دموع فى ليلة الزفاف - قصة قصيرة

دموع في ليلة زفافها

دموع فى ليلة الزفاف - قصة قصيرة
قصص- أفلام- تحميل روايات رومانسية - روايات للجوال 

لم أكن أعرف حقيقة زوجي إلا ليلة زفافي إليه .. فبعد أن انسحب المدعوون وهدأ صخب الفرح وتوقف قرع الطبول .. وجدتني أمامه وجهاً لوجه في حجرة واحدة والباب مغلق علينا .. أطرقت برأسي في حياء وحمرة الخجل تعلو وجنتي .. لم أنظر أبداً تجاهه .. ولم أفتح فمي بكلمة واحدة .. هو الرجل ويجب أن يبدأ هو .. طال انتظاري دون جدوى .. تمر الدقائق بطيئة مملة .. لا صوت .. ولا حركة .. ازداد خوفي وقلقي .. تحول الحياء إلى رعب شديد .. شلني حتى الصدمة .. لم لا يتكلم هذا الرجل .. لم لا يقترب .. ما به ؟ تململت في جلستي دون أن أحيد نظراتي المصوبة نحو الأرض .. ترى هل هو خجول لهذه الدرجة .. أم أنني لم أعجبه .. ؟‍ صرخة قوية دوت في أعماقي .. لا .. بالتأكيد أنا أعجبه .. فأنا جميلة .. بل باهرة الجمال .. وهذه ليست المرة الأولى التي يراني فيها فقد رآني أثناء الخطبة مرة واحدة .. ولكنني لم أحاول التحدث معه إطلاقاً .. هو لم يبادر ولم أشأ أن أكون البادئة فيظن بي الظنون .. حتى أمي قالت لي ذات يوم بأن الرجل يفضل المرأة الخجولة ويكره الجريئة الثرثارة .. بسملت وحوقلت .. قرأت آية "الكرسي" في سري وأنا أحاول طرد الشيطان .. ولكنه أيضاً لم يتكلم .. هل هو أبكم لا ينطق ؟ .. كلا فقد أكد لي أبي بأنه يتكلم بطلاقة لا نظير لها .. أخي حكى لي كيف أن حديثه حلو وحكاياته كثيرة .. إذاً ما به ؟ ربما هو ليس في الحجرة معي .. هنا فقط رفعت رأسي بذعر لتصطدم عيناي به .. أخفضت عيناي بسرعة وصدري يعلو ويهبط .. ولكنه لا ينظر إلي .. أنا متأكدة من ذلك .. في نظرتي السريعة إليه أدركت هذا .. رفعت نظراتي إليه ببطء وأنا أغرق في ذهولي ..إنه لا يشعر حتى بوجودي .. فقط ينظر إلى السقف بقلق وعلى وجهه سيماء تفكير عميق .. تحرك فجأة ولكنني لم أستطع أن أبعد نظرات الدهشة عنه .. لم ينظر إلي كما تبادر إلى ذهني .. فقط نظر إلى الساعة ثم أخذ يقضم أظافره بعصبية شديدة .. تحولت دهشتي إلى نوع من الحزن .. ممتزج بيأس مر .. قطرات من الدموع انسابت من عيني لتتحول إلى أنين خافت تقطعه شهقات تكاد تمزق صدري الصغير .. حانت منه إلتفاتة عابرة لا تدل على شيء .. فارتفع نشيجي عالياً يقطع الصمت من حولي ويحيل الحجرة الهادئة المعدة لعروسين إلى مأتم حزين . اقترب مني ببطء .. وقف إلى جواري قائلاً بصوت غريب أسمعه لأول مرة : لماذا تبكين ؟ هززت كتفي بيأس ودموعي لا تزال تنهال بغزارة على وجهي ليصبح كخريطة ألوان ممزقة .. عاد لي الصوت الغريب مرة أخرى قائلاً . اسمعي يا ابنة عبد الله بن راشد .. أنت طالق .. توقفت دموعي فجأة وأنا أنظر إليه فاغرة فاهي من شدة الذهول .. هل هو يهزل .. يمثل .. يسخر .. أين الحقيقة والواقع في وسط هذه المعمعة .. هل أنا أحلم .. أم أنه كابوس مرعب يقضي على مضجعي ؟.. أفقت في اليوم التالي على بيت أبي .. وأنا مطلقة .. وأمي تنتحب بحرقة .. وأبي يصرخ من بين أسنانه ووجه أسود كالليل : لقد انتقم مني الجبان .. لن أغفرها له .. لن أغفرها له .. وقتها فقط عرفت الحقيقة .عرفت بأنني مجرد لعبة للانتقام بين شريكين .. أحدهما وهو أبي قرر أن يزوجني لابن شريكه لكي يكتسح غضبه الذي سببته له خلافاتهما التجارية .. والآخر قرر أن ينتقم من أبي في شخصي .. ولكن ما ذنبي أنا في هذا كله .. لماذا يضيع مستقبلي وأنا لا زلت في شرخ الشباب ؟ .. لماذا أتعرض للعبة قذرة كتلك ؟ لم أبك .. ولم أذرف دمعة واحدة .. واجهت أبي بكل كبرياء .. وأنا أقول له : أبي .. لا تندم .. لست أنا من تتحطم .. نظر أبي لي بدهشة وغشاء رقيق يكسو عينيه .. وإمارات الألم والندم تلوح في وجهه .. أسرعت إلى حجرتي كي لا أرى انكساره .. نظرت إلى صورتي المنعكسة في المرآة فهالني ما أراه .. أبداً لست أنا .. لست أنا تلك الفتاة الحلوة المرحة الواثقة من نفسها .. لقد تحطم كل شيء في ثوان .. تاهت الحلاوة وسط دهاليز المرارة التي تغص بها نفسي .. وسقط المرح في فورة التعاسة الكاسحة .. وتلاشت الثقة كأنها لم تكن .. وأصبحت أنظر لنفسي بمنظار جديد وكأنني مجرد حيوان مريض أجرب .. أرعبتني عيناي .. أخافتني نظرة الانتقام الرهيبة التي تطل منهما .. أغمضتهما بشدة قبل أن تسقط دمعة حائرة ضلت الطريق .. أسرعت إلى الهاتف وشعلة الانتقام تدفعني بقوة لم أعهدها في نفسي .. أدرت أرقام هاتفه بأصابع قوية لا تعرف الخوف .. جاءني الصوت المميز الغريب الذي لن أنساه مدى الدهر .. يكفي أنه الصوت الذي قتلني ليلة زفافي وذبحني من الوريد إلى الوريد .. قلت له بنعومة أمقتها : أنا معجبة ! لم أكن أتوقع أبداً سرعة إستجابته و لا تلك الحرارة المزيفة التي أمطرني بها دون أن يعرفني .. أنهيت المكالمة بعد أن وعدته بأن أحادثه مرة أخرى وفي نفس الوقت من كل يوم .. بصقت على الهاتف وأنا أودعه كل غضبي وحقدي واحتقاري .. سأحطمه .. سأقتله كما قتلني .. كما دمر كل شيء في حياتي الواعدة .. استمرت مكالمتي له .. وازداد تلهفه وشوقه لرؤيتي ومعرفة من أكون .. صددته بلطف وأنا أعلن له أنني فتاة مؤدبة وخلوقة .. ولن يسمع مني غير صوتي .. تدله في حبي حتى الجنون .. وأوغل في متاهاته الشاسعة التي لن تؤدي إلى شيء .. سألني الزواج .. جاوبته بضحكة ساخرة بأنني لا أفكر بالزواج حالياً .. أجابني بأسى : أنا مضطر إذن للزواج من أخرى .. فأبي يحاول إقناعي بالزواج من إبنة عمي .. ولكني لن أنساك أبداً يا من عذبتني ..! قبل أن أودعه طلبت منه صوراً للذكرى موقعة باسمه .. على أن يتركها في مكان متفق عليه لأخذها أنا بعد ذلك .. وصلتني الصور مقرونة بأجمل العبارات وأرق الكلمات وموقعة باسمه دست على الصور بقدمي وأنا أقاوم غثياني الذي يطفح كرهاً وحقداً وإحتقاراً .. بعد شهور أخبرني عن طريق الهاتف بموعد زواجه .. ثم قال بلهجة يشوبها التردد : ألن تحضري حفل زواجي .. ألن أراك ولو للحظة واحدة قبل أن أتزوج .. قلت له باشمئزاز : وزوجتك أليست هي الجديرة بأن تراها ليلة زفافك .. رد باحتقار : إنني لا أحبها .. وقد رأيتها عشرات المرات .. ولكن أنت إنك .. أنت الحب الوحيد في حياتي .. وعدته باللقاء وفي نفس ليلة زواجه !. من جهة أخرى كنت أخطط لتدميره فقد حانت اللحظة الحاسمة لأقتله كما قتلني .. لأحطمه كما حطمني .. كما دمر كل شيء في حياتي البريئة .. جمعت صوره الممهورة بأروع توقيعاته في ظرف كبير .. وقبل دخوله على عروسه بساعة واحدة كان الظرف بين يديها .. وكانت الصور متناثرة بعضها ممزق بغل .. وصور أخرى ترقد هادئة داخل الظرف بخيالي تصورت ما حدث .. العريس يدخل على عروسه التي من المفترض بأنها هادئة ومرحة وجميلة .. فيجد كل هذا قد تبدل .. الهدوء حل محله الغضب والراحة اتخذ مكانها الصخب .. والجمال تحول إلى وجه منفر بغيض وهي تصرخ بوجهه قائلة : طلقني ! لم أخفي فرحتي وأنا أحادثه في نفس الليلة : مبروك .. الطلاق . بوغت سأل بمرارة : من ؟ قلت له بصوت تخلله الضحكات : أنا المعجبة .. ابنة عبد الله صالح راشد

خادمات يستعن بالسحر لجلب العمل - العمالة فى الخليج


حكاوى الكتب


 خادمات يستعن بالسحر لجلب العمل - العمالة فى الخليج 
خادمة تعترف: "إنني أقرأ بعض العزائم والتعويذات التحضيرية والتي هي أقوى وأشد ضررا من السحر. وقامت مخدومتي بضبطي وكادت أن تسفرني إلى بلادي. ولكن ظروفي المعشية صعبة داخل وطني ولا أريد العودة إلى هناك. لقد هربت من مخدومتي التي كشفت سري. كنت استخدم تلك "التعزيمة" قصد إجبارهم على إعطائي مرتبي دون تأخير أو مماطلة ". 

وآخر موضة طالعتنا بها الخدم لفنون السحر الخفي، هي جلب بعض الكتب الدينية التي تحتوي على أدعية وأذكار ويقبع داخلها أدعية شركية للاستعانة بغير الله من كبار الجن وغيرهم، من أجل إلحاق الضرر بالمخدوم..
وتقول معلمة بمدرسة ثانوية وأم لعدد من الأبناء: "كنت أعيش حياة هادئة ومستقرة مع زوجي وأبنائي، وكانت صحتي على خير ما يرام ولكن تغير الوضع بعد قدوم الخادمة الجديدة، حيث لاحظت أنها تقوم ببعض التصرفات الغريبة إلى جانب ممارستها لبعض الطقوس. لم أعرها أي اهتمام ولكن فجأة تدهورت صحتي وأصبحت أعاني من حالة أرق شديدة استمرت لعدة أيام دون نوم، حتى أصبت بالإرهاق والإعياء التام وأصبحت لا أغادر سريري أبدا وأهملت شئون زوجي وأطفالي وجميع شئون المنزل، إلى جانب أنني أصبحت كالقطة الأليفة أمام الخادمة، لا أجرؤ على إصدار أي أمر أو رفع عيني في عينها. وفي أحد الأيام قالت لي إحدى زميلاتي في المدرسة اذهبي وفتشي أغراض الخادمة، ربما تعثرين لك على دليل يدينها، لأن صحتك تدهورت بعد وصولها فقط.. وبالفعل قمت بإرسال الخادمة إلى والدتي بحجة إحضار شيء ما وأخذت أفتش هنا وهناك وأقلب، وأبعثر في أوراقها، وهالني ما رأيت.. آيات قرآنية مقلوبة وكتاب أخضر تحت مسمى "لمعة الأوراد" يحتوي على بعض الأدعية الدينية وفي داخل الكتاب وجدت إحدى صفحاته قد ثنيت وطويت من طرفها وتبين أن هذه الورقة مهمة جدا للخادمة.. وأخذني الفضول وبدأت بقراءتها وفجأة أصبت بدوار شديد وسمعت صوت إعصار يدور في الغرفة، إلى جانب رعشة وخوف وبرودة في الأطراف. استعذت بالله وتمالكت نفسي وشتات أمري..وجمعت أغراض الخادمة.. وأخذت الكتاب معي وذهبت به إلى امرأة إندونيسية تقطن بجوارنا على دين وخلق وأطلعتها على الكتاب، حيث وضحت لي أن هذه الورقة هي ورقة سحرية خطيرة فيها قسم شديد ومؤثر يجلب أكابر الشياطين ويستحضرهم، ولا يملكون أمامها سوى الطاعة العمياء. وضررها وخطرها أشد وطأة من السحر، لأن فيها شركا عظيما للاستعانة بغير الله. بعد ذلك يتم الاتفاق بين الساحر والشيطان دون وجود مادة ظاهرة للسحر من أجل الإضرار بكافة أشكاله الظاهرة والباطنة. ومن شروط قراءة هذه الورقة الصوم لمدة ثلاثة أيام وعدم أكل اللحوم خلال هذه الفترة ثم قراءتها في جو هادئ مظلم. 
وبعد مواجهة الخادمة اعترفت بكل شيء.. بأنها قبل حضورها للبلاد ذهبت لكاهن "ساحر" معروف من أجل أخذ بعض "العزائم " والطلاسم الكفرية والسحرية، سواء كانت عبارة عن أوراق أو مسحوق بودرة أو باخور أو نشارة خشب وكلها ذات تأثير وضرر وكل هذه الأشياء بمثابة أسلحة تستخدم عند الضرورة. 
واعترفت أن كل الخادمات من بلدها يفعلن ذلك.وقد كانت هذه الخادمة تقوم بقراءة التعزيمة واستحضار الشياطين وإصدار الأوامر لهم بإيذائي دون استخدام مواد سحرية.وبعد ترحيل الخادمة عادت حياتي وصحتي كما كانت على أحسن وجه ولله الحمد من قبل ومن بعد . 

تحميل وقراءة قصة مهاجر للدكتور :نعيم محمد عبد الغنى - الشفق


تحميل وقراءة قصة مهاجر للدكتور :نعيم محمد عبد الغنى - الشفق
تحميل وقراءة قصة مهاجر للدكتور :نعيم محمد عبد الغنى - الشفق 



إهداء 

إلى المهاجر العظيم ...رسول الله صلى الله عليه وسلم 
إلى صحابته الذين هاجروا 
إلى أنصاره الذين أثروا 
وإلى من سار على دربهم 
أهدى هذا العمل 
كتب دينية - قراءة وتحميل كتب - محمد صلى الله عليه وسلم - الهجرة من مكة إلى المدينة - تحميل كتب دينية pdf 
.............................................................
اقرأ أيضاً : عندما كنا صغاراً 
...................................................................

عن الكتاب : 

إنهم مهاجرون إلى الله, نفضوا عنهم غبار الدنيا ,وتمسكوا فى دينهم أملاً فى رضا الله.
كان لكل منهم قصته التى خلدها التاريخ تبصرة وذكرى لمن كان له قلب أو  ألقى السمع وهو شهيد


التحميل من هنا 



"نوفيلا "نهى " الفصل الأول بقلم الكاتبة نشوه أبوالوفا

"نوفيلا "نهى " الفصل الأول بقلم الكاتبة نشوه أبوالوفا
روايات pdf- قصص مسلسلة

"الفصل الأول " 

نفس الحلم يراودني مرات و مرات تلك الفرسة التي لم أرى مثيلا لها في الروعة تعدو هائمة و أنا علي صهوتها، لست بخائفة و كأني فارستها مع أني لم يسبق لي ركوب الخيل أبدا 

من حولي أشجار تزهو بخضرتها، سماء صافيه لأبعد حد 

رياح خفيفة تحادث الأشجار وكأنها تهمس لها بأسرار، أسمعها لكني لا أميز ما تقول، تعدو بي الفرسة يتطاير شعري ورائي مع أنه لم يعد بهذا الطول في الحقيقة ، ثم أري الفرسة بعد ذلك واقفة وحدها خلف سياج يبدو أنه سياج مزرعة تنظر لي الفرسة الحالكة السواد و شعرها يتطاير مع الهواء ، لكأني الان أعرف بم تهمس الرياح للأشجار كلمه واحدة تتردد 

"سراب سراب " ، 

و يأتي ذلك الوسيم الذي لا أعلم من أين ظهر ممسكا بيدي هامسا في أذني "أحبك يا نهى "، و أستيقظ علي احساسي بدفء حضنه، 

كل ما أعرفه أن ذلك الحلم يمدني بإحساس لم يسبق له مثيل ،يمدني بطاقه لأواجه واقعي المرير الذي أعيش فيه، لا تأخذكم الدهشة فمن مثلي محرم عليها الحلم ، 

لم أخبرهم أبدا بحلمي ،و من لي لأخبره وحيده أنا ،ربما منعوني من النوم لو علموا روعه حلمي و ذلك الشعور الذي يمدني به 

أنا نهى 

ولدت نتاج زواج مدبر كان صفقه بين جدي لأبي و جدي لأمي 
زُوجت أمي لأبي الذي كان شابا مستهترا بديون كانت على والدها لوالده، 
حظ أمي كان حظا تعسا، لم يكن لها من أهل سوي والدها و توفي بعد ولادتي مباشره في يوم واحد مع جدي لأبي، 
أبي الذي لا يعرف للأبوة معنى، تركني كما يقولون قطعة لحم حمراء و ترك والدتي و هرب متبعا نزواته و حبه للخمر و النساء هرب مع راقصة لعوب، آخذا معه كل ما كان يملكه باع أرضه و كل شيء جريا وراء أنوار الراقصة ،
ترك أمي لتواجهه الحياه بطفلة رضيعه وحدها بدون معيل، 
باع البيت الذي كنا نعيش فيه لتفاجأ أمي بالمشتري يمهلنا يومان لترك المنزل ،
تركت أمي المنطقة التي كنا نسكن بها و حملتني على كتفها إلى مكان آخر علنا نجد فيه الاستقرار و المأوي، 
كانت أمي جميله اسما على مسمى، فائقة الجمال مطمع و حلم لكل رجل و منها ورثت جمالي الذي ما كنت لأختاره لو كان بيدي 
عملت أمي كخادمه 
كانت تتركني و أنا صغيرة مع فتكات زوجه الأسطى حسين المكوجي صاحبه البدروم الذي اتخذناه سكنا لنا مقابل أن تنظف لها شقتها كل أسبوع ،
كبرت قليلا وأدخلتني أمي المدرسة و كنت أبقي مع فتكات بعد المدرسة إلى أن تأتي أمي من عملها لدي السيدة نجوى، 
لا تعتقدوا أن فتكات زوجة الأسطى حسين كانت طيبة أو ما شابهه ذلك كانت تضربني على أتفه شيء و أمام أمي بحجه أنها تساعدها في تربيتي،
كانت أمي تصمت على مضض وعندما نذهب لغرفتنا في البدروم تطيب خاطري قائلة و هي تضمني في حضنها 
" لا تغضبي بنيتي إنها سيده صعبة المراس ، لكن البدروم ملكها تستطيع طردنا، تحملي ، المهم أننا سويا ،و فور أن استطيع سننتقل من هنا" 
صممت أمي أن أتعلم مع أن فتكات و الأسطى حسين كانوا يخبرونها 
"و ما جدوى التعليم فلتعلميها صنعه تفيدها و تفيدك " 
رزقنا الله برجل طيب شجع أمي على تعليمي 
الشيخ عبد الحميد شيخ الجامع كان يحبني جدا و كان يُحفظني القرآن مجانا في الكُتاب، 
مرت أيامي و أيام أمي في شقاء و تعب من أجل لقمه العيش، 
كنت أساعدها بما أستطيعه من أعمال صغيره أثناء الدراسة و في الإجازة أساعدها بكل شيء ،غسيل ملابس للجيران ،غسيل سجاجيد ،مسح سلالم أي شيء. 
و مرت أيامنا كل ما يهمنا في الحياه أن نكون سويا أنا و أمي أن ننام الليل في أحضان بعضنا ، 
كان حضن أمي هو عالمي 
كانت أمي تخبرني دائما عن حكايتها مع أبي شاكر عبد العزيز الجمال و طيشه و كيف أنه لم يكن أبدا كأخيه صابر العاقل الذي سافر ليعمل و يبني نفسه بعد وفاة والده ،و أخذه لأرثه و كيف أضاع أبي حياته و باع كل شيء ليلاحق أنوار الراقصة التي أفقدته صوابه، 
إن أمي حتى لا تعلم هل ما زال أبي علي قيد الحياه أم توفى؟ 
لم أكن أشغل بالي بوالدي ،كل ما كان يهمني هو أمي، لم أكن أبدا لأفكر أن أمي هى الأخرى قد تتركني، 
لكنها فعلت..... 
عدت من المدرسة في يوم لأجد أن أمي توفت، 
توفت و تركتني و أنا في الرابعة عشر، 

لم أبك لم أصرخ لم أنطق بحرف واحد كنت غير مصدقة لما يجري ، حولي نساء تولول و أخريات يعددن صوت القرآن العالي ،أياد تربت علي، كلمات أسمعها 
تماسكي ، لله الأمر من قبل و من بعد 
دفنت أمي و أنا جالسه وسط النساء أتلقى العزاء ،لا أعرف ما سيحدث لي أدعو الله أن تكون أيامي القادمة تحمل لي ما أستطيع تحمله ، 
أخذتني فتكات لأبيت عندها قررت أن أعيش معها لتستفيد من بدرومها، أعطوني غرفه صغيره كانت لي أنا و الكراكيب 
استيقظت في الصباح و استعددت لأذهب إلى المدرسة لتأتي فتكات 
واضعة يدها في خصرها واقفة أمام الباب "إلى أين يا نهى؟" 
"إلى المدرسة خاله ، أمي كانت تصر أن أتعلم و أنا الآن في شهادة 
و يجب أن أنجح" 
تندرت و سخرت " شهادة و من أين ستصرفين علي تعليمك هذا؟" 
أجبتها و كلي ثقة " سأذهب للمدرسة صباحا و أعمل بعد المدرسة" 
و نحن نتحدث دق الباب 
أمرتني قائلة "اذهبي لتري من الطارق ثم نكمل كلامنا" 
وجدته الشيخ عبد الحميد الذي ربت على رأسي 
"السلام عليكم يا صغيرتي كيف أصبحت اليوم " 
كنت في غاية السرور "من الجيد أنك حضرت يا شيخنا تفضل" 
سألني قبل أن يخطو داخل المنزل "هل الأسطى حسين ما زال هنا؟" 
ردت فتكات من الداخل "نعم تفضل انه في دوره المياه" 
أحس بتوتر بيني و بين فتكات فقال "ماذا هناك؟" 
"الانسة نهى (بسخريه ) تريد الذهاب للمدرسة " 
ابتسم قائلا "هذا كلام في غايه العقل" 
في هذه اللحظة خرج الأسطى حسين من دوره المياه 
قائلا "و هل عملها شيخنا الجليل سيكفي مصاريف تعليمها و أكلها و شربها ؟ لا تؤاخذني أنا لا أستطيع تحمل أية مصاريف يكفي أنها تقيم في منزلي" 
تبدلت ملامح الشيخ "أتريد أن تفهمني يا حسين أن نهى تقيم لديكم مجانا الفتاه تعمل لديكم بثمن اقامتها و أكثر ،نهى ستكمل تعليمها و مصاريف تعليمها أنا كفيل بها " 
فرد حسين على مضض "حسنا كما تريد يا شيخ لا نستطيع رفض طلب لك كلمتك علي رقابنا" 
ذهبت للمدرسة و الكل يواسيني و يستغرب مجيئ رغم وفاه والدتي فور رجوعي من المدرسة ذهبت لمنزل السيدة نجوى التي كانت أمي تعمل لديها
رحبت بي نجوى جدا ، و عرضت عليها أن أعمل لديها بدلا من أمي ، ووافقت على ذلك ،و اتفقت معها عل أن أباشر العمل بعد المدرسة ، 
باشرت أعمال المنزل و أعجبت نجوى بمهارتي و أثنت عليها 


أنهت أعمال المنزل و استأذنت من نجوى و غادرت سريعا لمنزل فتكات التي استقبلتني مرحبة بي أيكما ترحاب 


"أنه ليس فندق والدك هل ستأتين علي موعد النوم و الطعام" 


اخبرتها أني سأنظف لها في آخر الاسبوع كما كانت أمي تفعل ، و لكنها رفضت ذلك رفضا قاطعا ،و انبرت تشرح أن هذا كان حين كنت لا أقيم تحت سقفها أما الآن فأنا أقيم عندها ،و هي لا شأن لها بدراستي أو بعملي لدى نجوى ، و خيرتني بين أن اقوم بطلبات منزلها هي الأخرى و بين أن أدفع لها ايجارا ، 


فاخترت و تحاملت على وجعي و ارهاقي و قمت بانهاء تنظيف شقة فتكات و نمت تعبه حتى النخاع 


استيقظت عند آذان الفجر ذاكرت و باشرت في ترتيبات خفيفة لشقه فتكات لأخفف عن نفسي عمل المساء ثم ذهبت للمدرسة وبعد المدرسة ذهبت لنجوى و هكذا مرت أيامي...... 


يتكفل الشيخ عبد الحميد بمصاريف دراستي من كتب و أقلام و طلبات للمدرسة 


نجحتُ في شهادتي الإعدادية و دخلت الثانوية 


كنت محط أنظار شباب المنطقة كلها لكن لم أسمح لأحد أن يكلمني أو يتباسط معي، 


نهى طويله قمحيه البشرة ذات شعر غجري أسود يصل لمنتصف ظهرها دائما ما كانت تجمعه في ضفيره، 


كان الكثيرون يطلبون يدها من الشيخ عبد الحميد لكنه كان يرفض لصغر سنها و لأنها ستكمل تعليمها، تحملت نهى مشقه حياتها راضية لا حيله لها فيها، فلا مفر لها مما تعانيه 


تدرس و تنظف لنجوى و تنظف لفتكات و حسين و ترضى بقليلها، ما تقبضه من عملها عند نجوى تشتري به متطلباتها و تدخر القليل سرا فلا تدري ماذا تخبئ الأيام لها بعد؟ 


كان الوقت الذي تقضيه في المنزل عند فتكات قصيرا ،تغلق على نفسها باب غرفتها خوفا من حسين الذي بدأت نظرته لها تتغيرو تحس بالرغبة في نظراته لها ، 


و في يوم اجازتها تحاول قدر الامكان أن لا تكون معه وحدها أبدا، 


حسين لم يكن غبيا ليصرح برغبته فيها لها ، ففتكات زوجته امرأه قويه الجسد و سليطة اللسان و مسيطرة، 


أما عند نجوى .... 


فنجوى الآن أرملة تعيش وحيدة ابنها يدرس بالخارج 


مرت الأيام على نهى 


لم تخلو حياتها في المدرسة من مضايقات بعض زميلاتها اللاتي كن يعايرنها بعملها كخادمه ، أو يطلبن منها القدوم لبيوتهن لتنظيفها ،لم تكن تلقي بالا لهن أمامهن، لكن بينها و بين نفسها كانت تبكي و تشكو الي الله همها، 


أصبحت في نهاية الصف الثالث الثانوي 


في يوم لم تطلع له شمس كان يوم إجازتها إنها تذكره يوم جمعه، 


كانت تقف تمشط شعرها الجميل صادف ذلك دخول حسين الذي ما أن رأي شعرها المسترسل حتى قال أمام فتكات 


"اللهم صل على النبي، شاهدي يا فتكات هذا الجمال" 


اشتعلت نيران الغيرة في قلب فتكات 


و هجمت على نهى تضربها ، 


متهمة إياها بالوقوف و التدلل و ترك أعمال المنزل بسبب انشغالها بشعرها و أقسمت أن تخلصها منه 


و أمسكت نهى من شعرها تجرها جرا و نهى تصرخ و حسين يتوسل لها لأن تتركها 


"اتركيها يا فتكات " 


"لن أتركها سأقص هذا الشعر الذي فتنتك به يا شايب" 


"لقد جننت أي فتنه أنها كابنتي " 


"ابنتك هل تظن أني لا أرى اعجابك المتزايد بها " 


كل هذا و شعر نهى في يديها و نهى تبكي و تصرخ 


أمسكت المقص و رفعت شعر نهى عاليا في يديها و قصته 


و هي تضحك منتصرة "فلتريني بماذا ستضيعين وقتك ؟" 


رأت نهى شعرها يتساقط أمام عينيها فأخذت تلملمه من علي الأرض و تبكي أحست بتساقط كرامتها مع شعرها لم تمهلها فتكات حتى فرصة لتبكي كما تريد 


دق جرس المنزل 


"هيا دعك من هذا التمثيل و افتحي الباب " 


نهى ذهبت لتفتح الباب لتجد الشيخ عبد الحميد فارتمت باكيه مقهورة في حضنه 


"لا اله الا الله ماذا بك يا بنيتي ؟اهدئي " 


و أنبهم الشيخ علي ما فعلوه بنهي تأنيبا شديدا 


"ألا تخافون الله أنها أمانه بين أيدكم " 


"كنت أؤدبها يا شيخنا" 


"اياك و اعادتها يا فتكات اتقي الله". 


مرت الأيام 


نهي كانت تفكر جديا أن تترك فتكات و حسين و تذهب لتقيم اقامه دائمه لدي السيدة نجوى لكن الأيام لم تمهلها 


وصل نادر ابن السيدة نجوى من سفره في يوم اجازه نهى، 


ذهبت نهى للسيدة نجوى لتجد نادر قد وصل ، 


منذ الوهلة الأولي لاحظت نظرات نادر لها لم يخف ذلك أيضا علي السيدة نجوى، 


"أرجو أن تضعي في حسبانك أننا لم نعد وحدنا بالمنزل" 


"نعم سيدتي" 


بعد فتره بدأ اعجاب نادر بنهى يزداد و ما كان مجرد نظرات من علي بعد، بدأ بنظرات أكثر قربا و أكثر جرأه ، 


كانت نهى تلزم المطبخ بعدما تنهي ترتيب الغرف و تحاول جاهده ألا يجمعها بنادر أي مكان ، نادر لم يكن سهلا كان يتحين أي فرصه ليلمسها ثم يعتذر أن ذلك كان بدون قصد، 






الي أن جاء ذلك اليوم الذي انتهز فيه وجود والدته بدورة المياه و دخل المطبخ عليها و احتضنها من ظهرها فزعت نهى و صرخت حاول كتم أنفاسها ،أمسكت بسكين كانت بجوارها و أفلتت منه و جرحته خرجت نجوى لتجد نهى ممسكه بالسكين و نادر مجروح 


هدأت نهى و احتضنتها و صفعت نادر 


"لا أستطيع أن أضمن أن هذا لن يتكرر" 


"لا لن يتكرر أنا سأغادر لن أعمل هنا طالما السيد نادر موجود عندما يسافر و تصبحين وحدك سيدتي سآتي لك أخدمك بعيوني" 


أعطتها نجوى مبلغا من المال تعيش منه حتى تجد عملا آخر 


ذهبت نهى لفتكات مبكره علي غير عادتها 


"ما الذي أتي بك مبكرا عن موعدك؟" 


"لقد تركت العمل لدي السيدة نجوى" 


"لماذا ؟" 


"ستسافر مع ابنها للخارج" 


"و أين ستعملين اذن؟" 


"سأبحث عن عمل" 


ليدخل عليهم حسين حزينا 


"ما بك يا حسين لماذا أنت حزين؟" 


"توفي الشيخ " 


مادت بها الأرض فسندها مات، آخر من تبق لها مات ، صفعة أخرى من صفعات الحياة تتلقاها نهى ، 


انتهت مراسم الدفن و عزاء الشيخ و فور أن دخلت المنزل مع فتكات 


"اسمعيني جيدا في الصباح تأخذين ملابسك و تغادرينا لن أسمح بمكوثك بعد الأن عندي لقد قمت بواجبي معك و زياده" 


"الي أين سأذهب بعد أن تركت السيدة نجوى ؟" 


"لا شأن لي هذا لا يخصني" 


في الصباح لملمت متاعها القليل و نزلت من المنزل لا تدري ماذا ستفعل ؟و إلي أين ستذهب؟ 


قادتها قدماها للسيدة نجوى طرقت الباب 


التي ما أن رأتها حتى تهللت أساريرها " نهي كنت حقا أحتاجك جدا لكني لم أعرف كيف أصل لك كنت على وشك استدعاء البواب عله يوصلني لك"


"أنا أيضا بحاجه لمساعدتك سيدتي فلقد طردتني فتكات بعد وفاه الشيخ"


"لا يهم لقد وجدت لك عملا" 


"حقا الحمد لله" 


"ألن تسألي أين؟" 


"و هل هذا يهم أنت بالتأكيد لن توفري لي وظيفه إلا عند أناس طيبين" 


"بالطبع أنت غاليه عندي ،ستعملين لدى الحاج صابر ،أنه رجل كبير في السن


يقيم وحيدا و ستقيمين معه إقامة دائمه" 


نهى (بتردد) "يعيش وحيدا " 


"لا تخافي أنه رجل محترم ،و عندما علم بظروفك وافق أن تظلي معه" 


"موافقه هيا بنا " 


"سأهاتفه و أخبره أنك جاهزة ليرسل السيارة لتقلك للمزرعة." 


هاتفت نجوى صابر و طلبت من نهى أن يكون معها كل أوراقها الثبوتية، جاء عم رمضان السائق ليصحب نهى 


في الطريق تكلم معها رمضان 


و طمأنها أن الحاج رجل في غاية الاحترام و لن يحملها فوق طاقتها و أنه يعمل معه منذ مدة طويلة جدا ،وصلت نهي المزرعة جو يشبه ذلك الحلم الذي كانت تحلم به 


لا ينقصه سوي الجواد 


دخلت نهي الفيلا التي تتوسط المزرعة 


أول ما لفت انتباهها صوره كبيره في المدخل بالحجم الطبيعي لشاب ،تسمرت نهى أمامه جذبتها تلك الصورة جدا و توقفت أمامها شاب أسمر وسيم مرتديا حله رسميه سوداء زادته جاذبيه على جاذبيته، أسود الشعر و العينين أحست كأن الصورة تشدها ناحيتها، لقد سحرت به 


جاءها الصوت 


"انه ابني الغالي حمزه " 


التفتت لمصدر الصوت لتجد رجلا خمسيني يغزو الشيب رأسه على استحياء على قدر كبير من الوسامة 


"فليبارك الله فيه" 


"و فيكي يا صغيره ما اسمك؟" 


"نهى" 


لا يدري صابر لماذا أحس أنه يعرف نهى ، أنها تبدو مألوفة لديه 


"هل ستقفين عندك ؟ تعال اجلسي و حدثيني عن نفسك قليلا" 


فور أن جلست حتى دخل عليهم رجل مسرعا 


"أنها تلد يا حاج و ترفض اقتراب الطبيب منها " 


"سترك يا الله و قام مسرعا" 


لا تدري نهى ما الذي دفعها للخروج في أثر صابر وجدت نفسها تسير ورائه ،اتجه صابر نحو الاسطبل و من ورائه نهى 


دخل صابر أحد البوكسات مخاطبا الفرسه 


"اهدئي ،اهدئي" 


كأن شيء ما يجذبها للداخل رغم ممانعة السائس أمره صابر بتركها تدخل 


منظر نهى كان عجيبا كأنها منومه مغناطيسيا، دخلت نهي البوكس وجدت نفسها وجها لوجه مع تلك الفرس في حلمها، 


فور أن رأتها الفرسة اتجهت ناحيتها ،ربتت نهى علي رأسها و احتضنتها 


"اهدئي لا تخافي الطبيب سيفحصك فقط اهدئي " 


فحص الطبيب الفرسه و أمر نهى بالانصراف 


فور أن اتجهت نهى للخارج حتى أعلنت الفرسة العصيان و كأنها غاضبه لرحيل نهى فنادي صابر على نهى 


"ابقي معها يا نهى انها تريدك" 


جلست نهى بجوار الفرس واضعه رأس الفرس على قدميها مربتتة عليها و ظلت تربت عليها الي أن ولدت مهره 


"سبحان الله لم أرها بهذا التوتر قبل الان" 


"اسمها سراب أليس كذلك" 


فتح صابر عينيه اندهاشا "كيف عرفت؟" 


"لن تصدقني يا سيدي " 


"بعد ما رأيت منها تجاهك أصدق أي شيء" 


"أنا أري هذه الفرس في أحلامي منذ مده يتكرر الحلم دائما و أنا علي صهوتها و اسمع الاشجار و الرياح يناديان اسم سراب " 


"سبحان الله ،اللقاء مقدر و مكتوب علي جميع خلقه، 


و الان هيا بنا لنترك سراب ترتاح مع نهى الصغيرة" 


"نهى الصغيرة!!" 


"طبعا و هل أسميها بغير اسمك بعدما رأيت ما بينك و بين أمها سراب" 


دخلت نهي و صابر الفيلا 


جلست نهى بجوار صابر 


"أتمني أن ترتاحي هنا في المزرعة معنا، 


كل ما يهمني الاحترام و الانضباط في تأدية الاعمال، و الان احك لي عن نفسك و عن حياتك يا صغيره" 


نهي حكت لصابر كل ما مرت به في حياتها و ما واجهته مع أمها لكنها لم تحك شيئا عن أبيها سوى أنه تركهم و لا تعرف له مكانا 


"اذن أنت متعلمه" 


"نعم لقد أحرزت مجموعا جيدا في الثانوية ثمانين في المائة" 


"بالنسبة لظروفك فهذا انجاز و أنا سأساعدك في اكمال تعليمك الجامعي " 


نهى أخذت تحمد الله و تشكر صابر 


"بارك الله لك يا حاج" 


"لماذا لم تروي لي ما حدث بينك و بين نادر ؟" 


"و كيف علمت ؟" 


"نجوي أخبرتني لتثبت لي أنك انسانه محترمه" 


"السيدة نجوى فليبارك الله في حياتها لها فضل كبير علي و أحبها جدا" 


"و هي تحبك جدا" 


أخذها صابر في جوله بالفيلا كانت تتعجب و بينها و بين نفسها تتساءل كيف ستنظف هذا المكان يوميا، كان صابر يراقب انفعالاتها و لاحظ أنها متعجبة من كبر المكان ففهم ما يدور بخلدها 


"لا تحملي هما يا صغيره ،أنا لست وحشا لأدعك تنظفين المكان وحدك هناك فريق للنظافة يأتي اسبوعيا، أنت مهمتك الطعام و أدويتي و الترتيبات البسيطة، و ترتيب غرفة المكتب" 


دخلت نهى الغرفة التي ستقيم فيها 


لم تصدق نفسها هل هذه غرفتي التي سأبقي فيها ؟ أنها أكبر من البدروم الذي كنت أسكنه مع أمي، 


واسعة، بها سرير كبير، تدخلها الشمس من شباك ضخم بمنتصف الحائط ،و دولاب مخصوص لي ،و حمام لي وحدي ،أنا أحلم يا ربي هل يعقل هذا ؟أحقا ستريني الأيام وجهها المشرق أخيرا ، 


يا الله هل سأرتاح أم أن هذا سراب أعيشه ؟ 


نامت لأول مره مرتاحة قريره العين نامت كما لم تنم أبدا. 


استيقظت منذ الفجر كما تعودت كانت الفيلا هادئة فقررت الذهاب للإسطبل الي سراب و نهى الصغيرة 


بعد أن لاعبتهما قليلا دخلت الفيلا لتجد الحج صابر نازلا علي السلم 


"صباح الخير يا صغيره" 


نهي (ضاحكه ) "صباح النور سيدي أن سراب و نهي بخير و يلهوان سويا"


"هل ألقيت عليهم تحيه الصباح قبلي، يا لسعادتهما سأذهب أنا الاخر لأطمئن عليهما الي أن تعدي الافطار في الحديقة " 


عاد صابر ليجد الافطار معد 


"أتأمر بشيء آخر سيدي " 


"هل تناولت افطارك ؟" 


"ليس بعد سيدي " 


"اجلسي و افطري معي " 


"لا يصح يا سيدي " 


"من قال لا يصح ،و لا أريد سماع سيدي هذه مره أخرى 


ناديني بالحاج أو أبي" 


"اجلسي يا نهى و اعتادي على هذا فأنا لا أحب تناول الطعام وحدي" 


مرت الايام على نهى في المزرعة في سعادة لم يسبق لها مثيل، الحاج صابر يعاملها أحسن معامله، ترتب البيت و تقضي وقتها مع سراب و نهى، سراب لم تكن أبدا لتسمح لأي أحد بامتطائها سوى حمزه لكنها سمحت بذلك لنهى، علمها حسونه السائس ركوب سراب فكانت تمتطي صهوتها و تسير بها رويدا رويدا إلى أن أجادت الركوب و أصبحت تعدو بها في المزرعة و كان صابر فرحا جدا بهما، أرسلها صابر مع رمضان السائق لتقدم أوراقها لتلتحق بالجامعة كليه آداب، 


و طالبه بمرافقتها ليشتري لها ملابس مناسبه ، 


شهران مرا عليها، 


كانت تتعمد الاستيقاظ قبل الحاج لتقف أمام صورة حمزه تخاطبه يوميا و تلقي عليه تحيه الصباح 


و تخاطب نفسها قائله 


"هل هذا هو الحب يا نهي؟ أنا أود ألا أتحرك من أمام الصورة أبدا، هل سأراه يوما ؟و إن رأيته ماذا أتوقع؟ لست الا خادمه أفيقي يا نهي و اعلمي أين تقفين و من أنت ؟" 


كل يوم تزداد حبا لحمزه من طريقه حديث والده عنه تذكر أول مره أخبرها صابر أن حمزه يرسل اليها السلام، كادت تطير من الفرحة 


في يوم كانت تمتطي سراب لتسمع صوت صفير عال و فجأة غيرت سراب طريقها و طارت ناحيه الصوت و نهى تحاول اثنائها عن ذلك إلى أن وجدت نفسها أمام حمزه، 


إلى اللقاء بالفصل الثاني و الأخير 


#نشوه_أبوالوفا 

powered by Blogger | WordPress by Newwpthemes | Converted by BloggerTheme