في حضرة المساء
أحملُ بيدٍ كوب
قهوة وبالأخري أمُسك قلمي وبركانٌ من الأفكار ينفجر في رأسي
فتتسرب حُمم هذه
الفوضي من رأسي إلي أخمص قدماي
أشعر أنني في حالة جنون غير مسبوقة ، في فكرة لا نهائية ،
في طور كتابة شيء لا منتهي ، بشكل ما و بطريقة لا منطقية أشعر أنه بإمكاني أن أكتب
عددا لا نهائيا من الكلمات و أشكل صورا لا محدودة كتلك التي تدور في فلكي فتتماثل على
أسطري، لدي رغبة ملحة في أن ألفُظ كل تلك الفوضى دفعة واحدة على ورقة واحدة فقط بثمانٍ
وعشرون حرفا!
وفي حضرة هذا المساء يصدر
صمتٌ مفاجئ من خلف كرسي الليل ، يوحي لي أن أُلملم كل تلك المشاهد في لوحة ناعسة تعكس
سحنة ليل الدهشة الذي أفضى بي إلى هذا الجنون.. فقررت أن أكتب لأستريح ..
أكتب عن أمنياتي المحروقة وأنفاسي المخنوقة ومشاعري المكبوتة وأتساءل عن صبري,
عن مصيري المجهول وحلمي المعدوم وقناعاتي المرفوضة
عن الوجع الذي يسكن غرف التنويم ,عن الأحلام المؤجلة ,عن أحاديث الليل والفرح البعيد ,عن الحب الحقيقي ,عن الإبحار في بحور الطوع والخضوع،،عن
سعادة تشرح الفؤاد وتُراقِص الأمُنيات،عن لحظات تُنسيك العالم بمجرد الوقوف بين يديه
، عن الصلاة التي تأخذك للطرف البعيد من الحياة .. عن الوعود القديمة .. عن الأمنيات
المُدّخرة .. عن الراحة التي تسكن قلوب المُتعبين !
وأتمني معجزة يحدث فيها تحول لحياتي الكئيبة ,لحياتي الساكنة بالمسكنات
والمهدئات داعية :- " أيتها النفس المذنبة، عودي إلى الروح التقية
وخذي مكانا بجانبها، وتمسكي بحبل النجاة التي تقودك على سفينة السلام، وان كانت ستتلقاها
يد بشرية غادرة، فوق أرض ليست بأرضها "
انتهت قهوتي وأنا لازلت أفكر وأحتار أكثر كلما فكرت أكثر
؛ و بما أن قهوتي نفدت سأتوقف معها لأن أفكاري نفدت معها أيضا ، ووصلت لنهاية الأفكار
ولم استقر على فكرة بعد. وقبل أن أمسك دفتري لأغلقه ، تساءلت لم أنا أريد أن أكتب ؟
بقلم / إيمان مصطفي محمود