نوفيلا العب يالا - دينا ابراهيم - الفصل الاول




الفصل الاول.... 

-لا اله الا الله !! يا ابني انت دماغك حصلها حاجه !! 
ضرب مالك كف علي كف متعجبا من صديقه الذي يجزم له انه رأي (عامر ) محاسب مصنعه المتواضع ، يدخل الي كنيسه امامهم عندما كان مندمج بشراء بعض الاغراض... 
رفض علاء ذراعه الايمن و صديق للطرفان ، التزحزح من مكانه بعناد قائلا بغيظ... 
-ومش لوحده ده كان معاه راجل و ست شكلهم ابوه وامه و واحده محجبه بتفرفر في ايديهم مش عايزة تدخل معاهم ، انا هتجن واعرف في ايه بالظبط !
جذب مالك شعر رأسه بقله صبر ليردف ...
-احنا مالنا هما حرين ،علاء انا اصلا غلطان اني سمعت كلامك و جيت اشتري حاجه معاك يلا قدامي علي المصنع !!
ما ان انهي جملته حتي سمع صراخ أنثي قبل ان يراها تخرج مهروله من الكنيسة و يلاحقها عامر ورجلين احدهم من رجال الكنيسة !!
ألجم تفكيره جمالها الفريد ذو الطابع الحاد و الجذاب بطريقة مريبة ، انها هي صاحبه الصورة المحفوظة في قلبه قبل جيبه تلك القطعة الصغيرة الني وجدها علي مكتب عامر منذ اسبوعين !!
صاحبه العيون العسلية المسحوبة كالقطط البرية !!
رمش محاولا تخطي ذكريات ذهوله بالفتاة البريئة المبتسمة بخجل وكأنها تنظر اليه مباشرا نعم تصرف بشكل حقير و يعاني من تأنيب ضميره المتواصل من وقت اختلاسه لها رافضا تحذيران عقله بأنها قد تكون خطيبته او حبيبته ،مقنعا نفسه بانها قريبه لا غير محللا لنفسه تأمل ادق تفاصيلها الهادئة !!
يتذكر هذا الذهول المشابه تماما لذهوله الان من عنفوان حركتها الغريبة قبل ان ترتمي أرضا منهكه تماما !!
ارعبه ما يدور امامه ، فركض اليهم يساعد عامر في رفعها ليصرخ الاخير به متجاهلا النظر اليه ، رافضا ان يلمس غريب شقيقته المغيبة ليرفعها بين ذراعيه قبل ان يتكرم بنظره حاده تحولت الي الذهول ما ان رءا مالك !!
-استاذ مالك !! انا انت ......
اتاه صوت والده الذي ارهقه الزمن وهو يوقف احدي سيارات الاجرة قائلا..
-دخل اختك ياابني خلينا نروح ... لا حول و لا قوة الا بالله !!
شقيقته !! نعم كان متأكد ان القدر لن يخذله ، منع ابتسامه تحارب للظهور ؛ اين العقل حين تحتاجه ؟؟؟!!!!
-كان مستنينا فين ده بس ياربي !!
قالت والدة عامر بحزن و دموع لتواسيها سيدة ممتلئة الجسد يبدو عليها الكبر و حب الثرثرة ....
-وحدي الله يا ام عامر ان شاء الله خير ، احنا هنفضل وراهم مش هنسكت !!
وضع شقيقته بعناية بالغه وساعد والدته المسنه علي الصعود قبل ان يستأذن أبيه بانتظاره بضع دقائق ليحادث فيها رب عمله الذي صرخ به دون قصد ...
ادار رأسه للمكان الذي تركه به فوجده خالي ، التف حول نفسه ليجده واقفا علي الجهة الأخرى من سيارة الاجرة حيث تقبع شقيقته المغشي عليها !!
هرع نحوه قائلا...
-استاذ مالك انا اسف جدا ؛ انا مقصدتش اعلي صوتي بجد !!
حرك مالك وجهه نحوه وعينيه ترفض الابتعاد عن الجميلة النائمة ، ضيق عينيه قليلا عندما لمح جفونها ترمش بخفه و ابتسامه صغيره تلوح حول شفتيها ،عقد حاجبيه لابد ان الصدمة تتلاعب بمخيلته !!
-استاذ مالك !!
خرج صوت عامر من بين اسنانه بشئ من الحده انزعاجا علي تحديق مالك بعرضه !!
رمش مالك قبل ان ينتبه لفعله المشين قائلا بخجل طفيف...
-حصل خير يا عامر ، انت زي اخويا ،انا الي متأسف اصلي مصدوم شويه ومش فاهم ايه اللي بيحصل ده !!
ابتسم عامر قائلا بحرج لا يرغب بان يخبر مديره عن مشاكل عائلته برغم بساطته معه و مع علاء لتواجد ثلاثتهم باستمرار معا اثناء تأدية وظائفهم ؛ حتي ان مالك يخفف الجو بينهم و يلقي ببضع نكات اثناء راحات العمل ...
-ربنا يخليك يا استاذ مالك وانا اللي اسف علي اللي حصل د......
قطع عليهم صوت صراخ مرة اخري مع تنوع مصدر الصراخ !! ...
توجه الاثنان واولهم عامر الذي دلف بنصف جسده داخل السيارة يرفع شقيقته من فوق جسد جارتهم خديجة المستغيثة ....
-يالهووووي الحقوني يا ناس ....بسم الله الرحمن الرحيم ...ياااختي ياااختي !!!
-قلتلك السيرة دي بتشعوطها يا شيخه !
اردفت والده عامر بحده لجارتها خديجة التي كانت تبرز الاضواء علي كبر سن ابنتها و ضرورة انتهاء تلك الازمه حتي يلتفتوا لها و البحث عن نصيبها !!
ليقول السائق بحده ..
-ايه يا جماعه ده انا ناقص قرف اتفضل يا استاذ شوفلك عربيه تانيه ، انا راجل علي باب الله مش ناقص حوارات ولبش من ده !!
تدخل مالك بحده يعطيه مالا لأنهاء الامر علي مضض من عامر الذي يرغب بركله علي تعاليه عليهم ليزيد من حرجه امام مالك !!
-اتكل علي الله يا اسطي ؛ تعال يا عامر انا هوصلكم العربيه هناك اهيه !!
-انا مش عايز اتعب حضرتك !
-مش وقته الكلام ده ، يلا ورايا ، اتفضل يا حاج انت والحاجه !
عدل عامر شقيقته وتوجه معهم نحو السيارة ، دلف بالمقعد الامامي بعد ان وضعها في منتصف الأريكة الخلفية بين والديه ؛ اما جارتهم فقد هرعت بعيدا مقررة العودة وحيدة .
تماما كما فعل علاء وهو يتابع صديقه و رب عمله ينصرف مع عائله عامر بهدوء ، متخليا عنه !!
في السيارة اخبره عامر بعنوانه و ساد الصمت بينهم طوال الطريق ....
لم يبعد مالك نظراته عن مراقبتها من المرآه الامامية التي تعكس هيئتها النائمة بتركيز بالغ وكأنه يفك أحجية، ارتفع حاجبه الايسر عندما فتحت احدي عيناها بخفه و مهارة لبرهه سريعة و لكنه يجزم انها استطاعت بها تحديد كل ما يحيط بها !!...
ما هذا بحق السماء ؟! ما الذي يدور بعقل تلك الفتاة و تفعله ، كم يكره الالغاز و لكنه عازم علي كشفها !
-ايوة هنا علي اليمين !!
انتبه سريعا لكلمات عامر ،ادار المقود بابتسامه قبل ان يقف تماما امام مبني مهترئ نسبيا .....
-احنا متشكرين اوي يا ابني تعبناك معانا !
قال والد عامر بحزن طفيف يكسو وجهه ...
ليردف عامر سريعا ...
-اتفضل يا استاذ مالك لازم تطلع معانا !!
-لا انا همشي ....
-لا والله ابدا احنا تعبناك واتبهدلت معانا لازم تطلع تشرب شاي معايا !
تنحنح مالك راغبا بشدة الصعود و معرفه الكثير و الكثير عن ما يحدث مع تلك القطه المشاكسة !!
-والله انا مش عايز اتقل عليكم !!
-ايه اللي بتقوله ده بس ، طيب والله المنطقة كله نورت ، اتفضل يا استاذ مالك ...
-قولي يا مالك من غير القاب ؛ انت ليه محسسني اني قد ابوك !
ضحك عامر ليردف ...
-اصل أتعودت و بعدين انت عامل رعب في المصنع !
رفع شقيقته بين ذراعيه بسهولة جعلت مالك يتمني لو يتاح له هذا الشرف !!
ابتسم بداخله غير مصدقا جنون تفكيره !
تحرك نحو المبني و لم يفت عليه التوتر الذي ساد المنطقة و الاشخاص وهم يمرون من امامهم و حولهم سريعا !!
حتي ان سيده عجوز قد شهقت في وجوههم بخضه و كأنهم من المريخ قبل ان تضع وجهها في صدر جلبابها قائله ( تف تف تف ) !!!
يا للهول لقد بصقت تلك المريعة للتو داخل رداءها !!!!
ما الذي يجري للخلق اليوم ام ان الجميع قد جن جنونهم من حوله !

..................

بعد 20 دقيقه بشقه والدي عامر ......

وضع مالك الكوب علي الطاولة الخشبية امامه قائلا ....
-تسلم ايدك يا ام عامر !
-الله يسلمك يا ابني اعملك تاكل بالله عليك !!
رفض مالك سريعا ...
-والله ابدا هي كوبايه الشاي دي و حلو اوي كده ... كتر خيرك !
ليجيب عامر ...
-انت اللي كتر خيرك والله !
ابتسمت والدته بتعب لتقول ...
-انا هدخل اطمن علي اختك فاقت ولا لسه انا سايبه رحمه بتفوقها ...
التفتت الي مالك منهيه حديثها معه بقولها...
-بيتك و مطرحك يا ابني !
ما ان خرجت حتي التفت مالك بكل جديه و ذرة فضول في جسده قائلا...
-مقصدش اني اكون متطفل او بارد ، بس انا لازم اعرف ايه اللي بيحصل بالظبط و مالها اختك !!
اختفت الابتسامة من علي وجه عامر مطرقا رأسه قليلا قبل ان يزفر بخفه مستغفرا الله ، صمت ثانيه فالأخرى ليردف قائلا ...
-موضوع كبير و صعب انا مش عايز اضايقك بيه !!
ليقول مالك في لهفه حاول جاهدا اخفاءها ...
-لا مش هتضايق ابدا و بعدين احنا مش صحاب ولازم نقف جنب بعض !!
ابتسم عامر قليلا قائلا...
-طبعا شرف ليا انك تعتبرني صاحبك ، انا والله بعتبرك زي اخويا و اكتر من قبل ما تقف معانا !
-ربنا يخليك وانت كمان ، المهم احكيلي يا سيدي !!
فرك عامر كفيه بتوتر و مالك ينظر له بترقب و تركيز كبيران .....
......................
نتركهم قليلا ونتجه الي غرفة الفتيات !!

-هتفضحيني يا رحمه اكتمي ضحكتك دي !!
وضعت رحمه يدها علي فمها لتسيطر علي انفعالها قائله بصوت متقطع ....
-معلش معلش لسه مش مصدقه انك ضربتي الرخمة خديجه دي اه والله انا فرحانه فيها اوي !!
ابتسمت دعاء مستسلمة لسخافة شقيقتها الصغيرة البالغة من العمر 17 عام بجمالها الطفولي و جسدها المتمرد علي سنوات عمرها لتظهر انضج بكثير !!
نظرت لها بشفقه لم تستطع السيطرة عليها متأكد ان ذلك الجسد السبب الرئيسي الذي اوقعها ضحيه لذلك القبيح القذر بينما كانت هي منغمسه بتفاهاتها !
اقتربت منها رحمه تخرجها من تفكيرها بعناق أخوي دافئ و قد قرأت ما يدور بخلدها وتعلم ان شقيقتها الكبرى لا تزال تلوم نفسها بلا اي سبب !!
ضمتها دعاء وهي تملس علي شعرها المجعد نسبيا لتقول رحمه بهدوء وامتنان ...
-ربنا يخليكي ليا ..انا بحبك اوي اوي يا دودو ،انا لو عشت عمري كله مش هقدر اردلك اللي بتعمليه علشاني !!
تفاجأت دعاء ببكائها الذي تخلل كلماتها الاخيرة !!
ازاحتها بخفه تحاوط وجهها بكفيها قائله ...
-بتعيطي ليه يا رحمه ؟!!! أيمن جه نحيتك تاني !!!
اسرعت شقيقتها بالحديث ...
-لا لا مش كده يا دعاء ، متقلقيش هو اصلا بقي يخاف يجي من ساعة اللي عملتيه فيه ، اصلا انا مش بعيط عشان كده !!
تنهدت براحه فإن اثبت لها ان ابن عمها القذر يحاول التحرش بصغيرتها مرة اخري فستنسي معاناتها والاعيب عاشتها سنه كامله لتتجه اليه وتقتلع رأسه من جسده !!!
لكزت صغيرتها قائله بشيء من الحده وهي تمط اخر كلماتها...
-اومال بتعيطي ليه يا بومه !!!!
اطرقت رحمه وجها وهي تمط شفتيها كالأطفال قائله بصدق ...
-بعيط عشان كل يوم بيعدي بعرف قيمه التضحية اللي بتعمليها علشاني دي ، وبعرف كمان نتايجها الكبيرة و كلها نتايج وحشه ، انا مش هنسي ابدا قد ايه كنتي فرحانه وسعيده انك هتبقي عروسه وانا الل.....
قاطعتها دعاء بحده ...
-كفاية عبط يا رحمه واسمعي كلامي كويس وحطي في دماغك ،
اخذت نفسا عميقا قائله بجديه بحته ....
-تضحيه ايه و نيله ايه اللي بتتكلمي عنها وهتيجي ايه جنب 3 سنين بتستحملي فيهم حقارة لسانه و قذارة ايده اللي كانت بتنهش في طفولتك و كل ده من خوفك اننا نطرد من بيتنا ، انا ممكن اكون الكبيرة بس كنت تافهه اوي فوق الوصف ، في الوقت اللي كنتي بتكتمي في قلبك وبتستحملي عشان بابا و ماما و كلنا نفضل عايشين بكرامة كنت انا بحلم بفرح وفستان و لعب عيال !!!...
صدقيني انتي مش سبب غير اني افتح عيني واعرف الحياة دي علي حقيقتها ... البنت مننا لازم تفكر في تعليمها و شهادتها و شغلها قبل ما تفكر في راجل و بيت و كلام ممكن يطير في الهوا و ساعتها هتقف زي البيت القش في وش الاعصار مالهاش مغيث !!!

بكت رحمه لتردف ....
-انا الي غبيه و ضعيفة كان المفروض اقولك واثق انك هتساعديني لكن جبني ده هو اللي خلاه يتمادى !!
-حبيبتي متلوميش غيره ابن عمك هو اللي مريض حظنا انه ابن عمنا وانه ورث الشقة اللي ابوه مأجرهالنا و حظنا الهباب اننا كنا يدوب لاقين ناكل السنتين اللي فاتوا لولا اخوكي كان مطحون في الشغل مع مذكرته كان زمنا متنا ؛ انتي كنتي خايفه علينا .... و اوعي اسمعك تلومي نفسك تاني انتي قويه لو انتي مكنتيش قويه مكنتيش اثرتي فيه وخلتيني دعاء القوية بتاعت دلوقتي ....
نظرت لها رحمه بحقيقه عاريه لتقول بصدق...
-لا انا خليتك دعاء المخاوية !! اللي بتتنطط وتتنفض وتعوج لسانها و تطفش العرسان عشان لو هي اتجوزت اختها الصغيره هيكون عليها الدور تتزف لانسان متوحش !!
دعاء اللي بتضحيتها دي بتقضي علي مستقبلها وسمعتها و 80% محدش هيقبل يتجوزها ، عرفتي بقي انا ليه بندم كل يوم بكبر فيه ؛ عشان الواقع بيظهر قدامي و بيضربني في قلبي !!

شعرت دعاء بدموعها تتجمع في مقلتيها لتطلق ضحكه خافته قائله بإعجاب و حب وهي تعبث بشعر صغيرتها بيد وبالأخرى تجذب وجنتها محاوله تخفيف حده حوارهم القاسي قاسي جدا ....
-ايوة كبرتي ؛ ومش عارفه انتي ازاي عاقله اوي كده !! انتي متأكده ان انا الملبوسه !!
ارتسمت ضحكه علي وجه رحمه وهي تمسح دموعها متقبله مواساه شقيقته الشجاعة ، لتقرر والدتهم مقاطعه انفعالاتهم وانقاذ دعاء من محادثه كالأسطوانة تدور بينها وبين شقيقتها منذ اسابيع !!
راقبت دعاء بوخزة في قلبها عيون والدتها الحزينة وهي تصطنع الابتسام وتتقدم اليها تقبل رأسها وتضمها بقوة !!
اغمضت عينها رافضه الشعور بأسي ليس ذنبها هي و شقيقتها انهم ولدوا في ذلك المكان العشوائي الفقير و معظم من فيه لا يري المرأة الا سلعه هدفها الزواج و الانجاب !!
ليس ذنبها انها لا تستطيع الوقوف و مواجهه متحرش الاطفال ذاك خوفا علي والدها مريض القلب و والدتها المسنه و صدمتهم عندما يعلموا ان ابنتهم الصغيره كانت ضحيه لاحد اقاربهم ويشاء القدر ان يكون هو مالك مأواهم البسيط وراثه عن ابيه ليعطي نفسه الحق بالتهديد و استغلال طفله صغيره .....
جهل لا تلومهم وحدهم عليه بل تلوم مجتمع بأسره وافق علي السير قدما دون النظر خلفه ويري من لم يواكب تقدمه وعجز عن الاستمرار معه !! 

قصة " لقاء فى المطار " بقلم رند حمود القحطانى - حكاوى مجلة الشفق



قصة " لقاء فى المطار " بقلم رند حمود القحطانى  - حكاوى مجلة الشفق


طقطقة الأكواب تشتت تركيزها وهي تقرأ موضوعاً أدبياً في جريدة معروفة 
حاولت أن تركز ذهنها حول مافي يدها...
لكن طقطقة الأكواب البلاستيكية عاد لأذنها مرةً أخرى ..
نظرت لتلك الطفلة المرحة التي تملأ صالة الإنتظار شغباً طفولياً 
ابتسمت لمنظرها وتركت القراءة وهي تراقبها ..
لكن صوتاً جهورياً نادى بعمق ريم ..فتحت فاها مندهشة من يناديها؟
عاد الصوت مرةً أخرى ..صوتٌ مألوف تعرفه من زمن ..
رييييم...
وحين همت بأن تقول نعم رأته يتجه لتلك الطفلة ألم اقل لك 
أن تهدأي ياصغيرتي ..؟
أمسك بمعصم الطفلة..وسار بهدوء..
هل يمكن أن يكون هو ؟
لا يمكن لها أن تجهل صوته ..حانت منه إلتفاتة فألتقت أعينهما 
ياااااااه لا يمكن ....إنه هو... 
خالد!!!
عادت بذاكرتها للوراء إلى ذلك اليوم الذي سمعت به صوت أمها
وهي تقول لا بد أن نقوم بواجب الضيافة لجيراننا الذين سكنوا إلى جوارنا قريبا...
تذكرت ملامحه لأول مرة وهو يدخل بيتهم بهدوءة لم يكن مثل باقي الأطفال 
كانت عيناه عميقتان..وبسمته هادئة ..
ألفت اللعب معه في منزلهم وحديقتهم 
وعلى تلك الأرجوحة التي كان يهزها بها...
حتى حجبت عنه وبقيت ملامحه في ذاكرتها..
وصوته يهز أوتار قلبها كلما جاء بصحبة أخيها 
لقد أحتل ذهنها وقلبها وحتى لوحاتها الحالمه ....
حتى كان ذلك اليوم الذي سمعت فيه أمها
وهي تقول لوالدها:أم خالد اليوم كلمتني بموضوع...
..وش هو يا أم نواف؟
...تبي ريم لخالد وذا شي الكل متوقعه ...
لكن والدها صمت قليلاً ثم رد :الشاب ماعليه خلاف
والعيلة معروفه يا أم نواف بس ...
وش بس يابو نواف؟
....بصراحه أخوي طلبها لولده مهند وأنت عارفه صعب أقله لا ...
......بس أخوك أبو مهند من فترة وهو وعياله عايشين بأمريكا ...
.....ماتنسين إنهم ينزلون بين فترة وأخرى الرياض وأخوي يقول الولد هو الا يبيها ...
غار قلبها بصدرها وكيف لها أن تقول لا ..
تم كل شيء سريعاً.. 
ومازالت تذكر دموع خالد قبل زفافها وهو ينظر إلى نافذة غرفتها ...
لم تصدق وهي تراه كان لأول مرة يطرق نافذتها !!
كان يبكي ويقول: ريم بموت لو كنت لغيري.. 
لم تستطع غير البكاء ..
تم زفافها كانت ليلة زفافها بين الدموع والوجع..
لكن حب مهند لها قد إستطاع إستئصال كل وجع من قلبها ..
أيقظها من شرودها ذلك الصوت مرةًأخرى
أنت ريم لا يمكن أن اخطيء..!
صمتت!! 
عيناها من خلف النقاب أغرورقت بالدموع ...
نعم لايمكن أن اخطيء! 
مر زمن طويل..رييييم ..
نظرت للطفلة إلى جانبه إبنته ريم تشبه أباها كثيراً..
صوتٌ خشنْ أجش ناداها أم خالد تأخرنا 
ألم تسمعي صوت نداء الطائرة؟
وطفل يركض نحوها هيا ماما ..
أتجهت نحو ذلك الرجل وهي تقول تم يابو خالد...
بقيت عينا خالد ترقبها وهي تغادر حتى أختفت بين 
حشود المتجهين نحو طائرة واشنطن..
وهو يردد:
لا يمكن أن أخطيء لا يمكن أن أخطيء.!!!
قلمي 
رند حمود القحطاني

تحميل وقراءة قصة جنى فى ليلة الزفاف - حكاوى مجلة الشفق


عند إنتهاء العرس ذهبت أنا معها إلى شقة الزوجية وعند جلوسي معها قمت بالتحدث إليها ولكنها لم تعرني أي إهتمام إلا أنها كانت تنظر إلي بشده وتقول : لن تلمسني اليوم ولا غير هذا اليوم وفجأة يتحول الصوت إلى صوت شاب ويقول : هي الآن زوجتي ويقول أيضاً انه قرأ عليها القرآن في هذه اللحظة وعادت الزوجة إلى وضعها الطبيعي دون أن تشعر بشيء بها فيقول والله إني وقعت في مصيبة كيف أخبر أهلي وأهلها وقررت بأن أستر عليها وألا أفضح أمرها وسألت الله أن يعينني على علاجها ، وأستمرت الحياه طبيعية وقمت بالذهاب معها الى عدة مشايخ وذهبت معها الى المملكة العربية السعودية في منطقة الخفجي حيث أحد المشايخ وشاء الله أن تتعافى .. ويقول أنه أنجب منها بنتاً جميلة وبعد الولادة تغيرت الزوجة نهائياً وعادت الى نفس حالتها وكان يؤذيني هذا الأمر حيث عندما كنت أحاول مداعبتها كانت تقول أكرهك وفجأة تقول آسفة أنا مو قصدي ولا أعرف كيف قلت هذا ويضيف أيضاً بأن أهله أنزعجوا منها في المنزل بحيث يسمعون صوتها مع شخص داخل الشقة وبصوت عال من الضحك مع العلم بأنها أطفأت جميع الأنوار داخل الشقة وفي نهاية هذه المأساة طلب مني أن أجد له حلا لهذه المسألة ، فقلت له : أحمد الله وعليك بالصبر 

روايات pdf -   روايات للجوال
وفي مساء اليوم التالي توجهت إليهم وحضرت الفتاه وكانت كاشفه وجهها فطلبت منها أن تغطي وجهها وتستر عموم بدنها لثبوت الأدلة على ذلك ورجعت لي مرة أخرى بالغطاء الإسلامي الكامل لكن مع الأسف كانت متعطرة جداً ورفضت أن أقرأ عليها حتى تزيل هذه الرائحة نهائياً لأن في ذلك نهياً وتحريماً من رب العباد وذلك في الحديث الصحيح أن أي إمرأة تعطرت فشم رائحتها الرجال فهي زانية ولكنها رفضت ذلك وبعد إصرار من زوجها قامت بتغيير جميع ملابسها وسألتها أول سؤال قبل أن أقرأ عليها فقلت : هل أنت تعبانه ؟ فقالت : نعم وتكفى يا شيخ أنا تعبانه . وتوكلت على الله ووضعت يدي على رأسها وقمت أقرأ القرآن وابتدأت بالفاتحة ومن ثم قرأت أول خمس آيات من سورة البقرة فإذا برأسها يهتز بشدة فإذا بي أسمع صوتا لشاب يقول ما بي ما بي أطلع أحبها أحبها حرام عليك قلت : يا أخي حرام عليك كيف تحب إمرأة وهي محرمة عليك قال : أدري بس ما أقدر أتركها قلت أسمك : قال عبدالرحمن قلت : مسلم أم كافر قال : مسلم قلت : كيف دخلت قال : لن أخبرك قلت لماذا ؟ قال : هي لم تخبركم وتريدني أن أخبركم قلت : أستحلفك بالله أن تخرج منها قال : لن أخرج فواصلت القراءة مرة أخرى وبصوت عال فقال : خلاص راح أخرج ولكني لم أعره أي إهتمام فواصلت القراءة مرة أخرى فإذا بي أشاهد رجلها اليسرى ترتفع وتهتز بشدة ويقول خلاص راح أطلع أوقف القراءة لكني لم أعره أي إهتمام وواصلت القراءة وبشدة فإذا بالرجل تنزل بقوة إلى الأرض وإذا بالفتاة تبكي وتقول : حرام عليك يا شيخ أنا تعبت قلت : هل تشعرين بشيء الأن قلت : نعم أشعر بأن شيئا خرج من فقلت الحمد الله على ذلك وأكملت القراءة حتى اطمأن عليها وكانت طبيعية وطلبت من الزوج مراقبتها خلال الأيام القادمة وبعد يومين حضر لي الزوج وقال : إنه يعتقد أن الجني رجع إليها مرة أخرى فذهبت اليهم في المساء ورفضت أن تحضر فقمت بالصراخ عليه من وراء الباب بأن تحضر لي الآن فحضرت فإذا بالجني يكلمني ويقول : خلاص قلت لك إني أحبها ولن أخرج فقمت بالقراءة عليها لمدة خمس دقائق وقال إنه سيخرج وطلبت منه أن يتعهد بذلك وقال : سوف أخرج ولكن إذا طلبتني هي فسوف أعود قلت : لن تطلبك مرة أخرى فقرأت عليه فخرج وبعد يوم إتصل بي الزوج وقال : إن الجني رجع مرة أخرى فذهبت إليهم وقرأت عليها وتكلم معي الجني على الفور فقمت أذكره بالله تقريباً لمدة نصف ساعة فإذا به يبكي بشدة فقال : إن والدي وأخي موجودان الآن في الغرفة وقد أعجبهما حديثك فقمت أيضاً أحدث عليهم بما فتحه الله علي من علم فقال : لي إن والدي وأخي رفعا أيديهما الى السماء ويدعوان لك قلت الحمد الله قلت له : هل ستخرج الآن ؟؟ قال نعم وأريد أن أعتذر للفتاة وزوجها وأهلهم ولك أنت شخصياً لم بدر مني وأنا الآن سوف أذهب إلى مكة فقلت الحمد الله فقال : أريدك أن تقرأ المعوذتين وسوف أخرج فوراً وبالفعل قرأت المعوذتين فإذا بالرجل اليسرى ترتفع فسقطت على الفور فخرج منها ولله الحمد والمنة . وقد مضى الآن على زواجهم أكثر من ثلاث سنوات والمرأة بحالة جيدة ولم يرجع إليها وذلك فضل يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

"نوفيلا "نهى"الفصل الثاني و الختام بقلم الكاتبة نشوه ابوالوفا

حكاوى - مجلة الشفق
                                                               


"الفصل الثاني و الختام "

ابتسم حمزه ممسكا برأس سراب يقبلها و يحتضنها نهى تسمرت علي ظهر سراب غير مصدقه أن حمزه أمامها 


"لم أصدق عندما أخبرني أبي أن سراب سمحت لك بامتطائها 


نهى أليس هذا اسمك؟" 


هزت نهى رأسها بنعم 


"ما أعرفه أن لك بدلا من اللسان ثلاثة فهل أكلت القطه لسانك"


نهى متلعثمة " أنا فقط " 


"لم تكوني تتوقعين رؤيتي لقد حضرت فجأة" 


"أجل" 


"هل ستسمحين لي بركوب فرستي العزيزة أم ستظلين هكذا علي صهوتها؟" 


نزلت من علي ظهر سراب، و امتطاها و انطلق 


هرعت نهي للداخل 


"هل قابلت حمزه يا نهى؟" 


"نعم يا حج " 


"بالتأكيد امتطي سراب و طار" 


"نعم" 


"أعدي لنا الطعام إلى أن يصل" 


جهزت نهى كل ما لذ و طاب ،فهي تعرف جيدا ما يحبه حمزه 


مكرونه بالبشاميل ، رقاق ،جلاش بالجبنه ، فراخ بانيه ،بطاطس محمره ،و الحلو أم علي و أرز باللبن في الفرن 


حضر حمزه و بدأت في تقديم الطعام 


رصت نهى الطعام على السفرة جلس صابر و حمزه استدارت نهى لتغادر فقال صابر 


"إلى أين يا صغيره؟" 


"إلى المطبخ" 


"اجلسي و تناولي الطعام كما اعتدنا حمزه ليس بغريب" 


"و لكن" 


ابتسم لها حمزه " هل أنت محرجه مني يا نهى اجلسي لا تخجلي" 


ثم أردف حمزه " ان نهى أصبحت بارعه الحسن و كبرت " 


صابر و هو يري خجل نهى "لا تخجلي أنه يقصد المهرة نهى" 


و ضحك صابر و حمزه 


حمزه أمضى ثلاثة أيام في المزرعة كانت نهى في هذه الايام غايه في الاشراق و الحيوية ،لاحظ صابر ذلك ، حمزه كان يحس بانجذاب يزداد بينه و بين نهى و لكنه كان يكذب نفسه، 


فهل سأحب الخادمة ؟أفق يا حمزه لكني حقا أحس بانجذاب شديد لها ،أنا أريدها لي 


استيقظ مبكرا و ذهب لسراب و نهى الصغيرة ليجد نهى هناك تحتضن سراب و تهمس لها بكلمات 


"هل تتفقان علي؟" 


نهى( ضاحكه) "و هل نقدر على ذلك؟" 


ثم خجلت من قولها و استأذنت منه 


"أعدي حقيبتي يا نهى فسأغادر بعد قليل" 


تغيرت ملامح وجهها و سادها الحزن 


"حسنا" 


دخلت نهى الفيلا لتجد صابر 


"صباح الخير يا صغيره" 


"صباح الخير" 


"ما بك هل تحسين بالمرض ؟" 


"لا أنا بخير " 


"سيسافر حمزه اليوم أعدي حقيبته " 


"لقد علمت و أنا صاعده لأعدها " 


علم صابر سبب تغير ملامح نهى 


صعدت نهى لترتب حقيبة حمزه و هي تبكي ، غادر حمزه و تصنعت نهى المرض لتبق في غرفتها تبكي حمزه الي الصباح، 


تماسكت نهي و استيقظت لتعيش روتينها في الفيلا و المزرعة تنهي أعمالها ثم تذهب لسراب تبثها حزنها على مغادره حمزه و تصارحها بأنها تعلم أنه لن يكون لها لكنها لا تستطيع منع نفسها من حبه، 


صابر علي الغذاء ملاحظا كيف فقدت نهى شهيتها و خسرت بعضا من وزنها


"هل ستظلين هكذا ؟أنت لم تعودي تأكلين جيدا هل ستمرضين أنت الاخرى؟"


"و من مرض أيضا؟" 


"حمزه مريض " 


"هيا نذهب له " 


ثم تداركت نفسها "أقصد هل سنتركه وحده ؟من سيعتني به ؟أقصد أن ..."


صابر ( بأسى )" أنا أعلم ما تقصدين يا نهى أعلم ما تقصدين"


أحس بها تجاهد دموعها لتمنعها من النزول فأذن لها بالانصراف 


في المساء كانت نهي تجلس بجوار سراب لتجد حمزه أمامها بعد عده أيام أشرق وجهها و كادت تحتضنه من فرط سعادتها 


"حمزه أقصد سيد حمزه" 


"أي سيد يا نهى أنا حمزه فقط" 


"لا يصح العين لا تعلو عن الحاجب" 


"لكن الحاجب يحمي العين " 


"عن اذنك سأعد الطعام" 


"أنا لا أريد طعاما " 


"اطلب ما تريد و سأعده" 


"أريدك أنت "و اقترب منها قليلا 


"تريدني كيف؟" 


"كما يريد الرجل المرأة ،سأتزوجك عرفيا في السر" 


نهى (غير مصدقه لما تسمعه فكأنما لطمها علي وجهها ) : "تتزوجني سرا"


"أنا رجل أعمال معروف و ..." 


"لا تكمل من قال أني أفكر أصلا بالزواج سواء سرا أو جهرا" 


"نهى أنا متأكد انك تحبينني" 


"أنا لا أحب و من أنا لأحب؟ أنا مجرد خادمه لرجل الأعمال العظيم" 


و انصرفت نهي باكيه . 


صابر قابلها 


"إلى أين؟ " 


"إلى غرفتي " 


"هل قابلت حمزه ؟" 


"نعم قابلته" 


"هل أخبرك فيم كان يريدك؟" 


"هل أخبرك أنه كان يريدني؟" 


"نعم أخبرني" 


"و هل وافقته على ما يطلبه مني يا حاج؟" 


"أنتظر رأيك أنت فأنت صاحبه الشأن" 


"أنا لا أوافق سأتزوج في النور ،أمام كل الناس و الا لن أتزوج أبدا" 


"لكنك تحبينه و هو يحبك" 


نهى(بشموخ و إباء) "مثلي لم يكتب لها الحب، و سأغادر المزرعة في الصباح و أنا شاكره لأفضالك علي و لن أنسي وقوفك بجانبي أبدا" 


"هل تعلمين أن أي فتاه في مكانك كانت ستقبل بزيجتها في السر" 


"أنا لست أي فتاه ربما كنت فقيره معدمه أعمل بالخدمة لكني أعمل بشرفي و لن أتزوج الا علي يد مأذون و أمام شهود " 


احتضنها صابر مقبلا رأسها "لا لن تغادري ،ستظلين هنا حمزه هو من سيغادر و لا تخافي سيخرجك من رأسه نهائيا ، 


اسمعيني صغيرتي أنا لم أولد و بفمي ملعقة من ذهب ،لقد ذقت المرار ألوان ،و عانيت كثيرا لأصل لما أنا فيه و لا مانع لدي أن يتزوجك حمزه أبدا ،أنت فتاه يشرف بها أي كان ،لكنه ان لم ير هذا فلا يستحقك ،و هو ولدي لكنه يخشى علي مركزه وسط رجال الاعمال كما يقول" 


نهي دخلت غرفتها تبكي و تتحسر علي نفسها لكنها قررت مغادره المزرعة لن تكون سببا في شقاق بين الاب و ابنه ابدا 


لملمت متعلقاتها و غادرت قبل انبلاج الفجر ، ذهبت أولا لوداع سراب و نهى، حمزه لم يكن قد نام بعد كان بالحديقة يفكر بها 


في حيره بين اتباع خطي قلبه و بين عقله الرافض لارتباط رجل الاعمال بخادمه ،استقر تفكيره أن يغير وضع نهى الاجتماعي و يعلمها كل أصول الاتيكيت و يجعلها سيده مجتمع تليق به ثم يتزوجها، و هو في خضم تفكيره رآها تخرج من الاسطبل تحمل حقيبتها في يدها، نادى عليها فأسرعت الخطى لكنه لحق بها ممسكا يديها 


"انتظري يا نهى" 


"ماذا تريد مني ؟أنا لم أطلب منك شيئا " 


"أنت لم تطلبي لكن عيناك طلبت، لهفتك علي طلبت، وجهك الذي يعلوه السرور كلما رأيتني طلب، قلبك الذي أسمع نبضاته كلما مررت بقربك طلب،أريدك بجواري نهى" 


"لا أستطيع أن أكون جوارك بالشكل الذي تريده ،و لا تستطيع أنت أن تكون معي بالشكل الذي أريده ،إذن فلأرحل هذا أفضل للكل ، 


ليس جديدا علي الشقاء ، كان يجب أن أعلم أن الحياه تعطيني هدنه من مرارها و الهدنه انتهت" 


ابتسم "أعتقد أن الحياه ستطردك نهائيا من المرار ان قبلتي الزواج بي "


"لا لن أتزوج سرا أبدا و أعيش منبوذة في الظل" 


"سيكون لك ما تريدين" 


"ماذا تقصد هل ستتزوجني علنا ؟" 


"نعم" 


"ستتزوج الخادمة" 


"أيه خادمه ،أنت لم تعودي خادمه ،أنت خطيبتي الانسة نهى الطالبة بكليه الآداب ، و ستتعلمين كل ما ينقصك لتكوني سيده مجتمع كما يليق بك أولا"


نظرت له بدهشة غير مصدقة "هل أنت متأكد مما تقول ؟" 


"كل التأكيد" 


هنا وصل صابر 


"أرى من ملامح وجهيكما أنكما توافقتما " 


"نعم ستبدأ نهى من اليوم في تعلم كل ما يلزمها لتصبح سيده مجتمع." 


و ذهب الجميع لإخبار سراب و نهى الصغيرة بالتطورات 


أحضر حمزه طاقم خادمات أجنبيات لخدمه المنزل، 


اتفق حمزه مع عدد من معلمي الاتيكيت و اللغات لتعليم نهى، 


كانت نهي تلميذه نجيبه سريعة التعلم، حمزه كان يسافر بضعه أيام و يبقي في المزرعة بضعه أيام . 


في أحد الايام ذهبت نهى لكليتها ،في هذا اليوم كان لديها جدول محاضرات مزدحم و كانت ستذهب بعد انتهاء المحاضرات للتسوق لتطبق نصائح معلميها في اختيار ملابسها، جاءت نجوى و معها نادر لزياره صابر 


"كيف حالك حاج صابر " 


"الحمد لله في أفضل حال" 


"أري أنك هنا يا حمزه لهذا المزرعة يملأها النور" 


"شكرا سيدتي" 


حكي صابر لنجوى و نادر على مدي سرعه و نباهه نهى في التعلم و كيف أنها الان تغيرت كثيرا، كان نادر مغتاظا مما يسمع فهو لم ينس أبدا ذلك الجرح و لا تلك الصفعة التي كانت نهى سببا بها، 


طلب نادر من حمزه أن يصحبه للتجوال في المزرعة و بدأ ببث سمومه في عقل حمزه 


"جميله هي نهى، لكن ما الداعي لتجميلها و انت تستطيع نيلها كما هي" 


"ما قصدك؟ أنا لا افهمك" 


"ما دامت ملكك و تستطيع نيلها كما هي فلماذا التكلفة و تعليم الاتيكيت " 


"لا يا نادر ليست نهى من ذلك النوع انها فتاه شريفه" 


"فتاه نعم لكن شريفه هذه بها كلام آخر" 


"ماذا تقصد يا نادر؟ تكلم " 


"ألا تعلم أنها كانت تعمل لدينا ،و أن أمي طردتها لأنها ضبطتنا سويا ،فأشفق عليها والدك و أخذها لتخدم في المزرعة" 


كانت النيران تغلي في قلب حمزه و تركهم بالحديقة الخلفية 


و دخل غرفه نهى . 


دخلت نهي المزرعة الي غرفتها حيث لم تجد أحدا في الدور الأرضي، دخلت الغر فه و أنارتها و أغلقت الباب لتفاجأ بحمزه جالسا علي سريرها 


"حمزه ماذا تفعل في غرفتي و علي سريري؟" 


"أنتظرك" 


"على السرير يا حمزه!!!" 


حمزه ( نهض و اقترب منها ) ،نهى (تبتعد حتى التصقت بالباب) 


"حمزه تعقل من فضلك ماذا بك ؟" 


"ماذا بي ؟ تلعبين علي لأجعلك سيده مجتمع و أتزوجك قبل أن أنالك و لكنك تعطين نفسك لنادر مجانا ،أريدك أنا أيضا مجانا، 


و اعتبري أن ما تعلمتيه عربونا لما سأناله " 


"أنت جننت بالتأكيد من أخبرك هذه الخزعبلات؟" 


"خزعبلات أخبرني بها نادر عشيقك" 


"خسئت لا أنت و لا هو و لا ألف مثلكما، أنا أعيش بشرفي فهو كل ما أملكه ، و لن أفرط فيه أبدا و ليذهب حبي لك الي الجحيم " 


حمزه يقترب أكثر و يحتضنها "سآخذ ما أخذه نادر لن تنطلي علي هذه التمثيليات" 


نهى و قد لمحت سكين الفاكهة على الطاولة قرب الباب فدفعت حمزه بكل قوتها و أمسكت بالسكين 


"ان كنت تريد ما ناله نادر فسأعطيه لك غير عابئة بقلبي" 


اقترب منها حمزه فالعشق و الرغبة بها يعميانه وتهجم عليها و هي تصرخ و تقاومه و طعنته بالسكين في كتفه، جاء صابر و نجوي و نادر بعد ان هرعت لهم الخادمات و اخبرتهم، لتصرخ نجوى و تحتضن نهى 


نهى صارخه " نادر ايها اللعين اعترف هل نلت مني شيء ؟" 


"طبعا و لماذا طردتك أمي؟" 


"و الجرح في يدك من من ؟" 


صرخت نجوى في ولدها "توقف هل ستكذب الكذبة و تصدقها؟" 


اتصل صابر بالطبيب سريعا 


و قال " فليهدأ الجميع يبدو أن بيننا من لعب الشيطان بعقله ويحاول ايقاع الفرقة بيننا( ناظرا لنادر)" 


حاولت نجوى تهدئه نهى 


جاء الطبيب و ضمد جرح حمزه و غادر . 


ذهبت نجوى لحمزه 


"اسمعني جيدا يا حمزه أنا لا أعرف والد نهى و لكني أعرف والدتها جيدا و أعلم كيف ربتها و أعرف نهى جيدا و نادر لم ينل منها سوي جرح في يده و صفعه مني و ابعدتها عن المنزل لكي أبعده عنها، إن الله راض عنك لتكون نهى من نصيبك" 


"و هل ستقبل بي بعد ما فعلته؟" 


"سأحدثها أنا ووالدك ،لا تقلق الفتاه متيمة بك ،لقد كادت تموت خوفا أن تكون طعنتها نافذه أو أن يحدث لك شيء، ووالدك يعرف ما حدث بين نهى و نادر".


و تركته و ذهبت مع صابر ليطيبا خاطر نهى و يفهمانها أن ما حدث من حمزه كان بسبب ما سمعه من أكاذيب من نادر. 


هدأت الامور 


ذهبت نهى في اليوم التالي تشكي حمزه و ما فعله لسراب جاء حمزه من ورائها 


"هل ستسامحينني ؟" 


صهلت سراب و أدارت وجهها بعيدا عن حمزه 


"هل يعجبك ؟إن سراب أيضا غاضبه مني" 


"تستحق ذلك و أكثر" 


حمزه ممسكا بكتفه "ألم تأخذي حقك أنا في غايه الأسف" 


"سأسامحك فقط من أجل خاطر الحاج صابر و السيدة نجوى " 


صهلت سراب و لامست كتف حمزه السليم 


"ها هي سراب هي الاخرى سامحتني، نهى سنعقد القران غدا هل توافقين؟"


"لا دخل لي اسال وكيلي" 


"و من وكيلك؟" 


"أبي الحاج صابر و ركضت للداخل" 


دخل حمزه لوالده و ووافق والده علي عقد القرآن . 


صعد حمزه لنادر 


نادر( فور أن رأي حمزه ) "أنا في غايه الاسف لا أعلم كيف قلت ما قلته أقسم بالله إن نهى في غايه الأدب " 


"انتهت هذه الصفحة يا نادر " 


"هل تسامحني؟" 


"نعم بشرط واحد" 


"موافق على كل ما تقول" 


"ستكون شاهدا على عقد القرآن غدا" 


نزل نادر و اعتذر بشده من نهى 


أمر صابر نهي أن تجهز بطاقتها الشخصية من أجل عقد القرآن فأعطتها له لتكون معه عندما يحضر المأذون بالغد 


أخذ صابر البطاقة ضاحكا "أن صوره بطاقتك جميله يا نهى هذه أول مره أري صوره بطاقه بهذا الجمال" 


و أخذ الكل في الضحك 


لكن صابر توقف عن الضحك فجأة و جلس على الكرسي و علي وجهه علامات الدهشة 


حمزه و نجوي و نهي و نادر اقتربوا منه سريعا " ماذا هناك هل أنت بخير هل نحضر الطبيب؟" 


"لا لا طبيب، طبيبي بجواري" و أمسك بيد نهى و احتضنها 


صابر موجهها الحديث لنجوى " هل تعلمين ما اسم والد نهى يا نجوي" 


"أجل انه شاكر عبده هكذا اخبرتني جميله أمها" 


تساءلت نهى " ما به أبي هل كنت تعرفه يا حاج؟" 


احتضنها "لا تقولي حاج مره أخري أنت ابنه أخي شاكر عبد العزيز الجمال"


نهى غير مصدقه "ماذا تقول كيف هذا؟ أنت عمي!!!" 


"نعم " 


"و هل تعلم عن أبي شيئا؟ " 


"لقد قابلت شاكر بعد أن أفقدته أنوار كل ما كان يملك قابلته بالصدفة علي أحد المقاهي ، أخذته معي و عمل معي بكل جد و حاول السؤال عنكم أنت ووالدتك لكنه لم يستدل عليكم 


و توفي بعد مده تاركا أرثك أمانه في رقبتي" 


سجدت نهى شكرا لله وجدت عائلتها 


عُقد قرآن حمزه و نهى 


أجل حمزه حفل الزفاف الي أن ينهي بعضا من صفقاته المعلقة ليكون متفرغا تفرغا تاما لنهى ليجوب بها العالم في رحله شهر العسل، بدأ بتدريبها على اداره الاعمال لتعرف ما لها و ما عليها مع أنها كانت تريده هو أن يدير اعمالها لكنه أصر أن تعرف كل شيء و تكون عونا له و تقاسمه حمله في العمل 


الي أن جاء ذلك اليوم 


استعد حمزه للسفر في احدي سفراته و ودعهم متجها لسيناء لمقابله عمل مع أحد العملاء لديه بعد فتره وجيزة تناهي الي أسماعهم أن هناك عملا ارهابيا على الطريق لسيناء بالقرب من رفح ،وقع قلب نهي في قدميها و استمرت في الاتصال بحمزه و لكن لا مجيب ،قامت الدنيا و لم تقعد و استمر صابر في الاتصال به و كذلك نهي و تواصلوا مع الشرطة و لكن لا أثر له و لا معلومات لديهم عن مكانه 


لم تيأس نهي و لا صابر من البحث عن حمزه 


نهى بدأت في مباشره الأعمال المتوقفة إلى أن يعود حمزه لكن حمزه لم يعد ،


عاشت نهى و عمها صابر على أمل أن يعود حمزه 


مرت سنتان علي هذه الحال 


حاول الكثيرون من رجال الأعمال التقرب من نهي لكنها كانت ترفض ، إنها زوجه حمزه و لن تكون ابدا لغير حمزه. 


دفنت نفسها في العمل و أصبحت من أشهر سيدات الأعمال 


كانت لا تفارق عمها أبدا و تصطحبه في كل سفراتها 


و في أحد الايام كانا عائدين الي المزرعة 


فنهى لا تستطيع الابتعاد عن سراب و نهى الصغيرة أبدا فسراب و نهي هما صديقتها الوحيدتان، ليجدا رمضان السائق داخلا عليهما مسرعا 


"لن تصدقوا أبدا لن تصدقوا الحمد لله الحمد لله" 


نهي و صابر " ماذا هناك يا رمضان؟" 


ليجدا من يطل عليهما من وراء رمضان حاملا طفلا بين يديه 


انه حمزه 


نهى سقطت مغشيا عليها ،بعد قليل أفاقت لتجد حمزه بجوارها يحتضنها أخذت تتلمس وجهه و تتأمل في ملامحه أنه حقا حمزه أنا لا أحلم لم يختلف فيه شيء الا تلك اللحية 


"أين كنت يا حمزه ؟أين كنت كل تلك المدة؟ و من هذا الطفل؟" 


"إنها ابنتي نهى " 


"ابنتك ماذا تقول ؟ أغبت كل تلك المدة بدون أن أعرف عنك شيئا لتعود لي متزوجا و بطفله أيضا، يا لسوء حظك يا نهى "و انفجرت في البكاء


"اهدئي نهى سأقص عليك ما حدث معي، بعد أن تركتكم بقليل لم أعرف ما حدث، استيقظت لأجدنني وسط أناس من البدو ،كنت مصابا لم أكن أعرف من أنا، 


استضافني شيخ القبيلة الشيخ المحمدي لديه إلى أن شفيت جروحي، أخبروني أنهم وجدوني ملقى في الصحراء في مكان ليس ببعيد عن مكان الانفجار مصابا ممزق الثياب لم يجدوا معي ما يستدلون به علي شخصيتي فيبدو أن أحد الأوغاد استغل ظروف اصابتي و سرقني، أنا لم أكن أعلم من أكون عملت لدي الشيخ في تجاره أغنامه، و لما رأي أمانتي زوجني ابنته جازيه فهي لم يكن لديها أولاد أعمام ليمنعوها من الزواج مني، و أنجبنا ذلك الملاك الصغير أسميتها نهى لم أعرف لم لكن هذا أول اسم تبادر لذهني فور ولادتها، ماتت جازيه و هي تلد و اعتنت والدتها بنهى معي، 


و في يوم أثناء أخذي الغنم للسوق هجم علينا بعض اللصوص و تعاركت معهم و أصابني أحدهم في رأسي فعادت لي ذاكرتي 


و أحضرت ابنتي معي علي وعد بأن أصحبها لزياره جديها كل فتره 


نهى هل ستقبلين بي مع ابنتي؟ فأنا لن أتخلى عنها أبدا" 


نهى و قد جعلها صابر تحمل ذلك الملاك الصغير فرق قلبها لها و انهمرت الدموع من عينيها أنهارا 


"وهل أستطيع أن أبعد ذلك الملاك عن عيني (محتضنه إياها)؟، 


لا تخافي يا صغيره أنت ابنه حبيبي و ستصبحين ابنتي فليعاونني الله لأكون لك نعم الأم" 


"يا فرحتي سنقوم بعمل اتحاد النهى هنا "و انفجر الجميع بالضحك. 


أُعلن عن سلامه حمزه بين الجميع و قام بإعداد اروع حفل زفاف لنهى و كانت الزفة علي صهوة سراب 


و عاشت نهي أسعد أيامها عوضها الله عن كل ما قاسته في الحياه 


كانت خير أم لتلك اليتيمة الأم نهى 


أنجبت فتاتين توأم سراب و جميله 


و كان حمزه أبو البنات نهى و سراب و جميله 



تمت بحمد الله

#نشوه_ابوالوفا

powered by Blogger | WordPress by Newwpthemes | Converted by BloggerTheme