..ولا يمكنني إخباركم كم كان هذا ساحرا..أخرجني من سرحاني بها صوتها الساخر
-تبدو متحمسا اليوم أكثر من الأمس

تحمحت بغرور
-ماذا؟أتخافين أن آخذ لقبك وأصبح الأول على فصلنا؟

شخرت فيولييت بسخرية
-أوه نعم إنني خائفة جدا من طالب لا يعرف ناتج ضرب خمسة بخمسة..انظر الي أنا أرتجف

مثلت الارتجاف لتؤكد على كلامها
ضيقت عيني بإنزعاج لأخبرها محاولا الحفاظ على رباطة جأشي وثقتي
-أنا أعلم..

شخرت بسخرية مجددا لترجع ظهرها الى الوراء وهي تتكتف لتنظر لي من الأعلى الى الأسفل
-إذا قلت الجواب الصحيح سأنفذ لك أي شيء تريده

اووه يبدو العرض مغريا..خصوصا انها فيولييت
لذا ابتسمت بثقة لأجيبها
-الجواب ..هو 25

توسعت عينيها بخفة ..لتصفق بيديها
-وااو لقد عرفته..ولكن هذا ليس عادلا كان سؤالا سخيفا جدا،حتى الاطفال يستطيعون الاجابة عليه ،أيضا كيف تعرف جوابه الهي..أنا بكل وضوح أتذكر بأن الاستاذ سألك هذا السؤال أول يوم من العام الدراسي ولم تعرفه

تكتفت بثقة
-ماذنبي إذا سألتيني سؤالا سخيفا كهذا،وأيضا إليكي معلومة عني..أنا أتعلم بسرعة كبيرة من أخطائي حتى لا أكررها فيوليت

شخرت مجددا بعدم تصديق لتتمتم
-هذا حقا ليس عادلا

قهقهت بخفة على إنزعاجها
-لم أخبرك بطلبي بعد وها أنتي تتأففين ماذا لو كان طلبا بسيطا لماذا تستبقين الأمور؟

تنهدت فيوليت لتقترب من الطاولة أكثر لتتحدث وهي تقلد نبرتي قبل قليل
-إليك معلومة عني روميو..أنا أكره كثيرا أن يقوم أي أحد بأمري

لتعود مجددا وتسند ظهرها على كرسيها
-ولكن لا بأس ..فأنا أيضا قد طلبت منك طلبا لتنفذه لي ..لذا نحن متعادلان

جعدت حاجباي باستغراب لأستفسر منها
-أي طلب؟

ضيقت عينيها بغضب
-ماذا هل نسيت؟؟لقد قلت بأنك ستؤلف أغنية لي

شعرت بوخز خفيف بعقلي وكأنني شخص كان فاقدا لذاكرته وعادت له فجأة...أنا حرفيا تناسيت ذلك اليوم تماما حتى لا أتألم من ذكرياته الشنيعة..والذي بالمناسبة كان يجدر بي أن أكون سعيدا به
انتشلني من أفكاري صوت فيوليت
-بالحديث عن الأغنية..الى أين وصلتما أنت وجولييت بالتأليف هل أنهيتما الفرض؟

وهاهي ذكرى أخرى تنفض الغبار عنها بعقلي..نسيت ذلك أيضا ،الهي تبقى فقط خمس أيام لنسلم الأغنية
هززت رأسي بالنفي
-لم نبدأ به حتى..

عقدت حاجبيها باستغراب
-يارفاق ظننت بأنكما أنهيتماه أو حتى أنهيتم نصفه..ألست تذهب لمنزلها كل يوم لماذا لم تعملا على الأغنية الى الآن؟

ابتسمت لها بخفة ولكن ملامح الألم ظهرت على تعابير وجهي
-علاقتنا هذه الأيام ليست بأفضل أحوالها..لذا..لم نبدأ بها..ولكن سأحاول اليوم أن نبدأ بها

عقدت فيوليت حاجبيها باستغراب
-ألهذا بكيت ذلك اليوم؟!

أومأت لها بخفة وأنا لا أنوي أن أكذب على فيوليت أبدا ..
-لقد كان جزءا من السبب..إنها قصة طويلة لاتشغلي بالك بها فيوليت..دعينا نبدأ بالكيمياء ما رأيك؟

أومأت لي بخفة وكأنها تفهمت بأنني لا أريد الحديث بهذا الأمر..وهذه المرة الثانية التي أكون بها شاكرا لتفهم فيوليت لي
-بالمناسبة فيوليت من هو شريكك بالأغنية؟

بدون أن تنظر لي كانت تضع دوائرا وتكتب بعض الملاحظات المهمة على كتاب الكيمياء الخاص بي
-لا أحد..

توسعت عيني بصدمة..فيولييت أشهر طالبة بالفصل بل بالمدرسة بأكملها الفتاة الأذكى بالمدرسة أيضا لاتمتلك شريكا!!
-ماذا!!!كيف لاتمتلكين واحدا؟؟

وهي لاتزال تكمل كتابة الملاحظات أجابتني
-لقد كنت أخطط أن أكون شريكتك وأنت كان لديك بالفعل جولييت لذا عندما ذهبت لبقية طلاب الفصل كانوا بالفعل قد وجدوا شركائهم..وكما تعلم عدد طلاب صفنا عدد فردي ..لذا بقيت بدون شريك

عقدت حاجبي باستغراب
-ولكن جاستن من هو شريكه؟

-سيلينا..

وسعت عيني بصدمة
-ماذا!!هل توجد فتاة بفصلنا بهذا الاسم حتى؟؟

قهقهت فيولييت لتنظر لي
-أنت حقا من السهل خداعك..فقط أمزح ،إنه جون

زمجرت بإنزعاج بسبب سخريتها مني ولكنني شعرت أيضا بتأنيب الضمير لعدم امتلاكها لشريك
-إذا أردتي يمكنك الإنضمام لي أنا وجولييت بتأليف الأغنية

هزت فيوليت رأسها بخفة لتعود لكتابة الملاحظات على كتابي
-لقد قمت بسؤال الاستاذ مسبقا إذا كان بإمكاني الانضمام لأحد ثنائيات الفصل ولكنه رفض وقال لي بأنني سأكون مميزة إذا قمت بتأليف أغنية بمفردي ..

...

أصبحت الساعة الرابعة ..وقت إغلاق مكتبة المدرسة ..انتهت فيوليت من شرح الدروس لي وأنا حقا شاكر لها لفعلها ذلك ..ودعتها لأتجه لمنزل جولييت بقلب مثقل ..

طرقت باب منزلها لتفتح لي وقد كانت الساعة الرابعة والنصف
-أوه..أهلا روميو

أومأت لها بدون أن أجيبها لأدخل وأجلس على تلك الأريكة التي بالصالة بشكل تلقائي أصبحت أتجه لتلك الأريكة دوما
-أظن بأنه لدينا عمل كثير جو..
تراجعت عن نطق اسمها المزيف ..حقا لا يمكنني مناداتها به بعد الآن ولاحظت كيف أن تعابير الألم اعتلت ملامحها ولكنني لم أهتم بذلك
-كما تعلمين..علينا تأليف الأغنية وأيضا علي أن أشرح لك مافاتك لثلاثة أيام

جلست على الأريكة التي بجانبي بصمت ولم تجبني

...

بينما روميو يقوم بإخراج كتبه من الحقيبة وكالأمس هو قام بطباعة بعض الأوراق لجولييت سألها
-بالمناسبة ..هل ذهبت الحمى؟

أومأت جولييت بخفة
-أجل ..شكرا لاهتمامك بي بالأمس

هز روميو رأسه بمعنى لاداعي للشكر ..تنهدت جولييت لتتكلم مرة أخرى
-هل يمكنك التوقف عن لعب دور البارد وسماع تبريري؟!

تنهد روميو وقلب عيناه ليعود لإشغال نفسه بالكتب والملاحظات التي أمامه ويتحدث بنبرته الباردة
-أنا أسامحك جولييت..إذا كان هذا ماتريدين سماعه فأنا حقا أسامحك..لذا دعينا الآن ننشغل بالأمر المهم هنا

زفرت جولييت بقلة صبر هي حقا لاتريد فقدان أعصابها كما الأمس..ولكنها لم تكن بكامل وعيها بسبب الحمى ..
-اسمع روميو..أنا لا يهمني حقا إن سامحتني أو لا ..توقف عن لعب دور الضحية والشخص النبيل بذات الوقت حسنا!أنت ستسمعني ثم إما ستسامحني أو لن تفعل لا يهمني ولكن على الأقل ستعلم الحقيقة

شخر روميو بسخرية ليرمي القلم من يده ليقع القلم على الطاولة مصدرا صوتا إثر ارتطامه بها
نظر لها روميو ولاتزال نظرة السخرية وعدم التصديق تعتلي وجهه
-حقا؟ تطلبين مني عدم لعب دور البارد والضحية والنبيل؟؟أوليس أنتي و والدي من البداية أردتما مني أن أكون جزءا من مسرحيتكما الغبية لألعب دور روميو؟؟

أغمضت جولييت عينيها تحاول أن تجعل نبرة صوتها هادئة فهي لاتخطط للشجار معه تريد فقط توضيح الأمور
-لذلك أنا أخبرك دعني أوضح الأمر..أنت فهمت كل شيء بطريقة خاطئة

أومئ روميو برأسه عدة مرات وكأنه توصل لأمر ما ليبتسم بتقزز منها
-الآن أفهم الأمر جيدا...أنتي تحاولين التبرير لي حتى تصنعوا المزيد من المشاهد صحيح؟!..هل أنت حقا بحاجة ملحة الى المال لهذه الدرجة؟!

صفعة!!
كان مكانها وجنة روميو
ليقهقه بسخرية ويقف مصفقا لها
-واو ..على هذه الصعفة كم ستأخذين؟!

وحقا روميو تجاوز حدوده كثيرا مع جولييت
لتستقيم من مكانها وتصرخ به بإنفعال
-اللعنة أنا لم آخذ من والدك مالا!!!

توسعت عيني روميو بخفة على مانطقت به
لتكمل جولييت وبالكاد تستطيع التقاط أنفاسها
-صحيح..أنا أخبرتهم أن يزودا لي الأجر بمزاح ..وماقصدته بذلك هو ..قد يبدو الأمر سخيفا لك ولكنني احتجته ..قصدت حبهما ..كنت أقصد أن يقوما بزيارتي أكثر ويزيد والدك كمية الحلوى التي يجلبها لي وتزيد والدتك من زيارتها وطبخها ..الذي يذكرني بطعام المنزل والعائلة كيف يكون ..أنا فقط ..

تجمعت الدموع بعيني جولييت التائهة التي كانت تشرح بيديها تحاول وصف ماكانت تريده
-أنا فقط أردت الشعور بالدفئ مجددا..

وبالرغم من إنهيار جولييت إلا أن روميو استنكر الأمر
-و والداي ليعطوكي ذلك الدفئ أنتي قمتي باستخدامي أليس كذلك؟

ضحكت جولييت بعدم تصديق لتهز رأسها بيأس
-أنت حقا لاتفهم ولاتستطيع استيعاب الأمر صحيح؟!..

أكملت جولييت لتنظر له بنظرة فارغة
-ليس للأمر علاقة بك روميو..أنا و والديك لم نكذب عليك بشيء ،أنت فقط من لا يريد أن يفهم الأمر ..أنت بعد كل ماقلته لك تستمر بإعادة كلامك بأننا قمنا باستخدامك لأغراضنا الشخصية ..
لتصر جولييت على أسنانها وتهسهس
-واللعنة أدخل الأمر لعقلك..والداك فقط ينظران لك على أنك طفلهما العزيز هما لايستخدمانك فقط ينظران لك وكأنك قطعة فنية يأخذان الالهام منها..وأنا..فقط ..أحببتك حقا بالماضي

شخرت بعدم تصديق وهي تنظر له بينما هو منصدم من الإعتراف المفاجئ ..لتكمل
-أحببتك عندما كنت روميو ..الذي يتباهى باسمه ودوما مايحضر سيفه الصغير ويقوم بتمثيل بعض المشاهد متفاخرا بأن والده هو من علمه ذلك لأن والده كاتب عظيم وسيصبح شهيرا..كنت دوما واثقا بنفسك وأذكر بكل وضوح عندما خرجت أمام الفصل كله لتعرف عن اسمك ..كنت بغاية الفخر والسعادة وقلت يومها بأن والداك أسماك بهذا الاسم لأنهما يحبانك لذلك أسموك باسم بطل الروايات الذي لطالما أحباه
كان روميو منصدما من طريقة كلامها وكأنها تعرفه وتعرف حياته أكثر منه بكل كلمة تقولها كان يتذكر كيف أن والداه حقا ينظران له بحب ويشجعانه دوما ويخبرانه بأنهما قاما بتسميته بهذا الاسم لأنه أكثر اسم يحبانه
ولكن الآن..أنت فقط مختلف ،مختلف تماما،أنت خجل وغاضب بسبب اسمك..تهرب عندما يناديك أحد ما باسمك بصوت عالي

تذكر روميو ذلك..عندما هرب من قاعة الطعام عندما صرخت جولييت باسمه
وكأنه وصمة عار عليك ..وتريد تغييره ..لماذا؟!لأنهم سخروا منك..سخروا منك لأنك لم تستطع أن تكون ذات روميو الواثق لتوقفهم عند حدهم..والآن تتهمني أنا و والداك بأننا قمنا باستغلالك..عن أي استغلال تتحدث ...نحن فقط أحببناك..أحببناك لأنك روميو

تنهدت جولييت لتلقي بجسدها على الأريكة التي خلفها وكأنها تعبت من كثرة شرحها لهذا الذي يقف أمامها مندهشا مما نطقت به

جلس روميو على الأريكة التي بجانبها غير معلقا على كلامها ولازال هنالك شكوك وظنون بصدره ليلقي بها
-كيف تعرفين والداي؟

تنهدت جولييت بسبب أنه الى الآن لايصدقها
-هما صديقا والداي منذ أن كنت طفلة..لهذا السبب أعرفهما ..ومنذ شهران بالصدفة التقيت بوالدك بالسوق هو لم يتعرف علي ولكنني عرفته بعدها تحدثنا كثيرا وأول شيء سألته عنه كان أنت ..بعد الحديث المطول والدك علم بأنني معجبة بك..لذا هو أخبرني بأنه سيساعدني بذلك وانا اقترحت أن أغير اسمي والدك رفض بالبداية أخبرني بان اسمي هو هويتي ولايجدر بي تغييره لأجل أي كان وأن والداي بالتأكيد وضعا لي اسمي بكل حب..
لتشخر بسخرية على ذلك
ولكنني لا أعتقد ذلك..لذا فقط قمت بتغييره و والدك حقا دفع الكثير من المال لأستطيع تغيير اسمي وانا لازلت تحت عمر الثامنة عشر ودفع الكثير أيضا لاستطيع الانتقال لمدرستك لأنني لا أستطيع الانتقال من مدرستي السابقة أو تغيير اسمي بدون الوصي علي لذا والدك دفع الكثير من المال ..بعدها بدأ بزيارتي هو و والدتك وأخبرته بكل شيء يحصل بيننا...و والدك يأخذ الالهام من ذلك فقط لا غير..هو يأخذ الالهام من شيء حقيقي..

هي قصدت بذلك إعجابها بروميو ولكنه تجاهل ذلك هو لا يمكنه مبادلتها هذه المشاعر هو يحب فيوليت..أليس كذلك؟!

أومأ لها روميو بتفهم وهو حقاً شعر بالاستياء لأنه ظن السوء بجولييت وبوالديه كذلك اللذان لم يكلمهما منذ ثلاثة أيام بعد الذي حصل..
-إذاً لهذا لم أستطع تذكرك..لأنكِ غيرتي اسمكِ

أومأت له جولييت بهدوء لينظر لها مجدداً
-إذاً ما هو اسمكِ الحقيقي؟

ابتسمت جولييت بخفة قبل أن تنطق
-إنه شيءٌ لاداعي لأن تعرفه

تنهد روميو بإنزعاج
-إذاً أين والداك؟

أجابته جولييت وهي لاتزال تحتفظ بابتسامتها تلك
-إنه أيضاً شيء لاتحتاج لمعرفته

تذمر روميو بسبب الغامضة أمامه ليمسك بقلمه
-دعينا فقط ندرس نحن بالفعل لدينا الكثير من الأشياء لفعلها

أومأت له جولييت بخفة لتركز معه ويبدأ هو بالشرح لها

وبأعجوبة هما انتهيا أخيرا من دراسة متراكمة لثلاثة أيام ..ليقررا أخيرا بدء التفكير بعنوان للأغنية
وكانت الساعة قد تعدت الثامنة مساءا وبسبب التعب هما جلسا على الأرضية روميو يحمل دفتره لم يحضر جيتاره لأنه لم يكن يتذكر أمر الأغنية
تنهد روميو وهو ينظر لكومة الأوراق أمامهما
-إذا ماذا سيكون موضوع أغنيتنا جولييت؟

ابتسمت جولييت بخفة لتجيب
-ما رأيك بأن تكون عن الحب؟!

أومأ لها روميو موافقا
-أجل حب من طرف واحد..
ليهمس بخفوت
-حب مؤلم..

عكرت جولييت حاجبيها على مانطق به
-كلا..لن تكون أغنية حزينة،ستكون أغنية جميلة ومنعشة عن الحب

هز روميو رأسه معارضا لكلامها
-كلا دعينا نكتب شيئا عن الحياة الواقعية

جعدت جولييت بين حاجبيها بعدم فهم
-إذا؟!..أليس الحب شيئا واقعيا؟!

ابتسم روميو بسخرية وألم
-الحب عبارة عن ألم جولييت..ألم فقط،لاشيء منعش وجميل بالحب..ألا تستطيعين معرفة ذلك من نفسك؟!إنك تحبينني من طرف واحد ..
لينظر لها بجدية والغضب احتل عينيه وهو يتذكر حبه لفيوليت اليتيم
-أليس ذلك مؤلم وبشع؟

شخرت جولييت بسخرية
-الحب ليس مجرد مشاعر رومانسية روميو

لتحدق هي الأخرى بجدية به وتعلو نبرتها قليلا بينما تشرح له بيديها
-الحب..هو حب العائلة،حب الأصدقاء هو حبك للتفاصيل الصغيرة كالسماء كلونك المفضل وطفل صغير يضحك على أبسط الأشياء الحب أشياء كثيرة لاتنحصر بأشخاص  أو أشياء محددة..

ابتسم روميو بجانبية وسخرية وهو ينظر للقلم الذي يعبث به بين يديه
-العالم حقا وردي بالنسبة لك صحيح؟!

عكرت جولييت بين حاجبيها
-ماذا؟!

نظر لها روميو وهو لايزال يحمل ذات النظرة
-لقد ترعرت بين عائلة محبة لك،عائلة وردية اشترت لك شقة فخمة لتعيشي بها لوحدك..لقد كان عالمك ورديا دائما صحيح؟!بينما أنا تم جرحي بشدة من قبل عائلتي ..بالسابق،وصديقي المفضل الذي جعلني أشعر بأنني لست وحيد..طعنني بظهري هو الآخر..لذا

نظر لها وهو يبتسم بجانبية يحاول جاهدا إبعاد الألم عن تعابيره
-ابقي بعالمك الوردي جولييت ..ولكن لاتظني بأن الجميع يعيش بعالم وردي كخاصتك

كان فم جولييت مفتوح بخفة مستغربة مما ينطق به لتظلم ملامحها عندما أنهى كلامه لتعتلي ملامحها تعابير روميو الساخرة والمتألمة
-عالمي وردي؟!..تشه...

نظرت له وتعابيرها لاتزال ساخرة متألمة
-إذا كنت تعتقد أن طلاق والديك ورميهم لك بدولة مختلفة عن الدولة التي يعيشان بها حياة وردية!!فأنا حقا لا أملك ما أقوله لك

جعد روميو حاجبيه باستغراب على كلامها المبهم لينطق
-ماذا؟!

والآن حان دور صديقتنا لتخفي الألم من تعابير وجهها بابتسامة مجبرة
-بعد السنة الأولى من الابتدائية..انتقلت مع والداي لألمانيا ،البلد التي أحباها والداي كثيرا،الدولة التي لطالما حدثاني عنها..وياليتنا لم نذهب ولم يحققا حلمهما

أكملت بينما روميو ينظر لها باهتمام لتكمل حديثها وتشخر بسخرية
-هناك وقبل عام من الآن والدي خان والدتي وتزوج بامرأة أخرى ...بليلة كئيبة هو فقط دخل ورمى أوراق الطلاق بوجه والدتي..قائلا أنه وجد حبه الحقيقي هنا ولايستطيع أن يخفي الأمر أكثر من ذلك. .والدتي حينها انصدمت كثيرا وكل ماكانت تقوله لوالدي لماذا؟!هل أخطأت بشيء! وهو نفى ذلك ..وهي كانت يائسة بما فيه الكفاية لتسخدمني كطريقة تلين بها قلب والدي عليها..سألته ماذا عن ابنتك؟!

أغمضت جولييت عينيها بقوة متألمة على تلك الذكرى لتعاود فتحهما وهي تنظر للفراغ وروميو فقط مندهش
-حينها أجابها..لذلك أنا أخبرك أنني وجدت حبي الحقيقي،الحب تغلب على الأبوة التي بداخلي...أنا فكرت كثيرا بالأمر وفكرت بك وبابنتنا ولكنني وجدت نفسي أنجذب لها أكثر منكما
شهق روميو شهقة صامتة على ماسمعه لتكمل جولييت التي تعابيرها أصبحت فارغة بينما الألم ينغز قلبها على تلك الحادثة..لتبتلع غصتها التي علقت بحنجرتها بينما تكمل
-عندها والدي غادر و والدتي بقيت تنظر للفراغ غير مستوعبة أن زوجها تركها حتى بعدما ذكرته بابنته..ليلتها أنا غضبت جدا من والدي وبقيت طوال الليل ساهرة أفكر بكيف سأساعد والدتي بتخطي الأمر وكيف سأعمل لأساعدها بسد نفقات عيشنا ..فكما كان يقول والدي دائما زوجته رقيقة ولن تحتمل رفع قشة
قهقهت بسخرية وألم على تفكيرها ذاك لتكمل بينما روميو ينظر لها بعدم تصديق
-ولكن والدتي كان لها تفكير آخر بخصوص هذا الأمر..انا استيقظت لأجد رسالة موضوعة بجانب طاولتي وتذكرة طيران ومفتاح ..كانت الرسالة من والدتي تخبرني بها بأنها عادت لموطنها..فرنسا،وأنها حجزت لي تذكرة لأعود لأميركا وكتبت عنوان منزلنا القديم وتركت لي مفتاحه ..شعرت وكأنني خادمة مغتربة يتم إعادتها لموطنها!!
لتنظر لروميو وعينيها لمعت بألم لتتمرد تلك الدموع التي كانت تحاول بجد إخفائها
-أنا بين ليلة وضحاها تم التخلي عني من قبل والدي و والدتي..أتسمي ذلك بحياة وردية؟!

فتح روميو فمه مرارا ليتحدث..ولكن لاشيء يخرج
مسحت جولييت عينيها بيديها لتتمتم عندما رأت الحيرة الواضحة بعيني روميو
-ليس عليك مواساتي..

نظر لها روميو مجددا يتذكر تلك لقائه الأول بها كيف أنها فتاة مرحة وكثيرة الحركة ومزعجة رغم أنها عاشت كل ذلك
ليبتسم بخفة
-أنت حقا شيء ما لتؤمني بالحب بعد كل ذلك

قهقهت جولييت بخفة
-أعلم...أنا بطريقي للمطار كنت أفكر بكم أن حب والداي كان كاذب تجاه بعضهما وتجاهي،وكيف أن عائلتنا لم تكن مثالية كما كنت أظن ..ولكن
نظرت لروميو بنظرات عميقة لم يستطع الصمود أمامها لتوتره ويخفض نظره
-بذات الواقت لدي سبب جعلني أؤمن بالحب مجددا

تردد روميو بسؤالها ولكنه رمى بسؤاله على أي حال
-م ..م ماهو؟!

جولييت لم تسمعه جيدا لذا سألت
-ماذا؟!

تنهد روميو ليعيد سؤاله بنبرة أعلى
-ماهو السبب الذي جعلك تؤمني بالحب مجددا؟!

ابتسمت جولييت بخفة لتهمس
-روميو وجولييت..

نظر لها روميو باستفهام لتكمل بينما تتنهد على تلك الذكرى قبل عام
-قبل عام..عندما عدت الى أميركا..كنت فقط أريد الموت..
ابتسمت بألم على ذلك لتكمل
-كنت مصرة جدا على إنهاء حياتي..أنا حقا كنت محبطة من كل شيء..من كيف أن حياتي تدمرت كليا،ومن أنني دوما أخسر من أحب..لم أربح يوما،كنت محبطة من هجر الجميع لي أولا أنت ثم والدي وبالختام والدتي
شخرت بسخرية بآخر كلامها لتصمت جولييت تحاول عدم البكاء مجددا لذا روميو شعر أنه من الضروري أن يمسك بيدها وهو لم يتردد بفعل ذلك ليضغط على يدها يخبرها أن كل شيء قد مضى بشده على يدها..وهذا ..حسنا فاجئ جولييت قليلا..بالحقيقة ..فاجئها كثيرا ولكن ليس بقدر مفاجئة روميو بكونه كان أحد أسباب جولييت التي دفعتها لتفكر بالانتحار..ذلك ولد شعورا مزعجا جدا بداخله..
ابتسمت جولييت بخفة لتكمل
-كنت أتجول بالطرقات أبحث عن مكان مناسب لأقتل به نفسي..فكرت بصعود بناء ما ورمي نفسي من عليه أو من على جسر ما ..أو حتى رمي نفسي أمام سيارة مسرعة ..ولكنني وبدل أن أجد طريقة لإنهاء حياتي..وجدت شيئا يحثني على إكمالها
همس روميو بخفة لأنها كانت تبدو متعمقة جدا بذكرياتها
-ماهو؟

أكملت جولييت بابتسامة خفيفة
-بالصدفة ..كان هنالك مسرح شارع، قلة الذين كانوا يشاهدون تلك المسرحية القديمة..لذا وبدون وعي وقفت معهم..وكانت مسرحية روميو وجولييت ..بدون إرادة وجدت نفسي واقفة هناك أشاهد ذلك المشهد الأخير منها ..وفاة روميو وجولييت ..بقدر ماكان محزنا بقدر مابعث الأمل والدفئ بداخل قلبي

كيف أن روميو ارتشف السم كاملا ليموت عندما ظن أن محبوبته قتلت نفسها ولكنها لم تكن سوى نائمة وعندما استيقظت ورأت محبوبها قتيلا لم تحتمل وقتلت نفسها بخنجره

صمتت قليلا وعينيها تلمعان وروميو ينظر لها بذهول ولايزال يضغط على يدها لربما لهذا السبب توقفت عينا جولييت عن إخراج الدموع

أردفت جولييت بهمس سمعه روميو
-أردت ذلك أيضا..

تحمحمت جولييت لتكمل بنرة واضحة وهي تنظر لروميو
-أردت أن أموت مثلهما ..أردت الموت بجانب الشخص الذي أحب..لا الموت من أعلى جسر او بناء ما ..أردت الموت بدفئ وأمان مثلهما لا أن أموت وحيدة ومحطمة القلب ..

نظرت جولييت بصدمة نحو روميو الذي ينظر لها بدون أن يرمش والى دموعه التي تتدفق منهما ليشيح بنظره عندما أدرك أنه يبكي ويسحب يده من يدها التي كان ممسكا بها منذ قليل
حاول روميو إيقاف دموعه وهو يمسحهم بقهر بظهر كفه ولكن لاجدوى...هو محبط لأنه لا يحب جولييت محبط لأنه لايستطيع تحقيق حلمها ومبادلتها الحب الذي حملته له منذ أكثر من عشر سنين...محبط من كونه أحد الاسباب التي دفعت بجولييت لتفكر بأمر شنيع كالانتحار قصة كفاحها وأملها الذي لحد ما يشبه قصته وكيف أن كلاهما لاقا الرفض من الشخص الذي أحباه
هو يريد إسعاد جولييت هو فكر بينه وبين نفسه أن جولييت تستحق السعادة..تستحق كل شيء جميل بهذه الحياة ...

ابتسمت جولييت بألم عندما قرأت سبب إحباط روميو من وجهه
لتهمس له
-لا بأس..إنه حقا لا بأس بأن لاتبادلني المشاعر روميو

لتكمل مازحة ولكن الألم لايستطيع مسح نفسه من تعابير وجهها
-لربما أنت ترفضني لأن القدر يخبئ لي روميو الحقيقي الذي سيحبني وأحبه ..لربما سألتقي بحبي الحقيقي وأضحك لأنني أحببتك بيوم ما

تجمد روميو على مانطقت به ولسبب ما..كلامها ترك أثرا مزعجا بيسار صدره..روميو الحقيقي!!فكرة أن تبحث عن شخص غيره ولدت إحساسا غير محببا بداخله لم يعلم سببه ليبتسم لها مجاملة من بين آثار دموعه التي توقفت عن التدفق
وما أضافته لكلامها جعل الإحساس المزعج يزداد
-لاتقلق سأتجاوز مشاعري هذه

لاتفعلي..~

هو أراد النطق بها ولكن لم يستطع..الأمر بدا غريبا له بالمقام الأول..وسيبدو غريبا لجولييت إذا نطق بها ..لذا اكتفى بالصمت ورسم تلك الابتسامة الصفراء لها

بادلته جولييت تلك الابتسامة الصفراء لأنها تدرك بأنها كاذبة كبيرة ..فلو كانت تستطيع تجاوز مشاعرها تجاهه لكانت تجاوزتها منذ عشر سنوات مضت

عاد روميو لمنزله بعد هذه المحادثة ليدخل ويلقي السلام على والديه اللذان استغربا ذلك ولكنهما ابتسما وردا على سلامه بسعادة..مهما كان السبب يكفي أن ولدهما عاد للحديث معهما
توجه لغرفته ليستلقي على سريره بإهمال وهو ينظر للسقف المظلم لتظهر له صورة جولييت وتتوسع عينيه ليهز رأسه بعنف مبعدا هذه الصورة من أمامه بسرعة ..ومجددا هي عاودت الظهور بابتسامتها 'الحمقاء'كما يدعوها وهذه المرة وجد نفسه يتأملها
لينتفض برعب مجددا ويهمس
-كلا هذا غير صحيح أنا أحب..فيوليت!
جملته بدت كأنها سؤال أكثر من كونها تأكيدا لمشاعره

تنهد ليستدير لجهته اليمنى ويغمض عينيه لقد اكتفى لامزيد من جولييت هو يحب فيوليت..أجل..هذا صحيح..ما الرائع بالحمقاء جولييت،فيوليت هي الفتاة المثالية التي يحبها..أجل هو يحب الفتاة المثالية..هذا نوعه المفضل بالفتيات
فيوليت مثالية وجميلة وخجولة وذكية بينما جولييت لديها ابتسامة غبية وتتحرك كثيرا ..ولاتستوعب مايشرح لها بسرعة ولكنها أيضا جم..ما اللعنة!!

انتفض من مكانه ليجلس بإحباط على سريره ويبعثر شعره بعنف
-اللعنة لماذا أقارن جولييت بفيوليت الآن؟؟!

تنهد وبقلب مثقل أمسك بهاتفه يحاول التأكد من ظنونه ..ومن له سوى خبير الحب والمواعدات جاستن؟!..لا أحد

رنة اثنتان وقد أجابه صديقه
-أوه..روميو!!

هو بدى سعيدا ومستغربا من اتصال صديقه به
وروميو بإمكانه تفهم الأمر
-جاستن..لدي ما أسألك عنه

عقد جاستن حاجبيه باستغراب
-أعتذر روميو ولكنك تعلم بأنني سيء بالدراسة لذا لا..

قاطعه روميو بقلة صبر ليرمي بكلامه
-إنه عن الحب جاستن..

توسعت عيني جاستن لتتحول تعابيره لملامح مستمتعة ويطلق أووه مغيظة لروميو لينطق بسرعة
-إذا كنت ستغيظني سأغلق وأسأل غيرك

ابتسم جاستن بسخرية ليتمتم بفخر وسخرية
-وكأنه لديك غيري لتسأله

طفح الكيل لدى روميو ليصرخ
-اللعنة على الذي اتصل بك يارجل

قهقه جاستن بخفة
-فقط أمزح ..أخبرني ما الأمر

تنهد روميو مترددا بإخبار جاستن ليتنهد الآخر
-أخبرني لن أغيظك أكثر ..أعدك

أومأ روميو بغير داعي فجاستن لايراه ..ليتحدث
-جاستن..ماهو الحب؟!

وبصعوبة جاستن منع نفسه من الشتم ومن الضحك..الشتم لأن روميو اتصل عليه ليساله هذا والضحك لأنه أيضا روميو اتصل عليه ليسأله عن هذا
ولكنه تماسك فهو وعد صديقه أنه لن يغيظه ..ليبدأ جاستن بالشرح
-الحب..هو أن ينبض قلبك بسرعة عندما ترى من تحب،الحب هو أن يرتعش قلبك لأبسط ملامسة بينك وبين من تحبه

وروميو عادت به ذاكرته لوقت قريب عندما حاول مواساة جولييت بامساك يدها..ليكمل جاستن
-عندما تريد لمن تحبه كل السعادة والجمال والحب بهذا العالم
هو تمنى ذلك لجولييت قبل قليل
-عندما ترى بأن من تحبه يستحق الأفضل،عندما ترى أنه شخص نقي لاتشوبه شائبة وفقط تريد تخليصه من جميع آلام قلبه ..
هو شعر بذلك تجاه جولييت أيضا
-الحب هو أن تسامح من تحب لأكبر أغلاطه قبل أصغرها،
هو سامح جولييت لظنه أنها تخدعه قبل أن تخبره بالحقيقة حتى
-الحب هو عندما لاتستطيع فعل أي شيء قد يؤذي الذي تحبه وتهتم لأمره
هو بالرغم من أنه كان غاضبا من جولييت إلا أنه لم يستطع أن يتوقف عن إحضار الدروس لها ولم يستطع أن لا يهتم بها بذلك اليوم عندما مرضت
-الحب هو أن ترى الشخص الذي تحبه أجمل من أي شخص آخر
وروميو وجد نفسه يقارن جولييت بمطربته المفضلة وهو وجد جولييت أجمل منها..ولكنه استغرب ألم يكن يجدر به مقارنتها بفيوليت؟!
-الحب هو عندما تتخيل الذي تحب حولك دائما وتشعر بالضجر بدونه وتريده دائما الى جانبك
وتشتاق له دوما
وروميو لن يكذب هو يشتاق لجولييت ولثرثرتها عندما يعود لمنزله حتى عندما كانا متخاصمين هو اشتاق لثرثرتها
-الحب هو شيء يجعلك تشعر بالحيرة
وجاستن يبدو بأنه استرسل بحديثه ليبتسم بخفة وينطق جملته الأخيرة
-الحب هو..الحب~

وروميو وجد نفسه محتارا..لذا سأل سؤاله الصريح الذي أراد سؤاله منذ البداية
-جاستن..ماذا لو كنت محتارا بين شخصين؟

ابتسم جاستن ليجيبه
-الشخص الذي فكرت به وأنا أسرد عليك وصف الحب،هو الشخص الذي تحبه

تلك الحقيقة صفعت روميو مئة صفعة بالثانية
هو فكر بجولييت فقط..هل هو يحب جولييت؟!الهي! ماذا عن فيوليت..
لم يكن لها أثرا بتفكيره طوال حديث جاستن عن الحب ليغلق الخط بوجه جاستن بدون أن يجيبه ويعود ليستلقي على سريره بينما يهمس وشعر بأن روحه غادرت جسده
-أنا ..أحب جولييت.
روميو يقف الآن على عتبة منزل جولييت متردداً بقرع الجرس،ليس متردداً كأول يوم لأنه لايطيقها بل هذه المرة هو متردد لأنه يحمل مشاعر حبٍ تجاهها...وروميو يقسم أنه بإمكانه الآن رؤية القدر وهو يسخر منه



تنهد روميو ليقرع الجرس أخيراً ويعتدل بوقفته ويعدل طريقة حمله لجيتاره الذي أحضره من أجل الأغنية التي لم تتم ولادتها الى الآن
فُتح الباب أخيراً لتظهر جولييت المبتسمة كما العادة ،وهذه المرة روميو لن يكذب ويطلق على ابتسامتها لقب الغبية
-أوه..أهلاً روميو

ضحك روميو بخفة هي تستقبله ذات الإستقبال من أربعة أيام لتجعد جولييت حاجبيها بخفة وتبتسم بارتباك
-لماذا تقهقه؟ هل يوجد شيءٌ ما على وجهي؟هل أبدو غريبة !!

كان روميو سيجيبها بلا يوجد على وجهك سوى الجمال ولا تبدين سوى بغاية اللطافة ولكنه ابتلع جميع غزله الدبق ليحمر عنقه بخفة على أفكاره
-كلا ..فقط متحمس لتأليف الأغنية

-أوه..

كل مانطقت به جولييت لتفسح له المجال بالدخول ويتبعها وكالعادة جلس على تلك الأريكة والى جواره جولييت
ابتسمت جولييت عندما أخرج دفتر الموسيقى
-إذاً ماموضوع الأغنية؟

نظر لها روميو ليبادلها الابتسامة
-ليـ...

وقبل أن يتكلم قاطعته جولييت وهي تتحدث بسرعة

-ليكن موضوعاً غير الحب أنا أتفهمك بالكامل..أعني ..أنتَ لن تستطيع كتابة شيءٍ لاتتفق معه ولاتصدق به لـذا دعـ...

نظر لها روميو بصدمة بسبب سرعتها بالكلام وتسائل هل هي تتنفس حتى.. ليصرخ بها

-الهي توقفي!!

رمشت جولييت عدة مرات مستغربة انفعاله المفاجئ ليردف روميو
-ليكن عن الحب..أعني،أنا أريد أن أكتب أغنية عن هذا الموضوع

واحمرار عنق روميو فضح خجله كالعادة لتبتسم جولييت بخبث
-أووه..يبدو أنه هنالك تطورات بينك وبين فيوليت

وهنا جاء دور بطلنا ليرمش بعدم استيعاب
-ومن أين تعلمين عن إعجابي بفيوليت؟

شخرت جولييت بسخرية ولربما ربما!!تخلخلت نبرة الغيرة صوتها
-أولاً جاستن أخبرني..ثانياً ذلك واضحٌ كاللعنة

روميو توسعت عينيه بخفة هل هي تغار أم أنه يتوهم منذ أنه أدرك أنه يحبها؟!..ولكن لحظة جولييت تعتقد أنه معجبٌ بفيوليت وهذا سيء لذا بسرعة نطق
-لست كلا..أنا..هي ..معجب

هو جمع جملة بديعة بعقله ليقولها ولكنها تبخرت وكل مانطق به كان تلك الجملة الغير مفهومة لتنظر له جولييت بسخط
-ماذا هل ذكرها لوحده يجعلك ترتبك لهذه الدرجة،لدرجة أن لاتستطيع ترتيب جملة واحدة..أنتَ حقاً يائس تعيس

تنهد روميو..هو حقاً يائسٌ تعيس،قرر الصمت وعدم التبرير لجولييت أكثر إذا برر ماذا سيقول ،أوه جولييت أنا لستُ معجباً بفيوليت بعد الآن أنا أحببتك بعد ثلاثة أيام فقط من معرفتك..آآه ذلك يبدو فقط بطريقةٍ ما ..مُذل

-فقط دعينا نبدأ بتأليف الأغنية

رمقته جولييت بنظرة ساخطة لآخر مرة قبل أن تحمل دفترها هي الأخرى
-حسناً..لتبدأ العزف لنحاول الحصول على نغمة جميلة وعلى هذا الأساس سنبدأ بتأليف الكلمات

أومأ لها روميو ليخرج جيتاره من حقيبته المخصصة ليضرب بأصابعه على أوتاره قليلاً يجهز نفسه ليبدأ بعزف المقطوعة التي ألفها بالأمس قبل أن ينام وهو يفكر بالفتاة التي بجانبه الآن

صدر اللحن الهادئ ليجعل الأجواء هادئة وتجعل صديقتنا تنظر للعازف مغمض العينين بذهول ..وكل مافكرت به ،لاينقصني أن أقع بحبك أكثر من هذا روميو..الرحمة!!ولكن بعدما اندمجت باللحن الهادئ أغمضت عينيها هي الأخرى لتتمايل برأسها بخفة مندمجة مع اللحن وكلماتٌ ظهرت بعقلها لذا سارعت بإمساك دفترها لتبدأ كتابة تلك الكلمات التي ظهرت بعقلها..
فتح روميو عينيه عندما أوشك على الانتهاء ليرى بأن جولييت منغمسة بكتابة الكلمات ليبتسم بخفة مقرراً عدم التوقف وإعادة عزف المقطوعة حتى لايقاطع إندماج المؤلفة اللطيف بكتابة الكلمات

بقيا على هذه الحال روميو يصل لآخر المقطوعة ولكنه يرى جولييت التي تقوم بالخربشة وإعادة الكتابة بإندماج تام لذا يقوم بإعادة عزف المقطوعة وإضافة نغماتٍ لها وهو لا يمانع ،هو مستمتعٌ جداً بالجلوس الى جانبها بدون فعل أو قول أي شيء عدا العزف..هو وجد هذا رومنسياً لذا احمرت عنقه... مجدداً!!

بعد أكثر نصف ساعة على هذه الحال تنهدت جولييت بابتسامة لترفع الورقة بوجه روميو ليجعد حاجبيه
-ماذا!!

وجولييت نطقت وهي لاتزال تبتسم بسعادة
-إقرأها

نفى روميو برأسه لتجعد جولييت حاجبيها ويردف هو
-قومي بغنائها لنرى إن كانت تتناسب مع اللحن

نظرت له جولييت بعدم تصديق ولكن احمرار وجنتيها فضح خجلها من الغناء
-ماذا!..

تجاهل روميو ذلك الإحمرار ليجعد حاجبيه بتزييف
-ماذا ماذا!! أريد أن أرى إن كنت تمتلكين صوتاً يتناسب مع عزفي المحترف..إن لم يكن صوتك مقبولاً فأنا سأبحث عن شريكٍ غيرك

نظرت له جولييت بسخط
-وكأن هنالك من سيقبل أن يكون شريكك

ابتسم روميو بجانبية

-حسناً فيوليت لاتمتلك شريكاً وهي بحاجة لواحد ..لذا لا أظنها ستقوم برفضي

وروميو لسببٍ ما تقصد أن يشعل الغيرة بقلب جولييت..هو لثوانٍ ظن بأن جولييت ستقوم بتمزيق الورقة وتركله لخارج منزلها ولكنه صدم من همسها المنزعج ..أو الخجل!!
-اعزف!!

رمش روميو باستغراب

-ماذا؟!

صرخت جولييت بنفاذ صبر
-واللعنة قلت اعزف أيها اللعين

ليبتسم روميو بخفة عندما تأكد من ظنونه ..جولييت تغار عليه!!

-1 2 3 ..

همس روميو بذلك وهو يضرب أوتاره بعشوائية ليستقر بالنهاية ويبدأ بعزف المقطوعة القصيرة التي ألفها ،ماهي إلا ثواني حتى تخلل ذلك العزف الهادئ صوتٌ ملائكي يشابهه الهدوء والنعومة..تجمدت أطراف روميو لثوانٍ إثر ذلك الصوت ولكن سرعان ماتدارك نفسه وأكمل العزف

-وجدتُ حباً لي..
أعدك أن لاتشعر بالوحدة طالما أنا هنا..
سأغرقك بمشاعرَ لطيفة لم تشعر بها من قبل..
إنني غارقٌ بعيونك السوداء..
أغمضت جولييت عينيها برقة وهي تغني

-أرقص هناك بخطواتٍ مترنحة ..
أتفحص كل إنشٍ بالمكان..
أتأكد بأن لا أحد يملأ قلبك عداي..
كيف يمكنني شرح ما أشعر به حتى..
عندما تكون أنت جميلٌ بهذا الشكل..أووه~
لاداعي للشرح..
أنا فقط واقعٌ بالحب معك..
وهذا ماتحتاج لمعرفته..أووه~أوووه~

<<تجاهلوا التأليف المعوق هههه<<

فتحت جولييت عينيها أخيراً ليضرب روميو عدة ضربات خفيفة على جيتاره منهياً عزفه بذلك
-واو!!

كل مانطق به روميو بأعين متوسعة بخفة ..ليكمل
-أظن بأنني لن أغير شريكتي

وحسناً ذلك المديح الغير مباشر صدمها وأخجلها بذات الوقت لذا بسرعة تداركت الوضع و رمت شعرها بيدها لخلف ظهرها تتظاهر بالغرور بينما وجنتيها احمرتا أضعاف ماكانت عليه عندما كانت تغني
-تشه!!لن تجد شخصاً بمهارتي

وروميو فقط ابتسم على ذلك ليردف
-لنعدل على اللحن قليلاً فيما بعد ولنضف المزيد من الكلمات لتكتمل الأغنية..الآن علينا أن ندرس

تنهدت جولييت بيأس لتستريح بظهرها على الأريكة ..هي حرفياً رمت به على الأريكة وروميو عقد حاجبيه على ذلك
-أرجوك ارحمني..الدراسة مجدداً!!


-هل ظهرك بخير؟

أومأت جولييت بدون تفكير
-أجل..لماذا؟

والبراكين صعدت لرأس روميو

-ما اللعنة!! إذاً لماذا لاتذهبين الى المدرسة!!

توسعت عينا جولييت بخفة عندما تذكرت سبب غيابها عن المدرسة لأربعة أيام
لتقهقه بتوتر
-اوه هيا بربك غداً هو آخر يوم وبعدها تبدأ عطلة الاسبوع لاتكن لئيماً

ضيق روميو عينيه مجدداً
-منذُ متى ظهرك أصبح على مايرام؟

ابتسمت جولييت بتوتر مظهرة جميع أسنانها لتظهر له اصبع واحد دلالة على يوم واحد ولكن روميو لم يقتنع لذا ضيق عينيه أكثر لتضيف اصبعاً آخراً ومجدداً هو لم يقتنع لذا هي تنهدت و أضافت اصبعاً ثالثاً وهو توسعت عينيه ليردف
-ما اللعنة!!

تنهدت جولييت بيأس بعد أن تم كشفها
-حسناً حسناً لقد كذبت بأمر ظهري،الممرضة ظنت بأنني سآخذ وقتاً ليشفى ظهري،ولكن لنكن واقعيين لستَ بتلك القوة وسقطة من على اربعة درجات لن تسبب لي انزلاق فقرات..لقد شفيت بسرعة واستغليت الأمر أنا أعترف

وفك روميو سقط ليردف بعدم تصديق
-أنتِ حقاً امرأة بدون أي كبرياء..لقد تخاصمنا ومع ذلك لم تخبرينني بذلك وجعلتني أشعر بالذنب وآتي لمنزلك بينما كان بإمكانك الذهاب للمدرسة

تنهدت جولييت مجدداً
-لم تكن لتُصلح الأمور بيننا ولم أكن لأمتلك الفرصة لأشرح لك لو أنك توقفت عن المجيء لمنزلي وتجاهلتني بالمدرسة..وأيضاً أنا فتاة بالسابعة عشر من عمري لست امرأة كما تعلم

هز روميو رأسه بيأس
-أنتِ حقاً لاتصدقين

أمسكت جولييت بكتاب الرياضيات بمحاولة تشتيت روميو
-هيا هيا لنبدأ بالدراسة ودعنا لانضيع المزيد من الوقت

تنهد روميو ليمسك بالقلم ويبدأ الشرح للماكرة بجانبه كما أسماها


سر..؟ أوه إنه بالطبع موجود،الأسرار مهيمنة على عالمنا
ولكن..لاوجود لشيءٍ مسمى بالأبدي..لا شيء يدوم للأبد وبالأخص الأسرار ،مصيرها دوماً أن تنكشف وبإنكشافها تنكشف الكثير من الحقائق والمشاعر المخبئة..

كان روميو يجلس كما العادة بعد إنتهاء المدرسة مع فيوليت بالمكتبة وهي تشرح له الدروس ولكن هذه المرة هنالك شيءٌ غريب بفيوليت..ترتكب الأخطاء بالشرح وتعيد المحاولة ثم تعاود الفشل..وذلك لم يحصل أبداً بالأيام السابقة
شعر روميو بالذنب وهو ينظر ليدها المرتجفة ونبرة صوتها الغير مستقرة ..هل أثقل عليها كثيراً لأنها حرفياً تقوم بالشرح له منذ أربعة أيام مضت لذا قرر التحدث أخيراً
تحدث روميو بهدوء وهو يمد يده ناوياً سحب القلم من بين الأيدي المرتجفة تلك
-فيوليت هذا يكفي..إذا كنتي لاتشعرين بأنك على مايرام لابأس بإمكانك الشرح لي فيما بعد

-ولكن أنا..

هز روميو رأسه بخفة مقاطعاً إياها
-لقد أخبرتك لا بأس..

نظرت له فيوليت ببؤبؤين مهتزان ليكمل روميو وهو يتكتف وينظر لها بابتسامة حنونة
-أخبريني ما الأمر؟هل هنالك مايزعجك؟

حولت فيوليت نظرها ليديها الموضوعة على الطاولة
-روميو في الحقيقة..ما أريد قوله

مد روميو يده ليضعها على معصم فيوليت
-أخبريني فيوليت..أنا جيدٌ بالاستماع لمشاكل الآخرين

نظرت له فيوليت ترددت بالكلام ولكنها رمت بجملتها تلك بوجه روميو وكان الإنفعال واضح من نبرة صوتها
-أنت مشكلتي روميو!!

رمش روميو عدة مرات غير مستوعب ولكن سرعان ماتحولت ملامحه للشعور بالذنب
-كنت أعلم..شرحك لي يزعجك ويتعبك ويأخذ الكثير من الوقت أنا حقـاً أعـ..

طوال كلام روميو كانت فيوليت تهز رأسها بالنفي لتصرخ وتقاطعه عندما لم تعد تحتمل مايتفوه به هذا المختل
-روميو أنا أحبــك!!!

وفك روميو حرفياً سقط وهو ينظر لفيوليت بأعين مفتوحة على مصراعيها..لينطق بارتباك
-ما..مـاذا!!

انهمرت دموع فيوليت أخيراً لتنزل رأسها غير قادرة على النظر بوجه المنصدم
-أنا أحبك..أنا حقاً أفعل وأريد البقاء بجانبك الى الأبد..أنا..

وشهقاتها هي من قاطعتها هذه المرة عن الكلام وروميو كل ماكان يدور بعقله لماذا القدر يلعب بقذارة معه بهذا الشكل؟هذا متأخرٌ جداً فيوليت،حقاً متأخر مشاعري الآن ملكٌ لشخصٍ آخر أنا..وقبل أن يغرق روميو بدوامة الدراما الخاصة به أكثر نطقت فيوليت التي نظرت له والألم مكتسح لتعابيرها
-ولكن أحبك كصديق روميو

وللمرة الثانية سقط فكه لينطق
-حسناً إذا كنتي تحبينني كصديق لماذا تبكين بهذا الشكل؟

ازداد بكاء فيوليت بصوت أعلى وروميو أحس بالرعب يأكله هل قال شيئاً خاطئاً هل جرح مشاعرها؟
ومرة أخرى قاطعت فيوليت الدراما الخاصة به
-أنا أبكي لأنني جرحتُ مشاعرك..أنا حقاً حقاً حقاً أعتذر

جعد روميو حاجبيه ليشير على نفسه
-أنا! جرحتي مشاعري.؟كلا لم تفعلي

توقفت فيوليت عن البكاء وهي مستغربة لتجعد حاجبيها
-كيف لم أفعل؟ ألستَ تكن المشاعر لي؟ ..

توسعت عينا روميو للمرة الثالثة
-ماذا!!من أخبركِ بهذا؟..أعني أنا حقاً كنتُ معجباً بكِ في الماضي ولكن الآن لا أنظر لكِ سوى على أنكِ صديقة

تنهد ليكمل بابتسامة للمستغربة أمامه
-أنا حقاً أعتبركِ صديقتي فقط..ومظلتي السحرية التي ستحميني من يومٍ ماطر كئيب..هذا ما أشعر به تجاهك فيوليت بكل صدق


ابتسمت فيوليت لتتنهد براحة لتضع فكها على الطاولة
-هذا حقاً مريح..ظننتُ بأنني سأخسر صداقتي معك بسبب ذلك،وهذا جعلني لا أنام ليلة أمس بطولها..لقد شعرتُ بشعورٍ فظيع حقاً وأنا أفكر بكيف أرفضك ولكن أبقيك صديقاً لي

ضحك روميو بسخرية
-وأفضل طريقة لرفضي كانت هي البكاء بصوتٍ عالي

ضحكت فيوليت بخفة وهي ترفع رأسها عن الطاولة
-حسناً أردتُ أن أبدو قبيحة حتى تتوقف عن الإعجاب بي

توسعت عينا روميو قبل أن يبدأ بضرب الطاولة المسكينة وهو يضحك
-حقاً!!!آآه إلهي

هو كان يضحك من أعماق قلبه..لأنه حقاً كان سعيد،ماذا لو كان الى الآن يحمل مشاعراً تجاه فيوليت وسمع كلامها هذا!!هو بالتأكيد سيبقى طريح فراشه بسبب الإكتئاب لأشهر لعينة
ولكن روميو أخيراً شعر بالغرابة
-ولكن من أخبركِ بذلك؟

وفيوليت تذكرت الحادثة الغريبة التي جرت معها لتجعد حاجبيها وتنظر لروميو
-بالحديث عن ذلك..رقمٌ غريب أرسل لي رسالة يخبرني بها أنك معجبٌ بي والكثير من التراهات
لتصفع الطاولة بقوة مفزعة الشخص الذي كان مركزاً بحديثها لتتذمر
-ياله من مقلبٍ سخيف!!

جعد روميو حاجبيه بخفة..لا أحد يعلم بخصوص إعجابه سوى جاستن وجولييت لذا مد يده لفيوليت
-أعطني هاتفك سأكتشف الفاعل من الرقم

مدت له فيوليت هاتفها بعد ان قامت بكتابة كلمة السر التي كانت حريصة على أن لايراها روميو الذي قلب عينيه على حركتها
-خذ!!

أخذ روميو الهاتف ليقرأ الرسالة
"-أوه أهلاً "وروميو فكر هذا بشكلٍ ما مألوف له..تجاهل الأمل وأكمل قراءة الرسالة
"-اسمعي فيوليت أنا حقاً آخر شخص يرغب إخبارك بذلك ولكن..هنالك شخصٌ أحمق وغبي معجبٌ بكِ اسمه روميو،هو أحمق ولكنه طيب القلب للغاية لذا قومي بإعطائه فرصة هو ليس بتلك الوسامة ولكن به شيئاً من الجمال" ليخرج روميو تشه منزعجة
"هو قد يحبس الكثير من الدموع بداخله لذا راقبيه جيداً ودعيه يبكي عندما يود ذلك،حبس البكاء سجعل منه شخصاً كئيباً أكثر من ماهو عليه" جعد روميو حاجبيه وهو واللعنة يشعر بأنه تعرف على هوية الفاعل، "هو قد يبدو نرجسياً و واثقاً من نفسه ويتحدث بالكثير من الهراء "وروميو فكر ما اللعنة هل هي تحاول جعل فيوليت تحبه أم تكرهه ..ربما لهذا السبب فيوليت بكت لأنها لاتريد من شخصٍ كهذا أن يحبها.."صدقيني هو رقيقٌ جداً من الداخل،هو يفتقر قليلاً للثقة بذاته لذا احرصي على قول الكلام الإيجابي دوماً له ولكن لاتبالغي حتى لايتحول ذلك اللعين لنرجسي حقيقي..و..أحبيه كثيراً حسناً!إنه يستحق الحب~"

تنهد روميو الذي لم ينتبه أنه كان واقفاً وهو يقرأ الرسالة ليرمي هاتف فيوليت لها وتلتقطه الأخرى بسرعة
ليهمس روميو وهو يعيد شعره للخلف بيده
-آآه اللعنة جولييت!!

كانت فيوليت تتفقد هاتفها ورفعت رأسها لتتشاجر معه ولكن هناك شيءٌ صدمها
-روميو هل تبكي؟

هز روميو رأسه بالنفي ليلتقط كتبه ويضعها بحقيبته بشكل عشوائي خارجاً من المكتبة أسفل أنظار فيوليت المستغربة لتهمس
-ولكنه على حق..لو وصفني أحدٌ ما بهذا الوصف الفظيع لبكيتُ أيضاً



وصل روميو لمنزل جولييت أخيراً ليقرع الباب وكما العادة ظهرت جولييت
-أوه أهلاً

أطلق روميو تشه ساخرة ليتمتم بحنق وهو يدخل للمنزل
-بالطبع إنها الفاعلة

جلس على الأريكة بغضب متكتف وجولييت وجدت ذلك لطيفاً إنه يبدو كطفل بمنظره هذا، اقتربت لتجلس على الأريكة التي بجانبه
-إذاً ما الأمر سيد مكتئب؟لماذا أتيت مبكراً ولماذا تبدو غاضباً هكذا؟

شخر روميو بسخرية
-بالطبع أنا سيد مكتئب..وسيد قبيح وسيد غبي أحمق

وضعت جولييت يدها على فمها بإعجاب لتبعدها وتبدأ بالتصفيق بسخرية
-رائع روميو رائع..أول خطوات العلاج النفسي هو الإعتراف بأمراضك

-واللعنة!!!

ارتجفت جولييت بمكانها بسبب صراخه المفاجئ..وهي فكرت هل الأحمق حقاً غاضبٌ منها؟
استدار روميو بكامل جسده ليقابلها ويتحدث بإنفعال وحنق
-لماذا تتصرفين من عقلك وتقومين بتحديد ماهية مشاعري؟

وأووه~ متفهمة أطلقتها جولييت ،يبدو بأن فيوليت أخبرته بأمر الرسالة لذا ابتسمت
-حسناً لقد كتبت الرسالة بأسلوب سيء ولكن انظر للجانب الإيجابي،أنتما تتواعدان الآن

تشه ساخرة أطلقها روميو وهو ينظر لها بدون أن يرمش
-لقد تم رفضي بأبشع الطرق على الإطلاق
بالحقيقة كان رفض فيوليت لطيفاً جداً ولكن روميو ينوي جعل جولييت تشعر بتأنيب الضمير وهو علم أنه نجح بذلك عندما رأى ابتسامة جولييت تمحى
-ماذا!! رفضتك بعد أن كتبت كل ذلك الكلام الرائـ..

وروميو قاطعها بحنق
-الفظيع..لقد كان كلامكِ عني فظيعاً حد اللعنة!!!

تكتفت جولييت
-أنا أريدك أن تواعدها ولكن بنفس الوقت لن أكذب عليها بشيء

ليسقط فك روميو للمرة التي لايعلم ترتيبها لهذا اليوم
-إذاً هل تقولين بأنني مكتئب وغبي أحمق وقبيح ؟؟

ابتسمت جولييت لتضيف بتفاؤل ساخر
-بك لمحة من الجمال..الجانب الإيجابي روميو!!
هي ذكرته مجدداً لأن يكون إيجابياً ولكن وبكل وضوح هي تسخر منه

ولكن تنهدت جولييت هي حقاً أحست بتأنيب الضمير لتنظر لروميو بجدية ومشاعر الذنب واضحة بعينيها
-أنا حقاً أعتذر،أنا فقط أردت أن تكون سعيداً لذا أردت مساعدتك وإعطائك دفعة للأمام بعلاقتك مع فيوليت

شخر روميو بسخرية
-من سمح لكِ بتحديد مشاعري جولييت؟!أنا لا أحبها ..لستُ معجباً بها بعد الآن..أنا
نظر روميو بأعمق نقطة موجودة بعينا جولييت المنصدمة من حديثه
-أنا معجبٌ بكِ

وتلك كانت القشة التي كسرت ظهر البعير لتستقيم جولييت من مكانها بسرعة وتصرخ به
-ماذا!!!

استقام روميو هو الآخر ليتحدث ولكنها منعته
-لاتتكلم!!..أعني مالعنتك؟

كان روميو ينظر لها بخيبة أمل..هو توقع أنها ستفرح بذلك!! أليست هي من طلبت منه أن يواعدها؟
وجولييت فقط تذهب وتأتي ومن يراها سيقول بأن خبراً مفجعاً قد وصلها ..لتقف أخيراً أمام روميو وتتحدث بسرعة وهي حقاً تبدو مرعوبة من ما أخبرها به
-أنتَ لايمكنك فعل ذلك..انتَ تحب فيوليت وفيوليت ستفعل ،لاتقلق حسناً سأصلح الوضع سأخبرها الحقيقة ولن أكذب عليها مجدداً،بالحقيقة كلا سأفعل سأكذب وسأبالغ بمدحك..أنت..أنتَ الآن لاتعلم ماتهذي به بسبب صدمتك من الـ...

-واللعنة توقفي!!!
صرخ بها روميو ..لتهدأ نبرته
-توقفي هذا مؤلم حد الجحيم واللعنة..

وجولييت أخيراً هدأت لتلاحظ الألم الذي يكتسي تعابير وجه روميو الذي تحدث ونبرة حديثه لاتقل ألماً عن تعابير وجهه
-فقط أخبريني بأنكِ لستِ معجبة بي بعد الآن وأنا سأتفهم...فأنا مثلكِ تماماً بأربعة أيامٍ لعينة انتقل اعجابي من فيوليتِ لكِ،أنا أتفهم بأن المشاعر من الممكن أن تتغير ..ولكن!!

أكمل روميو وهو ينظر لها
-لاداعي لأن ترفضيني بهذا الشكل وكأنها مصيبةٌ حلت عليكي



تنهدت جولييت لتشيح بنظرها بعيداً عن روميو وتهمس بهمس استطاع روميو سماعه
-أنا أعتذر..لا يمكنني مواعدتك روميو

وهنا عندما سقط آخر ضوء أمل بعينا روميو ليحمل سترته وحقيبته ليخرج بسرعة من منزلها ..هو توقع بأنها ستخبره بأنها فقط انفعلت ولكن انفعالها كان عكسياً بسبب الصدمة وأنها هي أيضاً تريد مواعدته ولكن بدلاً من ذلك هو حصل على إعتذار ورفض وذلك مؤلم~هو الآن يحتاج بشدة لمظلة فيوليت

وحالما خرج روميو سقطت جولييت على الأرض ودموعها وجدت طريقها على وجنتيها لتمسك جولييت بهاتفها وتتصل بـالشخص المناسب
نطقت حالما أجاب الطرف الآخر وهي لاتزال تذرف الدموع بدون أن ترمش لتتحدث بنبرة تخلو من الحياة
-جاستن..أنا حمقاء،أنا جعلته يقع بحبي ثم رفضته ..

-ماذا؟! من؟

-جاستن هو اعترف لي وأنا رفضته لأنه لايمكنني فعل ذلك به



وكل مانطق به جاستن كان جملة صديقه المشهورة
-ما اللعنة؟!

عندما لم يتلقى جاستن إجابة من جولييت سوى الشهقات المكتومة
-أنا قادم
  أخبرني..هل تصبح الأحلام حقيقة؟
في بعض الاحيان تُصبح حقيقة ولكن من المخيف،أنها تتحقق بوقتٍ غير وقتها



-والآن أخبريني ما الذي يجري؟

تنهدت جولييت لتنظر لجاستن،الذي أصبح صديقها منذُ أول يوم،صديقها الذي كان يبقيها على إطلاع على جميع أخبار روميو وأهم شيء عن تطور علاقته بفيوليت

-جاستن أمرٌ سيء قد حدث..
نطقتها بنبرة مرتجفة وببؤبؤان يهتزان

تنهد جاستن وهو يعيد شعره للخلف مغمضاً عينيه بأسى ليفتحها مجدداً وهو ينظر لها بتأنيب
-لقد أخبرتك جولييت روميو معجبٌ بفيوليت..ما الذي حدث هل اعترف لها؟هل هما يتواعدان الآن؟لهذا السبب تبكين؟

هزت جولييت رأسها بالنفي ودموعها تستمر بالتدفق بدون إرادة منها
-ليته فعل..ليته يحبها ويواعدها ولكن..جاستن هو لايحبها بعد الآن

رفرفت رموش جاستن باستغراب
-إذاً ألا يجب أن تكوني سعيدة وتستغلي الأمر وتحاولي جذبه لكِ؟

هزت جولييت رأسها بأسى لتنظر نحو الأرض
-أنتَ لاتفهم الأمر..هو اعترف لي بحبه ولكن-

وفك جاستن سقط ليردف بسعادة وتفاجئ
-حقاً؟؟هل هو يبادلك المشاعر الآن؟؟وااه..بهذه السرعة؟!

قهقه جاستن بخفة
-ألهذا تبكين؟من فرط السعادة؟

نظرت له جولييت لتصرخ بإنفعال بينما دموعها مستمرة بالإنهمار على وجنتيها
-أنا مصابة بمرض القلب..
لتهمس بآخر كلامها
-ولم يتبقى لي الكثير..

وماء بارد شعر جاستن بانسكابه فوق رأسه ليشخر بسخرية وعدم تصديق
-ماذا؟!

تنهدت جولييت لتكمل
-أنا لا آتي للمدرسة ليس بسبب ظهري أو ماشابه بل بسبب حالتي،الأسبوع القادم أنا سأنتقل للعيش بالمستشفى لأنه علي إجراء عملية و..أنا لا أعلم إن كان سيقدر لي النجاة

انتفض جاستن ليمسكها من كتفيها ويهزها بعنف
-ما الذي تهذين به بحق الجحيم هذا ليس مضحكاً أبداً!!

نظرت له جولييت وهي تبتسم بألم
-أنا حقاً آسفة..

نظر لها جاستن يحاول الحصول على أي تعبير منها يخبره أنها تمزح ولكن لا..هي جدية تماماً ليترك كتفيها ويجثو على الأرض
-لـ..أنا
انهمرت الدموع من عيني جاستن ليضع يده على فمه ويشيح بنظره عن صديقته ويجهش بالبكاء

جثت جولييت لتجلس بجانبه وتضع يدها على ظهره وهي تقهقه بخفة
-أيها الأحمق ..لماذا أنت متشائم قد تنجح عمليتي أنا لم أمت بعد

التفت جاستن ليأخذها بعناقٍ ضيق ويصرخ
-أنتِ لايمكنكِ الموت..أنا سأقتلكِ إن فعلتي!!

ضحكت جولييت بصخب لتتحول ضحكاتها تلقائياً لعبوس ونحيب تلاه بكاء صاخب كخاصة جاستن...مؤلم هو الإحساس الوحيد الذي كان يشعران به وهما يضمان بعضهما ويبكيان


بعد عشر دقائق من العناق والبكاء جلس الإثنان الى جانب بعضهما البعض وهما يسندان ظهرهما على الأريكة التي خلفهما لتتحدث جولييت بصوت مبحوح بسبب بكائها منذ قليل وهي تنظر للأمام بدون تعابير
-أندم على إعترافي لروميو ولدخولي لحياته..لو أنني فقط كنت أعلم من قبل لما فعلت كل ذلك

نظر لها جاستن
-منذُ متى تعرفين بمرضكِ؟

ابتسمت جولييت بألم

-لقد علمت بذلك منذُ أول يوم لي بالمدرسة..بعد أن عدت الى المنزل شعرت بنغزات كبيرة بيسار صدري ولم أهتم كثيراً ،فذلك كان يحدث لي من قبل أن تبدأ المدرسة بأسبوعين ولكنني بقيتُ أتجاهل الأمر ،ولكن بذلك اليوم كان مؤلماً لدرجة كبيرة لذا اتصلت بوالدي روميو وهما اصطحباني للمستشفى وهناك علمتُ بأنني تأخرتُ كثيراً وعلي أن أخضع لعملية نسبة نجاحها تكاد تساوي الصفر

التفتت لتقابل جاستن بابتسامة صفراء
-ولكن أتعلم ماذا ؟ والداي سيصلان غداً الى هنا..

شخرت بسخرية لتكمل
-يبدو بأنهما وبعد سنة كاملة تذكرا بأن لديهم إبنة ..أو أنهما فقط يشعران بتأنيب الضمير وسيكونان كريمان ليقضوا معي آخر أيامي

تنهد جاستن بحزن فهو يعلم قصة والديها التي أخبرته بها قبل روميو ليربت على كتفها
-لا تتشاجري معهما حسناً؟ أعني إذا انفعلتي ذلك سيجعل حالتك تسوء أكثر

هزت رأسها بخفة وابتسامتها الصفراء اختفت
-لن أفعل..أنا أيضاً أريد قضاء آخر أيامي معهما فقط كما السابق،عائلة سعيدة تهتم ببعضها البعض ..فقط كما السابق

جعد جاستن حاجبيه
-ولكن لماذا تخفين الأمر على روميو ولماذا رفضتي مواعدته؟

تنهدت جولييت
-اسمع..أنا حقاً أحبه ولكن لا يمكنني فعل ذلك به..أعني أنا أريد حقاً أن أقضي آخر أيامي معه بسعادة ولكن هذه ستكون أنانية مني

التفتت لجاستن بأعين دامعة ونبرتها اهتزت
-فقط فكر كيف سيشعر بعد رحيلي..سيكون الأمر مدمراً له

مسحت عينيها بكف يدها وجاستن يحدق بها بغير تصديق فقط لأي درجة هي تحب صديقه ،هي تريد الاهتمام به حتى بعد رحيلها!!
-ولكنه سيعلم بالأمر عاجلاً أم آجلاً

هزت جولييت رأسها بخفة
-لقد فكرت بهذا الأمر..أنا فقط سأتظاهر بأنني سافرت لفرنسا للعيش مع والدتي..سأبدو بمظهر الفتاة السيئة التي هربت منه ولكن..هذا أفضل،بهذه الطريقة قلبه لن يتأذى كثيراً..أنت تعلم هو فتى حساسٌ جداً وهو سـ..

-توقفي!!!

صرخ بها جاستن ودموعه بالفعل بدأت بالتدفق خارج عينيه
-توقفي واللعنة ..ماذا عنكِ ؟أخبريني ماذا عنكِ كيف تشعرين؟ألا تريدين أن يكون بجانبك عندما تدخلين للعملية؟ ألا تريدين قضاء هذه الأيام معه؟ أخبريني ..ما الشيء الذي تريدينه أنتِ وليس الشيء الأفضل لمشاعر روميو!!

ارتعشت شفتي جولييت لتتحول ابتسامتها المزيفة لعبوس تلاه تدفق الدموع من عينيها لتردف بنبرة مرتجفة وباكية
-أنا خائفة حد اللعنة..أشعر بالوحدة بدونه بشكل لعين وأريده أن يكون بجانبي ليخفف عني ،أريد الخروج معه بمواعيد كثيرة لأنه واللعنة حبي الأول والوحيد الذي حلمت به منذُ سنواتٍ لعينة،والآن وبعد أن بادلني الحب أنا سأرحل هكذا..هذا مؤلمٌ حد الجحيم.. ولكن!!!
هي حرفياً صرخت بآخر كلامها ولكن سرعان ما انخفضت نبرتها وتعود لكونها مرتجفة
-ولكن لا أريد لقلبه أن ينفطر من بعدي..هذه ستكون أنانية مني

-أيتها الحمقاء
همس بها جاستن وهو ينظر لها وقلبه يعتصر ألماً عليها
-الأنانية ستكون أن لاتخبريه ..الأنانية هي أن تجعليه ينتظرك مع أنكِ لن تعودي..إنه صديقي الأحمق وأنا أعرفه،هو سينتظركِ فقط كما فعلتي أنتِ لسنوات..لاتفعلي ذلك به وأخبريه،هذا الأمر الصحيح لفعله من أجلكِ ومن أجله..لاتخذليه جولييت،هو إن علم بأنكِ هجرتيه فقط لأنه اعترف لك بمشاعره هو سيتدمر حرفياً،لاتفعلي ذلك به ولاتفعلي هذا الشيء المؤلم بنفسكِ أيضاً

جاستن حقاً يريد أن يخفف عنها ويخبرها بأن العملية ستنجح ولكن الآن لايمكنه سوى أن يكون واقعياً حتى يستطيع إقناعها بإخبار روميو بأمر مرضها



دخل روميو منزله بغضب وقبل أن يتوجه لغرفته لمحته والدته لتمسكه من يده بسرعة
-روميو!!

التفت لها روميو ولانت تعابير وجهه المتعصبة
-أوه..ما الأمر أمي؟

تنهدت والدته لتفلت يده وتعتدل بوقفتها
-هذا ما كنتُ أنوي سؤالك إياها..ما الأمر؟هل أخبرتك جولييت؟

قهقه روميو بقهر وسخرية
-أجل..لقد تلقيت رفضها لي ،يبدو بأنها أخبرتكما قبلي

توسعت عينا والدته باستغراب
-ما الذي تقصده برفضها لك؟..لايهم هذا الآن ولكن ألم تخبرك بأمرٍ آخر؟

تنهد روميو بثقل
-أمي علاقتكِ أنتي و والدي مع جولييت أقوى من علاقتي معها لذا استفسري عن ماتريدين معرفته منها..الآن أنا أريد الذهاب لغرفتي والإكتئاب قليلاً..رفضين بذات اليوم كانا ثقيلين على قلبي

كانت والدته ستسأله عن الرفض الثاني ولكنه بالفعل صعد لغرفته وأغلق بابها بقوة..وعندما فعل ذلك بغضون ثلاثة ثواني تجمعت العائلة كلها عند الدرج المؤدي لغرفته

أجاثا أردفت بذعر
-الهي هل هو سيكتئب الآن؟

كريستي تمتمت بينما تضع سماعات هاتفها بأذنيها
-يا الهي إنه الجحيم..هذه الموسيقى بلا فائدة ولكنها ستساعد بحفاظي على حاسة السمع

ويليام همس بإحباط
-الهي أرجوك ليس اليوم علي الإستيقاظ باكراً غداً

شكسبير وضع وسادته التي جلبها معه من غرفته على رأسه وضغط بها على أذنيه
-أرجوك يا إلهي إحفظ لي سمعي

الوالد تحدث بحنق
-لاتعاملوني كعجوز هرم عندما أفقد سمعي

الوالدة ماريا همست وهي تتلوا صلواتها
-إلهي أرجوك أن لاتنكسر الصحون الجديدة هي باهظة الثمن للغاية



ماهي إلا ثوانٍ حتى صدح صوت جيتار روميو الكهربائي بأرجاء المنزل ليهتز بعض الأثاث خفيف الوزن ،ويبدأ صوت روميو بغناء الجاز بصوت أقل مايقال عنه نشاز ..وكانت ليلة جحيمية للعائلة بسبب نوبة إكتئاب روميو التي شهدوها لثلاثة مرات بحياته كلها
مرة عندما توفي الجد جاك ومرة عندما كان مكتئب بسبب إسمه والآن..بسبب رفض جولييت له
ليس الأمر أنني أعيش بعالمٍ وردي..أنا أعلم بأن العالم قذرٌ وليس مكاناً يمكنني الثقة بمن يعيش به..ولكن أنا لم أفكر للحظة بأنه لايمكنني الثقة بك،ولم أفكر للحظة بأن الخيبة قد تأتي منكَ أنت دون العالم~

ترتجف؟! بل ترتعد خوفاً شوقاً غضباً وحزناً..مشاعر مختلطة داهمتها وهي تجلس بغرفتها تنتظر أغلى شخصين على قلبها ،شخصين لم تكلمهم أو تراهم لمدة عامٍ كامل
قاطع تفكيرها المشوش صوت قرع الجرس وعلى أثر الصوت المفاجئ ارتجفت بخفة لتستقيم وتتجه الى السلالم..تشعر بالوقت يمضي ببطئ وهي تخطو على درجات السلالم الى الأسفل

اقتربت من باب المنزل لترتفع يدها باهتزاز نحو قبضة الباب لتديرها ببطئ وأخيراً تركتها ليفتح الباب على مصراعيه وتتضح هيئة المرأة والرجل اللذان كانا يقفان هناك..و..هيئتين لم تكن تنتظرهما اتضحا عندما نقلت نظرها لهما وسرعان ماتعرفت على الرجل والمرأة الغير مرحب بهما عندما رأت يد والدها تشابك يد امرأة غير والدتها ويد والدتها التي تشابك يد رجل غير والدها
حقاً!أيسخران منها الآن؟!

ارتجفت شفتيها قبل أن تصدر منها ضحكة قهر وسخرية والدموع تجمعت بعينيها لتهمس
-ما..ما اللعنة؟!

اقتربت والدة جولييت منها بنية ضمها ولكن جولييت انتفضت وتراجعت للخلف لتتحدث بنبرة صوتها المرتجفة المختنقة
-من هذان؟

تنهد والدها ليقترب منها ولكن هي تراجعت مجدداً
-جولييت هذه زوجتي وهذا زوج والدتك..هما لم يسمحا لنا بالسفر معاً لوحدنا..تعلمين نحن كنا متزوجين لذا بالطبع سيشعران بالغيرة

حاولت جولييت الضحك بسخرية من الوضع ولكن حتى تلك الضحكة لم تستطع إخراجها،إختناق هذا ما شعرت به
بدأت الدموع بالإنهمار على وجنتيها لتهمس
-يشعران!!
نظرت لوالدها بنظرةٍ آلمت قلبه
-أيفعلان!!..

شخرت بسخرية وقهر لتكمل بنبرةٍ أعلى
-إذاً ماذا عني واللعنة!!

دفعت صدر والدها بغضب والدموع انهمرت من عينيها أكثر
-ماذا عني عندما تركتني خلفك أنا و والدتي!! ألم تفكر بنا!! ألم تفكر بي واللعنة!!

استدارت لوالدتها بغضب لتصرخ
-وأنتِ!! لم تفكري بمشاعري ولو للحظة عندما تركتني وعدتي لفرنسا

بكت جولييت أكثر وكم كرهت نفسها بسبب ذلك رفعت يدها لتمسح دموعها بقهر ولكن لافائدة فالدموع تستمر بالإنهمار
لتكمل بقهر
-واللعنة! أنا أخبرتُ نفسي بأنني لن أعاتبكما وسأنسى كل شيء وفقط أردتُ أن أعيش آخر أيامي معكما كما السابق ..ولكن

هزت راسها بيأس وخيبة أمل منهما
-ولكن أنتما لم تفكرا سوى بمشاعر من تزوجتما..واللعنة أنتما بلا أي حياء..
لتصرخ بوجههما بضعف شديد
-لماذا أتيتما برفقتهما الى منزلنا!!!

وحقاً تلك الحقيقة هي التي قهرتها،أن والدها و والدتها أتيا برفقة أشخاصٍ آخرين الى المنزل،المنزل المؤلف من ثلاثة أفراد فقط ولا يقبل بأي شخص دخيل آخر،منزل ذكرياتهم معاً.. لماذا كان عليهم تلويثه بذكرى لعينة كهذه
اقتربت الإمرأة الغريبة من جولييت المنهارة على نفسها بالبكاء بنية تهدئتها ولكن جولييت حالما لمحتها قامت بدفعها بعيداً عنها ليصرخ والدها ويهرع لزوجته ويمسك بها
-اللعنة لاتدفعيها هي حامل!!

الإمرأة همست لزوجها بأنه لابأس ولكن والد جولييت بقي يتفحصها إذا ماكانت بخير ويسألها إن كان هنالك ما يؤلمها وذلك المنظر بطريقةٍ ما جعل قلب جولييت ينكمش،والدها الذي كان يراها أميرته الوحيدة ينتظر الآن مولوداً جديداً..بالنظر لوالديها الآن ،هما بالفعل قاما بإنشاء عائلة جديدة وقاما بالبدء من جديد..بدونها،كل واحد منهما لديه عائلته الآن،بينما هي لم تستطع فعل ذلك مثلهم،هي لاتستطيع جلب والدين جديدين لنفسها..ويبدو بأن والديها لايهتمان بذلك أبداً،لايهتمان كيف أنها كانت وحيدة لسنة لعينة بدونهما،بالطبع لن يفعلا وهما بالفعل قاما باستبدالها،ولا يهتمان بحقيقة أنها من الممكن أن تموت بعد عمليتها،لايهتمان لدرجة أنهما حضرا مع أزواجهما غير آبهين بنفسيتها التي من الممكن أن تؤثر على قلبها وهذا جعل جولييت تفكر..هل هي كانت دوماً بهذا الصغر ،لهذه الدرجة لم يكن لها أي قيمة لديهما
حاولت منع نفسها من الكلام ولكنها لم تستطع،لتخرج جملتها مخنوقة
-أبي..أنا أيضاً أتأذى هنا،لماذا لا أرى لهفتك علي كما تفعل لطفلك الجديد؟

و والدها كان أعمى بما فيه الكفاية حتى لايلاحظ طلب ابنته الغير مباشر بالإهتمام بها،هو ظن بأنها تشعر بالغيرة من طفله وتحاول قتله بالرغم من أنها لم تكن تعلم حتى أن زوجته حامل ..ليصرخ بها
-إذا كانت حياتك ستنتهي فلا تصبحي لئيمة وتنهي حياة الجميع معكِ

انهارت يدي جولييت على جانبيها وعينيها توسعت بخفة على ماقاله والدها،ولمعة عينيها انطفأت وكلا ليس هذا الجواب اللعين الذي كانت تنتظره،وهي فجأة شعرت بروحها تغادر جسدها..لقد كان ذلك قاسياً،بل أكثر من ذلك،كان مدمراً لها أن تسمع ذلك من والدها
لتصرخ والدة جولييت به
-ما الذي تهذي به والجحيم أيها اللعين..جولييت هذه ابنتنا كيف واللعنة يمكنك التحدث معها هكذا ،هي لم تكن تنوي قتل طفلك،..والذي بالمناسبة هو ليس طفلك الوحيد هنا،جولييت أيضاً طفلتك

وأخيراً استوعب والد جولييت مانطق به ليقترب من ابنته ولم يلمسها لعلمه بأنها ستدفعه،أو لأنه لم يعد لديه الجرأة ليقوم بلمسها
-أنا..أعتذر ابنتي،أنا حقاً لم أكن أقـ..

-غادرا!
همست جولييت بهذا وهي مطئطئة لرأسها ليغطي شعرها عينيها،شعور خانق تشعر به بيسار صدرها ،وذلك الخفقان اللعين يجعلها تشعر بأنه سيغمى عليها بأي لحظة
اقتربت والدتها منها ورفعت يدها بنية وضعها على شعر جولييت ولكن جولييت صفعت يدها بعيداً لترفع وجهها وتصرخ بجنون وهي تدفع والدتها و والدها الى الخارج وسرعان مالحق بهما أزواجهما
-لقد قلت..غادرا!! واللعنة غادرا ولاتعودا مجدداً أبداً،وحتى جنازتي لاتحضراها أيها اللعينين ..

لتصفع الباب بقوة وتنزلق بظهرها عليه واضعةً يديها على صدغيها وكتفيها يهتزان بقوة نتيجة بكائها ومازاد بكائها هو سماع خطوات والديها وهما يغادران..إذاً بالنهاية هما حقاً لايهتمان
تنفسها أصبح سريعاً والألم بيسار صدرها إزداد أضعاف ماكان عليه لتمسك بهاتفها مقررةً الإتصال بوالد روميو ،تشعر بالتشويش بعينيها ولكن حالما لمحت الإسم الذي تريد الاتصال به ضغطت بسرعة على زر الاتصال لترفع الهاتف لأذنها بيدٍ مرتجفة
- عمي..أرجوك تعال،يبدو بأنني أصبت بنوبة مرة اخرى

-جولييت!!نوبة ماذا!!..جولييت!!..جـولييت!!!

هو صرخ بفزع عندما سمع صوت ارتطام الهاتف بالأرض ليخرج بسرعة من منزله غير آبه بنداء والدته له ،اتصل بالاسعاف على الفور أثناء جريه لمنزل الفتاة التي أحبها..هو لايعلم لماذا الدموع اللعينة تجمعت بعينيه ولكن مايعلمه بأنه يشعر بالخوف..خوف لم يشعر به بحياته كلها،وعقله لايفكر سوى بصوت جولييت المرتجف والباكي

وصل الى منزلها تزامناً مع وصول سيارة الإسعاف التي يبدو بأنهم حطموا زجاج النافذة ليستطيعوا الدخول
رأى جولييت على الحمالة التي يحملها رجلا الإسعاف ،أسرع بخطواته أكثر ليركب سيارة الإسعاف معها

أغلق المسعفان بوابة العربة ليهرعا الى جولييت ويفحصانها بعدة أدوات وأجهزة لاعلم لروميو عنها ولكن كلام المسعف الذي التقطته اذنه جعلت هرمون الأدرينالين يزيد بجسده بشكل جنوني
-يبدو بأنها نوبة قلبية ..أخبر السائق أن يسرع وأنا سأحاول إنعاش قلبها

-ماذا؟مـ ..ما الذي يحصل هنا؟

وسؤال روميو تبخر بالهواء ولم يلقى جواباً لأن المسعفين مشغولان جداً ليقوما بالرد عليه
..
.
.
.
.

.


لايمكنك المغادرة هكذا..كلا ليس بهذه السهولة تستطيعُ فعل ذلك..
بيننا وعودٌ قطعناها ولم نقم بالوفاء بها....بيننا أغنية غير مكتملة لم نقم بغنائها
لدينا أيامٌ كثيرة لعيشها..لذا لاتملك الحق بالمغادرة هكذا
جعلتني أؤمن بشيءٍ لم أظنه موجوداً يوماً، والآن تعود لكسر إيماني بذلك
هناك إعترافٌ ناقص لم يلقى جواباً له..هناك صوتٌ يناديك يتمنى رداً
هناك أنا!!خائفٌ للغاية من غدٍ بدونك ،لذا كلا أنت لا تملك الحق بالمغادرة هكذا وتركي خلفكٍ خائفاً..
إنني وحيد..وحيد لدرجة مزعجة بدونك


أنتَ لاتعلم كيف غيرت حياتي بدخولك لها..لاتعلم كيف أنك أعطيتها قيمة كبيرة
طيفٌ جميلٌ هو أنت..غيمة لطيفة لا أود زوالها أبداً
.
.
.
وبعد 14 ساعة كانت كالجحيم لروميو خرج الطبيب مرة أخرى بعد أن كان يدخل ويخرج مرارا وتكرارا مانعا روميو من دخول الغرفة ورافضا نطق أي كلمة سوى ..علينا أن ننتظر
-لحسن الحظ استطعنا تفادي هذه الأزمة..ولكن بني لايبدو بأنها أزمتها الأولى،هل تأخذ الدواء بشكل منتظم؟

أزمة؟!دواء؟..لا أعلم عن ماذا يتحدث حتى
تنهد الطبيب عندما لم يجد إجابة من الشاب المصدوم أمامه
-فقط اتصل بوالديها ..بالتأكيد هما يعلمان بحالها أكثر منك،دعهما يأتيان أود الحديث معهما

أوما له روميو بدون أن ينطق بحرف..ما الذي عليه قوله؟أوه والديها تخليا عنها!!
-ه..هل يمكنني الدخول لغرفتها؟

أومأ له الطبيب ليردف
-بإمكانك الدخول ولكنها نائمة الآن لذا لاتزعجها ودعها تسترح

أومأ له روميو ليضع يده على مقبض الباب ويده ترتجف ليأخذ نفسا عميقا قبل أن يدير قبضته ويدخل مغلقا الباب خلفه،استدار بهدوء ليقابل سرير النائمة وقلبه قبض على شكلها هذا
إنها تبدو هادئة بشكل مؤلم للقلب..وللحظة هو تسائل هل هذه هي جولييت التي كانت تعبث حوله دائما..جولييت التي لاتستطيع الثبات بمكان واحد لمدة دقيقة واحدة!!
بدون إرادة منه عينيه امتلأت بالدموع ليتحرك بخطوات غير مستقرة نحو سريرها ويجلس على الكرسي الذي بجانبه

امتدت يده لتستقر على شعرها الناعم لترتجف شفتيه وهو ينظر لوجهها الشاحب،شهقة باكية تمردت خارج شفتيه ليضع يده الأخرى على فمه مانعا صدور صوت بكائه
-ما لعنتك تبكي وكأنك بجنازتي؟!

توسعت عيني روميو وتجمدت يده التي تمسح على شعر جولييت عندما سمع صوتها الذي يحمل بطيات نبرته الحنية والإنزعاج المزيف..والتعب..
فتحت عينيها بخمول لتقابل عيني روميو المتوسعة بخفة
-وفر دموعك حسنا!!،الهي!!يالك من ملكة دراما

أبعد روميو يده عن شعرها ليصفع جبينها بخفة
-أنت مستيقظة؟؟

جعدت جولييت حاجبيها وهي لاتزال مستلقية
-كلا..ولكن وبسبب نحيب أحدهم لم أستطع الرقود بسلام

صفع روميو جبهتها مجددا لتزمجر جولييت بألم
-ما لعنة رقود!!!

وضعت جولييت يدها على جبينها المحمر لتمسد مكان الصفعة
-ماذا!!أنت من يبكي وكأنني قد فارقت الحياة

تنهد روميو لتحاول جولييت الاعتدال بجلستها ،امتدت يدا روميو ليمسكها من كتفيها ويساعدها على ذلك..
-لماذا لم تخبريني بذلك؟

تنهدت جولييت لتنظر بعيدا عن عينا روميو المعاتبة
-أخبرك بماذا!!

-ألهذا السبب قمتي برفضي؟

تجاهلت جولييت سؤاله لتعاود النظر له مجيبة إياه بسؤال
-هل اتصلت بوالديك؟

جعد روميو حاجبيه بسبب نبرتها التي تخبره بأنهما يعلمان بحالتها
-والداي يعلمان بالأمر؟؟

تنهدت جولييت بتعب لتجيبه
-جاستن يعلم أيضا

وهنا عندما شعر روميو بالخيانة لترسم تعابير الإحباط على ملامحه
-وأنا الوحيد الذي أخفيتي الأمر عنه؟!لماذا؟؟

امتدت يد جولييت لتمسح الدموع العالقة على وجنتيه التي كان يذرفها روميو قبل قليل لتردف
-لهذا السبب..لأنك طفل باكي

أبعد روميو يد جولييت عن وجهه بخفة لأنها متعبة..فتح فمه مرارا ليتحدث وبالنهاية قرر تجاهل الأمر، هي تبدو متعبة وأمر إخبارها له أو عدمه لا يهم الآن

-على أي حال..الطبيب طلب مقابلة والداك ليستفسر عن حالتك أكثر وأظنه يريد التواصل مع طبيبك

جعدت جولييت حاجبيها بخفة وكأنها تذكرت أمرا
-على ذكر والداي..كيف أتيت أنت الى هنا؟لقد اتصلت بوالدك

تنهد روميو ليجيبها
-يبدو بأنك اتصلتي بي بدلا عنه بالخطأ

أومأت جولييت بتفهم لتنظر له مجددا
-على اي حال ..اتصل بوالديك من فضلك ليتكلما مع الطبيب

-ولكن ماذا عن والديك؟

جعدت جولييت حاجبيها بإنزعاج على ذكر والديها
-فقط دعنا لانتكلم عنهما حسنا!!

أومأ لها روميو باستغراب ..ليتصل بوالديه ويخبرهما بالمجيء،وعندما سمع نبرة والده الخائفة هو تسائل ،فقط الى أي مدى جولييت مقربة من والديه!!

-هل تشعرين بالجوع أو العطش؟
كان والد روميو الذي أخذ مكان ابنه و والدته تجلس بالطرف الآخر ممسكة بيد جولييت باهتمام لتسألها هي الأخرى
-هل تحتاجين أي شيء ابنتي؟

وصديق أحمق غيور يقف بجانب والده متكتفا ..إنه روميو ومن غيره..يغار على جولييت من والديه!!أعني بربك؟! ولكنه لم يستطع منع ابتسامته الدافئة عندما ابتسمت جولييت لوالديه بامتنان
-كلا شكرا لكما ..وجودكما بجانبي يبعث الراحة لقلبي

ابتسم والد روميو بحنان لجولييت ولم تخفى على جولييت نبرته الحزينة
-تحدثت مع طبيبك وهو بدوره تحدث مع طبيب هذا المستشفى..جولييت يبدو بأنه عليكي..

تنهد والد روميو قبل أن يمسك بيدها بيديه الإثنتين
-عليكي الخوض لعملية بأسرع وقت..

وانقبض قلب روميو على وقع تلك الكلمة..هو لم يعتقد بأن الوضع حرج لهذه الدرجة
وقبل أن ترد جولييت على والد روميو تحدثت والدته التي امتلأت عينيها بالدموع
-لقد قمتي بتأجيل هذه العملية لمدة لا بأس بها جولييت..التأجيل لايفيد بل يزيد حالتك سوءا ..لذا ..عليكي الخضوع للعملية هذه المرة ..أنت لاتعلمين كيف سقط قلبي وقلب عمك عندما سمعنا أن أزمة اخرى قد أصابتك

أغمضت جولييت عينيها بألم..هي لاتريد رؤية ذلك..القلق والخوف باعين هذان الإثنان يؤلمان روحها..وهي تشعر بالأسف بسبب المتاعب التي سببتها لهما،هما حرفيا كانا معها دائما كلما احتاجت شيئا منذ عام هما كانا كالوالدين لها..والآن هما يتألمان..وبسبب من!!بسببها هي

عندما رأت والدة روميو تعابير جولييت أشارت لزوجها ليخرجا من الغرفة ..ليسمحا لها بالتفكير بالأمر استجاب لها زوجها ليستقيم كان روميو سيلحق بهما ولكن والده امسكه من معصمه ليفهم روميو مقصد والده هو يريد منه البقاء بجانب جولييت
خرج والد روميو من الغرفة وقبل أن تتبعه زوجته نظرت نحو جولييت التي تتجنب النظر لها
-جولييت..أنا أعلم بأن والديك هنا،أظن بأنه عليكي التكلم معهما بهذا الأمر..لاتدعي الغضب يسيطر عليكي،أنا أعلم بأنك تحتاجين وجودهما الى جانبك أكثر من وجودي أنا وزوجي..فكري بالأمر مليا،واتخذي قرارا لاتندمين عليه..وتذكري نحن دائما بجانبك..حسنا؟!

جولييت لم تنظر لوالدة روميو طوال حديثها ولكن والدة روميو تعلم بأن جولييت ستفكر بكلامها وتأخذه بجدية لذا خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها ليعود روميو لمكانه ويجلس بجانب جولييت
مضت اكثر من عشر دقائق بدون أن يتكلم اي منهما جولييت تنظر الى اللاشيء ويبدو بأنها غارقة بتفكيرها بينما روميو ينظر لها
لتتنهد جولييت وتنظر له
-هل ستبقى تنظر لي هكذا؟أعلم بأنك غاضب وتريد معرفة سبب عدم إخباري لك أنت وحدك من بين الج..

-أنا أعلم..
قاطعها روميو وهو ينظر لها وبعينيها تحديدا
وهي فقط رفعت حاجبها بعدم فهم ليكمل
-لأنك تحبينني جولييت..لهذا السبب لم تخبريني بالأمر،لم تريدي مني أن أتألم إذا رأيتك تتألمين بسبب مرضك..ولكن دعيني أخبرك

احمر عنقه بالرغم من جدية الموقف إلا أنه محرج بسبب تدفق مشاعره المفاجئ ليكمل كلامه متجاهلا إحراجه ويمسك بيدها بكلتا يديه
-أنت لن تتألمي بمفردك..ليس وأنا موجود جولييت،أنا سأمسك بيدك ولن أفلتها أبدا وسنخوض هذا سويا..العملية ستنجح،وبعدها سنكمل تأليف أغنيتنا،وسنتدرب على مسرحية المدرسة ..وسنتخرج من الثانوية معا لذا..لا تخافي حسنا؟!كل شيء سيكون على مايرام ..
ابتسمت جولييت بخفة لتمد يدها وتمسح دموع الباكي أمامها وتهمس
-إذا لماذا تبكي أيها الطفل؟؟..
مدت يدها لتضعها على يديه الممسكة بيدها الأخرى وتشد عليها معيدة كلامه ومؤيدة له
-كل شيء سيكون على مايرام

سحب روميو يديه من يديها ليمسح دموعه بعنف مشيحا بنظره بعيدا عن جولييت
-لست أبكي..

قهقهت جولييت بخفة لتغيظه
-أجل بالطبع لست كذلك

نظر لها روميو وعنقه ازداد احمرار ليحاول تغيير الموضوع
-بالمناسبة أنا أعلم أمرا آخر

تنهدت جولييت لتقلب عينيها عليه
-همم ماذا تعلم أيضا غير أنني أحبك؟

صمت.
.
سرعان ما احمرت وجنتي جولييت عندما أدركت مانطقت به وعنق روميو لم يكن بحال أفضل ولكن الإثنان قررا تجاهل الأمر ..ليتحدث روميو بإنفعال
-اعلم بأنك تعلمين موعد عيد ميلادي الحقيقي ولكنك تظاهرتي بالعكس بسبب مرضك صحيح؟..فقط لعلمك أنت عليكي إقامة حفل عيد ميلاد حقيقي لي بموعده حسنا!!
ليكمل بهمس
-أنت عليكي فعل ذلك

ابتسمت جولييت بخفة ولم تجب على ذلك وقلب روميو انقبض بسبب هذا ،ولكنه قرر الصمت ..الأمر ليس سهلا على جولييت أيضا لذا عليه التوقف عن الكلام الآن،هو فقط يزيد الأمر سوءا..أو هذا مايظنه
بالحقيقة جولييت أحبت هذا..أحبت إهتمامه وكلامه ونظراته..كل هذا كان مريحا لقلبها،كان مريحا لقلبها بعد أن سمعت ورات كل ذلك اللؤم من والديها بالامس،كان مريحا أن تجد أحدا يهتم بأمرها هكذا،أحد يخبرها أن لاترحل وهو بدوره أيضا لن يتركها وحدها،كان من المريح جدا وجود أحد يائس لهذه الدرجة بطلبه لبقائها معه

لم يدرك الإثنان أنهما كانا ينظران لبعضهما لمدة طويلة إلا عندما أزاحت جولييت نظرها مقررة الإستلقاء وإغماض عينيها..أراد روميو المغادرة ليتركها ترتاح ولكن يدها سرعان ما أمسكت بيده لتهمس
-هل يمكنك البقاء حتى أنام؟

استدار روميو باستغراب وسرعان ماذاب قلبه ضد صدره عندما رأى كيف أن جولييت تمسك بيده كطفلة صغيرة بينما عينيها مغلقة
ابتسم بخفة ليعاود الجلوس على كرسيه ويمسك بيد جولييت ليهمس
-حسنا..سأبقى..سأبقى بجانبك

وجولييت أحست بدفئ يغمر قلبها إثر تلك الكلمات..هي تعلم بأن مقصد روميو هو أنه سيكون بجانبها دائما وليس فقط الآن لأجل أن تنام

بعد أن سقطت جولييت بالنوم بقي روميو يتأمل وجهها وهو يفكر بكل تلك الأوقات التي قضاها مع جولييت
وخطر بباله ذكرى عيد ميلاده المزيف التي أقامته له
حتى وهي تتألم هي فكرت به ...حتى وحياتها على وشك أن تنتهي هي أرادت إعطائه السعادة..ابتسم روميو بألم ليمد يده بنية المسح على شعرها ولكن سرعان ماتراجع..لا يريد إزعاج نوم الملاك النائم أمامه..يريد فقط تأملها بهدوء ..يريد لهذه اللحظة أن تدوم للأبد
همس روميو وابتسامته لم تمحى من على وجهه
-من أنتِ جولييت؟..

من أنتِ؟كيف دخلتي لحياتي بهذا الشكل وقمتي بتلوينها...لقد جعلتني أشعر كما لو أنني بطل روايةٍ ما،ولكن الآن وبرؤية ضعفكِ هذا،أتمنى لو أنني بقيتُ شخصاً عادياً بحياةٍ مملة،ولكن مع هذا أنا لا أزال شاكراً لدخولك لحياتي..شاكرٌ لكونكِ أحببتِ شخصاً مثلي..أتمنى أن تبقي بخير جولييت..أتمنى أن لايصيبكِ الأذى ياملاكي الجميل ...

وبدون إدراك وضع روميو رأسه بجانب يدها ويده المتعاقدتين معا كأنه لا يوجد غد..ليغمض عينيه بهدوء ويتبع جولييت لدنيا الأحلام~


 حرك روميو رأسه بغير راحة عندما سمع تمتمة من حوله
-هل هما معا الآن!!

-هل أنت أحمق أم ماذا!!انظر لهما كيف ينامان كطيور الحب..إنهما معا

-كلا كلا بحسب خبرتي العاطفية ومعرفتي بروميو..فأظن بانه فقط نام هناك بدون وعي،هما ليسا معا

-خبرتك العاطفية ضعها بكتبك التي لاتقوم بفتحها بالسنة إلا مرة لتلقي عليها التحية،هما معا هل تراهن؟

-أجل أراهن ب 200 دولار

-اتفقنا إذا

-على ماذا تتفقان أيها اللعينان!!

نظرت فيوليت لروميو الذي أقام رأسه من على السرير ليحرك جسده بغير راحة وتصدر منه صوت طقطقة العظام بسبب نومه على الكرسي طوال الليل
-روميو أخبرنا هل تتواعدان أنت وفيولت الآن؟!

جعد روميو حاجبيه بإنزعاج
-هل هذا أول ما تسألينه عندما تدخلين لغرفة مريض؟..أيضا أخفضا صوتيكما ولاتجعلانها تستيقظ

-لقد استيقظت بالفعل بسبب الأحمقان

نظر جاستن وفيوليت لروميو وجولييت اللذان ينظران لهما بغضب ليبتسما بتوتر وينطقا بذات الوقت
-جولييت كيف حالك!!

بعثرت جولييت شعرها بإنزعاج ولاتزال تحافظ على تقطيبة حاجبيها
-لقد كنت بخير قبل قدومكما

ابتسمت فيوليت بخبث لتردف
-أوه بالطبع كنتي بخير ورأس روميو بجانبك ولكن يبدو أننا عكرنا صفو مزاجكما..
ختمت كلامها بنظرة ساخطة وجهتها لجاستن بمعنى "هل رأيت !!هما معاً"

ونظرة جاستن الخائبة بسبب خسارته لل 200 دولار تُخبرك أنه اقتنع بنظرية فيوليت
نظرت فيوليت مجددا نحو روميو وجولييت
-بالمناسبة جولييت والداك بالخارج وأخبراني أن أسألك إذا كان بإمكانهما الدخول..بصراحة أجد الأمر غريبا ،أعني لماذا قد يتردد والدان بالدخول لغرفة ابنتهما المريضة؟!
ابتسمت جولييت بألم لتهمس
-أنا أيضا أتسائل لماذا!

نظر روميو لجولييت ليردف
-دعيهما يدخلان..كلانا يعلم أنك بحاجة لوجودهما بجانبك



نظرت له جولييت لتشخر بسخرية وألم
-كلانا يعلم ذلك..بل الجميع يعلم بذلك ماعداهما..
أشارت جولييت نحو الباب وهي لاتزال تنظر بأعين روميو بعينيها المحمرة
أنا كنت أتوقع رؤيتهما يحطمان هذا الباب اللعين ويركضان لإحتضاني ويخبراني كم كانا آسفان لتركي وحيدة،لجعلي أمرض،لجعلي أشعر وكأنني كائن غير مرغوب به ..ويخبراني كم اشتاقا لي وكم كان بقائي بعيدة عنهم أمرا صعبا،..ولكنهما لم يفعلان،هما لايزالان مترددان حتى بفتح هذا الباب،يتركان لي حرية اختيار دخولهما لحياتي مجددا بينما لم يكن لدي أي خيار أو رأي بمغادرتهما لها.



كانت يدها التي تشير نحو الباب ترتجف ،وعينيها تخبران روميو كم هي تشعر بالألم،وروميو فكر..أليست هي من جعله يشعر بأنه شخص مهم وشخص مرغوب به،بينما هي الشخص الذي كان يحتاج ليشعر بهذا الشعور،هي الشخص الذي يشعر بالتعب والوحدة والبرد هنا،هي الشخص الذي يحتاج للإحتضان والحب ..ليس هو،هي  لم تستطع منح هذه المشاعر لنفسها بينما منحتها جميعها لروميو..وذلك جعله يشعر بشعور فظيع،هو كان فظيع وأناني تلقى كل ذلك الكم من المشاعر بينما لم يمنح منها شيئا لجولييت،وهو يريد رد الدين الآن.

اندفع روميو ليحتضن جولييت بقوة ساحبا إياها عميقا بداخل أحضانه،توسعت عينا جولييت بالبداية بسبب هذا التصرف ومازاد صدمتها كلام روميو
-أنت لست كذلك جولييت..لا أعلم عنهما،ولكن بالنسبة لي أنتِ شخصٌ اعتز به كثيراً،أنا لطالما اعتقدت انني بدون قيمة ولكن أنتِ..جعلتني أشعر بالعكس،أنتِ جعلتني أشعر بأنني وبالرغم من كل عيوبي..لا أزال إنسان يستحق الحب،يستحق التقدير..

ابتعد روميو عنها ولكنه لايزال يمسك بكتفيها بقوة يخبرها أنه لايريدها أن تذهب ،يريد منها البقاء بجانبه
-دعيهما يدخلان..انا متأكد أنكم بيومٍ من الأيام كنتم تلك العائلة المثالية السعيدة،متأكد بأنهما بوقتٍ ما أعطياكي كل مايملكانه من حب..ولكن بوقتٍ ما أيضاً ،هما احتاجا ليحبا انفسهما قليلاً..أعطيهم هذه الفرصة جولييت،دعيهما يوضحا موقفهما لهذه المرة فقط

لانت نظرة جولييت بضعف لتهمس
-ولكنني خائفة..أتظن بأنني لا أريد إعطائهما فرصة وأنا حرفياً على بعد خطوة من الموت فقط!!أريد فعل ذلك ولكنني خائفة من أن يخيبا أملي مجدداً،خائفة من سماع كلامهم الجارح مجدداً..لا أريد أن يكون هذا آخر مايعلق بذاكرتي منهما،أريد أن أتذكر تلك اللحظات الجميلة فقط..على الأقل عنهما هما الإثنان بالذات.

ابتسم روميو بحنية ليردف وهو يهز رأسه بخفة
-لن أسمح لهما بفعل ذلك مجدداً..ثقي بي فقط لهذه المرة،ودعيهما يدخلان جولييت.

نظرت جولييت لروميو ولم تجد سوى الصدق بتعابيره لذا تنهدت بخفة وهي تومئ برأسها له دلالة على قبولها بدخولهما ليبتسم بدوره ويسرع الى الخارج..ليس سعيداً لأجل والديها بل هو سعيد لأجل جولييت،بالنهاية هو يفعل هذا لأجلها هي فقط حتى لاتندم.

ماهي إلا ثواني حتى انفتح الباب واندفع منه والديها ليحتضناها بقوة هما الإثنان ولم يكن منها سوى أن تجهش بالبكاء على كتفيهما ..بهذه الأثناء روميو بهدوء أخبر فيوليت وجاستن أن يخرجا ليعطيا لعائلة جولييت بعض الخصوصية

هو لم يخرج..فهو وعدها أن يكون بجانبها وأن لايسمح لهما بقول أي شيء من شأنه أن يحزنها مجدداً،لذا فقط وقف بعيداً بجانب الباب المغلق وهو ينظر لهم وبالتحديد لجولييت التي كانت تضم والديها بقوة ..وروميو رأى بأنه فعل الأمر الصحيح بإقناعها،هي وبوضوح كانت بحاجة لهما.

ابتعد والدا جولييت عنها أخيراً ليتحمحم ويبدو أنه لديه بجعبته شيئاً ليقوله
-جولييت،ابنتي أعتذر على ماقلته لكِ بالمرة السابقة..ولكن أنا لهذا السبب بالذات تركتك أنتِ و والدتك،عندما تكرهين ذاتك لاتستطيعين منح الحب لأي أحدٍ كان،وأنا بتلك الفترة كرهتُ ذاتي لخيانتي لكِ ولوالدتك،لذا قررتُ الابتعاد عنكما بسرعة حتى لا أحول حياتنا نحن الثلاثة لجحيم يدعى بالكره،وبالمرة السابقة التي صرختُ بها عليكي كنتُ أيضاً كارهاً لنفسي لأنني تركتك وأهملتكِ بهذا الشكل وتمرضي
صمت قليلاً ليكمل
-وأنا متأكد أن والدتك حدث معها ذات الشيء عندما تركتك..كرهت ذاتها عندما تعرضت للخيانة وشعرت بالنقص وهي وبنية عدم إيذائك رحلت..حتى لاتصب غضبها عليكي..كل ما أقوله
تنهد الأب بعمق
-سامحينا جولييت،نحن أحببناكي كثيراً،ولازلنا نحبكِ ولكن بفترة ما فرغ الحب من داخلنا واحتجنا لشخصٍ يملأ قلبنا به..إنه تصرفٌ أناني ولكن حتى لو كنا والدين بالنهاية نحن بشر ونريد أن نشعر أن هنالك من يحبنا

أرادت جولييت أن تقول ماذا عني؟ألا بأس أن تتركاني بدون أن أتلقى الحب؟
ولكنها تنهدت لتجيب والدها بابتسامة صفراء
-حسناً أبي..أسامحكما،موعد عمليتي اليوم الساعة الخامسة أرجوكما كونا بالقرب

أومأ والديها وعندما وجداها تستلقي وتضع الغطاء فوقها علما أنها تريد وقتاً بمفردها،بالنهاية هما والديها ويفهمان جميع تصرفات ابنتهما..وبطاعة هما خرجا من الغرفة ليتنهد روميو ويقترب ليجلس على الكرسي بجانب سرير جولييت وقبل أن يرخي جسده عليه صاحت به جولييت
-ابتعد!!!
إياك والجلوس أيها الكاذب

توسعت عينا روميو بصدمة ليقف ولايجلس على الكرسي كما أمرته ليردف باستغراب
-ما الأمر؟!

سمع شهقة من أسفل غطاء جولييت تدل على بكائها لتجيبه
-لقد قلت أنك لن تجعلهما يؤذياني مجدداً ولكنهم فعلا وأنت لم توقفهما!..كلام والدي كان كسكاكين تغرز بقلبي،هما لا يفكران بي يفكران فقط بنفسهما حتى بعد مرضي

تنهد روميو ليجلس على الكرسي رغم ردع جولييت له منذ قليل ولكن لم يهتم هو بحاجة لإيضاح الأمر لها
-جولييت..هل تظنين حقاً بأنه لم يكن صعباً عليهما؟ هما أحبا بعضهما البعض وبالنهاية الأمور لم تنجح بينهما والدك أحب امراة أخرى ..لو أنه بقي بالمنزل وحاول التمثيل عليكي وعلى والدتك بأنه لم يفعل أي شيء ذلك لن يفيد بشيء فقط سيجعل الأمر أسوأ والدتك امراة وستكتشف الأمر عاجلاً أو آجلاً ولنفترض أنها قررت التمثيل من أجلكِ أيضاً والبقاء مع والدك..أنتِ فقط ستستيقظين على شجار بين والديك وتنامي على آخر..هما فكرا بكِ وبنفسيهما،هذا القرار كان الأنسب للجميع حتى لاتقوموا بإيذاء بعضكم البعض..المنزل المثالي كان سيتحول ليصبح جحيماً لايطاق

تنهدت جولييت لتغمض عينيها مقتنعة بكلام روميو

.

.

وأخيراً أتت الساعة الخامسة ..الساعة التي لم يكن ينتظرها أحد من الأشخاص المقربين من جولييت ولا حتى جولييت نفسها كانت مستعدة لذلك

أتى الأطباء برفقة جولييت التي على السرير المتحرك كانوا يجرونه الى غرفة العمليات وعائلة جولييت وعائلة روميو وروميو وجاستن وفيوليت كانوا يلحقون بالسرير والجميع يتمتم لجولييت بكلماتٍ تشجيعية بينما هي تبتسم لهم بمحاولة إخفاء خوفها الشديد من العملية

العملية ستأخذ وقتاً طويلاً لا أحد يعلم قدره ..لذا الجميع كان يجلس على المقاعد التي تجاور باب غرفة العمليات بتوتر كبير
والجميع يدعي بأن تكون جولييت بخير

مرت الدقائق لتصبح ساعة..ساعتين..ثلاث ساعات..وأخيراً أربع ساعات
الضوء الأحمر فوق باب غرفة العمليات أطفئ دلالة على إنتهاء العملية ليفزع الجميع ويقف على قدميه منتظرين خروج الطبيب ليخبرهم عن حالة جولييت

والمنتظر قد خرج ليهرع الجميع له وينهاروا عليه بوابلٍ من الأسئلة

-كيف هي جولييت!!
-هل هي بخير؟
-هل نجحت العملية؟!
-هل استيقظت؟

تنهد الطبيب وهو ينزل كمامة فمه الى الأسفل منزلاً رأسه معها ليهدأ الجميع وهالة من السوء اندفعت من الطبيب ليردف بهدوء
-أعتذر..لم ننجح بإنقاذها،فعلنا مابوسعنا ولكن..لم تستطع النجاة

وعند وقع هذه الجملة على أذن روميو صرخ صوتاً خرج من أعماق قلبه
-جولييت!!!!!!جولييت!!!جولييت!!!

ليجثو على الأرض باكياً بحرقة وهو لايزال يصرخ باسم من أحبها قلبه

-جولييت!!!لاترحلي!!
.
..
.
..
.
.



-روميو!!واللعنة روميو!! استيقظ أيها اللعين

-جولييت!!كلا جولي..

-واللعنة إنه اسمي أيها اللعين لقد فهمنا والآن هلا تخرس!!

فتح روميو عيناً واحدة ورؤيته كانت مشوشة كثيراً لذا فتح الأخرى لينظر حوله ولم يكن سوى فصله الدراسي!!
رفع رأسه من على المقعد لينظر حوله وكان الأستاذ يقف وهو يكتف يداه ويبدو أنه غاضب..وعلى مايبدو فإنه ليس الوحيد الغاضب هنا بل ..الفتاة التي تجلس بالمقعد الأول تبدو غاضبة أكثر منه بأضعاف ولحظة هذه ..جولييت!!

همس له جاستن وهو يصر على أسنانه
-ماخطبك تصرخ باسم الطالبة الجديدة كالمجنون !!

أغمض روميو عينيه وفتحها مجدداً بعدم استيعاب..طالبة جديدة!
-ولكنها لم تعد جديدة لقد مر اسبوعٌ كامل من العام الدراسي!!وأيضاً كيف جولييت تقف هنا ألم تمت بسبب مرض القلب؟

وقف روميو ليشير بيده نحو فيوليت
-وأنت وفيوليت كنتما تتراهنان بأنني أنا وجولييت نتواعد..صحيح فيوليت!!!

نظرت له فيوليت بعدم فهم ليصفع جاستن جبهته بقلة حيلة ليهسهس بصوت غير مسموع سوى للحالم بجانبه
-واللعنة هل عدت لأحلامك مجدداً روميو!!اليوم هو اليوم الأول لنا بالمدرسة وأنت واللعنة كنت نائماً منذ بداية الدرس الأول والآن نحن بنهاية الدرس الثاني

وهنا صعق روميو حرفياً وبداخله صرخ ليس مجدداً!!

أجل روميو هو الفتى الحالم الذي لايحدث بحياته الروتينية أي شيء سوى الروتين!!
ولذلك هو دوماً مايحلم أحلاماً لايفرق بينها وبين الواقع

نظر روميو نحو جولييت التي لاتزال تحرقه بنظراته الغاضبة لتصرخ به بكره أمام جميع الفصل
-اللعنة أنا أكرهك أنت واسمك الذي سيجعل مني أضحوكة لسنتي الأخيرة بالثانوية..حالما يصبح عمري ثمانية عشر سأحرص على تغيير اسمي لسيلينا

طرق المعلم بعصاه على الطاولة وهو ينظر لروميو وجولييت بغضب
-هل تصرخين بوجودي أيتها الطالبة الجديدة!!!! وأنت !!لن أطردك من الفصل لأنه لا جدوى من ذلك فالدرس على وشك الإنتهاء ولكن اعلم أنك معاقب أنت وجولييت

رمى المعلم بجملته تلك بوجه روميو وجولييت ليحمل كتابه ويخرج من الفصل بغضب  ..تجاهل روميو ذلك وأسرع بحمل حقيبته التي لم يخرج منها كتبه بسبب كونه نائماً فيما سبق وأسرع نحو مقعد جولييت بابتسامة وجدتها جولييت خرقاء لتتمتم بانزعاج
-ماذا تريد؟!

-لنصبح أحباء

جعدت جولييت حاجبيها وعينيها توسعت بعدم تصديق لتهسهس له بغضب
-ما اللعنة!!...


دفعته جولييت بغضب لتحمل حقيبتها المدرسية وتخرج من الفصل بخطى غاضبة ..ابتسم روميو بسعادة ليتكلم جاستن باندهاش من صديقه الأخرق
-مالعنتك روميو؟؟حقاً تطلب منها المواعدة بعد أن كنت تصرخ باسمها كالمجنون أمام جميع الفصل بنومك!!لا أعلم نوع الحلم الذي حلمته هذه المرة ولكن أرجوك افهم أنه حلم

اتسعت ابتسامة روميو ليردف لصديقه
-أفهم أنه حلم..وأفهم أيضاً أن الأحلام قد تصبح واقعاً..وهذا الحلم سأجعله واقعاً مهما كلفني الأمر..
وضع روميو يده على كتف جاستن ليخبره بحزم وشرارة الحماس تشتعل بعيناه
-هذا الحلم مختلف عن جميع أحلامي السابقة جاستن..

ليخرج روميو بعدها مسرعاً بحثاً عن جولييت ليتناول الغداء معها بينما جاستن هز رأسه بيأس من صديقه

ولحسن الحظ استطاع روميو اللحاق بجولييت التي كانت تصعد السلالم نحو السطح لتتسع ابتسامة روميو أكثر ويجري خلفها ممسكاً إياها من زراعا لتلتفت له بدهشة ولكن حالما تعرفت عليه تحولت ملامحها للغضب
-ما الأمر الآن أيها اللعين!!

-دعينا نتحدث جولييت!!

حاولت جولييت إفلات زراعها من يده ولكنه أبى إفلاتها لذا دفعته بعيداً عنها وهي تصرخ بوجهه
-واللعنة توقف عن نطق اسمي!!!

وأجل روميو وبغضون ثوانٍ سقط من على السلالم وأصبح يقبل الأرض الصلبة التي استقبلته لتشهق جولييت بصدمة وتنزل لعنده بسرعة وتجلس بجانبه
-الهي !!هل أنت بخير

ابتسم روميو بجانبية وهي تأكدت بأن هذا الفتى أحمق ليبتسم بعد أن سقط من على السلالم
همس روميو بابتسامة
-يبدو بأنكِ ستضطرين لجلب الدروس لي لأسبوعٍ كامل

جعدت جولييت حاجبيها بعدم فهم وروميو حافظ على ابتسامته لتنطق وهي تميل رأسها باستغراب
-ماذا!!

قهقه روميو ليهمس
-أظن بأن ظهري قد تأذى~



النهاية


powered by Blogger | WordPress by Newwpthemes | Converted by BloggerTheme