العب يالا - الفصل الثالث - مجلة الشفق - بقلم دينا ابراهيم "روكا"



الفصل الثالث .....

تركت جملتها مفتوحه لتعبس دعاء قائله بحده ...
-امشي يا بت من قدامي انا هدخل استحمي عشان اندمج في الدور اكيد امك جيبالنا وصفه جديده انهارده ...
انكمشت ملامح رحمه باشمئزاز متخيله نمرة الليلة مطلقه العنان للسانها بأخبار شقيقتها باخر حجز مع احد الشيوخ بالأرياف !! 
-يا سواد السواد !!! ده ولا 3 او 4 ساعات بالميت عشان نوصل هناك !!
تخبط صوت بكائها الاعتراضى في صدرها لتردف بحنق ....
-ده ايه المرار ده ، هو انا اشتكيت لهم ما يسيبوني ملبوسه ولا متنيله !!
ضحكت رحمه قبل ان تخرج لتلبي نداء والدتها المطالبة لمساعدتها مع الضيف !!
امضي مالك وقت الغداء في الحوار مع والده دعاء ووالدها محاولا فهم تفكيرهم و وجهه نظرهم و تعجب كثيرا بثقتهم العمياء بانها ممسوسه ولم يستطع منع نفسه من السؤال...
-مش يمكن مش عايزة تتجوز فبتعمل كده يعني !!
هبت والدتها مدافعه .....
-انا بنتي طول عمرها بتحلم تتجوز ويبقي ليها بيت و تلبس فستان الفرح ...و قبل ما بسم الله الرحمن الرحيم يجلها بيوم كان متقدم ليها عريس وكانت فرحانه اوي وبتجهز زي اي بنت !!!
شعر بوخزة غيرة غير مبررة تغاضي عنها بان مشاكسته لا تزال متاحة لمخططه !!!


.....................

بعد مرور اسبوعين تعمد بهما مالك توصيل عامر لبيته يوميا والتقرب منه اكثر مما اتاح له الفرصة للتعرف علي الجميع بالإضافة الي مشاهدته لاحدي نوباتها المفاجأة التي تأتيها بعشوائية علي حد قولهم .... 
ويعترف بمدي احترافها في الخداع و التمثيل ، وقرر انه ما ان يحدث نصيب بينهم سيكون شغله الاول هو تحجيم ذلك الجزء الكريه من شخصيتها !!! 
كما انه عمد الي الذهاب الي جامعتها مرتين فاكثر يراقب بها افعال مشاكسته ؛ التي تتعامل بجديه و ذكاء سلسل داخل ذلك الحرم !!
لا ينكر ان اول ما لجأ اليه بتفسيره هو وجود قصه حب ما تدفعها لأفعالها تلك ولكنها لا تلقي نظرتين علي اي شاب بل علي العكس فالتعامل مع الشباب يكاد يكون منعدم مما اشعره بسعادة بالغه !!

اخرجه من دوامه تحليلاته صوت عامر ....

-معلش يا مالك ممكن مكالمه من تلفونك عشان رصيدي فصل !!
-ايوة طبعا .. اتفضل ...
قالها وهو يخرج هاتفه ويمرره اليه ...
كاد ينغمس مره اخرى بتفكيره و لكن حديث عامر بالهاتف استوقفه ...
-السلام عليكم الشيخ (.....) طيب انا بقالي اسبوعين مستني معادي وكل مره يتأجل ....
توقف عن الحديث قليلا ليردف بحده يحاول السيطرة عليها....
-ايوة بس احنا عايزين معاد محدد معشان مبقاش متشحطط كده ! تمام الخميس الجاي باذن الله الساعه 8 بليل ... مش هنتأخر اكيد !!! 
اغلق عامر الهاتف بحنق واعطاه لمالك...
-شكرا !!
-العفو ...
تنحنح مالك ليردف...
-هو لسه الراجل ده مقابلكمش ؟!
-لسه يا سيدي ؛ سياده البيه المهم ؛ انا لو عليا مش عايز اشوف وشه لولا امي متمسكه اننا نروحله عشان عرفت ناس كانوا نفس الحالة كده و خفوا ...
-مع اني مش مقتنع بكل الكلام ده بس ربنا معاكم وبعدين مش يمكن نفسيه يا عامر ؟!
وضع عامر قبضته علي ذقنه بتعب قائلا بتنهيده...
-مش عارف بقي انا تعبت والله ، ومقهور علي اختي اوي !!
صمت مالك محاولا التخفيف عنه حتي انهوا اعمالهم و عكف الي توصيله الي البيت .....
نظر له عامر قائلا..
-تعالي اطلع شويه !
-لا تسلم بس ورايا مشوار كده !
-طيب خلاص اشوفك بكره ان شاء الله !!
-بإذن الله ، سلام !

رفع عامر يده بتحية قبل المضي في طريقه ....ليحول مالك سيارته الي الجامعة حيث توجد دعاء ، فقد حفظ جدولها عن ظهر قلب !!
فهناك تقبع فرصته الوحيدة في التعرف علي شخصيتها الحقيقية ......
وصل بعد مده ووقف ينتظر خروجها فهي دائما ما تخرج في هذا الوقت ....

جلست دعاء تحت شجرة علها تظلل همومها قبل اشعه الشمس !!
زفرت بحنق ناقمة علي تفكيرها المستمر بمالك ذلك الشاب الذي يفرض نفسه عليها وعلي بيتها فأصبحت تراه بشكل شبه يومي يتعمد فيها اغاظتها بابتسامته المزعجة التي تشعر بها كمرآه تعكس أكاذيبها الباهتة !!....
لا تنكر انها حاولت جاهده اخافته بعروضها المبهرة للشعوذة منذ ايام كما ان نظراته المستهينة دفعتها لان تكاد تقتلع عينيه و تهاجمه بالفعل لولا عامر الذي استمات في محاولته لأبعادها عن مرمي رفيقه كي لا يراها بتلك الحالة ، ذلك العرض الذي كان كفيلا بإرهاب الحي كله ولكنه اكتفي بنظراته التهكمية !!
-قفشتك !!!!
قالت لمياء بابتسامه واسعه بجوار دعاء قاطعه افكارها !!
-ااااه !!! حرام عليكي يا زفته قلبي وقف !!
-معلش معلش كلنا لها ، قولي بقي بتفكري في مين ؟!
-يا شيخه اتلهي !!
قالتها دعاء و هي تقف مستعده للرحيل مستكمله ...
-انتي ندله اصلا وانا اللي مستنياكي نمشي سوي !!
لم تستطع لمياء امساك ضحكاتها ل تومأ دعاء بغضب و توعد قبل ان تتركها وتغادر.....
وقف مالك امام البوابة الجامعية كالمراهقين يرتدي جينز وقميص رفع اكمامه قليلا في خضم ملل الانتظار......ابتسم حين ظهرت امامه وكاد يلحقها عندما رأي مجموعه من زملائها يستوقفونها ....
تابع حديثهم وخاصا عندما مال عليها شاب لتجيبه بضحكتها النادرة فتطغو المكان ....
شعر بغيره حارقه عندما ابتسم الفتي الهلامي بجوارها و ملامحه يملأها الرضا !!

تبا للعقل و الافكار لن يقف مكتوف اليدين تاركا الفتي لمحاولاته في التقرب لها !!!
اقترب منهم بثقه ليقول ....
-مساء الخير ، مش يلا يا انسه دعاء ، عامر مستنينا في المحل اللي هناك ده !!
نظرت له بذهول و صدمه من اين أتي ذلك البغيض !! وتذهب الي اين ؟
-افندم ؟!
ردت بوعي مشتت ليقول مالك وهو يثبتها بنظرة جامده لم تراها في عينه من قبل ....
-اتفضلي يا انسه دعاء اركبي .... اخوكي مستنينا اول الشارع بيشتري حاجه وطلب مني اركبك عشان متقفيش في الشارع و حد يضايقك !! ...
لم يفت عليها توجه نظراته في نهاية جملته لحازم زميلها الذي كاد يقتلها ضحكا عندما اخبرها ان هناك شاب يحاول مغازلته !!!!!!
لابد ان الآخرة تقترب !!
تنحنحت دعاء مبتعدة قليلا وهو يتبعها لتقف في منتصف الطريق بعد ان ابتعدت عن زملاءها قائله بغضب ...
-ممكن افهم في ايه بالظبط ؛ انت جاي هنا ليه ؟
-انتي العفاريت قصرت علي سمعك ولا ايه ماانا قلتلك جاي مع اخوكي !!
-هششش وطي صوتك !!
ابتسم بمكر واومأ برأسه نحو اصدقائها قائلا بهدوء...
-ايه ده هما ميعرفوش ان ست الحسن مخاويه و لا شكلك بتخاوي بعد الضهر بس ، لا فعلا بسم الله ما شاء الله مصروف عليكي الصراحه فول اوبشن !!
احمرت وجنتها وقررت تركه والذهاب ولكنه اوقفها بحده رافعا حاجبه بتحدي...
-هتركبي حالا ولا تحبي نبدأ العرض قدامهم !
رمقته نظرة ناريه ثم التفتت لزملائها المتابعين بصمت عن بعد ، لابد انهم يحللون في رؤوسهم موقفها معه وبمماطلتها الان تعطيهم فرصه للغوص بتفكيرهم لما هو ابعد !!
كم تكره ذلك العنيد المزعج !!
اتجهت بصمت نحو السيارة واتبعها مالك في الصعود داخلها و انطلق مسرعا .......
نظرت له بذهول قائله...
-اومال فين عامر ؟!
ارتفعت شفتيه بابتسامه واسعه ليردف... 
-في البيت طبعا !!
-في البيت !!
-اه البيت اومال هيكون فين انتي ناسيه ولا ايه ؟!
-يا واطي يا ابن ....
-لا لا هتغلطي هقطع لسانك ميغركيش اللبس النضيف والعربيه اوعي تفتكريني محترم ده انا صايع ولا هيهمني عفاريت ولا غيره !!
-انت انسان مش محترم !!
-عادي علي فكره !!
كادت تجن من سماجته لتردف بغيظ قاتل....
-فهمني انت عايز مني ايه بالظبط !!
بلل شفتيه بملل قائلا.....
-اكيد واحده زيك زي ما بيقولوا كده تلعب بالبيض والحجر عارفه كويس انا عايز ايه يا انسه دعاء ؟
زمت شفتيها بتوتر رافضه الإجابة ... منذ ان ظهر في حياتها وهو يشع بذبذبات مهدده لمخططاتها !!
اتسعت ابتسامته قائلا........
-يا جبروتك ؛ عمري متخيلت اني هشوف حد كده !!
جزت علي اسنانها لتردف بغيظ...
-خليك في حالك ؛ انت مالك و مالي ! جبروت او مش جبروت حاجه متخصكش !!!
اطلق ضحكه رجولية بحته قائلا بثقه .....
-كل حاجه فيكي بقت تخصني خلاص !!
-يا سلام يا دلعدي !! و ده من ايه ده ان شاء الله ...مين مات ووصاك عليا يا عينيه !
نظر لها بعيون ضاحكه اهي عقده الرقي و الهدوء المنظم الذي نشأ بهما ام انه جن تماما ليشعر بابتسامه حقيقيه ترتسم علي وجهه لما تتفوه به بنبره شعبيه متأصله ...
-عارفه اكتر حاجه مفرحاني في قله ادبك دي ؟!
ضاقت عينيها رافضه الرد او عاجزة الي حد كبير !!
ليجيب بعد ثواني بابتسامه وهدوء و كأنه يتحدث عن الطقس ...
-اني هستمتع بكل دقيقه وانا بعيد تربيتك من جديد و ساعتها هطلع البلا الازرق مش العفاريت بس من جسمك !!
ابتلعت ريقها لما رأته في عينيه من صدق و ثقه تامه لتضحك رغما عنها قائله....
-انتم الرجالة كده مرضي نفسين !!
ضحك بشده ليردف...
-ده قصر ديل ... هما المرضي النفسين كده بيشوفوا الكل مرضي الا هما كويسين وبعدين اللي بيته من ازاز ميحدفش الناس بالطوب !!
(قصف جبهه اقسم بالله😂 )

نظرت له بكره شديد قائله بحده...
-نزلني حالا !!
حرك كتفيه بملل وهو ينتبه للطريق امامه قائلا...
-لا ربع ساعه و هنوصل بيتكم !!
-بقولك وقف العربيه ونزلني حالا ياابن ***** و ****** 
توقفت السيارة بحده ضاغطا علي الفرامل بغضب ليلتفت اليها وملامحه خاليه من اي ذره مرح قائلا .....
-انا حذرتك !!!!
وبذلك جذب يدها اليسرى بحده وصفعها بشيء من القوة مرتين علي ظهرها تماما كالأطفال بينما تسمرت هي بذهول .....
تأوهت بألم وغضب وشعرت بدموع الغيظ تتجمع بمقلتيها رافضه الهبوط بعناد فهي قوية و لن تسمح لرجل بأضعافها !!
لا تعلم ما الذي اعتراها ولكنها تركت للسانها اللجام وامطرته بوابل من الالفاظ النابية صادمه لذاتها قبل مالك الذي غلب عليه البرود و الاصرار ليقابل كلماتها بضربات متواليه ليدها حتي اصبحت مائله للاحمرار المتوهج ....
في نهاية اطروحتها اجهشت في البكاء محاوله باستماته سحب يدها المتألمة ....
-هاه حابه تقولي حاجه تاني ؟!
نظرت له بغضب و اعين حمراء دامعه رافضه التفوه بأي حرف ......
ولكنه صدمها عندما رفع يدها لمقابله شفتيه بقبله رقيقه للغاية وكأنه لم يتسبب لها بالألم منذ ثواني !!!
و في النهاية يلصق الجنون باسمها ذلك الوغد !!
سحبت يدها بحده ولكن ليس قبل ان تصفع يده مره بغل قائله ....
-انت مريض ، بأي حق تمد ايدك عليا و ازاي ت ت تعمل كده دلوقتي ؛ مش بتقول ان اخويا صاحبك ازاي تسمح لنفسك تلوث عرضه بالشكل ده ....
تلعثمت بخجل و غضب لانه يستطيع بسهوله تحريك مشاعر حكمت عليها بالإعدام منذ مده رافضه الشعور كأنثى ، ورافضه ان يتحكم بها رجل !!
-حيلك حيلك هو ايه اللي عرضه انتي محسساني اني بتهجم عليكي انا معملتش حاجه !!
-طبعا ما انت لو متربي كنت عرفت ان مش من الطبيعي انك تبوس ايد بنت !!
رفع يده بتهديد لتردف بذعر ...
-اه خلاص اسفه اسفه !!!
-ناس تخاف متختشيش !! بالحديث عن الخوف انا هموت واعرف انتي عامله المسلسل ده ليه ؟!
ردت بثقه محاوله ايجاد الدور التمثيلي التي اتقنته لأكثر من سنه....
-مين قالك انه مسلسل ....
اردف مالك متجاهلا كلماتها ....
-مش عايزة تتجوزي و بتذاكري طبيعي بس جو العفاريت والجن ده ايه لزمته ....
عقدت ذراعيها ناظرة للأمام بتجاهل مقررة عدم الإجابة ليستمر مالك بكلماته الاستفزازية ...
-بتحبي حد وعارفه ان اهلك هيرفضوه ؟؟!

قراءة وتحميل نوفيلا أحببت طبيبتى بقلم محمود زيدان - مجلة الشفق

قراءة وتحميل نوفيلا أحببت طبيبتى بقلم محمود زيدان - مجلة الشفق


.......................

في كل يوم مع بزوغ الفجر يولد حب جديد، يتحسس الندى بأنامله عقب انقضاء الدلجة، ويتنسم عطر الزهور في سرور عند البكور، 
ثم يفتح عينيه على الضياء في استحياء مع الإشراق ، وينمو شيئا فشيئا ويزدهر إلى أن يبلغ ذروته ويشتد عوده مع ارتفاع الشمس في كبد السماء. 
ثم بعدها تبدأ رحلة أفوله وسقوطه الي الهاوية، فتتساقط قطرات الندى مثل أوراق الخريف، وتنحني سيقان الزهور حتي تغوص في الوحل، وتطوف العتمة بأسوار الغرام فتحجبه عن أعين المحبين، ثم أخيرا ينقض عليه شبح النسيان فيقيد أغلاله عنوة إلى أن يلتقط آخر أنفاسه.
ولكن أحيانا تبحر سفينة الهوى في بحر متلاطم الأمواج، فيقذف بها الموج يمينا ويسارا إلى أن يلقي بها قرب جزيرة الوفاء.
وأحيانا أخرى يموت الحب في مهده أمام أعين العاشقين، وتبوء كل محاولات إحياءه بالفشل.

هكذا فعل الغرام بمجنون ليلي، ومازال يكرر نفس فعاله مع غيره من المحبين.. فالحب مباح للجميع ولم يستأثر به عاشقا دون غيره.
وما كانت قصص الغرام التي يتوارثها الحالمين إلا قطرة في نهر جاري لا أحد يعرف كيف بدأ وأين تكون نهايته.

وسيبقى طائر الهوى على مر اﻷزمنة حرا طليقا، يحط رحاله متى شاء ويستوطن قلب من يشاء، فإنه ما كان يوما حبيسا في قلب أحد، بل هو يأسر ولا يؤسر.

فها هو الآن قد طأطأ رأسه، وطوى جناحيه، وعلق بصره ناحية الفتى الوسيم أدهم استعدادا ﻷن يمد بساطه، ويحط رحاله في قلبه الذي ماذاق حلاوة الحب يوما رغم أنه قد جاوز الثلاثين من عمره باﻷمس القريب.

عاش أدهم حياته في عهود من اللهو واللعب، قضى عمره متنقلا بين النساء كالفراشات دون كلل أو ملل، ما إن يدرك لذته من إحداهن حتى يلقي بشباكه في عجل على اﻷخرى.

يعتمد في الإيقاع بضحاياه على وسامته وروعة مظهره، ولسانه العذب وحسن منطقه، فضلا عن وفرة المال التي يغدقها اﻷبوين عليه، لكونه الإبن المدلل والوحيد.
ساقته قدماه مساء اليوم الي عيادة الدكتورة حنان بدر الدين، طبيبة اﻷسنان التي ذاع صيتها في اﻷونة اﻷخيرة.

ما إن وضع إحدى قدميه في العيادة حتى تعلقت أبصار النساء ناحيته، وأصابهن الذهول من حسنه، ورحن يتهامسن دون خجل عن جماله وأناقته ونظراته الساحرة.
ومضين يتغزلن في عطره الباريسي، وبدلته اللامعة التي تعانقت مع ضوء المصباح ساعة الغروب، حتى أضحى لونها الرمادي شديد البياض.
ثم مضي في طريقه واثق الخطوة يمشي ملكا حتي وقعن جميعا في شباكه دون أدني مجهود منه يذكر.

وكأن الممرضة قد أعتدت لهن متكئا ليعرفن قدره ومقامه الفريد، ولكن شتان ما بين يوسف الصادق العفيف، وأدهم المخطيء الكاذب.

نهضت الممرضة من فورها لإستقباله كأن مبعوثا أمميا جاء في زيارة رسمية الي هناك، بينما تقدم أدهم ناحيتها للإستعلام عن حجزه المسبق، ترافقه والدته التي بدت عليها ملامح الفخر بنظرات النسوة نحو ابنها المدلل!!

ثم أشارت اليه الممرضة بأن يستريح قليلا، ريثما يأت دوره بقائمة الراغبين في لقاء الطبيب.
راح الفتي يلتفت يمينا ويسارا بحثا عن مكان ملائم للجلوس ولكن كانت العيادة مكتظة بالزوار.
فتسابقت النسوة جميعا في الإفساح له حتي يميل إلي جوار إحداهن، بينما عادت الممرضة مسرعة عقب غيابها لبضع ثوان تحمل في يدها كرسيا وضعته بجوارها ثم أشارت اليه بالجلوس، ومضت في جلب آخر لوالدته.

مرت دقائق معدودة ثم أشارت بعدها الممرضة الي الفتي بالدخول الي حجرة الطبيب، بعد أن طالبته بتدوين اسمه، وسنه، ووسائل الإتصال به عند الحاجة.
ما إن تقدم أدهم ناحية الحجرة وطرق بابها حتي سمع صوتا أنثويا يسمح له بالدخول قائلا: تفضل يااستاذ أدهم.
دخل أدهم علي الفور مذعنا للأمر، ثم راح يلتفت يمينا ويسارا بحثا عن تلك الطبيبة التي أضحت حديث أهل المدينة، وبات العائدون من زيارتها يروون اﻷساطير حول مهارتها وإتقانها للعمل الذي لا يصاحبه أي شعور لدي المرضى باﻷلم.
أقصى أمنيات المريض أن يتم شفاءه دونما يتأوه، أو يظهر ضعفه أمام الطبيب، أو يستدر عطفه بصراخه إذا ما قسا عليه.. ولكن عادة لا يستجيب اﻷطباء لتوسلات المريض..!

ظل الفتي بضع ثوان داخل الغرفة يترقب مجيئ الطبيبة ولكنها لم تأت بعد، فأبصر هنالك في زواية الغرفة البعيدة ناحية اليسار، فتاة في ريعان شبابها قد ولت ظهرها وراحت تعيد ترتيب أدواتها علي الطاولة، مقص صغير، مشرط، محقنة لضخ الهواء في فم المريض، ومحقنة أخرى ذات ابرة طويلة لحقنه بالمخدر، وأخيرا كلابة لخلع الجذور، ثم قامت بجمع مخلفات المريض السابق، لفافات من القطن الملطخ بالدماء في داخلها نصف ضرس فر هاربا من عثرات اللسان.
صاح الفتي بأعلي صوته قائلا: جئنا هنا لملاقاة الطبيبة وليس للجلوس علي اﻷعتاب طلبا للعطاء، أليس من الواجب أن تبقى طبيبتكم حاضرة في استقبال مرضاها..!!

أجابت الفتاة في هدوء قائلة: عذرا سيد أدهم، سوف آت علي الفور، من فضلك أمهلني ثوان معدودة.
واصل الفتي ثورته وهتف بأعلي صوته قائلا: ما شأني بك أيتها الصغيرة، هل ستقومين بمهام الطبيبة إلي أن تنتهي هي من طلاء أطافرها، ووضع أحمر الشفاه.

أدارت الفتاة وجهها اليه في غضب، وألقت بأدواتها أرضا ثم تقدمت ناحيته وصرخت في وجهه قائلة: أنا دكتورة حنان طبيبة اﻷسنان، وقد أعتدت أن أعيد ترتيب أدواتي بنفسي عقب الفوضى التي يحدثها المرضى أمثالك.

نظر أدهم نحوها مشدوها، محدقا عينيه في قسمات وجهها، فاغرا فاه من فرط جمالها، وكلما هم بالنطق يتلعثم لسانه وتأبى الحروف أن تفارق شفتيه.
كانت تلك المرة اﻷولى التي يشعر فيها الفتي بضآلة قدره في حضرة اﻷنثي التي حطمت بالتفاتتها غروره.

ثم خضع مستسلما في انقياد لقانون اﻷقوى الذي فرضته علي كيانه بنظراتها الساحرة، حتي وقف صاغرا إزائها وراح مرغما يتطلع في محاسنها. 

كيف لا وهي قد جمعت في جعبتها كل محاسن اﻷنثى التي تراود أحلام الرجال، فتاة فارعة الطول دون إسراف، ممشوقة القوام في غير سمنة أو نحافة، عيناها كأنهن لؤلؤتين تزيدان من نضارة وجهها الذي بدا مثل قرص الشمس في ساعة الإشراق.
ترتدي حجابا خمريا يميل الي الحمرة شيئا قليلا، وأسدلت علي جسدها الرقيق جلبابا قرمزي اللون، تهادي في لين حتي بلغ أخمص قدميها، يعلوه بالطو ناصع البياض مثل بشرتها، وبالكاد يخفي مفاتنها.

بدت مظاهر الإرتباك علي الفتي، وأحس كأنه دمية جوفاء سقطت في بحر متلاطم اﻷمواج، ومال نجمه إلى اﻷفول عندما أضحى في جوار القمر.. فقد كانت فتاته هذه المرة من نوع نادر، كإحدى الظواهر الطبيعية التي لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر.

علمت اﻷم بأمر وليدها، ثم حاولت تدارك اﻷمر، فتبسمت في خجل وقالت: عذرا صغيرتي الجميلة، أحيانا تتسبب آلام اﻷسنان في فقدان صاحبها للوعي فلا يشعر بمن حوله، ولا يدري ما يقول.
ردت الطبيبة بكل هدوء وقالت: لا عليك سيدتي، في كل يوم أنتظر حالة مثل هذه.. فما أكثر فاقدي الوعي في عيادتي، ثم أدارت بصرها ناحية ابنها وقالت: مما تشكو سيد أدهم.
وضع أدهم كفه علي خده اﻷيمن ثم قال: أعاني منذ أيام من ألم في ضرسي، ولم أجد له علاجا شافيا إلي أن بت ساهرا ليلة البارحة، وما زار النوم جفني حتي الصباح.

أشارت اليه الطبيبة بالتمدد علي تلك اﻷريكة الواقعة في يسار الغرفة، فاستجاب فورا للأمر.
ثم تقدمت في خطى ثابتة ناحيته، وتناولت ملعقة خشبية من فوق الطاولة، ثم وضعتها في حلقه وتحسست جميع أضراسه إلي أن بلغت ضرسه التالف، حتي أطلق صرخة مدوية، وأمسك بيديها كالمستغيث، فترقرقت عيني اﻷم علي إثرها بالدموع.
ثم هدأ الابن شيئا فشيئا، بعدما تقدمت الطبيبة خطوة أخرى تجاهه حتي كاد جسدها أن يلامس جبهته، فتنسم عبيرها اﻷخاذ وهتف قائلا: لما أطلت البحث عما تريدين يا سيدتي..؟! هو الآن قريب منك، ألا تشعرين بما أصابه عقب أن لامسته يداك .
شعرت حنان بأن الفتي يوجه إليها رسائل إعجاب خفية، فكتمت غيظها وقالت: يبدو جليا أن ضرس العقل لم ينبت بعد.
نظر أدهم نحوها في دهشة وقال: عذرا سيدتي، أخبرتني والدتي بظهوره في سن العشرين.
ردت حنان في ثقة ممزوجة بالسخرية قائلة: يبدو أنه قد جاء فقط في رحلة إستطلاع ﻷمر صاحبه، ثم شعر بأنه لن يجد معه نفعا، فعاود أدراجه في يأس مرة أخري.
أشاح الفتي بناظريه بعيدا في نفور ثم قال: دعنا الآن من هذا اﻷمر، ولكن ماذا عن الضرس الذي تلف...؟!
تناولت حنان الإبرة واستعدت لحقنه بالمخدر ثم قالت: أصابه العطب في مهده حتي فسد، ونخر السوس في عظمه حتي نتن، يبدو علي ظاهره الحسن والجمال، ولكن باطنه أجوف شديد السوء، ولابد الآن من اقتلاعه في عجل، واستبداله بضرس جديد، حتي يستريح قلبك، ويزور النوم جفنك، وتزول رائحة الفم الكريهة.
حدق الفتي في عينيها ثم قال في حزن: يساورني شك أن الضرس الصناعي الجديد لن يكون أفضل حالا من الذي خلقه ربه فسواه فعدله.
أجابت حنان في أسف قائلة: ما كان الضرس الذي فسد أن يصيبه العطب لو أن صاحبه حفظه ورعاه، فكن مطمئا سوف يحل مكانه ضرسا ثابتا، من معدن الفضة كتلك السلسلة الطويلة التي تطوق بها عنقك.
بعد لحظات من الجدال بين الفتي ووالدته ومزيدا من التساؤلات مع الطبيبة أومأ الفتي رأسه بالموافقة.
تقدمت حنان في حذر تجاهه، ثم مدت يدها لحقنه بالمخدر بينما حاول الفتي جاهدا إزاحتها في خجل عندما زاد به اﻷلم.
نجحت أخيرا في غرز الابرة في فكه، ثم أشارت اليه بالخروج بضع دقائق، ريثما يتسلل مفعول المخدر الي فمه .
مرت دقائق معدودة، ثم أرسلت حنان في استدعائه مرة أخرى، وشرعت في مهمة اقتلاع الضرس من جذوره.
تناولت القابضة المعدنية ثم راحت تجز علي أسنانها، وبدأت في خلعه كأنها تجتث شجرة خبيثة لا نفع لها.

ثم جذبت قطعة من القطن بمجرد انتهائها، ومضت في تجفيف دمائه، وكذلك دموع والدته.
ثم أذنت لهما بمغادرة العيادة، مع لزوم العودة في مطلع كل شهر جديد، لإجراء عملية الإستبدال عند تعافيه من اﻷلم.
مرت ثلاثون يوما علي الفتي كأنها قرن من الزمان، حتي غلبه الاشتياق، وفتك به الغرام، وحط الهوى رحاله في قلبه وأبى أن يفارق دربه.
وما إن انقضت عِدَّتُه حتي عاد الي طبيبته بصحبة الوالدة، في لهفة دون إبطاء.
جلست حنان كأنها تترقب قدومه، وهيأت نفسها لاستقباله، فقد رتبت أدواتها سريعا هذه المرة، ثم اتكأت علي الكرسي تداعب خصلات شعرها المتفلت من تحت حجابها انتظارا لمجيئه، يبدو أنه قد لحق بها ما حل بالنسوة في اﻷمس القريب.. ولكنها كانت أقدر منهن علي تمالك نفسها للمرة الثانية.
طرق أدهم الباب في شوق، فأذنت له بالدخول ونهضت من مكانها لاستقباله، ثم أشارت اليه بالتمدد علي الطاولة.
بينما جلست اﻷم في زاوية الغرفة البعيدة، وقد وضعت كلتا يديها علي آذانها خشية أن تبلغها صرخات ابنها المدلل.
نظر أدهم الي الطبيبة متأملا في قسمات وجهها، فتسارعت دقات قلبه، وتصبب العرق من جبينه، ولكنه تمالك نفسه شيئا فشيئا، واستجمع قواه، وأطلق لسانه، ثم همس في أذنها قائلا: هل تقبل طبيبتي الجميلة بأن تجاور شخصا مثلي علي فراش واحد في غرفة تحوي بين جنباتها شتي وسائل المرح والرفاهية، ولك ما تطلبين من اﻷموال والذهب 

انتقلت عدوى الإرتباك الي الفتاة، فسقط المثقب من يدها، فرمقت فتاها بنظرة غاضبة وقالت: هل شعرت بأنني نوع جديد من الخمر ترغب في احتسائه، أم ظننت بأنني رابطة عنق مبهجة اللون تسعي لإقتنائها، أم حدثتك نفسك بأنني واحدة من جوارى اﻷمير المتوج تنتظر إشارته بشوق، وتمتثل في خضوع ﻷمره عندما يرسل في طلبها متي شاء.
نظر اليها في لهفة وقال: أنا الهارب من قيد النساء، جئت راجيا منك الدواء، فهل تقبل بمثلي أميرتي الحسناء. 
رمقته بعينيها الساحرتين وأشاحت بوجهها بعيدا ثم قالت: حدثني الجميع عن هفواتك، وسقطاتك، ونزواتك التي لم تنته بعد، فمازالت آثارها القبيحة تكسو عظام وجهك، وينبعث نتنها من أعماقك ألا تشم رائحة الفم الكريهة التي تفوح عند حديثك جراء تناولك الخمر.
ثم مدت يدها وتناولت السلسله الفضية بأناملها وقالت: إنما شرعت الزينة للنساء، أما هذه فلا تلائم الفتية والرجال، أم أنت من المتشبهين والمتشبهات..!!

كانت كلماتها تخترق صدره كسهام من نار إلي أن تستقر في فؤاده، وتجلد ظهره آلاف المرات عقابا علي ذنوبه، فارتجف قلبه، واقشعر بدنه، وانحدر الدمع من عينيه كالنهر الجاري وراح يسيل دون مهل علي وجنتيه.
فتناول أدهم السلسلة دون إبطاء وجذبها بقوة حتي تقطعت أوصالها، وتناثرت أجزائها في كل مكان.
ثم نظر اليها وتمتم بكلمات لم تفهم منها الطبيبة غير هذه اﻷية ( إن الله غفور رحيم )
وانطلق بعدها هائما علي وجه خارج العيادة، ثم لحقت به والدته.
بينما أدارت حنان ظهرها إلي الباب، وواصلت عملها، ثم راحت تعيد ترتيب أدواتها كعهدها دائما. 

في مطلع الشهر الجديد جلست حنان تترقب انتظار الفتي الوسيم في شوق ولهفة، كأن رحال الهوى قد أناخت في قلبها واستقرت دون إذن منها، حتي أصابتها لوثة العشاق، ولكن الفتي لم يأت بعد.
مر الشهر اﻷول ثم الذي يليه ومازال المُداوِي ينتظر المُدَاوَى إلا أنه أبى الرجوع وأعرض عن الدواء. 
ثم انطلقت الطبيبة في رحلة البحث عن مريضها، ومضت الحبيبة تبتغي الوصال مع حبيبها إلي أن عثرت علي أرقام هاتفه في سجلات المرضى.
ثم خطت بأطراف أصابعها رسالة جاء فيها: (مازلت أنتظر اللقاء، أحضر فورا دون إبطاء، قبل أن يفسد الدواء).

في اليوم التالي مباشرة حضر الفتي بصحبة الوالدة.
ما إن طرق أدهم الباب فسمحت له اﻷميرة بالدخول، ووضع كلتا قدميه في ديوانها حتي وثبت من فوق عرشها وانطلقت تجاهه في ذهول مما رأت، فقد كان ظهوره مختلفا هذه المرة، قد أينعت في قلبه بذرة الهداية، وأتت علي الفور بثمارها فأشرق وجهه، وزاد بهاؤه غير الذي كان.

فمدت حنان يدها نحوه وانتظرت بضع ثوان أن يمد يده، ولكنه طأطأ رأسه، وخفض بصره ناحية اﻷرض، وهمس بصوت خافت قائلا: عذرا سيدتي، قد أقسمت منذ ثلاثون يوما ألا أصافح امرأة لا تحل لي. 

فاضطرب قلبها وخفق فؤادها من فرط السعادة، وهمت ﻷن تسحب يدها في خجل فتناولتها اﻷم وقبضت علي راحتيها برفق وجذبتها ناحيتها، واحتضنتها بقوة، ثم همست في أذنها قائلة: أشعر بالإمتنان صغيرتي لقدرتك علي شفاء طفلي الكبير، وتبدل حاله من الفحش والسوء الي أفضل حال، قد حاولت مرارا وتكرارا ولكن باءت كل محاولاتي بالفشل، والآن هل تقبل أميرتنا الرقيقة بأن تطأ قدميها أرض مدينتنا الجميلة، لتغمر السعادة قلوبنا، وتعم الفرحة أرجاء بيتنا. 

تبسمت حنان في خجل وقالت: أما الآن فقد استسلمت اﻷميرة لخفقات قلبها، ولم يعد بوسعها غير الرضا والقبول، بشرط مواصلة أميرها للعمل الجاد نحو الشفاء الكامل.
فانطلق الفتي في خطوات متسارعة نحو اليسار، ثم تمدد علي الطاولة، حتي تقوم الطبيبة بإنهاء مهمتها في عملية استبدال الضرس القديم بآخر جديد.
------
محمود زيدان....

نوفيلا العب يالا - الفصل الثانى - مجلة الشفق



نوفيلا العب يالا - الفصل الثانى - مجلة الشفق
روايات مكتوبة- روايات ورد- روايات للجوال- روايات منتديات - روايات للفيس بوك - دينا إبراهيم روكا 

الفصل الثاني.......... 

عند مالك و عامر بالخارج .... 


رمش مالك عده مرات بوجه جامد و كأنه يبحث عن رد فعل مناسب لما يسمعه .... 
مرت ثواني قليله قبل ان يردف ...
-نعم ؟
-نعم الله عليك !
-ايوة يعني انت عايز ايه ؟!
-انت مش مصدقني صح ؟!
فرك مالك ذقنه قبل ان يزم شفتيه ليوقف حده كلماته فيقول بتعجب...
-في ايه يا عامر اومال لو مش خريج تجارة و محاسب عندي كنت عملت ايه !! ايه كمية الجهل والتلوث اللي انا سمعته منك دلوقتي !
سند عامر بذراعيه علي ركبتيه ليقول بتأكيد ...
-انا عشت اسود سنه في حياتي كلها صدقني .. مفيش شيخ ولا دكتور مرحناش ليه و انت شفت بعينك اللي حصل ده احنا رحنا الكنيسة عشان نخرجوه منها مفيش فايدة !!!!
قلده مالك في جلسته قائلا بإصرار...
-هو مين اللي بتخرجوه بالظبط !
صمت مالك ليشيح بوجهه نحو صوت صرير ليقف الاثنان ما ان لمحا دعاء الخارجة من غرفتها وتبدو كمن علي وشك الخروج !!
انتظر مالك ان يوقفها احد ولكنها اتجهت بكل ثقه نحو شقيقها تقبل وجنته بابتسامه مرسومه علي شفتين صورتهما لن تذيقه طعم النوم قريبا !! ....
كان يحدق بها بجديه بالغه يتفحصها و دقات قلبه تعلن التمرد بين ضلوعه .....
ارتفعت تلك العيون البرية ترمقه نظره كادت تسقطه جاسيا راجيا ، راجيا لماذا لا يعلم بعد ولكنه يريد ان يرجوها فحسب !!
ضاقت عيناها لبرهه بتوجس وهي تمسك نظراته المناشدة لأنوثتها ، شعرت بشعور يتنافى مع حياتها الجديدة لتختتم لقائهم هذا بخط احمر يغطي وجنتيها ،تركتهم سريعا بقلب متسارع متجهه نحو باب الشقة ومنها الي الخارج !!
ارتفعت يد مالك مشيرا الي الباب بذهول قائلا....
-دي خرجت !!!
-اه ما انا شفتها !!
-لا اله الا الله ؛ انت هتجنني يا بني ادم ، يعني اختك كويسه و بتخرج و زي القم....اقصد الفل اهيه !!
امسك عامر بذراعه يعيده الي مقعده مشاركا اياه الجلوس قائلا ....
-هي بتروح الجامعة بتاعتها ... الحاجه الوحيدة اللي طبيعية في حياتها !!
-يعني منين زي ما انت بتقول و....
رن هاتفه فزفر قبل ان يرد علي احد عملاءه .... انغمس في المكالمة محاولا تجاهل عيون نمريه اخترقت كيانه متغلغلة في اعماق سكنته ....
اغلق الهاتف بعد دقائق قائلا ...
-انا لازم امشي دلوقتي ؛ بس الكلام بينا منتهاش ؛ هشوفك بكره ان شاء الله !
هز عامر رأسه بالموافقة ليردف...
-ان شاء الله … بكره نكمل كلامنا !!

................................

بعد اسبوع .....

اخذ مالك يقطع مكتبه بخطواته مشتعلة ... مر اسبوع كامل منذ رؤيته لشقيقة عامر ومعرفته بخزعبلاتها ......
بالطبع لم يصدق حرفا واحدا منها او يقتنع به ولكن ما يثير حنقه الي ما لا نهاية هو تفكيره المستمر بتلك المشاكسة ، شعوره يخبره انها تخفي سرا كبيرا و جزء كبير من اللغز مفقود !!
قذف الاوراق بيده ، ليرمي بثقله بتعب علي مقعد مكتبه قبل ان يدق الباب و يدخل عامر !!
-صباح الخير يا استاذ مالك !!
-قولتلك واحنا لوحدنا قولي يا مالك !!
-لا مؤاخذه اصلي متعود يا مالك و بصراحه انا مش مصدق انك متواضع كده !
ضحك مالك ليقول بتعجب...
-انت ليه محسسني اني مالتي مليونير ده هو مصنع واحد وبتاعي انا و اختي !!
-ياعم ربنا يزيد و يبارك ...المهم كنت عايز اقولك ان امي عزماك علي الغدا بكرة ومش عايزك تكسفها بالله عليك !!
اشار له مالك بالجلوس و هو يقول بحماس مستتر...
-الله وليه التعب ده بس ياابني ، لا حول ولا قوة الا بالله ؛انا مش عايز اضايقكم يعني !!!
جلس عامر ليبتسم بطيبه قائلا...
-ماتقولش كده ده كفايه وقفتك معانا ،عشان كده امي اصرت انها لازم تعزمك ...
-والله انتم طيبين اوي ، ربنا يخليهم ليك ....
التوي في مقعده محاولا اصطناع اللامبالاة و اخفاء الفضول ليردف....
-و اختك عاملة ايه دلوقتي ؟
-الحمدلله ، ربنا يسهل في واحد قالنا علي شيخ عنوانه (.....) بيقولوا هيقدر يساعدها وهيقابلنا كمان 10 ايام ، وربنا يفك كربها !!
-ياااه ده بعيد اوي ، واشمعني 10 أيام ...
ابتسم عامر بسخريه قائلا...
-بالحجز يا سيدي مش فاضي!!
-بسم الله ما شاء الله الشعب كله مخاوي بقي !!
وقف عامر مستأذنا.....
-طيب هروح اكمل بقيت الشغل ومتنساش تمضي الورق ده قبل بكره عشان منتزنقش ....
-تمام !
زفر مالك ما ان خرج صديقه وهو يخبط بأصابعه علي مكتبه بحركة استفزازية لتفكيره ...
مرت دقائق وهو يفكر بأفضل طريقه لإيقاف هذه المهزلة فهذه الفتاة ستشفي مما يزعمون بأي طريقه !!
شاءت ام أبت لن يترك شأنها الا وهي في عصمته !!
فأعصابه لن تتحمل كل هذه الترهات ، اسبوع مماطله مع ذاته كان كفيلا بأن يقنعه انه وقع في شباك حبها وهو من ترك لقلبه المجال عندما اختار اختلاس صورتها من شقيقها ، و يجب ان يتحمل عواقب أفعاله !!
تنهد باستسلام علي حظة العسر ....
فقط هو عندما يقرر ان يغرم بفتاة ؛ تكون بفتاة شبة مجنونة و جامحة !!
امسك هاتفه يعبث ببعض الازرار متخذا من الانترنت حليفا في حربه هذه عسي ان يساعده !!
بعد ساعه من البحث والتقصي توصل الي أرقام عديده لشيوخ تجلب الحبيب و ترد المطلقات !!
و رقم واحد يبدو منبوذا لدكتور نفسي وأخصائي اعصاب تطرق لمثل هذه الاقاويل ....
دون تفكير اخذ ينقل رقم هاتف الدكتور للتحدث معه اولا !!..
.................

في اليوم التالي ......

حرك مالك رقبته بحركه إحماءيه وكأنه مقدم علي الحرب وهو يتخذ نفسا عميقا يلهيه عن تذكره لأقوال الدكتور بأن هناك ما يسمي المس الشيطاني و لكن بأبعاد مختلفة عما يظن الجميع ، واكثر ما تعلق بعقله هو عندما ذكر للدكتور طبيعة تصرفاتها في الجامعة والمخالفة تماما لتصرفاتها في البيت و مع الخطاب كما ذكر له عامر ليقابله ضحكات وقورة من جانب الطبيب وهو يخبره بوحده السلوك وعدم امكانية الممسوس من السيطرة علي افعاله طويلا او بشكل روتيني وان حالتها في الاغلب مجرد فتاة مدللة تريد الحصول علي غاية ما !!
وهذا هو اكثر ما يثير جنونه وحنقه عليها ويجعله يرغب بأن يركل الباب في التو واللحظة والذهاب اليها و صفعها علي اكاذيبها و المرار اللاذع التي تسقيه لذويها !!
سمع باب يفتح من خلفه ليجد شابا سمينا يخرج من الشقة المقابلة لهم قبل ان يرمقه بتساؤل ويسأله ...
-انت مين و بتعمل ايه هنا ؟!
-انا زميل عامر في الشغل معزوم هنا ،في حاجه يا كابتن !!
ضحك باستخفاف و سماجة وقرر متابعه طريقه بلا مبالاة استفزت مالك لان يركله كأنبوب الغاز الشبيهة به وتركه يتدحرج حتي اسفل المبني !!
هز مالك رأسه متمتما بعض الألفاظ الجارحة ، كاد يدق الباب عندما انتبه لتوقف حركات السمج علي اسفل الدرج كما لفت انظاره شحوب وجهه و نظراته الهلعة نحو درجات الدور السابق ...
اقترب خطوة من اولي الدرجات من اعلي و كانت كافيه لان يلمح فتاته تقف كالصنم بهيئة مريبة متحجره تنظر بشر الي السمج امامه !!
رجع للخلف قليلا متعمدا الاختفاء عن الانظار وهو يراقبه يقترب بتوتر و خوف جلي من فتاته محاولا تخطيها و تفاديها قدر الامكان و هو يراه ينكمش علي ذاته الي احد جوانب الدرج ليمر بعيدا عنها دون لمسها ....
بينما اتخذت هي وضعيه مثيرة للإعجاب !!
ليجد عيونها الشبيهة بالقطط والحصرية فقط لأعتى نجمات الإغراء و قد تحولت نظراتها الي نظرات مرعبه خطيرة ؛ ضيق عينيه محاولا التقاط ادق التفاصيل ، ليتفاجأ هو والرجل علي حد سواء بصوت خشن يخرج من احشاء قلبها ، فنسي الرجل حذرة و انتفض بهلع و ذعر ليتخطاها راكضا !!!!
كم أجاد تشبيهها بالقطط وهي تثبت له شراستها و هجومها البري علي ضحاياها بفطرية أثارت كل حواسة وفضوله !!!
توالت المفاجئات عندما اختلطت صوت ضحكتها وهي الاولي علي وجهها منذ ان راها بصوت أفكاره ليتنهد و تتأكد شكوكه بأن تلك الفتاه ماهي الا فتاة مراوغه و مشاكسة !!
هز رأسه وهو يشعر بابتسامته ترتسم بتلقائيه علي شفتيه ، فهي تذكره بمشاكسته الخاصة و شقيقته الصغيرة ( يمني ) !!
غلطة والديه كما اخبراه ولم تكن في الحسبان بأن تأتي وهو يبلغ 14 عاما ولكنها غلطة يحمد الله علي حدوثها فبدونها كان ليبقي وحيدا بعد وفاة والديه و هو يحرص علي تربيتها وتوفير جميع احتياجاتها !!

انتبه لهدوء ضحكاتها و راها تهندم هيئتها !! هل غرق بتفكيره كالمعتوه متناسيا انه يقف علي درج في مبني مهترئ مع فتاة تدعي المس !!!
رائع لم يرها سوي مرتين وها هي تجبره علي التصرف كالفتيات الصغيرات الحمقاوات كشقيقته !!
بلل شفتيه ولمعت عيناه بفكرة ليقرر الاعلان عن وجوده ... تنحنح وهو يهبط الدرج بثقه و هدوء حتي وصل اليها ..اختفت الابتسامة من علي شفتيها وساد التوتر ملامح وجهها فقط لثواني قبل ان تخفية بمهارة تحسد عليها !
ازدادت ابتسامته وهو يتفحصها بعناية بالغه او بالأحرى وقاحة عالية ليظهر توترها جليا ام هو خجلها هذه المرة ؟!!
احمرت وجنتيها بخجل ؛ ما سر جاذبيه هذا الرجل ، بالتأكيد لا يشبه نجوم هوليود التي تعشقهم ومن يراه يجزم بأنه مصري اصيل ابا عن جدا ؛
(نفس الشئ ولكنكم تحبون براد بيت 😂 اعقلي يااختي انتي وهي ملكيش غير شباب بلدك الرجالة 😂 )
فكيف أتي بكل هذه الجاذبية بقامته الطويلة الموسومة بقبلات شمنا المصرية الناعمة !!
(ايموشن بيغمز ويعض علي شفايفه 😂 شمسنا الناعمه هااااااه خلونا ننشط السياحة 😂😉)
جف حلقه من نظراتها التي طالت بوجهه وكأنها تحفر تفاصيله ، شعر بسعادة مغذيه لكبرياء رجولته ....
(بعيدا عن كل الهري اللي فوق ده بس مصري+ نظرة = بتحبني !! مش محتاجه فقاقه😂😂)
تنحنح قائلا ...
-برافو برافو فعلا ابدعتي يا فنانة !!
صعقت دعاء فهل انكشفت لعبتها له بهذه السرعة والسهولة وهي لم تراه سوي مرتين، في الوقت التي استطاعت الحفاظ علي مسرحيتها لأكثر من سنه امام عائلتها والجميع وحتي الشيوخ والقساوسة !!
جحظت عينيها مقرره تجاهله تماما وهي تشعر بقلبها يدق بشده من الخوف !!

منعها من تخطيه بابتسامة مشاكسه لتحاول اتباع احدي تكتيكاتها المضمونة .....
فقالت وهي تميل رأسها لليمين بصوت به بحه مختلف عن الصوت التي استخدمته لإرعاب ابن عمها الكريه والتي تتلذذ بتعذيبه !!
-ابعد !!!!!!
وضع مالك يده علي وجهه بتفكير مصطنع ليقول بأنين .......
-امممم الصوت متغير هو انتي مأنتمه مع كام عفريت ولا دي عفريته !!
تحولت سريعا الي شخصيتها الغاضبة والفجة التي فرضتها عليها البيئة المحيطه بها لتردف ......
-انت بتستظرف يا خفيف يا ابن ال.......
امسك ذراعها بحده ارهبتها لتتسمر بصدمه وهو يقول بابتسامه مشاكسه ....
-لا لا انا لسه بقول عفريته محترمه متخلنيش اخرب عليها هنا علي السلم !!
تجاهلته او هكذا حاولت اقناع نفسها وهي تجذب ذراعها وترمقه بحنق ...
-لا اوعي تفهميني غلط انا مش بمسك ايدك انتي ؛ ده بس في روح من ارواحك بحبها وشكلها هتموت فيا !!!
كانت عينيها تزداد اتساعا مع كل كلمه يتفوه بها ، متجاهله انفعالاتها الداخلية الغير مرغوب فيها الان و ابدا لتحاول ابعاد معصمها من بين اصابعه قائله وهي تحاول تقمص دورها ك "مخاوية"..
-ابعد عني ، هتندم !!!
حاولت تغير صوتها ليعض علي شفتيه بانبهار خيالي قائلا بتنهيده ...
-لا مش طبيعية صوتك يجنن ، انا خلاص حبيتك يلا نتجوز دلوقتي !!..
خرجت من طور حالتها بهلع وهي تدفعه حتي ارتطم بجانب الدرج امامها وتهرب لأعلي قائله بعدم تصديق ..
-انت مش طبيعي ..ابعد عني ، معندناش بنات بتتجوز حد !!
تبعتها صوت ضحكاته الساخرة وهو يلحقها بهدوء ....
-وتفرقي بين انسان مسكين وعفريته بنت جنيه !!!
-انت شارب حاجه يا جدع انت !!
-لا طبعا ، بس لو عايزاني اشرب ماشي مفيش مشكله يا قلبي !!
وقفت امام باب شقتهم تتنفس بشده وهي تشعر بوجوده خلفها لتلتفت بحده قائله بتحذير...
-طلعني من دماغك يا ابن الناس ، انا مش فيقالك ، انت تاخد واجبك وتتكل علي الله وتنسي كل اللي حصل ده ، انا مش هسمح لشخص معرفوش حتي يقف في طريقي انت سامع !!!!
ازدادت ابتسامته الرائعة ليردف بثقه ...
-حقك يا ستي ؛ خلاص نتعرف !!
نظرت له ببلاهة و كأنه مخبول لتقول بغضب مكتوم ...
-لا اله الا الله !! لأخر مره بقولك فكك مني !!
-ايه فكك مني دي ، دي الفاظ واحده محترمه مخاوية بدل العفريت اتنين !!
رفعت كفيها بغيظ وكأنها ستأكله بينما غرق هو في ضحكاته السمجة وكأنه اخبرها بأفضل نكات العالم !!
-تصدق انت مستفز !!
قالتها من بين اسنانها ؛ ليبتسم بغموض قائلا...
-هنقول ايه ومن اعمالكم سلط عليكم !! بذمتك مش مكسوفه من نفسك وانتي حلوة و زي القمر كده ؛ وترسمي الدور ده علي اهلك ذنبهم ايه الغلابه دول اللي متمرمطين بيكي في كل حته ، مفيش رحمه في قلبك او شفقه بأبوكي اللي بيتحرك بالعافيه ولا امك اللي عنيها كلها حزن !!!
اغمضت دعاء جفونها رافضه نظراته الاتهامية رافضه الخضوع لحكمه او التأثر به !!
ماذا يعلم ذلك المرفه التافه الوسيم عنها وعن عائلتها !!!
-انا مش عارف ازاي حبيتك ولسه بحبك وانا عارف عمايلك السوده دي !!
فتحت مقلتي عينيها برعب !!!! هل قال المخبول انه يحبها !!
استدارت بذعر عندما فتح الباب من خلفها لتري شقيقتها رحمه تنظر لهم بتوجس و تعجب قائله ...
-ازيك يا ابيه مالك !
كزت دعاء علي شفتيها قائله ...
-ابيه!!
تخطاها مالك بسرعه يلكزها بكتفه عمدا ليردف....
-الحمدلله يا روح ابيه .. عامر جوا !
-ايوة مستني حضرتك !!
ما ان انهت جملتها حتي جاء صوت عامر المستقبل له بترحاب ...
دلف اولا لتلحق به دعاء محاوله السيطرة علي انفعالاتها وهي تقبل اخيها و تهرب الي غرفتها و رحمه تلحقها !!
ما ان اغلقت الاخيرة الباب حتي امسكتها دعاء كالأرنب !! ...
-أبيه ده ايه ياااختي ده كمان انتي تعرفي !!!!
-حيلك حيلك ... اخوكي اللي قالي كده المره اللي فاتت انا مالي انا !!
-متقوليش كده تاني ، انتي فاهمه !!
-ده ايه المرار ده يعني ، هو قالي مقولش استاذ وقالي قولي مالك واخوكي زعق وقال مينفعش علي الاقل ابيه وانتي بتزعقي تقولي لا متقوليش ابيه !!!
اموتلكم نفسي يعني ولا ايه !!
قالتها بحنق وهي تكتف ذراعيها باعتراض وقله حيله لتبتسم دعاء رغم اضطراباتها و تحتضنها بعبثيه قائله ...
-خلاص يا امينه رزق قوليله يا زفت علي دمااااغه !!
ضحكت رحمه بذهول قائله...
-حرام عليكي يا مفتريه وبعدين عامله موضوع ليه هاه هاه هاه !!!
تلعثمت دعاء قليلا لتردف بعنايه....
-عادي اصله مش قريبنا وان شاء الله هيختفي من حياتنا في القريب العاجل ... انا بقولك بس عشان متتعلقيش بيه !!
ردت رحمه بعيون ذكيه ...
-انا متعلقش بيه ولا....

قراءة وتحميل قصة " الرحلة " بقلم : ندى محمود - حكاوى مجلة الشفق


مقدمة



الى كل من ساعدنى فى خروجى من هذا المكان وانا اعلم انه ليس من البشر فيكفى لى انه ساعدنى فهو بالنسبة لى انبل من البشر واشكر امى التى عملت على تحفظى ايات كثيرة من القراءن وانا صغير فهى اكبر عامل فى خروجى من هذا المكان اللعين وابدا قصتى باسم الله وما توفيقى الا بالله عليه توكلت واليه انيب . 


قراءة وتحميل قصة " الرحلة " بقلم : ندى محمود - حكاوى مجلة الشفق



-الفصل الاول_
مصطفى:مامااااا انا داخل انام وصحينى الساعة اتنين علشان الرحلة
الام:حاضر يا حبيبى بس خليك عارف مش مرتاحة
مصطفى:يووووووه يا ماما من ساعة ما ححزت وانتى كل يوم
كل يوم تقوليلى الكلمتين دول كفاية كدا بقا انا داخل انام
الام:تروح وترجعلى بالسلامة يا رب يارب احفظهولى يارب معنديش غيره يا رب
(مصطفى هو شاب فى سن العشرين من عمره شاب متوسط القامة نحيل الجسد فى كلية الاداب لديه خمسة اصدقاء ثلاث بنات وولدين وهو مرتبط بصديقته بيان
بيان:بنت فى العشرين من عمرها قصيرة القامة ورفيعة القوام تحب مصطفى بجنون
معاذ:يطلق عليه مكى وهو طويل القامة وجسده رياضى الى حداً ما ويحب دارين
دارين:بنت شديدة الجمال مرحة ومتوسط الطول وسمينة بعض الشئ ولكن جسدها متناسق جدا
حمزة:شاب من عائلة معروفة بالغنى الفاحش وتقبل عليه جميع الفتيات ولكنه لا يحب الا روفيدا طويل القامة قوى البنية
روفيدا:بنت صارخة الجمال قصيرة القامة رشيقة القوام وتحب حمزة بشدة)
الام:مصطفى قوم يا مصطفى
مصطفى:امممم
الام:يلا يا ابنى هتتاخر على اصحابك كلهم برة مستنينك
مصطفى:طيب طيب قايم اهو
(يستيقظ مصطفى ويرتدى ملابسه ويخرج من غرفته يجد اصدقائه فى انتظاره)
بيان:يا ابنى يلا اتاخرنا
مصطفى:حاضر هلبس الكاوتش اهو
مكى:هنفضل مستنيين الباشا ساعتين
مصطفى:بس يا حبيبى،مامااا خلصتى الشنطة
الام:اه ياحبيبى اهى مصطفى والنبى يا حبيبى تخلى بالك من نفسك وكلمنى كل شوية ولما اكلمك رد عليا بسرعة علشان مقلقش وتلات ايام بس متغبش عليا هما تلاتة
مصطفى:حاضر يا حبيبتى(ويبوس ايدها)،يلا يا جدعان هنتاخر
روفيدا:يا راااااجل وهو مين اللى ماخرنا
حمزة:انت امك وافقت ازاى انك تيجى معانا ديه بتخاف عليك جدا
مصطفى:قولتلها رحلة تبع الجامعة
دارين:يااااااااكذاب
بيان:مكنش المفروض تكدب عليها
مصطفى:لو مقولتلهاش كدا مكنتش هتوافق وانا من الاخر نفسى استكشف المكان دا واعرف الناس بتخاف اول ما بتسمع اسمه ليه
مكى:قلبى مش مطمن
مصطفى:ما تسترجل ياض
حمزة:بقولكم ايه انا دورت عن المكان دا وعرفت انه مسكون جن وعفاريت ومحدش بيطلع منه انا بصراحة كدا مش مستغنى عن عمرى خدوا العربية وروحوا انتوا انزلى يا روفيدا
روفيدا:لا انا هكمل معاهم
حمزة:بقولك انزلى انا مش مستغنى عنك
روفيدا:يا حبيبى مفيهاش حاجة هنروح معاهم وطلاما كلنا مع بعض مفيش اى حاجة هتقدر علينا
مصطفى:حمزة احنا اتفقنا اننا كلنا هنكون مع بعض
مكى:يا اسطا هما تلات ايام بس وهنرجع
حمزة بتردد:ماشى اما اشوف بس والله لو حصلى حاجة انا ولا روفيدا دمنا فى رقبتكم
(ويذهبوا ابطالنا الى وجهتهم وهو قصر سُمى بقصر السكاكينى وهو بمنطقة الظاهر بمصر فهو من القصور الفخمة وبُنى على الطراز الايطالى ويحتوى على اربعمائة نافذة وباب وثلاثمائة تمثال وايضاً هو قصر من أشهر قصور القاهرة، وحولة كثافة سكانيّة عالية.
بعض أهالي المنطقة يتداولون منذ سنواتٍ طويلة، قصصاً مختلفة عن أشياء خارقة تحدث داخل القصر، مثل إضاءة أنواره فجأة خلال ساعات الليل، أو تحرّك القصر حول نفسه، أو ظهور ابنة صاحب القصر تقف في شرفة القصر، وكذلك يعتقدون بسماع أصوات مخيفة مثل صريخ وبكاء متواصل بداخله ويصل ابطالنا الى القصر وكان النهار بدا فى الطلوع)

بيان:منظره يخوف اوى
مصطفى:متخفيش يا حبيبتى انا معاكى
(ودخلوا جنينة القصر)
روفيدا:ايه اللى انت مسكه دا يا حمزة
حمزة:ديه كورة لما ببقا متوتر بدوس عليا
(وفجاة تقع الكرة بعيدا غالبا فى الجنينة الخلفية للقصر)
حمزة:هروح اجيبها واجى
مكى:استنى هاجى معاك
حمزة:خليك هروح جرى واجى
مكى:براحتك
روفيدا بقلق:روح وراه يا مكى ليجراله حاجة
مكى:طيب
(ويجرى مكى لكنه لم يلحق به ويرى مشهدًا صعبًا وفجاة وقع على الارض مغشيًا عليه)


روفيدا:الحق يا مصطفى مكى اغمى عليه

مصطفى:انا رايح اشوف ماله وانتوا متتحركوش من هنا 
(ويذهب مصطفى الى مكى ويرى حمزة جسده ملقى على الارض وملطخ بالدماء وراسه مفصولة عن جسده ويحمل مصطفى مكى ويذهب به بعيدًا وهو مصدوم)
روفيدا بخوف:فين حمزة يا مصطفى
مصطفى بصدمة:بس يا روفيدا
روفيدا:انا هروح اشوفه
مصطفى بزعيق:تعالى هنا انتى عايزة تموتى
روفيدا:حمزة ماات
مصطفى:اهدى كدا احنا لازم نعرف ايه اللى حصل وازاى مات
بيان بانهيار:انا مش هقدر اكمل يا مصطفى وحياتى عندك يلا
مصطفى:مش هنمشى من هنا غير لما اعرف كل حاجة
(وتبدا رحلتهم داخل القصر وجميعهم خائفون ولكن هذه رحلة وستكتمل رغم كل شئ ودخلوا القصر وبيان تلتصق بمصطفى وروفيدا تلتصق بها ودارين تلتصق بمكى)
دارين:مكى القصر دا حلو اوى
مكى بهزار:اشترهولك نتجوز فيه
دارين بفزعة:لا طبعا
مصطفى:مكى بص
(وينظرون جميعهم نحو السلم ويرون فتاة ترتدى فستانًا ابيض تقف على اول السلم ومعها حمزة)
روفيدا باندفاع:حمزة
(وتذهب نحو الفتاة والفتاة تسير هى وحمزة او بمعنى ادق شبح حمزة وتدخل غرفة ما)
مكى:ارجعى يا روفيدا ديه بتستدرجك حمزة مات
(ولكن روفيدا لم تسمع كلمة منه ودخلت الغرفة)
دارين:اااااالحقوها هتموت الحقوها اا
مكى:يلا يا مصطفى نلحق المجنونة ديه
مصطفى:ديه بنى ادمة غبية وممكن تموتنا كلنا
مكى:طب انا هروح اشوفها
دارين:انا هاجى معاك
مكى:يلا
(ويذهبوا الى الغرفة ويفتحوا الباب وتدخل دارين وقبل دخول مكى يُغلق باب الغرفة فجاة ويحاول مكى فتح باب الغرفة ويصرخ)
مكى:دااااااارين دارين افتحى افتحى يا دارين الباب مبيفتحش من برا يا داااااااارين
بيان:فين دارين
مكى:دخلت الاوضة جيت ادخل وراها الباب اتقفل ملحقتش ادخل دارين اكيد ماتت
دارين:انت يا ابنى مدخلتش ورايا ليه عمالة انادى عليك من جوا ايه مش سامعنى
مكى:دارين حبيبتى انتى عايشة
دارين:اومال عفريتى يعنى اللى واقف قدامك
مصطفى:فين روفيدا يا دارين
دارين:روفيدا اااا معرفش مفيش حد جوا
مصطفى:اومال روفيدا راحت فين
دارين:معرفش قولتلك معرفش
بيان:ازاى متعرفيش يعنى هو انتى مش دخلتى الاوضة وراها
دارين:اه بس بقولكوا مفيش حد جوا
مصطفى بشك:طب حاسبى
دارين:احاسب اروح فين
مصطفى:عايز ادخل الاوضة هدخل وانتى واقفة يعنى
دارين بشراسة:محدش هيدخل جوا انتوا فاهمين
بيان:ليه ان شاء الله
دارين:اخرسى يلا امشوا من قدام الاوضة يلا
مصطفى:انا هدخل الاوضة حاسبى
دارين هجمت عليه وخربشته فى ايده:قولتلك محدش هيدخل الاوضة ديه يبقى تسمع الكلام
مكى بيقوم دارين:طب وفيها ايه ندخل الاوضة
دارين تحدف مكى من اعلى السلم فيقع ميتا
بيان:انتى مجنونة
مصطفى:بسم الله الرحمن الرحيم
* أَعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيـمِ
* وَالصَّافَّاتِ صَفّاً (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ
(7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ
الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
*( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً



أَن يَفْقَهُوهُ وَفِـي آذَانِهِمْ وَقْراً, وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَـى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً )( الإسراء)
* ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ) (65) الإسراء
* ( فَمَا اسْطَاعُـوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً ) (97) الكهف
* ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ, إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيـبٍ ) (54) سبأ
* ( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) ( يس (9 )

** أعوذ بالله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وشر ما
يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأ رض وشر ما يخرج فيها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا
طارقا يطرق بخير يا رحمن.

** بسم الله أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع , وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام , وبسلطان الله المنيع
نحتجب ,وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة , ومن شر شياطين الإنس والجن , ومن شر كل معلن أو
مسر ,ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ,ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن
شر إبليس وجنوده ,ومن شر كل دابة أنت اخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم , أعوذ بما استعاذ به
إبراهيم وموسي وعيسي ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ,ومن شر إبليس وجنوده ومن شر ما يبغي
يخرجون بإذن الله تعالى
. بيان:مصطفى انت بتعمل ايه وايه اللى حصل انا مش فاهمة
مصطفى:هفهمك اما نطلع من هنا
.....:ههههههه وانت فاكر انك هتطلع من هنا انت وهى بسهولة انتم دخلتم هنا بمزاجكم يبقى هتطلعوا بمزاجى انا
بيان:انتى مين
.....:وانتى مالك
مصطفى:انتى قتلتى اربعة من صحابنا بيتهيالى لازم نعرف انتى مين وبتعملى كدا ليه
.......:هو انت لو حد دخل اعتدى على بيتك وهينبش فيه وفى تاريخه هتسيبه
بيان:احنا معتدناش على بيوت حد
.....:اومال انتوا هنا بتعملوا ايه
مصطفى:احنا كنا جايين نعرف ايه اللى بيخوف الناس هنا
......:وعرفتوا وانا مينفعش اطلعكوا من هنا
بيان:طلعينا من هنا وصدقينى مش هنتكلم ومش هنيجى هنا 


.....:وانا ايه اللى يضمنلى انكم لما تطلعوا من هنا متتكلموش
مصطفى:هو احنا نعرف حاجة علشان نقولها اصلا
.....:لا انتوا تعرفوا وتعرفوا حاجات كتير اوى كمان

بيان:حاجات ايه اللى نعرفها
....:تعرفونى وتعرفوا ان اى حد بيدخل هنا انا بقتلوا
مصطفى:انتى بتعملى كدا ليه
.....:انا من يوم ما اخويا السكاكينى باشا مات وانا واهلى اتشردنا وعلشان يخلصوا مننا راحوا قتلنى ورحلوا باقى اهلنا على بلدنا وانا مبرتحش غير هنا هنا بيتى وامانى ولو حد دخله بيكتب على نفسه الموت
مصطفى:طب ما انتى بايدك تخلى المكان دا احسن مكان
.....:ازاى
مصطفى:بانك تطلعينا من هنا واحنا نقول ان المكان جميل جدا واحنا هنمسك المكان ونطلع رحلات ليه وصدقينى هيكون احسن وانتى هترتاحى وانا هطلب من كل واحد يجى هنا انه يدعلكم
....:لا انا مبرتاحش غير هنا
بيان:ومين قال انك هتسيبى القصر
.......:لا اطلعوا من هنا وانا هديكم الامان
مصطفى:واحنا ايه يضمنلنا انك تسبينا نمشى
......:قولت امشوا
وخرج مصطفى وبيان من القصر وذهبا
الام:مصطفى قوم يا مصطفى
مصطفى:امممم
الام:يلا يا ابنى هتتاخر على اصحابك كلهم برة مستنينك
مصطفى:طيب طيب قايم اهو


تمت 

powered by Blogger | WordPress by Newwpthemes | Converted by BloggerTheme