قراءة وتحميل رواية (الوخز ) - للكاتب حسين العبرى - مجلة الشفق




قراءة وتحميل رواية (الوخز ) - للكاتب حسين العبرى - مجلة الشفق

 تدور حول شخص يتمتع بمعدل ذكاء عالي جدا وقد كان في مقتبل حياته العلمية ملتزما بتعاليم الشرع وأظنه كان متشددا ولكن بتدريج غير أفكاره وانساق وراء الفلسفات والصراعات الفكرية التي تمر بالعالم الأدب والثقافة فتحول بدرجة 180 إلى النقيض مباشرة فأصبح لا يحترم من شعائر الدين إلا ما ألزمه القانون الأرضي بها أما غير ذلك فقد رفع يده عنها!!
 توقد نباهته و فلتات الجرأة التي يتمتع بها في بعض الأحيان، انظروا إلى هذا الموقف أثنا التحقيق الذي جرى بينه وبين المحقق:
أثناء حديثه للمحقق بعد سؤالهم إياه لماذا لا تخاف ؟ قال إنكم تعتبروني أحد إثنين إما متدين والملتزم لا يخاف إلا الله تعالى ولا يخافكم أنتم ، و إما ملحد و الملحد لا يخاف الله الذي يخافه المتدين .. فلماذا الخوف؟؟!!!
وموقف آخر في أثناء الجلسة الأخيرة في الرواية بين الرؤساء الأمن و المتهمين ، وأثناء تحدث المسؤول حول عدم تكرار الأمر ثانية ونصيحته لهم ، قال له بطل الرواية ، إن في هذا الحديث واحد من ثلاثة ، إما أن تتكلم عن نفسك أو عن الحكومة أو عن المجتمع ؟
فإن كنت تتكلم عن نفسك فنحن أغنياء عن استماع كلامك فوفره لنفسك، و إن كنت تتكلم عن الحكومة و إيصال تعلميات فهذا الشيء أنت فقط مجرد موصل للخبر وعلينا السمع ، وإن كنت تتحدث عن المجتمع فنحن مثلك أيضا نتكلم عن المجمتع و نحن أدري به !!
هذا التفصيل العجيب أثار غضب المسؤول مما أدى إلى طرده من الاجتماع وكاد أن يسجن مرة أخرى لولا تشفع له أحد الحاضرين.
نأتي إلى نقطة أخرى وهي شخصية الكاتب فبعض الأراء تقول إنه أراد استغلال الدين و مواجهة الأزمة للشهرة و مدح الذات، وأقول إنه وضع الدين وراء ظهره وهو لا ينكر هذا ، ولكن أراه من روايته أنه إنسان ضعيف يطلب المساعدة في الكثير من الأحيان ويتخيل أناس يقفون بجانبه يشجعونه لأنه يحس بعجز شديد لمواجهة الأزمات، دائما القهوة رفيقته حتى تساعده على التركيز، إنسان لا يجد الطمأنيية عندما يذهب إلى البيت، يشك في أقرب الأشخاص إليه، مستعد فعل كل شيء حتى لا يتعب العقل المتوقد من الذكاء..!! 






اقتباس من الرواية: 

وأحاول أن أضع خطتي. لست ساذجاً بعد كل شيء؛إن مثل هذه الأمور ربما ألقمتني حجرة ضيقة في سجن مركزي



عن الكاتب 

كاتب وطبيب عماني، من مواليد 1972. نشر ثلاث روايات "ديازيبام" 2000، "الوخز" 2005 و"المعلقة الاخيرة" عام 2006 عن دار الانتشار العربي في بيروت، بالاضافة الى مجنوعته القصصية التي نشرت عام 2003 بعنوان "نوافذ وأغطية وأشياء أخرى". حاصل على وسام السلطان قابوس للأدب والفنون عام 2007

powered by Blogger | WordPress by Newwpthemes | Converted by BloggerTheme