نوفيلا "قمر الزين " -نشوة أبو الوفا - حكاوى للنشر الالكترونى " مجلة الشفق"




هذه القصة هي أول ما خطت يداي في عالم الكتابة
بطلتنا قمر
في الثالثة و العشرين من عمرها طويلة هي لن نقول أنها ممشوقة القد صارخة الجمال ، بل بطلتنا فتاه متوسطة القوام متوسطة الجمال  تمتلك شعرا متوسط الطول شعرها أسود فاحم السواد لم تكره شيئا كسواده ،   عيناها كشعرها ليل سرمدي 
و الان لنبدأ رحلة  قمر
أنت طالق
صمت الكلمة أذنيها، لكن لم تؤثر بها كما فعلت من قبل فهذه هي الطلقة الثانية
مهلا لنتعرف جيدا على حياه قمرنا
قمر شاهين الشريف كانت مدلله ابيها و روحه التي تسري بين ضلوعه
لكنه كان يخشي دائما من اللحظة التي سيرحل فيها عن الدنيا و يتركها وحيده فهو كل ما لها في هذه الحياه،
بعد أن ماتت والدتها شجن و هي تلدها و أسماها قمر كما  اتفقا قبل وفاتها، ماتت بعد أن ضمت قمر لحضنها ،و رباها شاهين منفردا فهو لا أقارب له و رفض الزواج مره أخرى رغم محاولات جيرانه  لدفعه للزواج ،
شاهين كان رجلا ميسور الحال يمتلك محلا لبيع الأنتيكات  ،عمل بجد ليكون كل ما فيه حلالا خالصا،
نعود لقمر
كبرت أمام عيني شاهين لتغدو فتاه تهفو لها الأنفس ،صحيح أن جمالها كان جمالا وسطيا لكنها كانت تمتلك روحا مرحه و جذابه تجعلك لا تود البعد عنها أبدا ،كان كل ما يشغل شاهين هو لمن سيترك قمره
إلى أن جاء اليوم الذي عمل فيه حسن عنده في المحل،  أحس شاهين أن حسن ربما يكون هو الرجل الذي سيوكل إليه بمهمة حمايه قمر من غدر الأيام و يا ليته ما فعل،
فلنترك شاهين جانبا و نذهب لحسن
حسن شاب  كان يبحث عن عمل و سكن يكون قريبا من المكان الذي سيعمل به ووجد ضالته عند شاهين ،
حسن طليق اللسان كما يقولون  بشوش الوجه تراه و كأنه الملاك لا ينقصه سوى الجناحان ،من يراه يقول أنه دمث الخلق مؤدب و محترم حسن الهادي كان يبلغ من العمر عشرين عاما عندما بدأ العمل عند شاهين و كانت قمر وقتها في ربيعها العاشر،
حسن كان حلم أي فتاه في المنطقة بعد ان استقر في العمل لدي شاهين و سكن في غرفة متاحه فوق سطح المنزل ،
كان فارع الطول ، متوسط البنيه ،أصفر الشعر،  بني العينين  شكله خواجتي كما يقولون و كان دائما يتفاخر أن أصوله تركيه  ،لا أهل له فكلهم توفوا ،  توسم شاهين في حسن الرجولة و الصدق و الامانة و جعله ساعده الأيمن في كل شيء حتى في رعاية قمره،
كان يوصلها للمدرسة و سنتر الدروس
حسن رسم الخطة منذ أن استقر في العمل لدى شاهين،  لن يجد أفضل من هذه  الفرصة ،وضع قمر نصب عينيه و سيظفر بقمر و ما تمتلكه و يكون هو السيد المطاع ،  فلتصبر يا حسن   هكذا كان يحدث نفسه  سيكون كل شيء لك يا حسن
مرت سنواتنا على قمر لم تكن تطيق حسن، إحساس داخلي كان يراودها دائما لا تدري مصدره، صرحت لوالدها  أكثر من مرة أنها لا ترتاح له  هذا الحسن،  لكن شاهين كان يطمئنها دائما و يقول لها أنها ما زالت صغيره لا تحسن الحكم على الناس،
إلي أن أكملت قمر عامها الثامن عشر و نجحت في الثانوية بمجموع تسعه و تسعين في المئة  ،لم تكن الارض تحتويها من فرحتها كان سينبت لها جناحان من السعادة كان حلمها أن تدخل الجامعة،
لكن أحلامها تحطمت ...
 كانت أول مره يكسر شاهين فيها بخاطر قمر ،كان المرض بدأ يتملك من شاهين ، البلهارسيا أكلت كبد شاهين و لم يعد يجدي التظاهر بالصحة،  لكنها لم تكن تعرف كان أمامها دائما قويا
 قمر :اخيرا سأدخل الجامعة  
شاهين :عن أي جامعه تتحدثين لا يوجد جامعه ستتزوجين حسن
 قمر :أبي إنه حلمي
شاهين: لا حسن هو حلمك 
 قمر: أنا لا أطيقه
 شاهين:  ما زلتي صغيره ستتعودين عليه
قمر :لا أريد يا أبي 
 شاهين : لكن هذا  ما أريد ، أستعصينني يا قمري ؟
قمر :لا يا أبي لن أعصاك أبدا
لا خطوبه و لا فتره تعارف على من سيتعرف ؟ لقد رباها على يديه
تحدد ميعاد الزواج ساعدتها الجارات لتكمل ما تحتاجه كل عروس
توالت النصائح  ...
 ضعي حسن في عينيك   ، حسن زينه الشباب    
 ستحبينه بعد الزواج    ، حسن كلمته علي راسك     
لم تكن لتجيب بأكثر من سمعا و طاعة ، كلمات شاهين يتردد صداها في أذنها    ....
  حسن سيكون سندك بعدي ،  كوني زوجة مطيعة ،     إثبتي أني أحسنت تربيتك،
تم عقد القرآن 
قبلها حسن أمام الجميع من رأسها،  تمنت هي لو أن الأرض تنشق و تبتلعها لم تكن تطيق قربه منها كان جسدها يرتجف من قربه  
 قرر الزفاف بعد ثلاثة ايام
بعد عقد القرآن ازداد المرض فجأة على شاهين و كأنه كتب مع عقد قرآن ابنته شهادة وداعه للحياة
كعادتها ذهبت لتوقظه
   لم يرد  ،أبي، أبي   ، أبي  صرخت صرخة اهتز لها البيت ،إجتمع الجيران على صراخها يطرقون الباب ،هي تصرخ ولا تسمعهم ،كسروا الباب ،جاء حسن و الجيران لم تتوقف عن الصراخ
كفي يا قمر ، كفي ،   كفي يا قمر،   لم تكن تسمع لم تكن موجوده معهم ،     كفي يا قمر،

الي ان رفع كفه و لطمها توقفت عن الصراخ و لم تنطق ،وقعت ،فقدت الوعي،
حسن انهي كل الإجراءات دفن شاهين
انتهي شاهين الشريف
و بدأ زمن حسن الهادي
بعد الدفن  تلقى  حسن العزاء قمر كانت في المنزل لا تعي شيئا ، مرت الأيام،
بعد أسبوع بدأت الجارات الكلام ،لا يجوز أن تظلي بالمنزل وحدك،  حسن زوجك ، سيأتي ليعيش معك ،فلا زفاف بالطبع  استعدي
جاء المساء، و جاء حسن ،
أُغلق الباب
حسن : قمر انظري الي و استمعي جيدا أنا لا أعيد كلامي مرتين،
لقد وضعك والدك أمانة في رقبتي،  كل ما تملكينه من المحل و المنزل باسمك نعم ،لكن تحت وصايتي حتى تبلغي سن الرشد، أنا الآمر الناهي في كل شيء، أنت ملكي ،انزعي عنك هذا الحجاب أريد أن أرى سواد الليل،  أنا أذوب عشقا في شعرك ،مجنون أنا بلونه الأسود
قمر(مرتعبة) : أرجوك يا حسن ،أنا لا أستطيع،  أرجوك يا حسن اصبر علي أعطني فرصة أتعود عليك
حسن : فرصة!! أنا لا أحب الدلال الفارغ أنت لي و سآخذ ما أريد
حاولت الفرار منه ،لكن إلى أين الفرار ؟تملكها بأسوأ ما قد يكون، اغتالها و لم يمهلها ، أبدا لم يصبر عليها
اخذ ما يريد و كسرها
استيقظت صباحا محطمة النفس، كما كانت محطمة الجسد ،الكدمات الزرقاء تملأها ، الخدوش ترسم مسارات على جسدها الغض ،لم تتحمل النظر في المرآه أشاحت بوجهها بعيدا و أخذت حماما لتزيل ما بها من أوجاع،
 اصطدمت به عندما خرجت من الحمام
حسن : إلى أين يا حلوتي؟ّ لم نفرغ بعد
ارتعبت: ماذا تريد؟   
حسن: أريد ما هو ملك لي     و اغتالها مرة اخرى بكل قسوة
هيا هل ستظلين في السرير طوال اليوم أنا  جائع هيا انهضي
نهضت تجر كسرتها
 و كانت هذه وتيره الحياه بينهما
كانت تكرهه بكل كيانها  لم تجد من تشكي له و لمن تشكي ؟و هي وحيدة لا ملجأ لها
طلبات حسن أوامر ،لا تستطيع أن تعصيه،   لا تستطيع أن تؤخر له طلبا و إلا كان العقاب ضربا ،إهانة نهارا وذل  ليلا ،
لم تكن تخرج من المنزل لا تستطيع الخروج ،حسن يرفض أن تطأ قدماها خارج المنزل،  لا زيارات للجارات، لا أحب  الثرثرة و تجمعات النساء كان ملخص حياتها هو.....   لا
 عندما يزورهم أصدقاء حسن كانت التعليمات واضحة، ممنوع منعا باتا الخروج من الغرفة ،من حظها أن الغرفة كان بها حمام و إلا لكان تركها ماتت ليجلس هو مع اصدقائه،
 تجهز لهم كل ما لذ وطاب و تظل هي حبيسة غرفتها لم يكن يتكلم معها عن العمل أو اصدقائه ،في بعض الاحيان كانت تسمعه يتكلم مع أصدقائه  في الهاتف
و خصوصا  زين
كل ما تعرفه أن زين إنسان واصل كما يقول حسن   
لا تتصوروا أن قمر كان لها هاتف خاص بها  ، فلماذا تحتاجه؟ إنه من المحرمات كما يرى حسن

أول مره طلقها حسن
 كانت عندما تجرأت و سألت كم إيراد المحل، صفعها صفعه جعلتها ترتطم بالحائط مصحوبه بأنت طالق،
انت لا شيء لك، كل شيء تحت أمري حتى أنت ،سأرميك في الشارع من لكِ غيري ،
إياك أن تعيديها، ثم أخذها عنوة،  فردها لعصمته


المرة الثانية  تجرأت و  طلبت منه أن تزور الجيران
أيتها الفاسقة تريدين أن تخرجي  كما يحلو  لك ،أنت طالق  و الآن إلى أين ستذهبين ؟  تكلمي ليس لكِ سواي 
و كالمرة السابقة أخذها عنوة و ردها
أنت طالق
و كانت الثالثة  عندما  تجرأت و قالت له لماذا لا أعمل معك في المحل؟     و كانت الطامة الكبرى سيل  من الإهانات و الضرب لم يتوقف ، و أخرج من مكتبه أوراق جعلها توقع عليها بالقوة،
حسن: هذا المحل أخذته منكِ للأبد ،هكذا أصبح ملكي و البيت أيضا لي و أنت للشارع ،إلى أين ستذهبين؟ ليس لكِ إلا أنا
سأشفق عليك و أردك
صرخت : كيف؟  إنها الثالثة يا حسن الثالثة
حسن لم يتوقع هذا كان يهددها بالطلاق دائما لأنه يريد امتلاكها بالقوة
ماذا سيفعل ؟هل سيرميها في الشارع ؟ لا يستطيع إنها ملكه تعود عليها رباها على يديه
قمر متحسره على نفسها
خمس سنوات مرت عليها في ذل و هوان لم تر يوما واحدا جيدا
و ها هي أصبحت مطلقه ،لن يستطيع أن يردها الآن،  ماذا ستفعل؟ إلى أين ستذهب؟  لا تعرف أحدا ،و هو أخذ منها كل شيء
هل ستعيش معه في الحرام ؟لا يمكن أبدا يا إلهي ما العمل؟


كانت في الغرفة  دخل حسن الغرفة (ظنت أنه سيأخذها عنوة كما يفعل دائما )
 صرخت :لا يا حسن إلا الحرام، لا أريد منك شيئا  سأنزل الشارع وسأعمل  يا حسن
صفعها بقوه   قائلا:  تريدين أن تدوري في الشوارع
قمر : ماذا سأفعل  بعد أن طلقتني؟
حسن : اصمتي الان و دعيني افكر
تركها و خرج يبحث عن حل لمصيبته ،الأفكار تتزاحم في رأسه ،أخذ المال فلماذا  لا يلقيها في الشارع ؟لا
 هل يتركها لغيره يتمتع بليلها الأسود ؟ لا
 إنها له وحده
ذهب للشيخ أخبره أنها لا تحل له إلا إذا  تزوجت من آخر ثم طلقت بشرط أن يدخل بها دخولا شرعيا
يا ويلك يا حسن !!ماذا ستفعل؟
مادت الأرض بحسن ظل يدور في الشوارع ،إلى أن رن جواله
إنه الزين
 زين: مرحبا حسن كيف حالك؟  افتقدتك يا رجل  لقد عدت من السفر أمس
حسن : الحمد لله علي سلامة وصولك
زين : ما بك يا حسن؟ صوتك لا يريحني
حسن : أنا في ورطه يا زين لا فكاك منها
 زين : هل تريد نقودا للبضاعة الجديدة  ؟اطلب ما تريد يا رجل لا تستحي مني انت اخي
حسن : لا يا زين يا ليت الموضوع موضوع نقود
زين : تعال يا حسن  سأنتظرك في الفيلا
حسن : حسنا أنا في الطريق
ذهب حسن للزين و قص عليه الموضوع كما أراد هو
هي لا تسمع الكلام ،دائما متنمرة ،تعصي أوامري ،تمنعني من حقي الشرعي ،تريد العيش على هواها بدون رابط و لا حسيب، لا تثق في اداراتي للمال،
هي دفعتني دفعا لتطليقها ،لكن لا استطيع أن أرميها في الشارع يا زين ليس لها أحد سواي ،لا حل إلا بزواجها من آخر و يطلقها لكن يجب أن يدخل بها يا ويلي يا زين كيف أدع رجل آخر يتزوجها
زين : لا عليك يا حسن لنجد أحدا ما ونعطيه مالا و نتفق معه ليطلقها 
حسن : لا يا زين هل اتركها لغريب ؟و لنفرض أنه لم يوافق على الطلاق يجب أن يكون شخص أثق به
 حسن (بعد أن ظل صامتا فتره مفكرا )يا الهي أنت يا زين
زين: هل جننت يا حسن؟!
حسن : لن أجد من أثق به غيرك يا زين، أتوسل إليك ليلة واحدة فقط و تطلقها
زين : يا حسن ما تطلبه صعب و هل ستتحمله أنت؟
و تحت ضغط من حسن وافق زين
أخبرها حسن بما نوى عليه في الهاتف الأرضي ،لم يترك لها حريه الخيار إما ما أقول و إما الشارع
مرت شهور العدة على قمر كأحلى ما يكون، كانت مرتاحة تماما من حسن يطرق بابها و يعطيها متطلبات المنزل و يغادر
أخيرا كانت الحياه ورديه
انتهت العدة طلب حسن منها أن تستعد للخروج ،فاليوم عقد قرآنها علي الزين و ستبيت ليلتها في فيلا الزين و يطلقها غدا
ذهبت معه للفيلا
عبارة على باب الفيلا
فيلا زين الرجال الاسيوطي
ضحكت بينها و بين نفسها كيف يكون زين الرجال و هو صديق حسن
عُقد القران  ،لم ترى زين و لم يرها حتى الآن وافقت و وقعت على وثيقه الزواج و فقط
ذهب الشيخ و الشهود ،أخبرها حسن أنه سيسافر الاسكندرية الليلة لتخليص البضائع من الجمارك و سيعود مساءا ليحضر الطلاق
و خرج من الباب جاءتها الخادمة : هل تريدين شيئا سيدتي قبل أن أغادر؟
قمر :     لا شكرا
ظلت وحدها لمحته قادما   
طويل القامه عريض المنكبين أسود الشعر فاحم السواد
قمر: يا إلهي ما هذا؟  ارتجف قلبها فور أن رأته  لكن أبدا لم يكن كارتجافها عندما تكون مع حسن
انه شيء لا تفسير له
زين: يا إلهي هذه الملاك ،إنها جميله أحس بهالة غريبه في حضورها   هل يعقل ما كان يقوله حسن عنها ؟
لا دخل لي انها مهمه سأنفذها إكراما له، و كفي  ثم إنها فرصه سأتمتع ليله واحدة و بالحلال
أنا زين
زوجك هذه الليلة فقط ،لا تخافي مني أنا لست شريرا  لقد وضعتنا نحن الاثنين في هذه الورطة برعونتك و استهتارك (عن أي شيء يتحدث هذا الزين )
هيا لنتناول العشاء 
 تناولا عشاءهما  
فتح التلفاز فهو يحاول تلطيف الأجواء قليلا، وجدا فيلما كوميديا و جلسا ليشاهداه كانا على أريكة واحدة
و اندمجا مع الفيلم و أخذت الضحكات تتوالي و كل منهما يسترق النظرات للآخر
انتهي الفيلم   ...
عم الصمت
زين : فلنصعد لننال  قسطا من النوم 
  رن الهاتف
 زين : إنه حسن يبدو أنه يريد الاطمئنان  ضحك زين ضحكة مغتصبة ممزوجة بمرارة و سخرية
 رد زين
 زين : نعم يا حسن
المتصل : أنا لست حسن هل تعرف صاحب الهاتف؟
زين : نعم إنه صديقي أين حسن ؟
كانت أمامه يعتريها الفضول
 ماذا جري؟
زين : حسن في المستشفى سأذهب له لا تتحركي من الفيلا .
وصل الزين لحسن كانت حالته حرجه
زين : ستصير بخير يا حسن
حسن : لا يا زين إنها النهاية
أخبرها أن تسامحني يا زين،  لقد كنت أعمى و عاقبني الله
أطلب منها أن تترحم علي، على الأقل حافظت على أموالها
زين : اسكت يا حسن
حسن : لا ، يجب أن أخبرك
قمر و نعم الزوجة لن تجد مثلها ، أنا كنت متملكا لها بأقصى درجات التملك، كنت معها وحشا كاسرا يا زين ،لم أرحمها أبدا خمس سنوات قضتها في أحضاني، و هي مجبرة علي و هي كارهة لي ، و كنت أعلم و كنت أزيدها كرها في ،
كل شيء ما زال باسمها يا زين لقد مزقت الأوراق التي وقعت عليها
أرجوك يا زين أطلب منها أن تسامحني،  اجلبها لي يا زين أريد أن اراها لآخر مره أتوسل اليك
اتصل زين بها في الفيلا
اجهزي حالا يا قمر أنا في الطريق إليك، المشفى قريب من الفيلا
اخذها للمشفى رأته ممدا هناك، ملتفا بالشاش  كأنه الكفن يحيط به ، لم تدري بما كانت تشعر مجرد برود و كفى
حسن : سامحيني يا قمر ،سامحيني لأذهب بسلام
لم تدري ما تقول؟  بدون إراده نظرت للزين  هز راسه لها موافقا

قمر : سامحتك يا حسن
أغمض عينيه و رحل حسن
أعادها زين للفيلا و أنهى اجراءات دفن حسن و أخذ متعلقاته
و أعد العدة للعزاء
أقام له عزاء مهيبا ،حسن كان من أفاضل الرجال هكذا كانوا يقولون
انفض العزاء
وسط التساؤلات من السيدات  كيف ستعيشين وحيده ؟ لقد رحل زوجك
 قمر : حسن لم يعد زوجي لقد طلقني و تزوجت زين
وسط الهمهمات و كلام النساء كان العزاء و كانت هي وحيده لا تدري بم تفكر تحس أنها في دوامة معلقة في الهواء
انتهي السرادق  
زين : هيا لقد انتهي كل شيء اركبي السيارة سنذهب للفيلا
قمر : لا
كان قد توجهه بالفعل تجاه السيارة  تسمرت قدماه لم يتوقع هذه الإجابة سار باتجاهها
زين :  ماذا قلت؟
قمر : لا داعي للذهاب معك سأظل هنا
صمت زين قليلا
زين : لن أثور عليك ،أنا مقدر لما أنت فيه، لكن لا يمكن أن تظلي هنا انت زوجتي قالها مؤكدا علي الكلمة
قمر :لقد تزوجتني رغما عنك و انا سأحلك من هذا الزواج
استعاذ زين من الشيطان و جاهد نفسه كي لا يثور منفعلا في وجهها
انا الزين  زين الرجال الاسيوطي يا قمر ،لم يخلق من يجبرني علي شيء لا أريده
و قال بكل هدوء مبتسما هيا يا زوجتي مشددا على الكلمة لقد نالنا التعب اليوم و أنا بحاجة للراحة و كذلك أنت
استسلمت قمر لطلبه و ركبت السيارة صامتة طوال الطريق
نزلا من السيارة و توجهها للفيلا ،أغلق زين الباب، سار باتجاه السلم
وقمر ما زالت واقفه على الباب  ،فنظر لها قائلا  ما بك هيا ؟
أجابته إلى أين ؟
زين :  إلى غرفتنا لنرتاح ،هل تنوين النوم هنا ؟(قالها ضاحكا )
(ابتسمت قمر)قائلة لا اقصد و لكن .... أدرك زين حيرتها و اضطرابها 
زين : هيا يا قمر لا تخافي فلنصعد أولا لننال قسطا من الراحة،  و صدقيني لن تضامي أبدا و أنت زوجتي،  انزعي عنك مخاوفك كلها يا قمر
صعدت وراءه على السلم و توجه زين لغرفته و هي وراءه و ما زالت في حيره من أمرها و خوف مما هو قادم،  أغلق زين باب الغرفة
 و قال لها مبتسما و بطريقه مسرحيه  زوجتي الجميلة مرحبا بك في غرفتك   و تابع قائلا تعالي يا قمر و أجلسها علي الشيزلونج و جلس بجوارها
انسي كل ما كان في الماضي ، الماضي دفن مع حسن و لن يعود ابدا
انا لم اكن انوي الزواج الان  و أنت تعرفين ظروف زواجنا ، لن أقول اني أجبرت عليه ، فأنا لا أفعل شيئا الا بإرادتي ،و لكنه موقف وضعنا فيه سويا ، أستطيع أن أطلقك لو أردتِ ذلك،  لكن حقا أنا أخشى عليك من الحياه و مشاكلها  مع أني سأكون سندا لك و في ظهرك
لكن حقا أود أن تكوني بجواري ، بالتأكيد وضعنا الله في هذا الوضع لهدف ما  ، فلنسر في الطريق الذي أراده لنا الله و لنرضخ لقدرنا ،فلا ندري ما تحمله لنا الأيام في جعبتها،  فكري في كلامي هذا جيدا و اعطيني ردك في الصباح
و الان أيتها الجميلة هذه الغرفة كالجناح المستقل تماما فهي غرفتان هذه الكبيرة و هناك غرفة اخرى صغيره بها سرير أيضا بخلاف الحمام و غرفة الملابس ،
أنت يا سيدتي ستنامين الليلة في الغرفة الصغيرة و أنا سأنام هنا إلى أن نرتاح و تعطيني قرارك النهائي غدا،
 سأحضر لك شيئا لتنامي فيه
احضر لها زين منامه   و إسدالا للصلاة  و قال هذه الاشياء لزينه اختي الصغرى و هي في مثل عمرك و حجمك تقريبا و نظر لها نظره طويله و قال لها : قمر انا لم تدخل حياتي انثي قبلك أنا رجل يعرف الله جيدا و الان تصبحين على خير و أحلاما سعيدة
دخلت قمر غرفتها الصغيرة و غيرت ملابسها و صلت استخارتها و دعت الله ان يهديها للصواب
 و تمددت علي السرير و هي تفكر في كلام الزين
هذه أول مره يكون لي الخيار في شيء،  أول مره في حياتي ، أيعقل أنه سيكون بهذه الطيبة؟ أم أنه يفعل ذلك ليلعب بعقلي،
و  لكن لم سيلعب بعقلي؟  كان يستطيع إجباري بالقوة كما كان يفعل حسن ،لا لا سأترك حسن و كل مراراته وعذاباته و أدفنها
نامت قمرنا
و رات فيما يري النائم أنها تسبح في بحر متلاطم الامواج لا تقوى على السباحة،  توشك على الغرق و تطلب النجدة و ظهر لها من العدم زين أمسك يدها ، فاستكانت الأمواج تماما و أخذها زين بين أحضانه و وصلا للشاطئ يدا بيد،
في الصباح استيقظت و دخلت الحمام و في أثناء خروجها وجدت زين أمامها فنظر لها بكل محبه و ضحك قائلا : يا الله ما هذه البراءة و الجمال إنك تبدين كطفلة صغيرة ،
 فخجلت و فتحت له الطريق ليدخل الحمام و نزلت لتجهز الافطار و جدت الخادمة بالأسفل
الخادمة :  هل تأمرين بشيء خاص على الافطار سيدتي؟
قمر:  شكرا يا ....
 الخادمة : صباح اسمي صباح يا سيدتي ،السيد زين يفطر في الحديقة
فنظرت قمر لملابسها ووجدت نفسها لا تزال بالمنامة فصعدت للأعلى كان زين أنهى حمامه و بدل ملابسه
  تنحنحت و قالت : لقد نزلت لأحضر الافطار لكن صباح كانت  تعده و أخبرتني أنك تتناول الافطار في الحديقة فصعدت لأغير منامتي
فأشار زين للسرير: هذه ملابس من ملابس زينه بدلي ثيابك و أنا في انتظارك
بدلت ملابسها و خرجت
فسالها : هل فكرتي فيما تحدثنا به البارحة أم تريدين فرصه أخرى للتفكير
 فأطرقت رأسها خجلا  وقالت : فكرت
سألها  : و ماذا قررت هل توافقين على استمرار زواجنا و أن تمضي عمرك بجواري؟
 صمتت فأمسك ذقنها و رفع رأسها إليه و قال بكل هدوء:  اجيبي قمر
 فأشاحت براسها خجلا و قالت :نعم أوافق يا زين
فتهللت اسارير زين و قال :على بركه الله
ثم قال بجديه :و الان حرمنا المصون هيا لنتناول الافطار لان وراءنا يوما حافلا و ترتيبات كثيره ، و هناك أمر مهم لا تخرجي من الجناح أبدا إلا و أنت بملابسك الرسمية أيتها الجميلة
 حسنا قالت قمر
أمسك يدها مقبلا  رأسها و قال: الخيرة فيما اختاره الله
 و نزلا الحديقة و تناولا الافطار
بعد الافطار نادي زين على صباح و أخبرها انه استغني عن خدماتها
صباح : لماذا يا سيد زين هل اخطأت في شيء ؟
زين : لا يا صباح لقد استغنيت عن خدماتك و كفى، و لا تخافي ستأخذين تعويضا كبيرا يعادل راتبك لمدة عام و توصيه بحسن سلوكك و سيوظفك المكتب عند اناس طيبين
تساءلت قمر بينها و بين نفسها لماذا صرف صباح من العمل؟
زين :  عندما تريدين السؤال عن شيء إسالي فورا
وأكمل  متابعا صباح كانت موجوده بعقد القران و ربما سمعت أو رأت ما دار بيني و بين المرحوم حسن ،ونحن اتفقنا على غلق صفحه حسن بكاملها ،و أنا عوضتها و سأوفر لها وظيفه و لم أظلمها
 قمر : حسنا
و الان جميلتي هيا بنا
إلى أين ؟ قالت قمر
 رد زين: إلى الشقاء قالها ضاحكا و أمضي الاثنان اليوم بين محلات الملابس الرسمية و المنزلية و الداخلية  ابتاعا كل احتياجات قمر التي تليق بمكانتها كزوجه زين الاسيوطي
تناولا الغداء في أحد المطاعم الفاخرة  المطلة على النيل مباشره كانت متعبه جدا من التسوق و من إصرار زين على شراء كل شيء من الابرة للصاروخ كما يقول،  لكن فور أن جلست أمام ذلك المنظر الخلاب للنيل حتى استكانت و ذهب تعبها أدراج الرياح ،
كانت تعيش في حلم
 قمر لم يسبق لها ان رأت هذا المنظر الخلاب من قبل كانت مشدوهة بالنيل و المقارنات بين حسن و زين تنعقد رغما عنها في رأسها لم يأخذها حسن أبدا للتسوق ، كان يحضر لها ما يريد هو وقت  أن يريد، لم تختر في حياتها معه أي شيء،  لم يأخذها مرة حتى للنزهة حتى إنها لم تعرف كيف تختار عندما كان زين يأخذ رأيها في ما يريد شراءه،
كانت شاردة  تتزاحم في رأسها ، الافكار، و المقارنات ،و جماليات المكان
زين رأى شرودها و اندهاشها من المكان فور جلوسها ، لقد أسرته حقا هذه القمر، بريئة كطفله لم تتجاوز ربيعها العاشر لمعان عينيها يخبره الكثير ،حيرتها في اختيار الملابس و الاحتياجات تخبره الكثير لقد عانت هذه الملاك الأمرين ،
يا إلهي هل كنت غافلا عن حسن لهذه الدرجة ، لقد كان ملاكا معي و مع معارفه  كيف هانت عليه ليفعل بها ما كان يفعله ؟
قمر قمر قمر ناداها ثلاثا
أخيرا تنبهت : نعم
 ضحك زين و قال: يبدو أن  منظر النيل أخذك مني
قالت بعفويه: أنا لم ارى هذا المنظر أبدا  يا زين أنت لا تتصور مدى سعادتي  لن تتصور ابدا
فأمسك يدها بحنو و قال : لقد وعدتك يا قمري لن تجدي معي سوي السعادة
و الان هيا أيتها الجميلة تناولي طعامك لنكمل ما ينقصنا
 يا إلهي يا زين !!! هل بقي في المحلات شيء لم نشتريه ؟
 ضحك زين و قال و هل اشترينا أي شيء يا قمر ،و استكملا ما يريد زين
و عادا للفيلا و صعدا محملين بالمشتروات ، لم يكن من احد يعاونهما
دخلت غرفتها و ألقت نفسها على السرير منهكه القوي لتفاجأ بزين يلقي نفسه بجوارها هو الاخر منهكا ففزعت و جلست
ما بك قمري؟ لا تخجلي هدئ من روعك
و قلبه يقفز لفعلتها و اقترب منها قليلا ممسكا بيدها رافعا راسها لينظر في عينيها
قمر لن اجبرك أبدا على ما لا ترغبين به أبدا يا قمر  ،  لكن استأذنك بالنوم جواري في سريري لتعتادي علي و تكسري خوفك مني لتصير حياتنا طبيعة
أمسكها من يدها و ذهبا للسرير الكبير
 قال زين سيدتي الجميلة هل ستنامين بهذه الملابس قالها ضاحكا
ضحكت هي الأخرى و اختارت منامة بلوزه و بنطلون ورديين فهي لم تكن لترتدي شيئا مكشوفا أمامه ليس الآن على الاقل 
نظر لها مبتسما و قال كنت أعلم انك سترتدين هذه المنامة ،
 امسك يدها و اجلسها علي السرير
زين : انا زين الرجال ابن الاسيوطي  من سادة أشراف الصعيد ،لدي عائله كبيره،  و أهلي كانوا ينتظرون زواجي على أحر من الجمر ،و يجب أن نسافر للصعيد و نقيم عرسا كبيرا ،لا استطيع إخبار أهلي أنك كنت متزوجه من قبل سيغضبون ،و انا لا أريد أن أغضب أهلي، فلنتفق الان على ما سنخبرهم إياه
أنت قمر ابنه شاهين الشريف من خيرة الرجال ،توفي والدك ،و تركك  أمانه في رقبه صديقي حسن ،الذي اصيب في الحادث و أصر أن يتم زواجنا قبل أن يموت ليطمئن عليك ،و لم نتمم زواجنا بعد و سنذهب للصعيد لإتمامه هناك
كما تريد قالت قمر
 الان هيا لننام تمدد زين على السرير  و أمسك يدها لتتمدد هي الاخرى و أخذ كل منهما جانبا من السرير و غاصا في نوم عميق،
استيقظا في الصباح ليجدها بين احضانه متوسدة ذراعه فظل يتأملها الي أن أفاقت ،فتحت عيناها لتصطدم بعيناه
 زين : صباح الورد الجوري على قمري
قمر:  صباح الخير
زين : هل أطمع من أميرتي أن تعد لنا مشروبا ساخنا لنفيق من نومنا لنسافر 
قمر :  طبعا أعطني خمس دقائق و سيصير كل شيء جاهز
  سافرا و كان الطريق قصيرا رغم طوله بفعل ضحكات زين و رواياته وحديثه معها الذي لم ينقطع
وصلا الي بلدته، ترحيب به من كل من يمر بجوار السيارة
 يا مرحب بالزين، يا اهلا و سهلا بابن الاجاويد ، وسط رد للترحيب من زين  حتي وصلا لفيلا والده فيلا الاسيوطي
سيدة في عقدها الخامس استقبلتهم بالترحاب الشديد
 ولدي اوحشتني يا زين الرجال أطلت الغياب
لاحظت وجود قمر و ارتسمت على محياها امارات التعجب لكن ما لبثت ان فتحت أحضانها لها
زهره أم زين :  يا مرحب بضيوف الزين يا أهلا يا بنيتي
زين :  قمر يا أمي إنها قمر
  زهره : اسم على مسمى يا ولدي، لكن اعتب عليك لم تخبرني أنك قادم بصحبه ضيوف ،و ليس أي ضيوف هذه أول مره تأتينا بضيوف من الإناث أيها الزين
 وقالت  الحاجه زهره لقمر : لا تؤاخذينا يا بنيه أنت على العين و الرأس لكن أريد أن افهم ما الحكاية؟
 قاطعها صوت الوالد الشيخ الاسيوطي و هو يقول
 يا حاجه زهره أستفهمين الحكاية على الباب ماذا تقول عنا ضيفتنا هيا الي الداخل
دخل الجميع و فوجئت قمر بفتاه من عمرها تلقي نفسها بين أحضان زين و تغمره بالقبلات وسط صياح والدها عليها بأن تتأدب
كانت هذه زينة
رحبت زينة  بقمر و طلب منها الحاج الاسيوطي بأن تصعد بقمر إلى غرفتها و تؤنسها إلى أن ينتهي الخدم من إعداد الطعام
نظرت قمر لزين نظره تبثه فيها خوفها فرد هو عليها بنظره أن اطمئني
و دخل مع الشيخ الاسيوطي و الحاجه زهره إلي المكتب و أغلق زين الباب بادرت زهره بالسؤال من هذه يا زين الرجال ؟و باي صفه تحضرها للفيلا من تكون يا ولدي ؟
قاطعها الاسيوطي قائلا صبرا يا زهره سيخبرنا زين بكل شيء
اخبرهم زين بما اتفق عليه مع قمر
 إذن هذه هي زوجتك يا ولدي ؟
نعم يا والدي
 كادت زهره أن تتكلم فنظر لها الأسيوطي نظره مفادها أن اصمتي فابتلعت زهره في جوفها اعتراضها على ما فعله ولدها فلا كلام يقال  ما دامت أمرت بالصمت
و هل سألت عليها جيدا ؟
بالتأكيد شيخنا الغالي و هل  أجرؤ أن أربط اسم الاسيوطي بنسب لا يليق
 قضي الامر اذن عرسك اسبوع و ستقيم العروس في غرفه زينة الي يوم الزفاف  و سيعلن الخبر في البلدة و البلدان المجاورة و ستذبح الذبائح من اليوم
 نظرت زهره لولدها و احتضنته و قال الشيخ أين الزغاريد يا زهره أم تراك كبرت و كانت إجابتها
سيلا من الزغاريد  تبعه سيول أخري من الزغاريد بعد أن أعلن الخبر
 كانت قمر مع زينه في غرفتها زينه قالت لقمر لن اسألك من انت؟ سأنتظر أن تخبريني بنفسك و لكن أحس أني أعرفك من زمن و أنا واثقة بأن زين لم يكن ليحضرك هنا إلا إن كان هناك خطب
قالت قمر أفضل أن تعرفي الموضوع من زين
أخذت زينه تتجاذب الحديث معها إلى أن إنطلقت سيول الزغاريد فانتفضت زينه من مكانها محتضنه لقمر و قالت لها
لقد كنت متأكدة أن الموضوع به زغاريد مرحبا بكي في العائلة
نادى الشيخ الاسيوطي على قمر و نزلت قمر مسرعة
روديك يا بنيتي
و احتضنها الاسيوطي حضنا أبويا دافئا ذكرها بأحضان أبيها شاهين فانفجرت في البكاء فأخذ يربت على كتفها
 لا بنيتي لا تبكي اليوم يوم الأفراح
و استمرت التهاني
صعدت قمر مع زينه الغرفة لينالا قسطا من الراحة بعد قليل دخلت عليهم زهره الغرفة
زهره :  اتركينا وحدنا يا زينة
 خرجت زينة
زهره :  اجلسي يا قمر أنا أبدا لست راضية عن ما فعله زين الرجال ،لكن لا أستطيع أن أكسر كلمه ولدي أو أقل من قدره، فاستمعي يا بنت القاهرة لنا عاداتنا و تقاليدنا التي لو فكرتي في الخروج عنها لن يرحمك أحد و اولهم زين،  لا تظني أن ولدي سهل المنال كبقيه رجالكم بالقاهرة ،ولدي زين الرجال اسم على مسمى لا مثيل له ، فلا يغرنك عقلك و تظني انكي ستستطيعين استمالته و أن تجعليه خاتما في إصبعك،  كوني طوعه تكن حياتك رغد
قمر : القول قولك يا حاجه زهره ستثبت لك الأيام حسن نواياي
 سنري ذلك قالت زهره
و غادرتها حتى دون أن تقول لها مبروك
 دخلت زينه فلاحظت مدي تغير وجه قمر و انزعاجها فطيبت خاطرها  و أبلغتها ان الحاجه زهره لا يوجد أطيب منها لكنها فقط ما زالت متضايقة مما حدث و كانت تتمني ان تزوج زين على طريقتها و لكنها بالتأكيد ستتقبل الوضع
اقيمت الولائم و علقت الأنوار و أطلقت الأعيرة النارية على مدار الأيام احتفالا بزواج الزين،  لم تري قمر زين أبدا  هكذا كانت التعليمات إلى أن يأتي يوم العرس كان زين يقيم في المضيفة
  و في يوم العرس
 وجدت قمر فستانا معلقا في غلاف وعلبة زرقاء من القطيفة وجدتهم علي السرير في غرفه زينه  و على العلبة كارت مكتوب على غلافه قمر
 فتحته فوجدت ما نصه
قمري الذي انار ليلي السرمدي اتمني أن يعجبك ذوقي فأنا علي يقين أنك لم تفكري في الفستان و لا في الشبكة ففكرت أنا بدلا منك فلا فرق بيننا
  زين الرجال
فتحت غلاف الفستان فهالها ما رأت فستان زفاف أبيض مزين بالخيوط الفضية اللامعة لم تكن حتى لتحلم أن ترتدي مثله، لقد أبهرها الفستان حقا أما العلبة الزرقاء فكانت تحتوي على طقم ألماسي مزين بفصوص الفيروز الأزرق
دخلت زينه الغرفة و ابتسمت عندما رأت رد فعل قمر على الهدية و قالت هيا هيا لا وقت لهذا الدلال ستأتي خبيرة التجميل الآن
زينت قمر و كانت حقا كالقمر يحيط بها هاله عجيبة من الهدوء و الجمال تشد إليها كل من يراها فلا يملك سوي أن يقول سبحان الخلاق ما شاء الله
اول من راها كانت زهره فدمعت عيناها و احتضنتها و قالت فليقدر لكما الله الخير و ألبستها الكردان الذهبي يعانق جيدها بجوار الطقم الماسي
تمت مراسم العرس و صعد زين إلى جناحه مع قمر
وقفت والدته علي الباب و حدثته قائله
لا تتأخر يا زين ليس هذا وقت الدلال الرجال ينتظرون
زين:  حسنا يا حاجه زهره اطمئني سيرفع ولدك رأسكم عاليا و استأذن منها و أغلق الباب
كانت قمر ينتابها الفضول من هذا الحديث و لم تفهم شيئا  اقترب منها زين و قبلها من رأسها و قال فليبارك الله لي فيكي و يرزقنا الخير
 بدلت فستانها و صليا سويا هو إمامها لكم كانت سعادتها عارمه
 بعد الصلاة قام زين من مكانه و خلع عنه جلبابه بسرعه ارتعبت قمر  خاصه عندما وجدته يخرج سلاحا ابيض من درج الكومود و فتحه و جرح نفسه
 صرخت قمر ماذا تفعل؟
اهدئ لا تخافي سترين الان أحضر شاشا ابيض من تحت الوسادة و مسح به دمائه ضغط على الجرح إلى أن توقف الدم ، ثم ارتدي جلبابه و خرج للشرفة  ملوحا بالشاش المضرج بالدم و دخل،
 توالت الأعيرة النارية بكثافه  شديدة حتى أن قمر من شدة خوفها من الصوت  ألقت بنفسها في أحضان زين، أخذها بين أحضانه
و قال لا تخافي أبدا و أنا بجوارك إنهم يحتفلون بنا  لا أحد يعلم أنك سبق لك الزواج ، لم يكن أهلي ليرضون بذلك أبدا و أنا لا أحب أن أغضبهم أو أن أخرج عن طوعهم
هيا لنتناول الطعام
نظر لها هل ستتناولين الطعام بالإسدال يا قمر؟  بدلي ملابسك
 بدلت ملابسها و ارتدت قميصا طويلا ابيض من الشيفون و فوقه روب طويل وخرجت له
فتهللت أساريره ، و اقترب منها أخذها بين أحضانه ، لم تخف أو ترتعد بالعكس كانت تحس أنها جزء منه ،أحس هو بسكونها بين يديه فأخذ يبثها شوقه و قبلاته ، و ذهبا سويا لدنيا الاحلام على سيمفونيات الهوى و الغرام ،كانت تطير علي السحاب،  مشاعر لم تشعر بها أبدا
 يا إلهي ساعدني ،لا أريد الاستيقاظ من هذا الحلم الوردي ،كانت هذه كلماتهما معا
حقا كانت هذه هي ليله عرسها و كأنها عذراء تزف لأول مره، خمدت قليلا جمرات الهوي تحت وطأة التعب، ما زالا في أحضان بعضهما يتناجيان الهوي
الطرقات علي الباب أيقظتهما صباحا ،الحاجه زهره و زينه و الأقارب
ذهب ليفتح الباب و ارتدت ملابسها و خرجت لهم و انهالت التهاني و التبريكات انفردت بها زهره قبل أن تغادر
 مر يوم يا بنيتي من التسعة أشهر انتظر حفيدي بفارغ الصبر
 نزلت الكلمات علي قمر كالسهم الحارق
ودع زين أمه و أهله و دخل لقمر ليجدها جالسه على طرف السرير واجمه عابسة تتزاحم العبرات في عينيها تريد الخروج لكنها تجاهد لتمنعها
زين : يا إلهي ما بك يا قمر؟
 قمر :  لقد تحايلت علي أهلك بليلة العرس  فكيف ستتحايل عليهم في وريثك ؟ أنا أرض بور لا أنجب و لن أنجب
 و انهمرت الدموع  أنهارا من عينيها
 كيف لم يفطن زين لهذه النقطة لقد تزوجت حسن خمس سنوات و لم ترزق بالولد
 أخذها بين احضانه و هدأها و سألها أريد أن أعرف ماذا قالت لك الطبيبة أو الطبيب الذي كشف عليك ؟
قمر : لم يكشف علي احد
 زين : ماذا تعنين؟ فمن أين عرفتي أنك لا تنجبين  ؟
قمر :  حسن قال ذلك    دائما كان يقول لي أنت أرض بور لن تنبت أبدا  
زين:    هذا لا يعني شيئا فليذهب حسن و كلامه للجحيم ما دمت لم أسمع من الطبيب انك لا تستطيعين الانجاب فلن اصدق ، عندما نعود للقاهرة سنذهب للطبيب اهدئ و لا تشغلي بالك بهذا الموضوع و انظري الي يا قمر حتى لو كان هذا الكلام صحيحا فانا لن أتركك ، انت الان مني مجري الروح من الجسد  لن نفترق انت لن تكوني ابدا ارضا بور ستكونين ارضي التي ابثها حبي و اشتياقي و ختم زين كلامه بقبله طويله سبحت بهما لعالم الغرام
امضيا شهرا في بلدته ثم عادا للقاهرة كانت الفيلا استعدت لاستقبال العروس بخدم جدد
ذهبا سويا للطبيبة  قبل الكشف كانت قمر في قمه توترها و انفعالها  حتي أنها فقدت وعيها و أفاقت على حضن زين و هو يهنئها
 ألف مبروك يا قمري الف مبروك يا أحلى أم 
لم تستوعب قمر ما قاله زين نظرت للطبيبة مستفهمه ضحكت الطبيبة و قالت لها
 صحيح  أنت حامل في الشهر الأول  أريد أن تنتبهي لصحتك جيدا و تتناولي أدويتك بانتظام
فور أن علمت الحاجه زهره بالخبر حتى طارت اليها في القاهرة و ظلت بجوارها لم تكن قمر لتصدق كم الحنان الذي تغدقه زهره عليها و مدي خوفها عليها و على الجنين كانت زهره تتمني حفيدا ذكرا بالطبع لكنها كانت راضية بكل ما ينعم به الله على ولدها و لم ترض بأن يعرفوا نوع الجنين و خاصه عندما علمت أنهم ثلاثة تواءم لم تنقطعا من البكاء زهره و قمر
  يبدو أننا سننقل الاقامة لديكم يا أمي  و ضحك زين
يوم الولادة كانت قمر في قمة الخوف كانت تتمني أن تعيش لترى أولادها لكنها كانت خائفة أن تقضي نحبها كأمها و هي تلد
 طلبت من زهرة أن تتركها وحدها قليلا مع زين
و هل هذا وقت الدلال يا قمر
 ارجوك يا أمي خمس دقائق فقط
ضحكت زهره و تركتهم
 قمر : زين استمع لي جيدا حياتي معك أزالت كل حزن و ذل أصابني قبلك ، حياتي قبلك لم تكن اصلا بحياة ،وجودك هو ما أنار حياتي و جعلني أشعر بكل جميل في الحياه ،لست نادمه على يوم واحد قضيته بجوارك ،انا لا أحبك يا زين ،أنا أذوب عشقا فيك بكل جوارحي
لم يجد زين كلمات بعد هذه الكلمات سوى أن يضمها لتسمع نبضات قلبه التي تهدئ من روعها قاطعهم دخول الممرضة
هيا يا سيدة قمر حان الوقت
ولدت قمر صبيان و فتاه عاشت قمر لتصبح أم الأولاد
 أم شاهين و زهرة و عمر
بعد ان إشتد عود الأولاد،  استكملت قمر دراستها لتصبح مهندسة ديكور،  افتتح زين لها شركة خاصة،  و أصبحت من أهم الشركات في البلاد  ،لم تقصر قمر أبدا في حق زين أو أولادها
عاشت قمر الحياه كما يجب أن تكون ، حققت كل ما كانت تتمنى بل أكثر مما كانت تتمنى
 و يفتح الله بابا بعد الضيق لم تظن أنه قد يفتح
تمت بحمد الله


 نشوه أبوالوفا

powered by Blogger | WordPress by Newwpthemes | Converted by BloggerTheme