نوفيلا العب يالا - الفصل الثانى - مجلة الشفق



نوفيلا العب يالا - الفصل الثانى - مجلة الشفق
روايات مكتوبة- روايات ورد- روايات للجوال- روايات منتديات - روايات للفيس بوك - دينا إبراهيم روكا 

الفصل الثاني.......... 

عند مالك و عامر بالخارج .... 


رمش مالك عده مرات بوجه جامد و كأنه يبحث عن رد فعل مناسب لما يسمعه .... 
مرت ثواني قليله قبل ان يردف ...
-نعم ؟
-نعم الله عليك !
-ايوة يعني انت عايز ايه ؟!
-انت مش مصدقني صح ؟!
فرك مالك ذقنه قبل ان يزم شفتيه ليوقف حده كلماته فيقول بتعجب...
-في ايه يا عامر اومال لو مش خريج تجارة و محاسب عندي كنت عملت ايه !! ايه كمية الجهل والتلوث اللي انا سمعته منك دلوقتي !
سند عامر بذراعيه علي ركبتيه ليقول بتأكيد ...
-انا عشت اسود سنه في حياتي كلها صدقني .. مفيش شيخ ولا دكتور مرحناش ليه و انت شفت بعينك اللي حصل ده احنا رحنا الكنيسة عشان نخرجوه منها مفيش فايدة !!!!
قلده مالك في جلسته قائلا بإصرار...
-هو مين اللي بتخرجوه بالظبط !
صمت مالك ليشيح بوجهه نحو صوت صرير ليقف الاثنان ما ان لمحا دعاء الخارجة من غرفتها وتبدو كمن علي وشك الخروج !!
انتظر مالك ان يوقفها احد ولكنها اتجهت بكل ثقه نحو شقيقها تقبل وجنته بابتسامه مرسومه علي شفتين صورتهما لن تذيقه طعم النوم قريبا !! ....
كان يحدق بها بجديه بالغه يتفحصها و دقات قلبه تعلن التمرد بين ضلوعه .....
ارتفعت تلك العيون البرية ترمقه نظره كادت تسقطه جاسيا راجيا ، راجيا لماذا لا يعلم بعد ولكنه يريد ان يرجوها فحسب !!
ضاقت عيناها لبرهه بتوجس وهي تمسك نظراته المناشدة لأنوثتها ، شعرت بشعور يتنافى مع حياتها الجديدة لتختتم لقائهم هذا بخط احمر يغطي وجنتيها ،تركتهم سريعا بقلب متسارع متجهه نحو باب الشقة ومنها الي الخارج !!
ارتفعت يد مالك مشيرا الي الباب بذهول قائلا....
-دي خرجت !!!
-اه ما انا شفتها !!
-لا اله الا الله ؛ انت هتجنني يا بني ادم ، يعني اختك كويسه و بتخرج و زي القم....اقصد الفل اهيه !!
امسك عامر بذراعه يعيده الي مقعده مشاركا اياه الجلوس قائلا ....
-هي بتروح الجامعة بتاعتها ... الحاجه الوحيدة اللي طبيعية في حياتها !!
-يعني منين زي ما انت بتقول و....
رن هاتفه فزفر قبل ان يرد علي احد عملاءه .... انغمس في المكالمة محاولا تجاهل عيون نمريه اخترقت كيانه متغلغلة في اعماق سكنته ....
اغلق الهاتف بعد دقائق قائلا ...
-انا لازم امشي دلوقتي ؛ بس الكلام بينا منتهاش ؛ هشوفك بكره ان شاء الله !
هز عامر رأسه بالموافقة ليردف...
-ان شاء الله … بكره نكمل كلامنا !!

................................

بعد اسبوع .....

اخذ مالك يقطع مكتبه بخطواته مشتعلة ... مر اسبوع كامل منذ رؤيته لشقيقة عامر ومعرفته بخزعبلاتها ......
بالطبع لم يصدق حرفا واحدا منها او يقتنع به ولكن ما يثير حنقه الي ما لا نهاية هو تفكيره المستمر بتلك المشاكسة ، شعوره يخبره انها تخفي سرا كبيرا و جزء كبير من اللغز مفقود !!
قذف الاوراق بيده ، ليرمي بثقله بتعب علي مقعد مكتبه قبل ان يدق الباب و يدخل عامر !!
-صباح الخير يا استاذ مالك !!
-قولتلك واحنا لوحدنا قولي يا مالك !!
-لا مؤاخذه اصلي متعود يا مالك و بصراحه انا مش مصدق انك متواضع كده !
ضحك مالك ليقول بتعجب...
-انت ليه محسسني اني مالتي مليونير ده هو مصنع واحد وبتاعي انا و اختي !!
-ياعم ربنا يزيد و يبارك ...المهم كنت عايز اقولك ان امي عزماك علي الغدا بكرة ومش عايزك تكسفها بالله عليك !!
اشار له مالك بالجلوس و هو يقول بحماس مستتر...
-الله وليه التعب ده بس ياابني ، لا حول ولا قوة الا بالله ؛انا مش عايز اضايقكم يعني !!!
جلس عامر ليبتسم بطيبه قائلا...
-ماتقولش كده ده كفايه وقفتك معانا ،عشان كده امي اصرت انها لازم تعزمك ...
-والله انتم طيبين اوي ، ربنا يخليهم ليك ....
التوي في مقعده محاولا اصطناع اللامبالاة و اخفاء الفضول ليردف....
-و اختك عاملة ايه دلوقتي ؟
-الحمدلله ، ربنا يسهل في واحد قالنا علي شيخ عنوانه (.....) بيقولوا هيقدر يساعدها وهيقابلنا كمان 10 ايام ، وربنا يفك كربها !!
-ياااه ده بعيد اوي ، واشمعني 10 أيام ...
ابتسم عامر بسخريه قائلا...
-بالحجز يا سيدي مش فاضي!!
-بسم الله ما شاء الله الشعب كله مخاوي بقي !!
وقف عامر مستأذنا.....
-طيب هروح اكمل بقيت الشغل ومتنساش تمضي الورق ده قبل بكره عشان منتزنقش ....
-تمام !
زفر مالك ما ان خرج صديقه وهو يخبط بأصابعه علي مكتبه بحركة استفزازية لتفكيره ...
مرت دقائق وهو يفكر بأفضل طريقه لإيقاف هذه المهزلة فهذه الفتاة ستشفي مما يزعمون بأي طريقه !!
شاءت ام أبت لن يترك شأنها الا وهي في عصمته !!
فأعصابه لن تتحمل كل هذه الترهات ، اسبوع مماطله مع ذاته كان كفيلا بأن يقنعه انه وقع في شباك حبها وهو من ترك لقلبه المجال عندما اختار اختلاس صورتها من شقيقها ، و يجب ان يتحمل عواقب أفعاله !!
تنهد باستسلام علي حظة العسر ....
فقط هو عندما يقرر ان يغرم بفتاة ؛ تكون بفتاة شبة مجنونة و جامحة !!
امسك هاتفه يعبث ببعض الازرار متخذا من الانترنت حليفا في حربه هذه عسي ان يساعده !!
بعد ساعه من البحث والتقصي توصل الي أرقام عديده لشيوخ تجلب الحبيب و ترد المطلقات !!
و رقم واحد يبدو منبوذا لدكتور نفسي وأخصائي اعصاب تطرق لمثل هذه الاقاويل ....
دون تفكير اخذ ينقل رقم هاتف الدكتور للتحدث معه اولا !!..
.................

في اليوم التالي ......

حرك مالك رقبته بحركه إحماءيه وكأنه مقدم علي الحرب وهو يتخذ نفسا عميقا يلهيه عن تذكره لأقوال الدكتور بأن هناك ما يسمي المس الشيطاني و لكن بأبعاد مختلفة عما يظن الجميع ، واكثر ما تعلق بعقله هو عندما ذكر للدكتور طبيعة تصرفاتها في الجامعة والمخالفة تماما لتصرفاتها في البيت و مع الخطاب كما ذكر له عامر ليقابله ضحكات وقورة من جانب الطبيب وهو يخبره بوحده السلوك وعدم امكانية الممسوس من السيطرة علي افعاله طويلا او بشكل روتيني وان حالتها في الاغلب مجرد فتاة مدللة تريد الحصول علي غاية ما !!
وهذا هو اكثر ما يثير جنونه وحنقه عليها ويجعله يرغب بأن يركل الباب في التو واللحظة والذهاب اليها و صفعها علي اكاذيبها و المرار اللاذع التي تسقيه لذويها !!
سمع باب يفتح من خلفه ليجد شابا سمينا يخرج من الشقة المقابلة لهم قبل ان يرمقه بتساؤل ويسأله ...
-انت مين و بتعمل ايه هنا ؟!
-انا زميل عامر في الشغل معزوم هنا ،في حاجه يا كابتن !!
ضحك باستخفاف و سماجة وقرر متابعه طريقه بلا مبالاة استفزت مالك لان يركله كأنبوب الغاز الشبيهة به وتركه يتدحرج حتي اسفل المبني !!
هز مالك رأسه متمتما بعض الألفاظ الجارحة ، كاد يدق الباب عندما انتبه لتوقف حركات السمج علي اسفل الدرج كما لفت انظاره شحوب وجهه و نظراته الهلعة نحو درجات الدور السابق ...
اقترب خطوة من اولي الدرجات من اعلي و كانت كافيه لان يلمح فتاته تقف كالصنم بهيئة مريبة متحجره تنظر بشر الي السمج امامه !!
رجع للخلف قليلا متعمدا الاختفاء عن الانظار وهو يراقبه يقترب بتوتر و خوف جلي من فتاته محاولا تخطيها و تفاديها قدر الامكان و هو يراه ينكمش علي ذاته الي احد جوانب الدرج ليمر بعيدا عنها دون لمسها ....
بينما اتخذت هي وضعيه مثيرة للإعجاب !!
ليجد عيونها الشبيهة بالقطط والحصرية فقط لأعتى نجمات الإغراء و قد تحولت نظراتها الي نظرات مرعبه خطيرة ؛ ضيق عينيه محاولا التقاط ادق التفاصيل ، ليتفاجأ هو والرجل علي حد سواء بصوت خشن يخرج من احشاء قلبها ، فنسي الرجل حذرة و انتفض بهلع و ذعر ليتخطاها راكضا !!!!
كم أجاد تشبيهها بالقطط وهي تثبت له شراستها و هجومها البري علي ضحاياها بفطرية أثارت كل حواسة وفضوله !!!
توالت المفاجئات عندما اختلطت صوت ضحكتها وهي الاولي علي وجهها منذ ان راها بصوت أفكاره ليتنهد و تتأكد شكوكه بأن تلك الفتاه ماهي الا فتاة مراوغه و مشاكسة !!
هز رأسه وهو يشعر بابتسامته ترتسم بتلقائيه علي شفتيه ، فهي تذكره بمشاكسته الخاصة و شقيقته الصغيرة ( يمني ) !!
غلطة والديه كما اخبراه ولم تكن في الحسبان بأن تأتي وهو يبلغ 14 عاما ولكنها غلطة يحمد الله علي حدوثها فبدونها كان ليبقي وحيدا بعد وفاة والديه و هو يحرص علي تربيتها وتوفير جميع احتياجاتها !!

انتبه لهدوء ضحكاتها و راها تهندم هيئتها !! هل غرق بتفكيره كالمعتوه متناسيا انه يقف علي درج في مبني مهترئ مع فتاة تدعي المس !!!
رائع لم يرها سوي مرتين وها هي تجبره علي التصرف كالفتيات الصغيرات الحمقاوات كشقيقته !!
بلل شفتيه ولمعت عيناه بفكرة ليقرر الاعلان عن وجوده ... تنحنح وهو يهبط الدرج بثقه و هدوء حتي وصل اليها ..اختفت الابتسامة من علي شفتيها وساد التوتر ملامح وجهها فقط لثواني قبل ان تخفية بمهارة تحسد عليها !
ازدادت ابتسامته وهو يتفحصها بعناية بالغه او بالأحرى وقاحة عالية ليظهر توترها جليا ام هو خجلها هذه المرة ؟!!
احمرت وجنتيها بخجل ؛ ما سر جاذبيه هذا الرجل ، بالتأكيد لا يشبه نجوم هوليود التي تعشقهم ومن يراه يجزم بأنه مصري اصيل ابا عن جدا ؛
(نفس الشئ ولكنكم تحبون براد بيت 😂 اعقلي يااختي انتي وهي ملكيش غير شباب بلدك الرجالة 😂 )
فكيف أتي بكل هذه الجاذبية بقامته الطويلة الموسومة بقبلات شمنا المصرية الناعمة !!
(ايموشن بيغمز ويعض علي شفايفه 😂 شمسنا الناعمه هااااااه خلونا ننشط السياحة 😂😉)
جف حلقه من نظراتها التي طالت بوجهه وكأنها تحفر تفاصيله ، شعر بسعادة مغذيه لكبرياء رجولته ....
(بعيدا عن كل الهري اللي فوق ده بس مصري+ نظرة = بتحبني !! مش محتاجه فقاقه😂😂)
تنحنح قائلا ...
-برافو برافو فعلا ابدعتي يا فنانة !!
صعقت دعاء فهل انكشفت لعبتها له بهذه السرعة والسهولة وهي لم تراه سوي مرتين، في الوقت التي استطاعت الحفاظ علي مسرحيتها لأكثر من سنه امام عائلتها والجميع وحتي الشيوخ والقساوسة !!
جحظت عينيها مقرره تجاهله تماما وهي تشعر بقلبها يدق بشده من الخوف !!

منعها من تخطيه بابتسامة مشاكسه لتحاول اتباع احدي تكتيكاتها المضمونة .....
فقالت وهي تميل رأسها لليمين بصوت به بحه مختلف عن الصوت التي استخدمته لإرعاب ابن عمها الكريه والتي تتلذذ بتعذيبه !!
-ابعد !!!!!!
وضع مالك يده علي وجهه بتفكير مصطنع ليقول بأنين .......
-امممم الصوت متغير هو انتي مأنتمه مع كام عفريت ولا دي عفريته !!
تحولت سريعا الي شخصيتها الغاضبة والفجة التي فرضتها عليها البيئة المحيطه بها لتردف ......
-انت بتستظرف يا خفيف يا ابن ال.......
امسك ذراعها بحده ارهبتها لتتسمر بصدمه وهو يقول بابتسامه مشاكسه ....
-لا لا انا لسه بقول عفريته محترمه متخلنيش اخرب عليها هنا علي السلم !!
تجاهلته او هكذا حاولت اقناع نفسها وهي تجذب ذراعها وترمقه بحنق ...
-لا اوعي تفهميني غلط انا مش بمسك ايدك انتي ؛ ده بس في روح من ارواحك بحبها وشكلها هتموت فيا !!!
كانت عينيها تزداد اتساعا مع كل كلمه يتفوه بها ، متجاهله انفعالاتها الداخلية الغير مرغوب فيها الان و ابدا لتحاول ابعاد معصمها من بين اصابعه قائله وهي تحاول تقمص دورها ك "مخاوية"..
-ابعد عني ، هتندم !!!
حاولت تغير صوتها ليعض علي شفتيه بانبهار خيالي قائلا بتنهيده ...
-لا مش طبيعية صوتك يجنن ، انا خلاص حبيتك يلا نتجوز دلوقتي !!..
خرجت من طور حالتها بهلع وهي تدفعه حتي ارتطم بجانب الدرج امامها وتهرب لأعلي قائله بعدم تصديق ..
-انت مش طبيعي ..ابعد عني ، معندناش بنات بتتجوز حد !!
تبعتها صوت ضحكاته الساخرة وهو يلحقها بهدوء ....
-وتفرقي بين انسان مسكين وعفريته بنت جنيه !!!
-انت شارب حاجه يا جدع انت !!
-لا طبعا ، بس لو عايزاني اشرب ماشي مفيش مشكله يا قلبي !!
وقفت امام باب شقتهم تتنفس بشده وهي تشعر بوجوده خلفها لتلتفت بحده قائله بتحذير...
-طلعني من دماغك يا ابن الناس ، انا مش فيقالك ، انت تاخد واجبك وتتكل علي الله وتنسي كل اللي حصل ده ، انا مش هسمح لشخص معرفوش حتي يقف في طريقي انت سامع !!!!
ازدادت ابتسامته الرائعة ليردف بثقه ...
-حقك يا ستي ؛ خلاص نتعرف !!
نظرت له ببلاهة و كأنه مخبول لتقول بغضب مكتوم ...
-لا اله الا الله !! لأخر مره بقولك فكك مني !!
-ايه فكك مني دي ، دي الفاظ واحده محترمه مخاوية بدل العفريت اتنين !!
رفعت كفيها بغيظ وكأنها ستأكله بينما غرق هو في ضحكاته السمجة وكأنه اخبرها بأفضل نكات العالم !!
-تصدق انت مستفز !!
قالتها من بين اسنانها ؛ ليبتسم بغموض قائلا...
-هنقول ايه ومن اعمالكم سلط عليكم !! بذمتك مش مكسوفه من نفسك وانتي حلوة و زي القمر كده ؛ وترسمي الدور ده علي اهلك ذنبهم ايه الغلابه دول اللي متمرمطين بيكي في كل حته ، مفيش رحمه في قلبك او شفقه بأبوكي اللي بيتحرك بالعافيه ولا امك اللي عنيها كلها حزن !!!
اغمضت دعاء جفونها رافضه نظراته الاتهامية رافضه الخضوع لحكمه او التأثر به !!
ماذا يعلم ذلك المرفه التافه الوسيم عنها وعن عائلتها !!!
-انا مش عارف ازاي حبيتك ولسه بحبك وانا عارف عمايلك السوده دي !!
فتحت مقلتي عينيها برعب !!!! هل قال المخبول انه يحبها !!
استدارت بذعر عندما فتح الباب من خلفها لتري شقيقتها رحمه تنظر لهم بتوجس و تعجب قائله ...
-ازيك يا ابيه مالك !
كزت دعاء علي شفتيها قائله ...
-ابيه!!
تخطاها مالك بسرعه يلكزها بكتفه عمدا ليردف....
-الحمدلله يا روح ابيه .. عامر جوا !
-ايوة مستني حضرتك !!
ما ان انهت جملتها حتي جاء صوت عامر المستقبل له بترحاب ...
دلف اولا لتلحق به دعاء محاوله السيطرة علي انفعالاتها وهي تقبل اخيها و تهرب الي غرفتها و رحمه تلحقها !!
ما ان اغلقت الاخيرة الباب حتي امسكتها دعاء كالأرنب !! ...
-أبيه ده ايه ياااختي ده كمان انتي تعرفي !!!!
-حيلك حيلك ... اخوكي اللي قالي كده المره اللي فاتت انا مالي انا !!
-متقوليش كده تاني ، انتي فاهمه !!
-ده ايه المرار ده يعني ، هو قالي مقولش استاذ وقالي قولي مالك واخوكي زعق وقال مينفعش علي الاقل ابيه وانتي بتزعقي تقولي لا متقوليش ابيه !!!
اموتلكم نفسي يعني ولا ايه !!
قالتها بحنق وهي تكتف ذراعيها باعتراض وقله حيله لتبتسم دعاء رغم اضطراباتها و تحتضنها بعبثيه قائله ...
-خلاص يا امينه رزق قوليله يا زفت علي دمااااغه !!
ضحكت رحمه بذهول قائله...
-حرام عليكي يا مفتريه وبعدين عامله موضوع ليه هاه هاه هاه !!!
تلعثمت دعاء قليلا لتردف بعنايه....
-عادي اصله مش قريبنا وان شاء الله هيختفي من حياتنا في القريب العاجل ... انا بقولك بس عشان متتعلقيش بيه !!
ردت رحمه بعيون ذكيه ...
-انا متعلقش بيه ولا....

قراءة وتحميل قصة " الرحلة " بقلم : ندى محمود - حكاوى مجلة الشفق


مقدمة



الى كل من ساعدنى فى خروجى من هذا المكان وانا اعلم انه ليس من البشر فيكفى لى انه ساعدنى فهو بالنسبة لى انبل من البشر واشكر امى التى عملت على تحفظى ايات كثيرة من القراءن وانا صغير فهى اكبر عامل فى خروجى من هذا المكان اللعين وابدا قصتى باسم الله وما توفيقى الا بالله عليه توكلت واليه انيب . 


قراءة وتحميل قصة " الرحلة " بقلم : ندى محمود - حكاوى مجلة الشفق



-الفصل الاول_
مصطفى:مامااااا انا داخل انام وصحينى الساعة اتنين علشان الرحلة
الام:حاضر يا حبيبى بس خليك عارف مش مرتاحة
مصطفى:يووووووه يا ماما من ساعة ما ححزت وانتى كل يوم
كل يوم تقوليلى الكلمتين دول كفاية كدا بقا انا داخل انام
الام:تروح وترجعلى بالسلامة يا رب يارب احفظهولى يارب معنديش غيره يا رب
(مصطفى هو شاب فى سن العشرين من عمره شاب متوسط القامة نحيل الجسد فى كلية الاداب لديه خمسة اصدقاء ثلاث بنات وولدين وهو مرتبط بصديقته بيان
بيان:بنت فى العشرين من عمرها قصيرة القامة ورفيعة القوام تحب مصطفى بجنون
معاذ:يطلق عليه مكى وهو طويل القامة وجسده رياضى الى حداً ما ويحب دارين
دارين:بنت شديدة الجمال مرحة ومتوسط الطول وسمينة بعض الشئ ولكن جسدها متناسق جدا
حمزة:شاب من عائلة معروفة بالغنى الفاحش وتقبل عليه جميع الفتيات ولكنه لا يحب الا روفيدا طويل القامة قوى البنية
روفيدا:بنت صارخة الجمال قصيرة القامة رشيقة القوام وتحب حمزة بشدة)
الام:مصطفى قوم يا مصطفى
مصطفى:امممم
الام:يلا يا ابنى هتتاخر على اصحابك كلهم برة مستنينك
مصطفى:طيب طيب قايم اهو
(يستيقظ مصطفى ويرتدى ملابسه ويخرج من غرفته يجد اصدقائه فى انتظاره)
بيان:يا ابنى يلا اتاخرنا
مصطفى:حاضر هلبس الكاوتش اهو
مكى:هنفضل مستنيين الباشا ساعتين
مصطفى:بس يا حبيبى،مامااا خلصتى الشنطة
الام:اه ياحبيبى اهى مصطفى والنبى يا حبيبى تخلى بالك من نفسك وكلمنى كل شوية ولما اكلمك رد عليا بسرعة علشان مقلقش وتلات ايام بس متغبش عليا هما تلاتة
مصطفى:حاضر يا حبيبتى(ويبوس ايدها)،يلا يا جدعان هنتاخر
روفيدا:يا راااااجل وهو مين اللى ماخرنا
حمزة:انت امك وافقت ازاى انك تيجى معانا ديه بتخاف عليك جدا
مصطفى:قولتلها رحلة تبع الجامعة
دارين:يااااااااكذاب
بيان:مكنش المفروض تكدب عليها
مصطفى:لو مقولتلهاش كدا مكنتش هتوافق وانا من الاخر نفسى استكشف المكان دا واعرف الناس بتخاف اول ما بتسمع اسمه ليه
مكى:قلبى مش مطمن
مصطفى:ما تسترجل ياض
حمزة:بقولكم ايه انا دورت عن المكان دا وعرفت انه مسكون جن وعفاريت ومحدش بيطلع منه انا بصراحة كدا مش مستغنى عن عمرى خدوا العربية وروحوا انتوا انزلى يا روفيدا
روفيدا:لا انا هكمل معاهم
حمزة:بقولك انزلى انا مش مستغنى عنك
روفيدا:يا حبيبى مفيهاش حاجة هنروح معاهم وطلاما كلنا مع بعض مفيش اى حاجة هتقدر علينا
مصطفى:حمزة احنا اتفقنا اننا كلنا هنكون مع بعض
مكى:يا اسطا هما تلات ايام بس وهنرجع
حمزة بتردد:ماشى اما اشوف بس والله لو حصلى حاجة انا ولا روفيدا دمنا فى رقبتكم
(ويذهبوا ابطالنا الى وجهتهم وهو قصر سُمى بقصر السكاكينى وهو بمنطقة الظاهر بمصر فهو من القصور الفخمة وبُنى على الطراز الايطالى ويحتوى على اربعمائة نافذة وباب وثلاثمائة تمثال وايضاً هو قصر من أشهر قصور القاهرة، وحولة كثافة سكانيّة عالية.
بعض أهالي المنطقة يتداولون منذ سنواتٍ طويلة، قصصاً مختلفة عن أشياء خارقة تحدث داخل القصر، مثل إضاءة أنواره فجأة خلال ساعات الليل، أو تحرّك القصر حول نفسه، أو ظهور ابنة صاحب القصر تقف في شرفة القصر، وكذلك يعتقدون بسماع أصوات مخيفة مثل صريخ وبكاء متواصل بداخله ويصل ابطالنا الى القصر وكان النهار بدا فى الطلوع)

بيان:منظره يخوف اوى
مصطفى:متخفيش يا حبيبتى انا معاكى
(ودخلوا جنينة القصر)
روفيدا:ايه اللى انت مسكه دا يا حمزة
حمزة:ديه كورة لما ببقا متوتر بدوس عليا
(وفجاة تقع الكرة بعيدا غالبا فى الجنينة الخلفية للقصر)
حمزة:هروح اجيبها واجى
مكى:استنى هاجى معاك
حمزة:خليك هروح جرى واجى
مكى:براحتك
روفيدا بقلق:روح وراه يا مكى ليجراله حاجة
مكى:طيب
(ويجرى مكى لكنه لم يلحق به ويرى مشهدًا صعبًا وفجاة وقع على الارض مغشيًا عليه)


روفيدا:الحق يا مصطفى مكى اغمى عليه

مصطفى:انا رايح اشوف ماله وانتوا متتحركوش من هنا 
(ويذهب مصطفى الى مكى ويرى حمزة جسده ملقى على الارض وملطخ بالدماء وراسه مفصولة عن جسده ويحمل مصطفى مكى ويذهب به بعيدًا وهو مصدوم)
روفيدا بخوف:فين حمزة يا مصطفى
مصطفى بصدمة:بس يا روفيدا
روفيدا:انا هروح اشوفه
مصطفى بزعيق:تعالى هنا انتى عايزة تموتى
روفيدا:حمزة ماات
مصطفى:اهدى كدا احنا لازم نعرف ايه اللى حصل وازاى مات
بيان بانهيار:انا مش هقدر اكمل يا مصطفى وحياتى عندك يلا
مصطفى:مش هنمشى من هنا غير لما اعرف كل حاجة
(وتبدا رحلتهم داخل القصر وجميعهم خائفون ولكن هذه رحلة وستكتمل رغم كل شئ ودخلوا القصر وبيان تلتصق بمصطفى وروفيدا تلتصق بها ودارين تلتصق بمكى)
دارين:مكى القصر دا حلو اوى
مكى بهزار:اشترهولك نتجوز فيه
دارين بفزعة:لا طبعا
مصطفى:مكى بص
(وينظرون جميعهم نحو السلم ويرون فتاة ترتدى فستانًا ابيض تقف على اول السلم ومعها حمزة)
روفيدا باندفاع:حمزة
(وتذهب نحو الفتاة والفتاة تسير هى وحمزة او بمعنى ادق شبح حمزة وتدخل غرفة ما)
مكى:ارجعى يا روفيدا ديه بتستدرجك حمزة مات
(ولكن روفيدا لم تسمع كلمة منه ودخلت الغرفة)
دارين:اااااالحقوها هتموت الحقوها اا
مكى:يلا يا مصطفى نلحق المجنونة ديه
مصطفى:ديه بنى ادمة غبية وممكن تموتنا كلنا
مكى:طب انا هروح اشوفها
دارين:انا هاجى معاك
مكى:يلا
(ويذهبوا الى الغرفة ويفتحوا الباب وتدخل دارين وقبل دخول مكى يُغلق باب الغرفة فجاة ويحاول مكى فتح باب الغرفة ويصرخ)
مكى:دااااااارين دارين افتحى افتحى يا دارين الباب مبيفتحش من برا يا داااااااارين
بيان:فين دارين
مكى:دخلت الاوضة جيت ادخل وراها الباب اتقفل ملحقتش ادخل دارين اكيد ماتت
دارين:انت يا ابنى مدخلتش ورايا ليه عمالة انادى عليك من جوا ايه مش سامعنى
مكى:دارين حبيبتى انتى عايشة
دارين:اومال عفريتى يعنى اللى واقف قدامك
مصطفى:فين روفيدا يا دارين
دارين:روفيدا اااا معرفش مفيش حد جوا
مصطفى:اومال روفيدا راحت فين
دارين:معرفش قولتلك معرفش
بيان:ازاى متعرفيش يعنى هو انتى مش دخلتى الاوضة وراها
دارين:اه بس بقولكوا مفيش حد جوا
مصطفى بشك:طب حاسبى
دارين:احاسب اروح فين
مصطفى:عايز ادخل الاوضة هدخل وانتى واقفة يعنى
دارين بشراسة:محدش هيدخل جوا انتوا فاهمين
بيان:ليه ان شاء الله
دارين:اخرسى يلا امشوا من قدام الاوضة يلا
مصطفى:انا هدخل الاوضة حاسبى
دارين هجمت عليه وخربشته فى ايده:قولتلك محدش هيدخل الاوضة ديه يبقى تسمع الكلام
مكى بيقوم دارين:طب وفيها ايه ندخل الاوضة
دارين تحدف مكى من اعلى السلم فيقع ميتا
بيان:انتى مجنونة
مصطفى:بسم الله الرحمن الرحيم
* أَعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيـمِ
* وَالصَّافَّاتِ صَفّاً (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ
(7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ
الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
*( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً



أَن يَفْقَهُوهُ وَفِـي آذَانِهِمْ وَقْراً, وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَـى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً )( الإسراء)
* ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ) (65) الإسراء
* ( فَمَا اسْطَاعُـوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً ) (97) الكهف
* ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ, إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيـبٍ ) (54) سبأ
* ( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) ( يس (9 )

** أعوذ بالله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وشر ما
يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأ رض وشر ما يخرج فيها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا
طارقا يطرق بخير يا رحمن.

** بسم الله أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع , وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام , وبسلطان الله المنيع
نحتجب ,وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة , ومن شر شياطين الإنس والجن , ومن شر كل معلن أو
مسر ,ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ,ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن
شر إبليس وجنوده ,ومن شر كل دابة أنت اخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم , أعوذ بما استعاذ به
إبراهيم وموسي وعيسي ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ,ومن شر إبليس وجنوده ومن شر ما يبغي
يخرجون بإذن الله تعالى
. بيان:مصطفى انت بتعمل ايه وايه اللى حصل انا مش فاهمة
مصطفى:هفهمك اما نطلع من هنا
.....:ههههههه وانت فاكر انك هتطلع من هنا انت وهى بسهولة انتم دخلتم هنا بمزاجكم يبقى هتطلعوا بمزاجى انا
بيان:انتى مين
.....:وانتى مالك
مصطفى:انتى قتلتى اربعة من صحابنا بيتهيالى لازم نعرف انتى مين وبتعملى كدا ليه
.......:هو انت لو حد دخل اعتدى على بيتك وهينبش فيه وفى تاريخه هتسيبه
بيان:احنا معتدناش على بيوت حد
.....:اومال انتوا هنا بتعملوا ايه
مصطفى:احنا كنا جايين نعرف ايه اللى بيخوف الناس هنا
......:وعرفتوا وانا مينفعش اطلعكوا من هنا
بيان:طلعينا من هنا وصدقينى مش هنتكلم ومش هنيجى هنا 


.....:وانا ايه اللى يضمنلى انكم لما تطلعوا من هنا متتكلموش
مصطفى:هو احنا نعرف حاجة علشان نقولها اصلا
.....:لا انتوا تعرفوا وتعرفوا حاجات كتير اوى كمان

بيان:حاجات ايه اللى نعرفها
....:تعرفونى وتعرفوا ان اى حد بيدخل هنا انا بقتلوا
مصطفى:انتى بتعملى كدا ليه
.....:انا من يوم ما اخويا السكاكينى باشا مات وانا واهلى اتشردنا وعلشان يخلصوا مننا راحوا قتلنى ورحلوا باقى اهلنا على بلدنا وانا مبرتحش غير هنا هنا بيتى وامانى ولو حد دخله بيكتب على نفسه الموت
مصطفى:طب ما انتى بايدك تخلى المكان دا احسن مكان
.....:ازاى
مصطفى:بانك تطلعينا من هنا واحنا نقول ان المكان جميل جدا واحنا هنمسك المكان ونطلع رحلات ليه وصدقينى هيكون احسن وانتى هترتاحى وانا هطلب من كل واحد يجى هنا انه يدعلكم
....:لا انا مبرتاحش غير هنا
بيان:ومين قال انك هتسيبى القصر
.......:لا اطلعوا من هنا وانا هديكم الامان
مصطفى:واحنا ايه يضمنلنا انك تسبينا نمشى
......:قولت امشوا
وخرج مصطفى وبيان من القصر وذهبا
الام:مصطفى قوم يا مصطفى
مصطفى:امممم
الام:يلا يا ابنى هتتاخر على اصحابك كلهم برة مستنينك
مصطفى:طيب طيب قايم اهو


تمت 

نوفيلا العب يالا - دينا ابراهيم - الفصل الاول




الفصل الاول.... 

-لا اله الا الله !! يا ابني انت دماغك حصلها حاجه !! 
ضرب مالك كف علي كف متعجبا من صديقه الذي يجزم له انه رأي (عامر ) محاسب مصنعه المتواضع ، يدخل الي كنيسه امامهم عندما كان مندمج بشراء بعض الاغراض... 
رفض علاء ذراعه الايمن و صديق للطرفان ، التزحزح من مكانه بعناد قائلا بغيظ... 
-ومش لوحده ده كان معاه راجل و ست شكلهم ابوه وامه و واحده محجبه بتفرفر في ايديهم مش عايزة تدخل معاهم ، انا هتجن واعرف في ايه بالظبط !
جذب مالك شعر رأسه بقله صبر ليردف ...
-احنا مالنا هما حرين ،علاء انا اصلا غلطان اني سمعت كلامك و جيت اشتري حاجه معاك يلا قدامي علي المصنع !!
ما ان انهي جملته حتي سمع صراخ أنثي قبل ان يراها تخرج مهروله من الكنيسة و يلاحقها عامر ورجلين احدهم من رجال الكنيسة !!
ألجم تفكيره جمالها الفريد ذو الطابع الحاد و الجذاب بطريقة مريبة ، انها هي صاحبه الصورة المحفوظة في قلبه قبل جيبه تلك القطعة الصغيرة الني وجدها علي مكتب عامر منذ اسبوعين !!
صاحبه العيون العسلية المسحوبة كالقطط البرية !!
رمش محاولا تخطي ذكريات ذهوله بالفتاة البريئة المبتسمة بخجل وكأنها تنظر اليه مباشرا نعم تصرف بشكل حقير و يعاني من تأنيب ضميره المتواصل من وقت اختلاسه لها رافضا تحذيران عقله بأنها قد تكون خطيبته او حبيبته ،مقنعا نفسه بانها قريبه لا غير محللا لنفسه تأمل ادق تفاصيلها الهادئة !!
يتذكر هذا الذهول المشابه تماما لذهوله الان من عنفوان حركتها الغريبة قبل ان ترتمي أرضا منهكه تماما !!
ارعبه ما يدور امامه ، فركض اليهم يساعد عامر في رفعها ليصرخ الاخير به متجاهلا النظر اليه ، رافضا ان يلمس غريب شقيقته المغيبة ليرفعها بين ذراعيه قبل ان يتكرم بنظره حاده تحولت الي الذهول ما ان رءا مالك !!
-استاذ مالك !! انا انت ......
اتاه صوت والده الذي ارهقه الزمن وهو يوقف احدي سيارات الاجرة قائلا..
-دخل اختك ياابني خلينا نروح ... لا حول و لا قوة الا بالله !!
شقيقته !! نعم كان متأكد ان القدر لن يخذله ، منع ابتسامه تحارب للظهور ؛ اين العقل حين تحتاجه ؟؟؟!!!!
-كان مستنينا فين ده بس ياربي !!
قالت والدة عامر بحزن و دموع لتواسيها سيدة ممتلئة الجسد يبدو عليها الكبر و حب الثرثرة ....
-وحدي الله يا ام عامر ان شاء الله خير ، احنا هنفضل وراهم مش هنسكت !!
وضع شقيقته بعناية بالغه وساعد والدته المسنه علي الصعود قبل ان يستأذن أبيه بانتظاره بضع دقائق ليحادث فيها رب عمله الذي صرخ به دون قصد ...
ادار رأسه للمكان الذي تركه به فوجده خالي ، التف حول نفسه ليجده واقفا علي الجهة الأخرى من سيارة الاجرة حيث تقبع شقيقته المغشي عليها !!
هرع نحوه قائلا...
-استاذ مالك انا اسف جدا ؛ انا مقصدتش اعلي صوتي بجد !!
حرك مالك وجهه نحوه وعينيه ترفض الابتعاد عن الجميلة النائمة ، ضيق عينيه قليلا عندما لمح جفونها ترمش بخفه و ابتسامه صغيره تلوح حول شفتيها ،عقد حاجبيه لابد ان الصدمة تتلاعب بمخيلته !!
-استاذ مالك !!
خرج صوت عامر من بين اسنانه بشئ من الحده انزعاجا علي تحديق مالك بعرضه !!
رمش مالك قبل ان ينتبه لفعله المشين قائلا بخجل طفيف...
-حصل خير يا عامر ، انت زي اخويا ،انا الي متأسف اصلي مصدوم شويه ومش فاهم ايه اللي بيحصل ده !!
ابتسم عامر قائلا بحرج لا يرغب بان يخبر مديره عن مشاكل عائلته برغم بساطته معه و مع علاء لتواجد ثلاثتهم باستمرار معا اثناء تأدية وظائفهم ؛ حتي ان مالك يخفف الجو بينهم و يلقي ببضع نكات اثناء راحات العمل ...
-ربنا يخليك يا استاذ مالك وانا اللي اسف علي اللي حصل د......
قطع عليهم صوت صراخ مرة اخري مع تنوع مصدر الصراخ !! ...
توجه الاثنان واولهم عامر الذي دلف بنصف جسده داخل السيارة يرفع شقيقته من فوق جسد جارتهم خديجة المستغيثة ....
-يالهووووي الحقوني يا ناس ....بسم الله الرحمن الرحيم ...ياااختي ياااختي !!!
-قلتلك السيرة دي بتشعوطها يا شيخه !
اردفت والده عامر بحده لجارتها خديجة التي كانت تبرز الاضواء علي كبر سن ابنتها و ضرورة انتهاء تلك الازمه حتي يلتفتوا لها و البحث عن نصيبها !!
ليقول السائق بحده ..
-ايه يا جماعه ده انا ناقص قرف اتفضل يا استاذ شوفلك عربيه تانيه ، انا راجل علي باب الله مش ناقص حوارات ولبش من ده !!
تدخل مالك بحده يعطيه مالا لأنهاء الامر علي مضض من عامر الذي يرغب بركله علي تعاليه عليهم ليزيد من حرجه امام مالك !!
-اتكل علي الله يا اسطي ؛ تعال يا عامر انا هوصلكم العربيه هناك اهيه !!
-انا مش عايز اتعب حضرتك !
-مش وقته الكلام ده ، يلا ورايا ، اتفضل يا حاج انت والحاجه !
عدل عامر شقيقته وتوجه معهم نحو السيارة ، دلف بالمقعد الامامي بعد ان وضعها في منتصف الأريكة الخلفية بين والديه ؛ اما جارتهم فقد هرعت بعيدا مقررة العودة وحيدة .
تماما كما فعل علاء وهو يتابع صديقه و رب عمله ينصرف مع عائله عامر بهدوء ، متخليا عنه !!
في السيارة اخبره عامر بعنوانه و ساد الصمت بينهم طوال الطريق ....
لم يبعد مالك نظراته عن مراقبتها من المرآه الامامية التي تعكس هيئتها النائمة بتركيز بالغ وكأنه يفك أحجية، ارتفع حاجبه الايسر عندما فتحت احدي عيناها بخفه و مهارة لبرهه سريعة و لكنه يجزم انها استطاعت بها تحديد كل ما يحيط بها !!...
ما هذا بحق السماء ؟! ما الذي يدور بعقل تلك الفتاة و تفعله ، كم يكره الالغاز و لكنه عازم علي كشفها !
-ايوة هنا علي اليمين !!
انتبه سريعا لكلمات عامر ،ادار المقود بابتسامه قبل ان يقف تماما امام مبني مهترئ نسبيا .....
-احنا متشكرين اوي يا ابني تعبناك معانا !
قال والد عامر بحزن طفيف يكسو وجهه ...
ليردف عامر سريعا ...
-اتفضل يا استاذ مالك لازم تطلع معانا !!
-لا انا همشي ....
-لا والله ابدا احنا تعبناك واتبهدلت معانا لازم تطلع تشرب شاي معايا !
تنحنح مالك راغبا بشدة الصعود و معرفه الكثير و الكثير عن ما يحدث مع تلك القطه المشاكسة !!
-والله انا مش عايز اتقل عليكم !!
-ايه اللي بتقوله ده بس ، طيب والله المنطقة كله نورت ، اتفضل يا استاذ مالك ...
-قولي يا مالك من غير القاب ؛ انت ليه محسسني اني قد ابوك !
ضحك عامر ليردف ...
-اصل أتعودت و بعدين انت عامل رعب في المصنع !
رفع شقيقته بين ذراعيه بسهولة جعلت مالك يتمني لو يتاح له هذا الشرف !!
ابتسم بداخله غير مصدقا جنون تفكيره !
تحرك نحو المبني و لم يفت عليه التوتر الذي ساد المنطقة و الاشخاص وهم يمرون من امامهم و حولهم سريعا !!
حتي ان سيده عجوز قد شهقت في وجوههم بخضه و كأنهم من المريخ قبل ان تضع وجهها في صدر جلبابها قائله ( تف تف تف ) !!!
يا للهول لقد بصقت تلك المريعة للتو داخل رداءها !!!!
ما الذي يجري للخلق اليوم ام ان الجميع قد جن جنونهم من حوله !

..................

بعد 20 دقيقه بشقه والدي عامر ......

وضع مالك الكوب علي الطاولة الخشبية امامه قائلا ....
-تسلم ايدك يا ام عامر !
-الله يسلمك يا ابني اعملك تاكل بالله عليك !!
رفض مالك سريعا ...
-والله ابدا هي كوبايه الشاي دي و حلو اوي كده ... كتر خيرك !
ليجيب عامر ...
-انت اللي كتر خيرك والله !
ابتسمت والدته بتعب لتقول ...
-انا هدخل اطمن علي اختك فاقت ولا لسه انا سايبه رحمه بتفوقها ...
التفتت الي مالك منهيه حديثها معه بقولها...
-بيتك و مطرحك يا ابني !
ما ان خرجت حتي التفت مالك بكل جديه و ذرة فضول في جسده قائلا...
-مقصدش اني اكون متطفل او بارد ، بس انا لازم اعرف ايه اللي بيحصل بالظبط و مالها اختك !!
اختفت الابتسامة من علي وجه عامر مطرقا رأسه قليلا قبل ان يزفر بخفه مستغفرا الله ، صمت ثانيه فالأخرى ليردف قائلا ...
-موضوع كبير و صعب انا مش عايز اضايقك بيه !!
ليقول مالك في لهفه حاول جاهدا اخفاءها ...
-لا مش هتضايق ابدا و بعدين احنا مش صحاب ولازم نقف جنب بعض !!
ابتسم عامر قليلا قائلا...
-طبعا شرف ليا انك تعتبرني صاحبك ، انا والله بعتبرك زي اخويا و اكتر من قبل ما تقف معانا !
-ربنا يخليك وانت كمان ، المهم احكيلي يا سيدي !!
فرك عامر كفيه بتوتر و مالك ينظر له بترقب و تركيز كبيران .....
......................
نتركهم قليلا ونتجه الي غرفة الفتيات !!

-هتفضحيني يا رحمه اكتمي ضحكتك دي !!
وضعت رحمه يدها علي فمها لتسيطر علي انفعالها قائله بصوت متقطع ....
-معلش معلش لسه مش مصدقه انك ضربتي الرخمة خديجه دي اه والله انا فرحانه فيها اوي !!
ابتسمت دعاء مستسلمة لسخافة شقيقتها الصغيرة البالغة من العمر 17 عام بجمالها الطفولي و جسدها المتمرد علي سنوات عمرها لتظهر انضج بكثير !!
نظرت لها بشفقه لم تستطع السيطرة عليها متأكد ان ذلك الجسد السبب الرئيسي الذي اوقعها ضحيه لذلك القبيح القذر بينما كانت هي منغمسه بتفاهاتها !
اقتربت منها رحمه تخرجها من تفكيرها بعناق أخوي دافئ و قد قرأت ما يدور بخلدها وتعلم ان شقيقتها الكبرى لا تزال تلوم نفسها بلا اي سبب !!
ضمتها دعاء وهي تملس علي شعرها المجعد نسبيا لتقول رحمه بهدوء وامتنان ...
-ربنا يخليكي ليا ..انا بحبك اوي اوي يا دودو ،انا لو عشت عمري كله مش هقدر اردلك اللي بتعمليه علشاني !!
تفاجأت دعاء ببكائها الذي تخلل كلماتها الاخيرة !!
ازاحتها بخفه تحاوط وجهها بكفيها قائله ...
-بتعيطي ليه يا رحمه ؟!!! أيمن جه نحيتك تاني !!!
اسرعت شقيقتها بالحديث ...
-لا لا مش كده يا دعاء ، متقلقيش هو اصلا بقي يخاف يجي من ساعة اللي عملتيه فيه ، اصلا انا مش بعيط عشان كده !!
تنهدت براحه فإن اثبت لها ان ابن عمها القذر يحاول التحرش بصغيرتها مرة اخري فستنسي معاناتها والاعيب عاشتها سنه كامله لتتجه اليه وتقتلع رأسه من جسده !!!
لكزت صغيرتها قائله بشيء من الحده وهي تمط اخر كلماتها...
-اومال بتعيطي ليه يا بومه !!!!
اطرقت رحمه وجها وهي تمط شفتيها كالأطفال قائله بصدق ...
-بعيط عشان كل يوم بيعدي بعرف قيمه التضحية اللي بتعمليها علشاني دي ، وبعرف كمان نتايجها الكبيرة و كلها نتايج وحشه ، انا مش هنسي ابدا قد ايه كنتي فرحانه وسعيده انك هتبقي عروسه وانا الل.....
قاطعتها دعاء بحده ...
-كفاية عبط يا رحمه واسمعي كلامي كويس وحطي في دماغك ،
اخذت نفسا عميقا قائله بجديه بحته ....
-تضحيه ايه و نيله ايه اللي بتتكلمي عنها وهتيجي ايه جنب 3 سنين بتستحملي فيهم حقارة لسانه و قذارة ايده اللي كانت بتنهش في طفولتك و كل ده من خوفك اننا نطرد من بيتنا ، انا ممكن اكون الكبيرة بس كنت تافهه اوي فوق الوصف ، في الوقت اللي كنتي بتكتمي في قلبك وبتستحملي عشان بابا و ماما و كلنا نفضل عايشين بكرامة كنت انا بحلم بفرح وفستان و لعب عيال !!!...
صدقيني انتي مش سبب غير اني افتح عيني واعرف الحياة دي علي حقيقتها ... البنت مننا لازم تفكر في تعليمها و شهادتها و شغلها قبل ما تفكر في راجل و بيت و كلام ممكن يطير في الهوا و ساعتها هتقف زي البيت القش في وش الاعصار مالهاش مغيث !!!

بكت رحمه لتردف ....
-انا الي غبيه و ضعيفة كان المفروض اقولك واثق انك هتساعديني لكن جبني ده هو اللي خلاه يتمادى !!
-حبيبتي متلوميش غيره ابن عمك هو اللي مريض حظنا انه ابن عمنا وانه ورث الشقة اللي ابوه مأجرهالنا و حظنا الهباب اننا كنا يدوب لاقين ناكل السنتين اللي فاتوا لولا اخوكي كان مطحون في الشغل مع مذكرته كان زمنا متنا ؛ انتي كنتي خايفه علينا .... و اوعي اسمعك تلومي نفسك تاني انتي قويه لو انتي مكنتيش قويه مكنتيش اثرتي فيه وخلتيني دعاء القوية بتاعت دلوقتي ....
نظرت لها رحمه بحقيقه عاريه لتقول بصدق...
-لا انا خليتك دعاء المخاوية !! اللي بتتنطط وتتنفض وتعوج لسانها و تطفش العرسان عشان لو هي اتجوزت اختها الصغيره هيكون عليها الدور تتزف لانسان متوحش !!
دعاء اللي بتضحيتها دي بتقضي علي مستقبلها وسمعتها و 80% محدش هيقبل يتجوزها ، عرفتي بقي انا ليه بندم كل يوم بكبر فيه ؛ عشان الواقع بيظهر قدامي و بيضربني في قلبي !!

شعرت دعاء بدموعها تتجمع في مقلتيها لتطلق ضحكه خافته قائله بإعجاب و حب وهي تعبث بشعر صغيرتها بيد وبالأخرى تجذب وجنتها محاوله تخفيف حده حوارهم القاسي قاسي جدا ....
-ايوة كبرتي ؛ ومش عارفه انتي ازاي عاقله اوي كده !! انتي متأكده ان انا الملبوسه !!
ارتسمت ضحكه علي وجه رحمه وهي تمسح دموعها متقبله مواساه شقيقته الشجاعة ، لتقرر والدتهم مقاطعه انفعالاتهم وانقاذ دعاء من محادثه كالأسطوانة تدور بينها وبين شقيقتها منذ اسابيع !!
راقبت دعاء بوخزة في قلبها عيون والدتها الحزينة وهي تصطنع الابتسام وتتقدم اليها تقبل رأسها وتضمها بقوة !!
اغمضت عينها رافضه الشعور بأسي ليس ذنبها هي و شقيقتها انهم ولدوا في ذلك المكان العشوائي الفقير و معظم من فيه لا يري المرأة الا سلعه هدفها الزواج و الانجاب !!
ليس ذنبها انها لا تستطيع الوقوف و مواجهه متحرش الاطفال ذاك خوفا علي والدها مريض القلب و والدتها المسنه و صدمتهم عندما يعلموا ان ابنتهم الصغيره كانت ضحيه لاحد اقاربهم ويشاء القدر ان يكون هو مالك مأواهم البسيط وراثه عن ابيه ليعطي نفسه الحق بالتهديد و استغلال طفله صغيره .....
جهل لا تلومهم وحدهم عليه بل تلوم مجتمع بأسره وافق علي السير قدما دون النظر خلفه ويري من لم يواكب تقدمه وعجز عن الاستمرار معه !! 

قصة " لقاء فى المطار " بقلم رند حمود القحطانى - حكاوى مجلة الشفق



قصة " لقاء فى المطار " بقلم رند حمود القحطانى  - حكاوى مجلة الشفق


طقطقة الأكواب تشتت تركيزها وهي تقرأ موضوعاً أدبياً في جريدة معروفة 
حاولت أن تركز ذهنها حول مافي يدها...
لكن طقطقة الأكواب البلاستيكية عاد لأذنها مرةً أخرى ..
نظرت لتلك الطفلة المرحة التي تملأ صالة الإنتظار شغباً طفولياً 
ابتسمت لمنظرها وتركت القراءة وهي تراقبها ..
لكن صوتاً جهورياً نادى بعمق ريم ..فتحت فاها مندهشة من يناديها؟
عاد الصوت مرةً أخرى ..صوتٌ مألوف تعرفه من زمن ..
رييييم...
وحين همت بأن تقول نعم رأته يتجه لتلك الطفلة ألم اقل لك 
أن تهدأي ياصغيرتي ..؟
أمسك بمعصم الطفلة..وسار بهدوء..
هل يمكن أن يكون هو ؟
لا يمكن لها أن تجهل صوته ..حانت منه إلتفاتة فألتقت أعينهما 
ياااااااه لا يمكن ....إنه هو... 
خالد!!!
عادت بذاكرتها للوراء إلى ذلك اليوم الذي سمعت به صوت أمها
وهي تقول لا بد أن نقوم بواجب الضيافة لجيراننا الذين سكنوا إلى جوارنا قريبا...
تذكرت ملامحه لأول مرة وهو يدخل بيتهم بهدوءة لم يكن مثل باقي الأطفال 
كانت عيناه عميقتان..وبسمته هادئة ..
ألفت اللعب معه في منزلهم وحديقتهم 
وعلى تلك الأرجوحة التي كان يهزها بها...
حتى حجبت عنه وبقيت ملامحه في ذاكرتها..
وصوته يهز أوتار قلبها كلما جاء بصحبة أخيها 
لقد أحتل ذهنها وقلبها وحتى لوحاتها الحالمه ....
حتى كان ذلك اليوم الذي سمعت فيه أمها
وهي تقول لوالدها:أم خالد اليوم كلمتني بموضوع...
..وش هو يا أم نواف؟
...تبي ريم لخالد وذا شي الكل متوقعه ...
لكن والدها صمت قليلاً ثم رد :الشاب ماعليه خلاف
والعيلة معروفه يا أم نواف بس ...
وش بس يابو نواف؟
....بصراحه أخوي طلبها لولده مهند وأنت عارفه صعب أقله لا ...
......بس أخوك أبو مهند من فترة وهو وعياله عايشين بأمريكا ...
.....ماتنسين إنهم ينزلون بين فترة وأخرى الرياض وأخوي يقول الولد هو الا يبيها ...
غار قلبها بصدرها وكيف لها أن تقول لا ..
تم كل شيء سريعاً.. 
ومازالت تذكر دموع خالد قبل زفافها وهو ينظر إلى نافذة غرفتها ...
لم تصدق وهي تراه كان لأول مرة يطرق نافذتها !!
كان يبكي ويقول: ريم بموت لو كنت لغيري.. 
لم تستطع غير البكاء ..
تم زفافها كانت ليلة زفافها بين الدموع والوجع..
لكن حب مهند لها قد إستطاع إستئصال كل وجع من قلبها ..
أيقظها من شرودها ذلك الصوت مرةًأخرى
أنت ريم لا يمكن أن اخطيء..!
صمتت!! 
عيناها من خلف النقاب أغرورقت بالدموع ...
نعم لايمكن أن اخطيء! 
مر زمن طويل..رييييم ..
نظرت للطفلة إلى جانبه إبنته ريم تشبه أباها كثيراً..
صوتٌ خشنْ أجش ناداها أم خالد تأخرنا 
ألم تسمعي صوت نداء الطائرة؟
وطفل يركض نحوها هيا ماما ..
أتجهت نحو ذلك الرجل وهي تقول تم يابو خالد...
بقيت عينا خالد ترقبها وهي تغادر حتى أختفت بين 
حشود المتجهين نحو طائرة واشنطن..
وهو يردد:
لا يمكن أن أخطيء لا يمكن أن أخطيء.!!!
قلمي 
رند حمود القحطاني

powered by Blogger | WordPress by Newwpthemes | Converted by BloggerTheme